ينذر الوضع الصحي المتدهور في قطاع غزة بكارثة إنسانية في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، والذي أدى لاستشهاد كثير من المرضى والمصابين ووضع السكان على حافة المجاعة، كما يقول استشاري جراحة الصدر الدكتور إيهاب مساد العائد حديثا من غزة.

وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، قال مساد إنه عاد من القطاع قبل خمسة أيام، وإنه عاين بنفسه وضعا مأساويا في صفوف المدنيين، وخصوصا الأطفال الذين تظهر عليهم بدايات المجاعة بوضوح.

ومع نفاد المخزونات ومنع إدخال المسلتزمات الطبية والوقود، لم تعد المستشفيات قادرة على التعامل مع الكم الكبير من المصابين والمرضى الذين يصلون إليها يوميا، وفق مساد الذي أكد أن كثيرين ماتوا بسبب هذا الوضع.

كارثة صحية ومجاعة

وتلجأ المستشفيات -حسب إيهاب مساد- إلى أساليب تعقيم بدائية خلال العمليات، مما أدى لوفاة العديد من الحالات خلال مرحلة التعافي.

وتتمثل الأزمة الكبرى في انتشار أعداد كبيرة من الأطفال الذين يبحثون عن المياه والطعام في الشوارع وبين الأنقاض دون رقابة.

ويعاني كثيرون من هؤلاء الأطفال بداية المجاعة، ويعيشون وضعا صحيا صعبا، فضلا عن الأمراض الناجمة عن قلة النظافة حيث الحصول على المياه معضلة في القطاع، وفق مساد.

إعلان

ورغم هذه الطروف الكارثية، يقول مساد إنه شاهد العديد من الأطفال الذين يبيعون بعض المواد لكي يوفروا أشياء أخرى تساعد عائلاتهم على مواصلة الحياة في ظل المجاعة التي تخيم على القطاع.

وكان مراسل الجزيرة بالقطاع أنس الشريف نقل صورا مؤلمة لعشرات الأطفال الموجودين في مستشفى أصدقاء المريض بسبب نقص التغدية. وقال مدير المستشفى إن أوضاع الأطفال أصبحت مأساوية خلال الشهرين الماضيين.

تحذير من كارثة

وحذر مدير المستشفى من أن استمرار الأوضاع الحالية سيؤدي إلى وفيات واسعة في صفوف الأطفال، مطالبا العالم بالتدخل لإنقاذ القطاع من المجاعة.

وكان مكتب الإعلام الحكومي في غزة أكد أمس الاثنين أن المستشفيات ستنهار خلال 48 ساعة بسبب منع الاحتلال إدخال الوقود إلى المؤسسات الدولية العاملة بالقطاع.

وأضاف في بيان أن "جريمة الاحتلال الممنهجة بمنع وصول الوقود للمستشفيات انتهاك صارخ للقانون الدولي وخرق فاضح لاتفاقيات جنيف"، مؤكدا أن انهيار أقسام العناية والحضانات وغرف العمليات ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وطالب المكتب المؤسسات الصحية والإنسانية الدولية بالتحرك لإنقاذ المنظومة الصحية بالقطاع وآلاف الأرواح التي باتت على حافة الموت، مشيرا إلى أن أكثر من 57 طفلا قضوا بسبب سوء التغذية منذ استئناف الحرب قبل شهرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تدهور متسارع بالأوضاع الإنسانية والصحية في غزة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الأونروا» لـ«الاتحاد»: غزة تشهد أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم «يونيفيل» تعلن كشف 225 مخبأ سلاح جنوب الليطاني

أعربت منظمات إغاثية فلسطينية ودولية عن قلقها البالغ إزاء التدهور المتسارع بالأوضاع الإنسانية والصحية في غزة، في ظل تصاعد الأعمال القتالية واستمرار تعذر وصول المساعدات بعد 19 شهراً من الحرب وأكثر من شهرين من المنع التام لدخول المساعدات، حيث يواجه القطاع مستوى حرجاً من خطر المجاعة، فيما 22% من سكانه مهددون بأن يعانوا وضعاً «كارثياً».
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها تواجه صعوبات غير مسبوقة أثناء تنفيذ مهامها في المناطق المتضررة، مشيرة إلى أن العديد من العاملين في المجال الطبي فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم الإنساني. 
وأظهرت تقارير ميدانية أن أكثر من 1400 من العاملين في القطاعين الطبي والإغاثي قتلوا منذ بدء الحرب في غزة، وسط أوضاع وصفتها مصادر محلية بأنها «كارثية» داخل المستشفيات والمراكز الصحية التي تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الأساسية. 
ورغم الضمانات المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف التي تكفل حماية الطواقم الطبية خلال النزاعات المسلحة، إلا أن هذه الاستهدافات لا تزال مستمرة، وفق ما ذكرته الجمعية. 
ودعت الجمعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، واتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة العاملين في القطاع الصحي، وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة.
كما حذرت من أن استمرار استهداف المنشآت الصحية يهدد بانهيار كامل للمنظومة الطبية في قطاع غزة.
ومع استمرار إغلاق المعابر للشهر الثالث علي التوالي تزداد معاناة القطاع الصحي، وباتت المستشفيات مهددة بالتوقف عن خدماتها الصحية وإغلاق أقسامها بسبب شح الوقود وعدم قدرتها على تشغيل المولدات ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى.
وفقدت المستشفيات أغلب مقدراتها، كما نفدت الأدوية والمستلزمات الصحية من مخازنها، وأصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى يومياً بعدما أدى نقص الوقود إلى إغلاق العديد من الأقسام فيها.
 وأصبح قطاع غزة أمام مؤشرات صحية وإنسانية خطيرة، وسط تحذيرات بأنها لن تترك مزيداً من الوقت للجهات والمؤسسات الدولية للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي نُشر أمس، من أن جميع سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2,1 مليون شخص، سيكونون بحلول سبتمبر في وضع الأزمة أو حتى «ما هو أسوأ» من حيث انعدام الأمن الغذائي، وأن 470 ألفاً منهم، أي 22%، سيواجهون وضعاً كارثياً، بحسب التقرير الذي اعده خبراء في منظمات غير حكومية ومؤسسات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة.
وأشار التقرير إلى أنه «بعد 19 شهراً من الحرب، لا يزال قطاع غزة يواجه خطر المجاعة الحرج، نفدت السلع الأساسية لبقاء السكان على قيد الحياة، أو من المتوقع نفادها في الأسابيع المقبلة، ويواجه جميع السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما أن نصف مليون شخص معرضون لخطر المجاعة».
وبحسب التقرير الذي يصنف انعدام الأمن الغذائي وفقاً لخمسة مستويات، فإنه في الفترة من 1 أبريل إلى 10 مايو 2025، ثمة 244 ألف شخص في مرحلة الكارثة «المستوى الخامس» و925 ألفاً في مرحلة الطوارئ «المستوى الرابع».
وأوضح التقرير أن «هذا يمثل تدهوراً كبيراً مقارنة بتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق» الذي نُشر في أكتوبر.
وفي هذا السياق، دعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أمس، إلى السماح الفوري بإدخال مواد الإغاثة، ورفع الحصار عن القطاع، وذلك مع اقتراب خطر المجاعة والانهيار الوشيك والكامل للزراعة، واحتمال تفشي الأوبئة القاتلة في قطاع غزة.
وفي السياق، حذرت الأمم المتحدة من استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، ودعت إلى رفعه الفوري لإنقاذ نحو 2.1 مليون نسمة يقطنون القطاع.
وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»، أن مخزونات المؤسسات الإنسانية الدولية توشك على النفاد مع دخول الحصار شهره الثالث، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني بشكل خطير.

مقالات مشابهة

  • وكيل "العمل" يستعرض في "الشورى" جهود رفع نسب التوطين بالقطاع السياحي
  • عودة 17 طفلاً إلى قطاع غزة بعد تلقيهم العلاج في المستشفيات الأردنية / صور
  • القاهرة الإخبارية: غزة تواجه كارثة إنسانية بانهيار المنظومة الصحية واستمرار الحصار
  • شهداء بقصف على غزة وتحذيرات استمرار خطر المجاعة
  • الرعاية الصحية تعلن المستشفيات المقرر تشغيلها خلال النصف الثاني من 2025 بجنوب سيناء
  • تدهور متسارع بالأوضاع الإنسانية والصحية في غزة
  • فرح حذر في غزة.. صفقة ألكسندر تفتح باب الأمل لوقف إطلاق النار بالقطاع
  • البترول: سنتواصل مع الذين تقدموا بشكاوى بسبب البنزين لتعويضهم
  • عاجل - الأونروا تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب الحصار
  • 4 آلاف مهددون بالبتر.. الوضع الصحي لأطفال في غزة ينذر بكارثة إنسانية!