الهلالي والمساواة في الميراث بين الذكر والأنثى بالاستفتاء!!
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
تناولنا في مقالنا السابق حالة من حالات تجرؤ سعد الدين الهلالي على ثوابت الشريعة، وكم الافتراءات التي يفتريها على أحكام ثابتة، من خلال كلامه عن الحجاب، ومحاولة نفي فرضيته ووجوبه، ولكن الأدهى أن الهلالي في نفس اللقاء على قناة العربية والتي كذب فيها على الفقه الإسلامي في موضوع الحجاب، أكمل في تجرؤه على فريضة أخرى، أشد ثبوتا، وهي: الميراث، فدعا للمساواة بين الذكر والأنثى في الميراث، وقد كان قال نفس القول منذ سنوات، مؤيدا ما ذهب إليه السبسي رئيس تونس الراحل، حين دعا لسن قانون بذلك في تونس.
وقد ساق نفس أدلة كلامه السابق لتأييد السبسي، لكنه هذه المرة زاد عن تدليسه على الشرع، فتناول قوله تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) النساء: 11، بأن الميراث جاء بصيغة الوصية، والوصية أمر مستحب، وبحرف اللام في قوله: (للذكر)، واللام هنا للملكية، أي: أنه يمكن أن يتنازل عنه، ويمكن أن يتم المساواة هنا بإجراء استفتاء للشعب فإذا أقر ذلك، يقر شرعا، وأن تركيا وهي عاصمة الخلافة سنة 1938م فعلت ذلك، وقانون المعاش في مصر يفعل ذلك.
كيف لأزهري درس اللغة، وأصول الفقه، فضلا عن أستاذ جامعي، يدرس الفقه لسنوات طوال، يزعم أن القرآن حين يأمر المسلم بعبارة الوصية، فمعنى ذلك أنها غير ملزمة، على الرغم من أن الهلالي في كل كتبه عن المواريث، يبين أن أول ما يفعل مع الميت، هو تغسيله ثم تكفينه ودفنه، ثم تسديد ديونه، ثم تنفيذ وصيته، لأنها في جملة الديون، وتنفذ الوصية قبل الإرث.فكيف لأزهري درس اللغة، وأصول الفقه، فضلا عن أستاذ جامعي، يدرس الفقه لسنوات طوال، يزعم أن القرآن حين يأمر المسلم بعبارة الوصية، فمعنى ذلك أنها غير ملزمة، على الرغم من أن الهلالي في كل كتبه عن المواريث، يبين أن أول ما يفعل مع الميت، هو تغسيله ثم تكفينه ودفنه، ثم تسديد ديونه، ثم تنفيذ وصيته، لأنها في جملة الديون، وتنفذ الوصية قبل الإرث.
ومفردة الوصية في القرآن وردت في شؤون العقيدة وأمهات الأصول، فقال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) الشورى: 13، وقال تعالى: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) البقرة: 132، فهل الوصية بإقامة الدين، وعدم التفرق فيه، هنا مجرد وصية، وهل الإنسان مخير فيها؟.
وقال تعالى عن البر بالوالدين: (ووصينا الإنسان بوالديه) فهل البر بالوالدين هنا ليس فرضا، وهل الإنسان مخير بين أن يبر والديه أو أن يعقهما؟ وقال: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) العنكبوت: 8، وكل مفردة الوصية بكل صيغها، لا تخرج عن إطار الوجوب والفرضية الملزمة، فلا ندري أهو ضلال مبين يقع فيه الهلالي، أم محي من عقله ورأسه أصول العلم؟!
والأعجب أن الهلالي له كتاب عن المواريث بعنوان: (فقه المواريث المقارن من هدي القرآن والسنة)، وقد صدر منه أربع طبعات، كانت آخرها قبل شهور، وكلامه فيها عن إرث البنات مع إخوانهن الذكور، هو النصف، ولم يجرؤ على ذكر قوله الذي ينشره في الإعلام منذ سنوات، تدليسا وتضليلا، لأنه يعلم أن كلامه هو محض استهلاك إعلامي، ولا يجرؤ عالم أن يذكر ذلك في ظل كتابة علمية بأدلة وتوثيق.
أعجب ما ذهب إليه الهلالي، أنه نادى بالمساواة في الميراث، بناء على استفتاء يجري بين الشعب، ولا ندري هل هنا يصل بمستوى تفكير الشعب لأن يكون فوق التشريع الإلهي؟ هل هو إيمان منه بقدر الشعوب ومكانتها؟ أم استهانة بالنص الإلهي الذي قال عنه الله: (فريضة من الله) وقال عنه: (تلك حدود الله)، وتوعد من يتعد هذه الحدود بالعذاب الأليم، فهي نصوص لا تحتمل وجهين، بل من النصوص ذات الدلالة الواحدة.وأعجب ما ذهب إليه الهلالي، أنه نادى بالمساواة في الميراث، بناء على استفتاء يجري بين الشعب، ولا ندري هل هنا يصل بمستوى تفكير الشعب لأن يكون فوق التشريع الإلهي؟ هل هو إيمان منه بقدر الشعوب ومكانتها؟ أم استهانة بالنص الإلهي الذي قال عنه الله: (فريضة من الله) وقال عنه: (تلك حدود الله)، وتوعد من يتعد هذه الحدود بالعذاب الأليم، فهي نصوص لا تحتمل وجهين، بل من النصوص ذات الدلالة الواحدة.
والأعجب من الهلالي وهو أستاذ الفقه وأصوله في جامعة الأزهر لسنوات طويلة، يدلل على ما يذهب إليه، بأنه قانون في تركيا، ويكذب فيقول عاصمة الخلافة، وهو قانون سنه مصطفى كمال أتاتورك بعد إسقاط الخلافة بأربعة عشر عاما، وهو قانون علماني، كان بناء على موقف علماني كاره للشريعة.
ثم هل درس الهلالي، أو درس لتلامذته أن من مصادر التشريع في الإسلام: القوانين التي يضعها البشر مخالفة للثوابت مخالفة واضحة؟ فإن بعض القوانين في بعض الدول تبيح محرمات، كتجارة الخمور والأعراض، فهل هذه القوانين ستلغي تحريم الشرع لها، فما قيمة مصادر التشريع الثابتة كالقرآن والسنة، إذا كان قانون يضعه شخص لا يؤمن بالشرع الإسلامي، سيقوم بإلغائه، فما قيمة وجود الأديان إذن، وما قيمة أن يظل الهلالي مدرسا للفقه بالأساس، وهو علم مهدد في كل فرائضه أن يلغيه أصغر دارس للحقوق والقوانين في أي جامعة، بقانون يسن، يصفق له مجموعة من الأعضاء أتوا للمجلس بالتزوير؟!!
وإذا كانت هذه ثقة الهلالي في استفتاء الشعب المصري، فما موقفه من أن يجري استفتاء على بقاء السيسي في منصبه أم عزله؟ هل يمكن أن يقبل بذلك؟ ولو أن سياسيا قام ونادى بهذه الدعوة ما موقف الهلالي من هذه الدعوة؟ معروف موقفه، سيحول الموقف من السيسي لموقف ثابت لا يتزحزح، بينما الثابت من الشرع حوله الهلالي بهواه لمتحول وقابل للتغيير.
هذا الاختبار هو حجر الزاوية في اختبار كل مدعي التنوير، فهم في الحديث عن الوحي، وعن التراث الإسلامي، لديهم تبجح ووقاحة في التعامل معه، شاهرين كل أسلحتهم للعمل في تشريح الوحي والتراث، بينما عندما يأتي الحديث عن السلطة السياسية تجدهم كهنة بكل ما تحمله الكلمة من الثيوقراطية، وإضفاء القداسة على من لا قداسة له، ونزع القداسة عن المقدس، والهلالي نفسه هو القائل عن محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق والسيسي، أنهما من رسل الله، بغض النظر عما يعنيه ويقصده، لكن الوصول بهما لهذه الدرجة من التعظيم، بينما لا يتعامل بنفس القدر من التقدير مع الثوابت الشرعية، ونصوص الوحي المقدسة، هي اختبار كاشف لمدى التردي العلمي والأخلاقي لدى هؤلاء، كهنة السلطة في كل زمان ومكان.
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الفقه مصر الإرث مصر رأي إرث جدل فقه قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المیراث الهلالی فی
إقرأ أيضاً:
مجدي الجلاد يسأل د. الهلالي: هل للزوج ولاية إرغام زوجته على الحجاب؟
كتب- محمد شاكر:
أكد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الله سبحانه وتعالى قال لا تذر وازرة أخرى أي أن الزوج ليس له أن يرغم زوجته على لبس الحجاب.
وقال الهلالي خلال حلقة من برنامج "أسئلة حرجة" الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، رئيس تحرير "مجموعة أونا الإعلامية" (التي تضم مواقع مصراوي، يلا كورة، والكونستلو، وشيفت): القانون الذي هو شرط رضائي في المجتمع أولى بالاعتبار.
وأضاف الهلالي: صلح الحديبية عام ٦ هجرية، كان النبي يأخذ ١٤٠٠ صحابي للعمرة، وفي منطقة الحديبية وقع الرسول صلح الحديبية بشروط مجحفة على المسلمين، وأصبحت هذه الشروط ملزمة للمسلمين وأي فتوى تخالفها باطلة.
وتابع الهلالي: أنت مسئول عن نفسك فقط أمام الله، وعن القصر من أولادك، وعن زوجتك في النفقة، وعن عقودك التي عقدتها مع غيرك، وأول ما تحاسب عنه يوم القيامة الدين.
وحل الدكتور سعد الدين الهلالي ضيفا على الحلقة الثانية من برنامج "أسئلة حرجة" الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، وتحدث حول عدد من القضايا الفقهية الشائكة مثل التنمر الديني والفقهي وحكم الحجاب وحلق اللحية ورأيه في تنبؤات ليلى عبداللطيف وغيرها من القضايا.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور سعد الدين الهلالي الأزهر برنامج أسئلة حرجة مجدي الجلاد الحجابتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
مجدي الجلاد يسأل د. الهلالي: هل للزوج ولاية إرغام زوجته على الحجاب؟
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
41 29 الرطوبة: 18% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك