كان التنازل عام 2013 فلماذا التدليس ؟
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لو سألتم اي طفل من أطفال البصرة عن تاريخ التوقيع على اتفاقية خور عبدالله المُذلة. لقال لكم ان وزارة النقل (في زمن هادي العامري) هي التي كتبتها وعرضتها على مجلس الوزراء عام 2013، وان مجلس الوزراء هو الذي اعتمدها ووافق عليها عام 2013. وان البرلمان العراقي هو الذي صادق عليها عام 2013 على الرغم من ان البرلمان نفسه اعترف عام 2013 بانها اتفاقية مُذلة، وفيها تنازلات سخية لصالح الكويت.
ولو سألتم اي سمكة تسبح قرب سواحل ميناء الفاو عن تاريخ اتفاقية خور عبدالله المُذلة لنطقت باللغة العربية الفصحى وقالت لكم ان وزارة النقل كتبتها وعرضت مسودتها على مجلس الوزراء عام 2013، وان مجلس الوزراء هو الذي اعتمدها ووافق عليها عام 2013. وان البرلمان العراقي هو الذي صادق عليها عام 2013 على الرغم من ان البرلمان نفسه اعترف عام 2013 بانها اتفاقية مُذلة، وفيها تنازلات كبيرة وليس لها أي مبرر لصالح الكويت. .
ومع ذلك وعلى الرغم من تراكمات هذه الثوابت التي اعترفت بها الحكومة عام 2013، وعلى الرغم من ادراك جميع افراد الشعب العراقي (من كبيرهم إلى صغيرهم) بهذه الحقائق، وعلى الرغم من مرور اكثر من 12 سنة على تلك الثغرة السيادية التي قصمت ظهورنا عام 2013 . تتصاعد اصوات الاتهامات بين الحين والآخر ضد أناس لا علاقة لهم بهذا الأمر (لا من بعيد ولا من قريب)، وعلى الرغم من عشرات المؤلفات والدراسات الوطنية التي اعدها ونشرها خبراؤنا في وزارة الخارجية، وفي وزارة آلنقل، وفي لجنة الخدمات النيابية، وفي مديرية المساحة العسكرية، وفي قيادة القوة البحرية، وفي أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية، وفي مركز علوم البحار، وفي مركز دراسات البصرة، وفي الأقسام المهنية في الشركة العامة لموانئ العراق، وفي مديرية البلديات بالبصرة. وعلى الرغم من ظهور خبراؤنا في مقابلات متلفزة وموثقة ومحفوظة، على الرغم من كل ذلك مازلنا نقرأ كتابات وتعليقات بعض المغرضين والمتصيدين في المياه العكرة، يتهمون فلان وفلان بالتقصير ممن لم يكن لهم اي دور يُذكر في السلم الوظيفي وفي السلطة التنفيذية عام 2013. .
من غير المعقول ان يصل التضليل الإعلامي إلى هذا المستوى المتقاطع تماماً مع الحقيقة ؟. ومن غير المعقول ان يصل التحريف والتزييف والتسقيط والتشويش إلى هذا المستوى العلني السافر، وإلى الاستعانة بالحملات الاستهدافية من اجل خلط الأوراق، وتشتيت الآراء ؟. .
معذرة لأطفال البصرة، ومعذرة لنخيلها وشناشيلها وأسماكها، والقوارب المنسابة في جداولها، وتباً لكل ثرثار، مهذار، عيّار . .
كلمة اخيرة: (ابشع أنواع الخذلان ان يقتنع من حولك بالأوهام ويظنون انها الحقيقة المطلقة). .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات وعلى الرغم من مجلس الوزراء على الرغم من ان البرلمان هو الذی
إقرأ أيضاً:
أمريكا وأبعاد الاعتراف بالهزيمة
كتب: المحرر السياسي*
جاء الاعتراف الرسمي الأمريكي بتعرض الولايات المتحدة لهزيمة عسكرية في اليمن ليدق ناقوس العد التنازلي لأفول إمبراطورية عسكرية جعلت من نفسها شرطياً دوليا في المسطحات المائية في الكرة الأرضية.
الاعتراف جاء على لسان الرجل الثاني في الإدارة الأمريكية جيه دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، إذ أشار إلى أن عصر هيمنة الولايات المتحدة على البحر والجو بلا منازع قد انتهت الآن، وأصبحت ضرباً من الماضي وعلى أمريكا وجيشها التكيف مع المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة في العالم.
وقد أكد الاعتراف بالهزيمة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، مبيناً أن عمليات بلاده على اليمن لم تحقق أهدافها المعلنة المتمثلة بوقف هجمات صنعاء والقضاء عليها وتدمير ترسانة أسلحتها.
هذا الاعتراف بالهزيمة سيترك وراءه أبعاداً دولية كبيرة لعل أبرزها أن أمريكا لم تعد ذلك البعبع المخيف، وأن على الجميع في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، التعامل مع هذا الاعتراف برفض الإملاءات الأمريكية ووصايتها على الدول والوقوف أمام الهيمنة الأمريكية بقوة ورفض مشاريعها الاستعمارية التدميرية وأخذ عبر ودروس مما فعلته قوات صنعاء بالقوات الأمريكية، وعلى كل دولة لها خلاف مع أمريكا أن تبني حساباتها وفقاً لذلك.
ينظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للهزيمة والانتصار في أي معركة عسكرية من منظار تاجر العقارات يحكمه في ذلك الربح والخسارة، وهذه أصبحت سياسة أمريكية الآن خاصة بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض…. لكن تناسى ترامب ومسؤولو إدارته أن العلاقات الدولية لا تحكمها مسألة الربح والخسارة بقدر ما تحتكم إلى توازنات سياسية للعلاقات بين الدول تُراعى فيها مصالح كل طرف وتقدم تنازلات في مكان ما للحصول على مكاسب في مكان آخر.
لقد شعر الأمريكيون أن متغيرات جديدة دخلت في المواجهات العسكرية أبرزها الطائرات المسيرة الرخيصة وصواريخ كروز المتاحة التي تُحدث أضراراً كبيرة في أهدافها.
هذه المتغيرات جعلت من حاملات الطائرات والقطع البحرية المرافقة لها أهدافا سهلة لتلك المسيرات والصواريخ البالستية وهو أمر لم يكن في حسبان الأمريكيين، فصاروخ باليستي ومسيرتين ثمنهما بضعة آلاف من الدولارات يمكن بهما إغراق حاملة طائرات يفوق ثمنها المليار دولار.
إذن قواعد الاشتباك تغيرت وعلى الأمريكان حساب ذلك بدقة، وبعد أن حسبوا ذلك خلصوا إلى القول إنهم لم يعودوا القوة الرئيسية الأولى في العالم وأن تراجعاً كبيراً ومخيفاً قد حصل في الجيش الأمريكي لصالح قوات أخرى على المستوى الدولي .
والآن يمكن للدول التي تخضع للهيمنة الأمريكية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا أن تتنفس الصعداء وتحدد خياراتها الوطنية وتخرج من العباءة الأمريكية آخذة في الاعتبار ما فعلته قوات صنعاء بالبحرية الأمريكية.
*وكالة الأنباء اليمنية سبأ