عربي21:
2025-06-24@15:48:33 GMT

عيب.. ليسوا أولاد كلب!

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

صُدم الفلسطينيون وجميع المتابعين لما يجري في غزة بقول رئيس السلطة محمود عباس في شأن المقاومة ومقاتليها عندما وصفهم بـ"أولاد الكلب". هكذا دون تردد ولا حذر، ودون مراعاة لصمودهم وما يتعرضون له من قتل وفتك على أيدي الصهاينة. حدث ذلك علنا في خطابه الافتتاحي في المجلس المركزي الفلسطيني، وعلى الهواء مباشرة.

ومهما حاول أنصاره التخفيف من وطأة الكلمة النابية ووقعها السيئ على السامعين، فإن الطامة وقعت، والرسالة وصلت لجميع الأطراف بمن في ذلك قادة العدو، الذين يعملون ليلا نهارا من أجل تصفية القضية وابتلاع الأرض وتهجير سكانها.

للقيادة خصائص وضوابط وأخلاق، والقائد الحقيقي يحترم أبناء شعبه، ويحافظ على كرامتهم، خاصة أمام عدوهم؛ لا يحقّرهم، ولا يهينهم، ولا يقلل من أهميتهم التاريخية حتى وإن اختلف معهم، أو مع جزء منهم؛ لأن في ذلك تصغيرا من شأنه، ودفعهم بالضرورة إلى احتقاره ومعاداته. لا يعني ذلك مجاراتهم وتأييدهم في كل ما يفعلونه ويقولونه، وإنما يخالفهم فيما يعتبره خطأ صريحا، ويواجههم بمواقفه دون تهور أو ابتذال. العنف اللفظي لا يختلف عن رفع السلاح واستعماله ضد المخالفين والخصوم.

لست من المداحين لياسر عرفات، ولكن فيما أعلم كان كثيرا الحرص على رفع معنويات الشعب الفلسطيني، ووصفه في مناسبات كثيرة بكونه "شعب الجبارين"، خاصة خلال المحن الكبرى التي تعرض لها. ولا أعلم أن الفلسطينيين عاشوا محنة أقسى من هذه التي يعيشونها اليوم، وكان يفترض أن يلقوا الدعم المعنوي والسياسي على الأقل من قادتهم، وليس السب واللعن من قبل رمز السلطة.

جاءت نتيجة أعمال "المجلس المركزي" هزيلة ودون تطلعات الفلسطينيين وآلامهم، هذا بشهادة معظم الفصائل التي قاطعت الاجتماع أو لم تُدع إليه. وبدل أن يكون انعقاد المجلس، الذي تأخر كثيرا، فرصة لرص الصفوف وتوحيدها تحت راية واحدة هي راية منظمة التحرير، حصل العكس تماما، حيث ازدادت الفرقة بين مكوناتها، وتعمقت الفجوة بين السلطة من جهة، ومختلف الأطراف الفاعلة، بما في ذلك جزء هام من الفتحاويين الغاضبين على الأسلوب الذي تدار به شؤون السلطة. وبدل أن يحصل تقدم نحو تعميق الحوار وبناء المصالحة الوطنية، تعمق الشك الداخلي، وانسحب المزيد من التنظيمات ذات الوزن، وكان آخر المنسحبين من اجتماع المجلس وفد الجبهة الديمقراطية؛ بحجة "غياب الحد الأدنى من قواعد الحوار حتى قبل انعقاد المجلس" على حد تعبير نائبة رئيس الجبهة.

السياق الراهن سياق خطير جدا يتعلق بمصير شعب مهدد في وجوده، ويتعرض للإبادة بطريقة فجة ومنهجية وعلى المباشر، وكان يُنتظر أن تكون منظمة التحرير الهيكل المناسب للتجميع والتعبئة والتوجيه والضغط، أما أن تتحول المنظمة إلى ساحة للصراع وتعميق والانقسام، وأن تصبح مجرد آلية للتحكم والتسلط، فهذا أمر مشين لا يليق بشعب مكافح وصامد
الفلسطينيون أعلم بشؤونهم، ولكن بما أن قضيتهم هي قضيتنا، وأن مصيرا مشتركا يجمعنا، فإن ما قيل خلال هذا الاجتماع الأخير استفز الكثيرين بشكل واسع.

كان من المهم إحداث منصب نائب لرئيس منظمة التحرير، خاصة وأن أبا مازن تقدم به السن بعد رئاسة للمنظمة استمرت حتى الآن ثلاثين عاما، لكن الاقتصار على هذا القرار اليتيم الذي انعقد من أجله المجلس المركزي بعد انتظار طويل، أمر لافت للنظر، فالظرف الحالي ليس عاديا حتى تتم مناقشة مسألة تنظيمية كان بالإمكان حسمها في سياق آخر، أو على الأقل لا يخصص لها كل وقت الاجتماع.

السياق الراهن سياق خطير جدا يتعلق بمصير شعب مهدد في وجوده، ويتعرض للإبادة بطريقة فجة ومنهجية وعلى المباشر، وكان يُنتظر أن تكون منظمة التحرير الهيكل المناسب للتجميع والتعبئة والتوجيه والضغط، أما أن تتحول المنظمة إلى ساحة للصراع وتعميق والانقسام، وأن تصبح مجرد آلية للتحكم والتسلط، فهذا أمر مشين لا يليق بشعب مكافح وصامد.

بهذه الطريقة وبهذا السلوك لا يمكن الاستجابة لأي طلب يقدم لحركة حماس ولجميع فصائل المقاومة، لقد طلب منها أبو مازن تسليم الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة بدون مفاوضات وبدون مقابل، كما طلب منها تسليم سلاحها بلا قيد ولا شرط، وطلب منها أن تنسحب من غزة وتسلمها له دون نقاش، وأن تتحمل نتائج الحرب وحدها. هل هناك قائد سياسي يمكن أن يجرؤ على عرض مثل هذه المطالب وغيرها في لحظة فارقة من تاريخ بلده، ودون أن يشعر بالحرج، ولا يفكر حتى فيما ستسجله كتب التاريخ؟

رجاء، لا تجعلوا قصة آخر ملوك الأندلس تتكرر، فقد قيل أن أبا عبد الله محمد الثاني عشر باع لملك القشتاليين أملاكه في الأندلس ثم غادرها، وذلك في 7 آب/ أغسطس 1493م، فقالت له أمه "ابكِ مثل النساء ملكا مضاعا، لم تحافظ عليه مثل الرجال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الفلسطينيون غزة محمود عباس المقاومة منظمة التحرير فلسطين عباس مقاومة غزة منظمة التحرير مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منظمة التحریر

إقرأ أيضاً:

حريق هائل يلتهم قاعة أفراح في لحج أثناء حفل زفاف نسائي

الجديد برس| خاص| اندلع، مساء أمس، حريق هائل في “القاعة الذهبية” للأفراح والمناسبات بمنطقة صبر، جنوب محافظة لحج، أثناء حفل زفاف نسائي، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة، وسط حالة من الذعر وغياب تام للاستجابة الطارئة من الجهات المختصة. وأفادت مصادر محلية أن النيران اشتعلت بداية في غرفة مولد الكهرباء الخاص بالقاعة، قبل أن تمتد بسرعة إلى إحدى الزوايا التي كانت مكتظة بالنساء، وألحقت أضرارًا بالغة بجزء من المبنى، فيما لم تُسجل أي إصابات بشرية لحسن الحظ. المصادر أوضحت أن الحريق تصاعد بشكل سريع من المولدات الكهربائية وصولًا إلى أجزاء من القاعة، وسط عجز تام من الحاضرين عن إخماد النيران، في ظل غياب أي استجابة من فرق الإطفاء أو الدفاع المدني. وأكدت شهادات متطابقة أن محافظة لحج لا تمتلك معدات أو سيارات إطفاء، ولا طواقم دفاع مدني مؤهلة، رغم تكرار حوادث الحرائق، في إشارة واضحة إلى إهمال السلطة المحلية وغياب الجاهزية التامة لمواجهة الطوارئ. وتساءلت مصادر محلية وأهالي المنطقة عن مسؤولية السلطة المحلية وحكومة عدن تجاه أرواح المواطنين وممتلكاتهم، قائلين: “هل يُعقل أن تبقى حياة الناس رهنًا للإهمال واللا مبالاة؟! أين الحكومة؟ وأين الدولة؟ أم أن المواطن في هذه البلاد لا يستحق الحياة؟!” ويأتي هذا الحادث ليؤكد هشاشة البنية التحتية للخدمات الأساسية في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الرئاسي وحكومي عدن المواليان للتحالف، خاصة في ظل تدهور المؤسسات الخدمية، وعدم وجود خطط طوارئ فعالة رغم الكثافة السكانية والنشاط الاجتماعي المتنامي في مثل هذه المناطق. https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2025/06/حريق-هائل-يلتهم-قاعة-أفراح-في-لحج-أثناء-حفل-زفاف-نسائي.mp4

مقالات مشابهة

  • حريق هائل يلتهم قاعة أفراح في لحج أثناء حفل زفاف نسائي
  • «بيطري سوهاج» تواصل جهودها المجتمعية: علاج 975 حيوانًا في قافلة «أولاد مامن»
  • إعلامي إسرائيلي يتراجع عن تصريحه: “الأمر كان مجرد مزحة، قلت تركيا، وكان بإمكاني أن أقول مصر، أي دولة أخرى”
  • ترمب يعلن: اتفاق بين إيران وإسرائيل
  • قديم وكان مهددا بالسقوط على سيدة ونجلها.. ماذا حدث في عقار شبرا مصر بالقاهرة؟
  • إيران تُحبط مخططات تجسسية وإرهابية
  • المدني: الأطراف المتنازعة على السلطة في ليبيا ينقصهم صوت العقل والحكمة 
  • عقوبات بين 5 و7 سنوات حبسا ضد 7 أشخاص شكلوا عصابة احياء في أولاد فايت
  • فجر التحرير إرادة المقاومة
  • البديوي يؤكّد أن مجلس التعاون يولي أهمية قصوى للعمل الإسلامي المشترك