اليمن يكتب الفصل الجديد في تاريخ الحروب الحديثة
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
يمانيون../
“مواجهة اليمن وأمريكا لا تمثّل مجرد صورة مُصغَّرة للصراع الجيوسياسي في المنطقة فقط، بل تُعَدّ إشارة فارقة إلى تصدّع قواعد الحرب الحديثة”، هكذا تؤكد مِنصة “شن شي” الصينية.
وقالت: “عندما تبدّدت أسطورة الطائرة المُسيَّرة “إم كيو 9 ريبر”، وحين تُضطرّ القاذفة الشبح “B-2″ إلى الانسحاب، لا نشهد فقط صعود قوّة محلية، بل نتلقّى تحذيراً لحقبة كاملة”.
وأضافت: “إن التفوّق التقني ليس عصاً سحرية، في حين أنّ الغطرسة والاستهانة بالخصم هما ‘ثغرة التخفي الإستراتيجية’ الحقيقية”.
وأكدت: “في ميادين القتال المقبلة قد لا يبقى هناك مجال جوي آمن مطلق؛ وحدها الجيوش القادرة على التكيّف مع التحوّلات والابتكار المتواصل، ستتمكّن من الثبات في أتون المواجهة”.
الأمر المحسوم في العقيدة العسكرية لـ”شن شي” أنّ هذه المنازلة، التي تحدث في البحر الأحمر بين قوات صنعاء والبحرية الأمريكية، تستحق من العسكرية العالمية التأمل العميق، وقد كشفت لنا فصلاً جديداً في تاريخ الحرب الحديثة.
سخرية لـ”النتيجة صفر”
بدورها، أكدت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية، في تقرير عن خسائر أمريكا في عدوانها على اليمن، أن نتيجة العدوان العسكري هي ‘صفر’.
وقالت: “البنتاغون الأمريكي اعترف، بعد شهر من عدوانه على اليمن، بمحدودية تأثيره على القدرات القتالية القوات اليمنية، بينما تجاوزت التكلفة -حسب تقديرات مستقلة- 3 مليارات دولار”.
وأضافت: “حاملة الطائرات الأمريكية ‘ترومان’ فقدت طائرة مقاتلة طراز ‘إف 18’ قيمتها 67 مليون دولار، بصواريخ قوات صنعاء خلال تبادل مكثف للهجمات مع بحرية واشنطن في البحر الأحمر”.
المؤكد وفق “نيزافيسيمايا”، أن السقوط الثاني لطائرة ‘إف 18’ يمثل خسارة أخرى للولايات المتحدة في مدة قصيرة، ويسلط الضوء على حجم خسائر أمريكا في عدوانها على اليمن.
.. وقرار الاستئناف الخطأ
واعتبرت صحيفة “التلغراف”، استئناف بريطانيا عدوانها على اليمن خطأً كبيراً، حيث سبق وإن شاركت ولم تُفلح، وقد خاضت دول أخرى حروباً في اليمن على مدار السنوات الماضية، ولم يُكتب لها النصر.
وأضافت: “على بريطانيا ألا تنضم إلى العدوان المتهور الذي تشنه أمريكا على اليمن الذي يشبه أفغانستان، من يقاتل فيه يُهزم، بينما لا يزال هدف لندن غامض، فلماذا تعتدي أصلاً على اليمن؟”.
وتابعت: “لسنا السعودية، التي فشلت في العدوان السابق على اليمن، وأمريكا تخوض حروباً ثم تخسر، وتنسحب في النهاية، فلماذا على بريطانيا أن تتورط مجدداً في اليمن بلا خطة واضحة؟”.
السؤال، الذي طرحته وأجابت عليه “التلغراف” وهي من الصحف الأكثر انتشارا في بريطانيا وأوروبا والقارة الأمريكية، هو: هل يمكن للولايات المتحدة هزيمة اليمنيين بطريقة واقعية ومستدامة؟ نظرياً ربما، عملياً لا”.
وتواصل الولايات المتحدة عدوانها الجوي على مناطق حكومة صنعاء لليوم الـ50، مُنذ 15 مارس الفائت، بأكثر من ألف و500 غارة جوية، أدت إلى استشهاد أكثر من 250 مدنياً، وإصابة أكثر من 600 آخرين.
.. وتكرار الهزيمة المؤلمة
وشبّهت مجلة “ريزون” المتخصصة في اخبار السياسة، والتكنولوجيا، حادثة سقوط المقاتلة ‘إف 18’ في البحر الأحمر بمشاهد انسحاب القوات الأمريكية من حرب فيتنام عام 1975، حين أُجبرت على إلقاء طائراتها في البحر أثناء الهروب من ‘سايغون’، في دلالة على الإحراج العسكري.
وقالت: “إن استمرار العدوان في اليمن قد يؤدي إلى مشاكل عملياتية حقيقية تؤثر على جاهزية البحرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
وأضافت: “بحرية أمريكا استنفدت، خلال الليلة الأولى من الغارات على اليمن في يناير 2024، ما يعادل إنتاج عام كامل من صواريخ توماهوك”.
جبهة إسناد غزة
وأعلنت قوات صنعاء، في نوفمبر 2023، إسنادها العسكري لغزة ضد العدوان الصهيوني بإطلاق الهجمات بالصواريخ والمسيّرات في البحر الأحمر، واستهدفت أكثر من 240 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية للعدو الأمريكي والبريطاني و”الإسرائيلي”، وأطلقت أكثر من 1200 صاروخا ومسيّرة إلى عُمق الكيان.
وأسقطت 26 طائرة أمريكية نوع “إم كيو 9’ فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، المساندة لغزة بفضل تأييد الله سبحانه وتعالى، وأربع أثناء العدوان الأمريكي – السعودي، الذي استمر 8 سنوات، مُنذ مارس 2015.
السياســـية – صادق سريع
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر على الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
تقرير بريطاني يكشف الفضيحة: صنعاء تُذل أمريكا في البحر الأحمر وتسقط أسطورتها
يمانيون | تقرير
في لحظة تاريخية فارقة، لم يكن العالم بحاجة إلى تقارير أمريكية رسمية كي يدرك أن الإمبراطورية الأمريكية تتآكل، وأن هيمنتها على البحار تتهاوى. جاء تقرير مطوّل نشره موقع “أون هيرد” البريطاني ليضع الإصبع على الجرح الأمريكي المفتوح، ويكشف بالتحليل والوقائع كيف أن اليمن – بقيادة صنعاء – أهان الولايات المتحدة في البحر الأحمر، وأسقط النموذج العسكري الذي ظلت واشنطن تتغنّى به لعقود.
تحت عنوان لافت: “الحوثيون يكشفون تراجع قوة أمريكا بعد تعرضها للإفشال في البحر الأحمر”، يؤكد التقرير أن ما شهدته المنطقة منذ أواخر عام 2023 هو علامة فارقة على أفول القوة الأمريكية البحرية، التي كانت تعتبر نفسها سيدة الممرات والمضائق و”شرطية العالم”.
لحظة كسر الهيبة الأمريكية
يفتتح الموقع البريطاني تقريره بالتأكيد على أن إعلان صنعاء بدء عملياتها في البحر الأحمر لم يكن مجرد خطوة رمزية، بل بمثابة إعلان وفاة لنفوذ واشنطن في أهم الممرات البحرية العالمية. ويضيف أن فرض القوات المسلحة اليمنية للحصار البحري على كيان العدو الصهيوني كان ضربة مباشرة لهيبة أمريكا في مجال نفوذها التقليدي، حيث طالما تعاملت معه كمنطقة نفوذ خالصة لا ينازعها فيها أحد.
ويتابع التقرير أن هذه الخطوة اليمنية أربكت القيادة العسكرية الأمريكية، التي وجدت نفسها فجأة في مواجهة عدو غير تقليدي، عنيد، ولا ينصاع لتهديدات الطائرات ولا لغطرسة حاملات الطائرات.
من بايدن إلى ترامب… لا جديد تحت الشمس
يقدّم “أون هيرد” قراءة معمّقة لسلسلة العمليات التي أطلقتها واشنطن في البحر الأحمر، بدءًا من عملية “حارس الازدهار”، مرورًا بـ”بوسايدون آرتشر”، وصولًا إلى عملية “راب رايدر”، ويؤكد أن كل هذه الحملات التي شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا فشلت في إيقاف صواريخ صنعاء وطائراتها المسيّرة، ولم تحقق سوى المزيد من الإرباك السياسي والعسكري لواشنطن.
وفي التفاصيل، يُشير التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعرّض لانتقادات شديدة داخل الولايات المتحدة لعدم استخدامه ما وصف بـ”القبضة الحديدية الأمريكية” في الرد على اليمن، فيما اعتقد البعض أن عودة ترامب إلى المشهد ستُحدث تحولًا في المعادلة، لكن نتائج “راب رايدر” كانت أكثر إحراجًا لواشنطن من سابقاتها، رغم استخدام ترسانة غير مسبوقة من الأسلحة، بينها قاذفات الشبح B-2 والطائرات F-35 والمسيّرات MQ-9.
ورغم هذه الترسانة الهائلة، فقد أخفقت واشنطن في حماية سفنها، وأُجبرت على التراجع أمام تصميم صنعاء على استمرار الحصار ومنع الملاحة الصهيونية.
الجملة الأخطر في التقرير
في فقرة لافتة، يسلط موقع “أون هيرد” الضوء على ما وصفه بأنه أخطر ما كشفته معركة البحر الأحمر: وهو أن الولايات المتحدة، ورغم تفوقها التكنولوجي، لا تملك اليوم بدائل فعّالة لخوض حروب غير تقليدية، وأن خيار الضربات الجوية لم يعد مجديًا أمام خصم ذكي ومرن كالجيش اليمني.
ويؤكد التقرير أن واشنطن أرهقت نفسها ماديًا ومعنويًا في مواجهة “الحوثيين” – كما أسماهم – ومع ذلك خرجت بخفي حنين. ويضيف أن البنتاغون بات مقتنعًا أن الإشكال ليس في مقدار القوة المستخدمة، بل في فقدان القدرة على التأقلم مع واقع جديد لم تعد فيه أمريكا صاحبة القرار الأوحد.
“الحوثيون واجهوا نصف الأسطول الأمريكي الفاعل… وانتصروا”
من بين أبرز ما جاء في تقرير “أون هيرد”، إشارته الصريحة إلى أن اليمنيين واجهوا نصف القوة الضاربة البحرية والجوية الأمريكية، ومع ذلك لم ينكسروا. بل إن الموقع يكشف أن ما تم استخدامه في البحر الأحمر يمثل القوة الفاعلة الحقيقية للولايات المتحدة، سواء من حيث عدد القاذفات الاستراتيجية، أو الطائرات المتقدمة، أو أنظمة الحرب الإلكترونية.
ويعلّق التقرير على هذا الواقع بالقول: “لم تفشل الولايات المتحدة لأن بايدن كان ضعيفًا، أو لأن ترامب لم يكن حازمًا، بل لأنها واجهت خصمًا يمتلك الإرادة، ويقاتل بعقيدة، ويستفيد من كل فجوة في منظومة القوة الأمريكية المتكلسة.”
الجنرالات يعترفون بالهزيمة
يرى الموقع أن الهزيمة الأمريكية في البحر الأحمر كشفت للعالم أن “الهالة الأمريكية” لم تكن سوى فقاعة إعلامية تعيش على رصيد قديم من الحروب الاستعمارية والانتصارات السهلة. أما اليوم، فقد تكسّرت تلك الفقاعة على صخور اليمن، وظهر للعالم أن واشنطن لم تعد تملك أسلحة جديدة تخرجها من قبعتها، ولا حلولًا ذكية، ولا قيادة سياسية قادرة على التأقلم مع عالم جديد لم تعد أمريكا مركزه.
ويختم “أون هيرد” تقريره برسالة تحذيرية لصناع القرار في الغرب، مفادها أن ما حدث في اليمن ليس حدثًا منعزلًا، بل بداية لسقوط الإمبراطورية الأمريكية التي عاشت على قوتها الرمزية أكثر من فعاليتها الميدانية.
اليمن يصنع التاريخ… وواشنطن تتجرع مرارة السقوط
ما كشفه تقرير “أون هيرد” ليس مجرد تقييم عابر، بل هو شهادة أوروبية من داخل الفلك الغربي، تعترف صراحة بأن أمريكا تلقت هزيمة استراتيجية مذلة في البحر الأحمر على يد اليمنيين.
إنها شهادة عالمية على أن صنعاء اليوم لا تدافع فقط عن فلسطين، بل تكتب الصفحة الأولى في كتاب نهاية الهيمنة الأمريكية، وتؤسس لعالم جديد لا مكان فيه للمستكبرين.