#سواليف

تعدّ علاقة كيان #الاحتلال بالأقليات في الشرق الأوسط من أبرز محاور سياسته الإقليمية، وتشكل أداة استراتيجية ضمن عقيدته الأمنية منذ تأسيسه. يمكن تحليل هذه العلاقة عبر محورين أساسيين: #الأقليات داخل #الأراضي_المحتلة عام 1948 ( #الدروز كمثال)، والأقليات في الدول العربية والإسلامية (مثل الأكراد، والدروز)، فقد نظر مؤسس كيان الاحتلال دافيد بن غوريون إلى الأقليات في الشرق الأوسط مثل الدروز، الأكراد، والمسيحيين، كحلفاء محتملين للاحتلال في مواجهة الأغلبية العربية السنية، وقد دعم إقامة تحالفات مع الأقليات لإيجاد توازن إقليمي في وجه العداء العربي العام.

في خمسينيات القرن الماضي، اقترح بن غوريون إقامة “بريت” (عهد) مع أقليات المنطقة، مستهدفًا جماعات غير عربية أو غير مسلمة، مثل الأكراد والدروز. تهدف هذه السياسة إلى بناء تحالفات مع هذه الأقليات لتعزيز نفوذ الاحتلال ومواجهة الدول العربية المجاورة. وقد تم تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال دعم الأكراد في العراق وسوريا، وتوثيق العلاقات مع الدروز في سوريا، بهدف خلق توازن استراتيجي يخدم المصالح الإسرائيلية.

منطق بن غوريون يقوم على فكرة أن “إسرائيل بوصفها دولة يهودية” وسط محيط عربي مسلم، يمكنها أن تؤسس لتحالفات مع الأقليات غير العربية أو غير السنية في الشرق الأوسط. هذه العقيدة لا تستهدف بالضرورة دعم الأقليات كحق إنساني، بل كأداة اختراق وتفتيت في المجتمعات المحيطة، وقد أقام كيان الاحتلال منذ الستينات علاقات سرية مع الزعماء الأكراد، ووفّرت لهم دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا، وكان الهدف تشكيل منطقة كردية حليفة للاحتلال تكون حاجزًا أمام المد العربي والإيراني. وظهرت وثائق (مثل ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” وأبحاث يسرائيل بار) تشير إلى دعم الموساد للبيشمركة الكردية وتدريبهم.
وخلال الحرب الأهلية السورية، كشفت تقارير عن اتصالات إسرائيلية غير مباشرة مع جهات علوية، سواء عبر القنوات الروسية أو قنوات استخباراتية، انطلاقًا من قناعتها أن العلويين يخشون بدورهم من حكم سنّي قد يكون أكثر عدائية تجاه الاحتلال. وفي مصر ولبنان، حاول الاحتلال عبر شبكات دبلوماسية وإعلامية أن يظهر نفسها كـ”حامية للأقليات”، واستغل أي توتر طائفي لتقديم نفسه للمسيحيين كجهة داعمة لحقوقهم، لا سيما بعد أحداث العنف الطائفي في مصر أو اغتيال بشير الجميل في لبنان.
ويُعتبر “الموساد” و”أمان” (الاستخبارات العسكرية) في صلب عمليات الاتصال بالأقليات. تم استخدام هذه العلاقات لأغراض؛ جمع المعلومات عن الدول المعادية، وتجنيد عملاء داخل الأقليات، وخلق كيانات انفصالية أو محايدة لتقليل التهديد المحيط، ويدعم الاحتلال خطاب “حقوق الأقليات” في المحافل الدولية كوسيلة لمهاجمة الأنظمة العربية، رغم كونها تُمارس التمييز الداخلي ضد العرب الفلسطينيين. في الإعلام العبري والغربي، يحاول الاحتلال تصدير نفسها كـ”الواحة الديمقراطية” التي تحمي الأقليات في المنطقة.

مقالات ذات صلة مؤشرات تنبئ بنهاية حكم قيس سعيد في تونس 2025/05/03

ومن أبرز الوثائق التي تكشف الاستراتيجية الإسرائيلية، وثيقة عوديد ينون (1982). تُعد هذه الوثيقة من أبرز النصوص التي تكشف عن رؤية استراتيجية لتفكيك الدول العربية إلى كيانات طائفية وعرقية صغيرة. تشير الوثيقة إلى أن العالم العربي عبارة عن “بناء هش” يمكن تقسيمه بسهولة، وتدعو إلى استغلال التناقضات العرقية والطائفية لتحقيق هذا الهدف. تتناول الوثيقة دولًا مثل العراق وسوريا ولبنان ومصر، وتقترح تقسيمها إلى دويلات على أسس دينية ومذهبية.

كما كشفت وثائق ويكيليكس عن دور الاحتلال في تأجيج الصراعات الطائفية في الدول العربية، من خلال دعم ميليشيات معينة أو الترويج لأجندات تقسيمية. تشير الوثائق إلى أن الاحتلال استفاد من الغزو الأمريكي للعراق لتعزيز نفوذه في المنطقة. ​وقد أظهرت تقارير أن الاحتلال دعم مشاريع تقسيم في دول مثل سوريا والعراق، من خلال دعم الأكراد في العراق والسعي لإقامة كيانات طائفية في سوريا. تهدف هذه السياسات إلى إضعاف الدول المركزية المحيطة بكيان الاحتلال وتعزيز أمنه القومي.

وتشير دراسات إلى أن مراكز الأبحاث الإسرائيلية، مثل معهد شيلواح، لعبت دورًا في دراسة الهويات الفرعية في الدول العربية واستغلالها لتفكيك المجتمعات. تعمل هذه المراكز على التواصل مع نخب الأقليات وتأجيج مخاوفها من “طغيان الأغلبية”، مما يسهم في خلق بيئة مناسبة للتدخل الإسرائيلي. يكشف الباحث قيس فرو في دراسته “إعادة تشكيل الخصوصية الدرزية في إسرائيل” أن الاحتلال سعى لتشكيل ما يشبه “الكيان الديني” الخاص بالدروز، وتوظيف مقام النبي شعيب كمركز احتفالي رسمي يكرس الهوية الدرزية المنفصلة، وبالتالي فإن منطق الاحتلال بالتعامل مع الدروز حتى داخل الدول الأخرى هو تعزيز الهوية الطائفية على حساب الهوية الوطنية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الاحتلال الأقليات الأراضي المحتلة الدروز الدول العربیة الأقلیات فی

إقرأ أيضاً:

بعد زلزال روسيا الأخير.. هل تؤثر موجات التسونامي على المنطقة العربية؟

تعدّ موجات التسونامي واحدة من الكوارث الطبيعية الأكثر فتكًا التي يمكن أن تهدد سواحل الدول، لكن ماذا عن تأثير هذه الموجات على المنطقة العربية؟.

الإجابة على هذا السؤال، تتطلب فهم كيفية نشأة التسونامي وحدوثه، بالإضافة إلى معلومات جغرافية حول منطقة الشرق الأوسط.
 

ما هو التسونامي؟

التسونامي هو سلسلة من الأمواج المائية الضخمة التي تنتج عادة عن الزلازل تحت الماء، أو الثورات البركانية، أو الانزلاقات الأرضية. 

ويمكن أن يسبب التسونامي دمارًا كبيرًا عندما يصل إلى السواحل، حيث تبلغ سرعته في المحيطات إلى مئات الكيلومترات في الساعة.

تحذيرات تسونامي بعد أقوى زلزال منذ 2011.. ما المناطق التي يشملها؟علوم البحار يوضح مدى تأثير زلزال روسيا وتسببه في اضطرابات واضحة رصدت من الإسكندريةزلزال مدمر وتسونامي.. ماذا حدث في أمريكا وروسيا؟زلزال عنيف.. روسيا تسجل أحد أقوى الزلازل في تاريخها الحديثزلزال بقوة 6.2 يضرب شرق جزر الكوريل بأقصى الشرق الروسيزلزال بقوة 6.7 درجات يضرب شرق منطقة جزر الكوريل

وفي الآونة الأخيرة، أثارت زلازل كبيرة في منطقة المحيط الهادئ، مثل الزلزال الذي وقع في شرق روسيا وشدته 8.8 على مقياس ريختر، مخاوف من ظهور موجات تسونامي قد تؤثر على بلدان هذه المنطقة. 

وأصدرت السلطات الروسية تحذيرات بشأن هذا التسونامي، مما جعل الدول المجاورة تتخذ الاحتياطات اللازمة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن تصل هذه الموجات إلى المنطقة العربية؟.

تسونامي زلزال روسيا  

قال خبراء الزلازل اليابانيون والأمريكيون، في تصريحات إعلامية، إن زلزال روسيا الذي بلغت قوته 8.8 درجة، تبعته هزات ارتدادية عديدة بلغت قوتها 6.9 درجة.

وسُجِّل ارتفاع تسونامي يتراوح بين 3 و4 أمتار (10 إلى 13 قدماً) في كامتشاتكا، و60 سنتيمتراً (قدمين) في جزيرة هوكايدو شمال اليابان، ورُصد ارتفاع يصل إلى 1.4 قدم (أقل من 30 سنتيمتراً) فوق مستوى المد في جزر ألوشيان في ولاية ألاسكا الأمريكية.

وقال ديف سنيدر، منسق التحذيرات من تسونامي في المركز الوطني بولاية ألاسكا، إن تأثير تسونامي قد يستمر لساعات أو ربما لأكثر من يوم.

وأضاف، في بيان صحفي: «التسونامي ليس مجرد موجة واحدة، بل سلسلة من الأمواج القوية تمتد على مدى فترة طويلة، وتعبر أمواج تسونامي، المحيط، بسرعة مئات الأميال في الساعة- سرعة طائرة نفاثة- في المياه العميقة، ولكن عندما تقترب من الشاطئ؛ تتباطأ سرعتها وتبدأ بالتراكم، وهنا تصبح مشكلة الفيضانات أكثر احتمالية».

وبسبب إرسال الأرض لهذه التموجات المائية الهائلة عبر المحيط؛ تستمر هذه التموجات في التحرك ذهاباً وإياباً لفترة طويلة، ولهذا السبب قد تشعر بعض المجتمعات بآثارها لفترة أطول.
 

هل تتأثر المنطقة العربية بالتسونامي؟

يعتمد تأثير التسونامي على المنطقة العربية على عدة عوامل، مثل موقع الدول العربية على خريطة العالم، وتباعدها عن نقاط الزلزال. 

ومعظم الدول العربية تقع على سواحل البحر الأحمر أو الخليج العربي، مما قد يجعلها أقل عرضة لموجات تسونامي مقارنة بالولايات المتحدة أو اليابان، التي غالباً ما تتعرض لمثل هذه الظواهر الطبيعية.

وعلاوة على ذلك، يعتبر البحر الأحمر محميًا نسبيًا من موجات التسونامي؛ بسبب حدوده الجغرافية، إلا أن السواحل الشرقية لمصر والمملكة العربية السعودية قد تكون في خطر إذا حدث زلزال قوي في المنطقة.

وعلى الرغم من قلة احتمالات تأثر المنطقة العربية بموجات التسونامي؛ إلا أنه من الضروري أن تستعد الدول لهذه الظواهر، كما ينبغي أن تكون هناك برامج توعية عامة حول كيفية التصرف في حالة حدوث تسونامي، بالإضافة إلى خطط للطوارئ لتحسين استجابة الحكومات في تلك اللحظات الحرجة.

وبحسب الخبراء، تتطلب الكوارث الطبيعية مثل التسونامي فهمًا عميقًا لها، وتوافر تقنيات كاملة لمراقبتها وتطبيق سياسات واضحة لحماية الأرواح والممتلكات.

طباعة شارك زلزال روسيا تفاصيل زلزال روسيا تسونامي تسونامي زلزال روسيا تسونامي المنطقة العربية

مقالات مشابهة

  • عِبر تركيا.. بدء تصدير الغاز من أذربيجان إلى سوريا
  • ترامب يفرض رسوما جمركية مفاجئة على إسرائيل.. بنسبة 15 في المئة
  • بعد زلزال روسيا الأخير.. هل تؤثر موجات التسونامي على المنطقة العربية؟
  • هل تسهم الاعترافات العالمية بـ “دولة فلسطين” في إنهاء الحرب على غزة؟
  • سوريا: ولاء الغالبية العظمى من الدروز لدمشق وإسرائيل تدرك ذلك
  • العراق يتذيل قائمة الدول العربية بأعلى نسبة ضريبة الدخل خلال عام
  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • لماذا يريد الغرب تعميم نموذجه الفكري والسياسي؟
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • عمال الموانئ الأوروبيون يطالبون بوقف تصدير الأسلحة إلى الاحتلال