كويبوكا – Kwibuka : من جراح رواندا إلى إنذار السودان
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
في مثل هذا الشهر قبل واحدٍ وثلاثين عامًا، غرق العالم في صمت قاتل أمام واحدة من أبشع الإبادات الجماعية في التاريخ الحديث. منذ واحدٍ وثلاثين عامًا، حلّ الظلام على رواندا وخلال مئة يوم فقط، قُتل أكثر من مليون إنسان بدم بارد، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.كويبوكورفض تكرار الجريمة.
في السابع من شهر أبريل حيت رواندا ذكرى كويبوكا الحادية والثلاثين، وفي الخامس عشر من أبريل حلت علينا في السودان ذكري كارثة نشوب الحرب والحرب مستمرة للعام الثالث التي تفرض علينا الذاكرة مسؤولية ان ننهض جميعا في وجه الحرب التي دمرت البلاد وقتلت عشرات الآلاف او أكثر وشردت وأفقرت الملايين وحولت البلاد الي اكبر كارثة إنسانية في العالم .
السودان: حرب تُغذيها الكراهية
منذ أبريل ٢٠٢٣، دخل السودان دوامة حرب مدمرة، حرب بدأت بصراع سياسي وعسكري حول السلطة والثروة لكنها مع مرور الوقت تحولت إلى تهديد وجودي للوطن بأكمله.
العام الثالث من الحرب لا يحمل فقط استمرارًا للدمار، بل إشارات خطيرة على تحوّل الصراع إلى حرب أهلية واسعة النطاق. فوق الركام والجراح، تتسلل خطابات العنصرية والكراهية، معلنة مشروعًا مدمرًا:
• مشروع يهدف إلى إعادة السلطة بالقوة والقضاء على الثورة، حتى لو إدي الي تشظي وتقسيم السودان
• مشروع قائم على تحريض إثني وعرقي ممنهج.
• مشروع لا يرى في السودان وطنًا مشتركًا، بل غنيمة لمن ينجو من المجزرة.
التاريخ لا يكرر نفسه إلا إذا سمحنا له.
ما نشهده اليوم من تطبيع لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن تبرير للانتهاكات العرقية والمناطقية، يثير قلقًا عميقًا.
فالكلمات التي قتلت في رواندا مليون إنسان، تُقال اليوم في السودان.
والمجتمع الدولي، كما في ١٩٩٤، يبدو مترددًا وعاجزًا، يراقب المأساة تتفاقم دون تدخل حاسم.
في رواندا، بدأ كل شيء بخطاب. بالتحريض، بالتقسيم، بتجريد الضحايا من إنسانيتهم.
وفي السودان اليوم، تتكرر البدايات ذاتها وتستمر الحرب الي نفس المآلات والمغيبون من الشعب يقادون بالأكاذيب باعلام نظام التفاهة الممول بما تم نهبه من موارد السودان خلال عقود التيه وتحكم الفاسدين والمجرمين الذي يهللون اليوم بالوطنية والكرامة لحرب في حقيقتها صراع حول السلطة والثروة ضحيتها الاولي والأخيرة السودان وشعب السودان
كويبوكا: التذكّر مقاومة إحياء ذكرى كويبوكا ليس مجرد مناسبة، بل فعل مقاومة ضد الصمت. نتذكّر لكيلا نصبح شهودًا جبناء على مذبحة أخرى.
من جراح رواندا نتعلم أن الإبادة لا تحدث فجأة، بل تُزرع في العقول أولاً. ومن واقع السودان اليوم ندرك أن الخطاب العنصري ليس مجرد خطر محتمل، بل طريق معبد نحو كارثة جماعية.
لهذا، فإن مسؤوليتنا اليوم ان نرفض استمرار الحرب وتقف ضد الأصوات التي تزرع الفتنة ليظل السودان وطنًا واحدًا، لا ساحة لتصفية الحسابات.
كلمة أخيرة التاريخ يراقب. والشعوب التي لا تتعلم من جراحها محكوم عليها أن تنزف من جديد.
o.sidahmed09@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
مساعد وزير الخارجية المصري السابق : الدخول في المثلث الحدودي محاولة لجر مصر للحرب في السودان
أكد مساعد وزير الخارجية مسؤول ملف السودان بالخارجية المصرية السابق السفير حسام عيسى أن العدوان المشترك بين مليشيا الدعم وقوات خليفة حفتر على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا هو محاولة لجر مصر للحرب في السودان.
وقال عيسى سفير مصر السابق بالخرطوم، في تصريح خاص لموقع “المحقق” الإخباري، إنها محاولة لنقل الحرب للحدود المصرية السودانية، مشدداً على أن القيادة المصرية لن تنجر لحرب خارج حدودها، مضيفاً “كانت هناك محاولات عديدة في السابق لجر مصر مثلما حدث في مطار مروي في بداية الحرب، وادعاء الدعم بأن مصر ستشارك بطيرانها،
وكذلك مزاعم قائد قوات المليشيا محمد حمدان المتكررة بتدخل مصر في الحرب بالسودان”، مؤكداً أن هذه الاتهامات عارية تماما من الصحة، مشيراً إلى العلاقات الجيدة بين مصر وحفتر، وقال إن حفتر له قراراته التي تتوافق مع مصالحه.
كما أكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن مصر قادرة على حماية حدودها،
وقال تقديري أن مصر لن تنساق إلى هذا المستنقع، وموقفنا واضح في الدفاع عن الأراضي المصرية ولن نُجر إلى حرب إقليمية، مضيفاٍ أن موقف مصر الأساسي هو إيقاف القتال ووقف إطلاق النار في السودان والبدء في إعادة تعمير البلاد، موضحا أن هدف المليشيا من الدخول في المثلث الحدودي هو نقل الحرب إلى مناطق أخرى، بعد هزائمها في المناطق ذات الأهمية الكبرى في وسط السودان (الخرطوم – الجزيرة – سنار وغيرها)،
وقال إن شمال وغرب كردفان الآن تشهد عمليات كر وفر، ولذلك كان لابد من فرقعة إعلامية وسياسية لنقل الحرب لمناطق جديدة تحت سيطرة الجيش لرفع الروح المعنوية للمليشيا، لافتاً إلى أن هجمات الطيران السوداني على مطار نيالا كبدت الدعم خسائر فادحة،
وقال إن نقل الحرب للمثلث الحدودي تهدف لتشتيت جهود الجيش السوداني في مناطق جديدة
القاهرة – المحقق- صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتساب