لطالما كانت دار الأوبرا المصرية أيقونة للفن الرفيع ومنارة ثقافية ليس لمصر وحدها بل للعالم العربي بأسره، ولكن، كما تذبل زهرة إذا جُففت منابعها، شهدت الأوبرا خلال السنوات الأخيرة حالة من التراجع اللافت، نتيجة ضعف في الإدارة، وغياب للرؤية الفنية، وإهمال لروح المكان الذي صنع أمجاد الثقافة والفن، اليوم، ومع صعود الدكتور علاء عبد السلام إلى سدة رئاستها، تعود الأسئلة الملحة إلى الواجهة: هل يستطيع أن يعيد للأوبرا مجدها الغابر؟ وهل ينجح في بث الحياة في جسدها المتعب؟

في السنوات الأخيرة، كانت الأوبرا تسير بلا بوصلة، تجارب ضعيفة، مواسم فنية باهتة، ندرة العروض الكبرى، وتراجع الحضور الجماهيري، حتى كادت الهوية التي بنتها الأوبرا منذ نشأتها عام 1988 أن تبهت.

لم يكن الخلل في قلة الإمكانيات فقط، بل في اختيارات قيادات تفتقر للرؤية والخبرة الفنية الحقيقية، غاب التخطيط بعيد المدى، وتراجعت قدرة الأوبرا على اجتذاب كبار الفنانين محليًا ودوليًا، تحولت بعض فعالياتها إلى مجرد نشاط روتيني بلا روح، وتراجعت ثقة الجمهور النخبوي الذي لطالما اعتبر الأوبرا معبده الثقافي المقدس.

تولي الدكتور علاء عبد السلام رئاسة دار الأوبرا المصرية حمل في طياته آمالًا كبرى، الرجل ليس غريبًا عن الدار، بل هو أحد أبنائها الذين تربوا على خشبتها وأدركوا منذ البداية قدسية الفن وعمق رسالته.

عبد السلام، الذي يتمتع بسجل فني وإداري مميز، جاء محملاً برؤية إصلاحية واضحة: استعادة الريادة الفنية للأوبرا، رفع مستوى العروض، تعزيز الحضور الدولي، والأهم، إعادة بناء الثقة بين الدار وجمهورها، خطواته الأولى تؤكد أنه لا يبحث عن حلول تجميلية مؤقتة، بل يسعى لتجديد عميق يبدأ من جوهر العمل الفني والإداري معًا.

من أبرز أولوياته علاء عبد السلام، تطوير برامج العروض لتواكب الأذواق الرفيعة دون الانسلاخ عن الحداثة، إعادة ضخ دماء جديدة عبر اكتشاف ودعم المواهب الشابة، استعادة الفرق العالمية الكبرى لإحياء ليالي الأوبرا بمستوى دولي، الاهتمام بالبنية التحتية الفنية والإدارية، بما يليق بمكانة الأوبرا كصرح ثقافي عريق.

لن تكون مهمة الدكتور علاء عبد السلام سهلة، فالتغيير في مؤسسة ثقيلة وعريقة مثل الأوبرا يحتاج إلى: مواجهة البيروقراطية المتجذرة، تحديث آليات الإدارة والتسويق الثقافي، خلق شراكات دولية فاعلة ترفع اسم الأوبرا في المحافل العالمية، استعادة الجمهور المتخصص الذي هجر بعض الفعاليات لفقدانها الجودة.

إنه صراع بين التغيير والحفاظ على الأصالة، بين التجديد واحترام التقاليد الفنية العريقة، فعيون المثقفين، والفنانين، وعشاق الأوبرا، اليوم، تتطلع إلى خطوات الدكتور علاء عبد السلام بشغف وحذر، الكل يأمل أن تنفض دار الأوبرا المصرية عنها غبار الإهمال، وتعود قبلة للفن الراقي كما كانت، بل أقوى وأكثر إشراقًا.

طباعة شارك دار الأوبرا المصرية منارة ثقافية علاء عبد السلام برامج العروض تجارب ضعيفة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الأوبرا المصرية منارة ثقافية علاء عبد السلام الدکتور علاء عبد السلام دار الأوبرا المصریة

إقرأ أيضاً:

علاء الزهيري: التكنولوجيا تعزز كفاءة التأمين الطبي وتحد من الاحتيال وتخفض التكاليف على العملاء

أكد علاء الزهيري، رئيس اتحاد شركات التأمين  خلال جلسة بعنوان «تعزيز قدرات الخدمات الطبية لتلبية الطلب المتزايد في ضوء الموازنة بين التكلفة والسعر» ضمن فعاليات القمة السنوية الثانية للاستثمار في الرعاية الصحية، أن التطورات التكنولوجية في قطاع التأمين الطبي ساهمت بشكل كبير في تحسين كفاءة العمليات وتقليل الغش والاحتيال في الفواتير الطبية.

الرعاية الصحية: حجم الاستهلاك المحلي للأدوية يصل إلى 400 مليار جنيهالرعاية الصحية: توسع مرتقب في الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية مع تنامي الطلبنائب رئيس الوزراء: الإنفاق على الرعاية الصحية يتخطي 617 مليار جنيه في 2026الرعاية الصحية: مجلس إدارة الهيئة يعتمد الخطة الاستراتيجية الجديدة للهيئة 2025-2032 الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة يتيح لشركات التأمين مراجعة ملايين الفواتير بسرعة ودقة

وأشار الزهيري إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة يتيح لشركات التأمين مراجعة ملايين الفواتير بسرعة ودقة، والتأكد من صحة الخدمات المقدمة قبل صرف التعويضات، مما يحمي العملاء من تحمل تكاليف إضافية نتيجة الاحتيال.

وأوضح أن التكنولوجيا ساعدت أيضًا في تبسيط إصدار وثائق التأمين وتسليمها للعملاء إلكترونيًا، ما يوفر الوقت والجهد ويقلل من المصروفات التشغيلية، إضافة إلى تعزيز قدرة شركات التأمين على تقديم خدمات شاملة لملايين المواطنين والمقيمين.

وأكد الزهيري أن شركات التأمين تعمل بالتعاون مع هيئة التأمين الصحي الشامل لتقديم خدمات متكاملة تشمل التغطية الأساسية والتكميلية مثل خدمات الأسنان، مع السعي لتوسيع نطاق التغطية بما يخدم أكبر عدد ممكن من المواطنين، مع توجيه جزء من الموارد لتحسين البنية التحتية الطبية وبناء مستشفيات جديدة.

طباعة شارك الذكاء الاصطناعي شركات التأمين علاء الزهيري اتحاد شركات التأمين الاحتيال في الفواتير الطبية

مقالات مشابهة

  • القومية العربية للموسيقى تعزف مؤلفات بليغ حمدي على مسرح الجمهورية.. الأحد
  • سيمفونية مصرية تظهر للنور لأول مرة في الأوبرا
  • وكيل تعليم كفرالشيخ يتابع انتظام الدراسة بمدرسة الشهيد جلال الدسوقي في بلطيم
  • كاريكاتير د. علاء اللقطة
  • ترقية المهندس علاء الحمايدة مديرًا في أمانة عمّان الكبرى
  • هيئة الاستثمار تستضيف اجتماع اللجنة الفنية للتعاون الاستثماري المصرية التونسية
  • لأول مرة| الأوبرا تستضيف الموسيقار العالمي ستيف بركات
  • متخصص بالشأن العسكري: الدولة المصرية تعمل على امتلاك القوة للحفاظ على السلام
  • لقاء «حرب اللغات في عصر الذكاء الاصطناعي» على مسرح سيد درويش بالإسكندرية
  • علاء الزهيري: التكنولوجيا تعزز كفاءة التأمين الطبي وتحد من الاحتيال وتخفض التكاليف على العملاء