العدو الأمريكي بغطرسته وقوته، ونحن اليمنيين بقوة الله
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
د. نجيب علي مناع
في خضم العدوان الصهيوني على غزة، وبعد أن أثبت الصهاينة مرةً تلو أخرى نقضهم للعهود والاتفاقات، وتجردهم من أدنى معاني الإنسانية، شنّوا هجومًا همجيًا استهدفوا من خلاله المدنيين العزل، وارتكبوا أبشع المجازر في حق الأطفال والنساء والشيوخ، بل وسعوا إلى تهجير الأهالي من بلداتهم وأراضيهم قسرًا، في مشهد يعيد إلى الذاكرة نكبة عام 1948م، لكن بصورة أشد وحشية وإجرامًا.
أمام هذا العدوان، وحسب تصريح قائد المسيرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – “إن عدتم عدنا”, قامت القوات المسلحة اليمنية بإعادة تفعيل قرار منع مرور السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، مستهدفةً أيّ محاولة لكسر هذا الحصار الشعبي العربي.. والرد الأمريكي لم يتأخر، إذ دفعت واشنطن بأربع بارحات حربية إلى البحر الأحمر، في محاولةٍ لفرض الهيمنة على ممرّات الملاحة الدولية بالقوة، كما قامت باستهداف مناطق متعددة في اليمن، ما أسفر عن سقوط العشرات من الشهداء ومئات الجرحى، وتدمير للبنية التحتية، في محاولة فاشلة لتركيع الشعب اليمني وكسر مواقفه الصلب تجاه القضية المركزية.
لكنّ هذه البوارج لم تكن في مأمنٍ، حيث تعرّض بعضها لإصابات مباشرة خلال العمليات الدفاعية للقوات اليمنية، وقد وردت تقارير استخباراتية، لم تنفها وزارة الدفاع الأمريكية حتى الآن عن إصابة بارجة “”يو إس إس ترومان” (USS Truman), ومحاولة واشنطن استبدالها بوحدة بحرية بديلة بعد تعرّضها لعطبٍ، جراء عملية نوعية، تمّت في عمق البحر الأحمر.
هذه العمليات اليمنية الناجحة تأتي في سياق الرد على العدوان الأمريكي الغاشم، وتأكيداً على قدرة القوات اليمنية على التصدي لأي تهديدات تمس سيادة البلاد، كما أعلنت القوات المسلحة اليمنية استمرار عملياتها النوعية في البر والبحر إسناداً ومناصرةً لإخواننا في غزة وفلسطين، ومشددة على أن العدو فشل في التأثير على القدرات العسكرية اليمنية، ومفندة الادعاءات الأمريكية بتحطيم الترسانة اليمنية.. من جهة أخرى، فإن هذا التصعيد الأمريكي يُعدُّ مخالفةً واضحةً للقانون الدولي وجريمة حرب مكتملة الأركان، والذي استهدف الأعيان المدنية، في محاولة ثني اليمن عن مناصرة القضية المركزية.
إنّ الشعب اليمني، برغم تواضع إمكاناته العسكرية مقارنة بالآلة الحربية الأمريكية، لا يزال يُراهن على قوة الله، وعدالة قضيته، وإيمانه بأنّ الإرادة الحرة لا تُقهر، فالصراع لم يعد فقط سياسيًا أو عسكريًا، بل هو صراع إرادات، بين من يعتمد على الطائرات والبوارج، ومن يعتمد على الله، ويقف بصلابة إلى جانب المستضعفين. ومن هنا، فإنّ العالم اليوم أمام اختبارٍ حقيقيّ، إمّا أن ينحاز للعدالة وحقوق الشعوب، أو يظلّ رهينة لمنطق القوة والغطرسة، أما الشعب اليمني، فقد قرّر خياره، وسيتصدى للعدو الأمريكي والصهيوني حتى يتحقّق النصر بإذن الله .
ختامًا، نقول لقد امتزج الدم اليمني بالدم الفلسطيني، وتوحدت المواقف في ميادين العزة والصمود، ورغم خذلان القريب وتآمر البعيد، لم تهتز ثقة اليمنيين والفلسطنيين بالله، ولم تضعف عزائمهم، وإننا منتصرون بإذن الله، لا بقوتنا، بل بقوة من لا يُهزم أبدًا، الله عز وجل.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
انتصار إيران كشف هشاشة الكيان
في مشهد يعيد رسم معادلات القوة في المنطقة، خرجت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من 12 يومًا من العدوان الصهيوني الأمريكي أكثر تماسكًا وصلابة بينما خرجت إسرائيل تجر أذيال الهزيمة والانكسار على كل المستويات. حرب الأيام القليلة كانت كاشفة لاختلالات الكيان وأوهامه ومانحة لطهران فرصة ذهبية لتعزيز قدراتها وفضح أعدائها.
لم يعرف تاريخ كيان إسرائيل سلسلة نكسات بهذا العمق كما شهدها خلال الأيام الاثنى عشر الماضية. فمنذ الضربة الأولى للعدوان انكشفت هشاشة الجبهة الداخلية الصهيونية وتوالت الإخفاقات على المستوى العسكري والاستخباراتي والسياسي، حتى بات الكيان في أسوأ حالاته المحلية والإقليمية والدولية.
ورغم ما حُشد من قدرات عسكرية واستخباراتية عجزت أمريكا والكيان الصهيوني عن تحقيق أحد أبرز أهداف العدوان: تدمير البرنامج النووي الإيراني. فالمواقع الحيوية بقيت آمنة والمنشآت الاستراتيجية لم تُمس مما يشكل هزيمة صريحة للمخطط الغربي الصهيوني الذي طالما روّج لإمكانية توجيه ضربة قاصمة لطهران.
لم يفلح العدوان في تحييد القوة الصاروخية الإيرانية بل على العكس كانت هذه القوة في قلب المعركة توجه موجات من الضربات النوعية وتختبر أنظمة جديدة بفعالية ميدانية. سلاح الجو الفضائي الإيراني أثبت جاهزيته وابتكاريته ليؤكد أن زمن احتكار السماء قد ولى.
وبالتالي العدو راهن على الداخل الإيراني لكن حساباته سقطت سريعًا. فبدل أن ينجح في زعزعة الأمن انكشفت مئات شبكات التجسس وتم ضربها بفعالية. كانت هذه الصفعة الاستخباراتية مؤلمة وكاشفة لمدى توغل العدو في أساليب الحرب غير المعلنة لكنها شهادة على يقظة الأجهزة الإيرانية وتطورها النوعي.
وبالمجمل.. النتيجة النهائية لهذا العدوان كانت واضحة: إيران تخرج أكثر صلابة من أي وقت مضى على المستوى الشعبي والسياسي والعسكري، بينما كيان إسرائيل غارق في أزماتها منقسم داخلياً ومعزول خارجياً بعد أن فشل في تحقيق أي من أهدافه.
لم تكن الحرب مجرد مواجهة عسكرية بل كانت صراعاً على الوعي. وقد خرج الإيرانيون أكثر إدراكاً لخطورة العدو وأكثر التفافًا حول قيادتهم. لقد تكشّف وجه العدو الحقيقي، وانكسر قناع الردع الصهيوني وسقط وهم القدرة الأمريكية على الحسم.
لقد كانت تجربة العدوان الأخيرة على إيران منعطفاً استراتيجياً بالغ الأهمية أكدت من خلاله طهران قدرتها على الصمود والتصعيد والجهاد والقتال وأثبتت أن زمن الهيمنة العسكرية والسياسية لأمريكا وإسرائيل في المنطقة قد انتهى.