الثورة / متابعات

كشفت الضربة اليمنية التي دكت قلب العدو الصهيوني -وسط مطار بن غوريون وأخرجت المطار عن الخدمة في أول سابقة من نوعها -ليس منذ بداية حرب الإبادة في غزة، بل منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، كشفت بوضوح، هشاشة منظومة الردع العسكرية لدى الاحتلال، ودفعت الإعلام العبري إلى الحديث عن “ثغرات قاتلة” في نظام اقوى الدفاعات في العالم، متعدد الطبقات.

وجاء الإحراج الأكبر من اعتراف المصادر الأمنية الإسرائيلية بأن الصاروخ اليمني تجاوز أربع طبقات من منظومات الدفاع الجوي، بما في ذلك نظام “حيتس 3” المتطور، ونظام “ثاد” الأمريكي المنتشر لحماية الأجواء من الصواريخ البالستية بعيدة المدى.

وهذا الفشل يعيد فتح ملفات التساؤلات حول فعالية هذه المنظومات، ومدى قدرة الاحتلال على حماية منشآته الحيوية في حال اندلاع مواجهة متعددة الجبهات، لا سيما مع اتساع رقعة العمليات منذ أكتوبر 2023م.

وقالت القناة الـ 12 العبرية إن الصاروخ اليمني “اخترق السماء الإسرائيلية ووصل إلى قلب المطار، في ضربة تُظهر ذكاء نوعياً من مطلقيه، وعجزاً استخباراتياً وعسكرياً في رصد مساره واعتراضه”.

ووفق المراقبين والمحللين، فإن ما يثير القلق الحقيقي في «إسرائيل» ليس فقط وقع الهجوم، بل التهديد الاستراتيجي المتزايد الذي تمثله الجبهة اليمنية في إطار محور المقاومة.

واعتبروا أن الهجوم الجديد يأتي ليكرّس تحولًا مهمًا في ديناميكية الصراع، إذ أن قدرة اليمن، المحاصر منذ سنوات، على الوصول إلى العمق الإسرائيلي واستهداف مطار دولي من هذا النوع، يكشف أن “عقيدة الردع الإسرائيلية” لم تعد قادرة على حماية عمقها الاستراتيجي.

فشل مدوٍ

الضربة التي وصفتها وسائل إعلام دولية بأنها “اختراق غير مسبوق للمنطقة الآمنة”، تسببت في حالة من الذعر في الداخل الإسرائيلي، خاصة مع دوي صافرات الإنذار في تل أبيب والقدس الكبرى ومستوطنات الضفة الغربية.

ورغم محاولات التهدئة التي بثها الجيش الإسرائيلي، فإن الواقع الميداني أثبت أن المنظومات الدفاعية التي طالما تفاخر بها الاحتلال، لم تعد سوى “جدران وهمية” أمام تطور تكتيكات المقاومة.

وتمثل هذه الضربة – وفق المراقبين – رسالة مزدوجة: الأولى إلى تل ابيب بأن حرب غزة لن تبقى محصورة في الجنوب، والثانية إلى حلفائها الغربيين بأن دعمهم غير المشروط للاحتلال يقابله استعداد كامل من محور المقاومة وتحديدا من اليمن لتوسيع رقعة النار.

كما أن نجاح اليمنيين في تنفيذ هذه العملية النوعية يأتي في وقت تشن الولايات المتحدة عدوانا يوميا على اليمن، كما يخضع لحصار جوي وبحري من تحالف العدوان، وهو ما يزيد من وزن هذه العملية ويحولها إلى سابقة استراتيجية.

وبينما حاول الإعلام العبري التقليل من خطورة الضربة، فإن الواقع يقول إن دولة الاحتلال تلقت واحدة من أقوى الصفعات منذ عقود، في عمق منشأة تُعد عصب الحركة الجوية والدبلوماسية والتجارية.

الصدمة تجاوزت المطار

ضرب مطار بن غوريون، ليس مجرد حدث عسكري معزول، بل ضربة سياسية وأمنية مدوية، تكشف مدى هشاشة البنية الدفاعية للاحتلال، وتفتح الباب أمام سلسلة من الضربات القادمة التي قد تطال مؤسسات أكثر حساسية، في ظل انهيار حالة الردع.

ووفق المحللين والخبراء العسكريين، فإن الاحتلال الذي كان يفاخر بقدرته على خوض الحروب دون أن تمس عمقه، أصبح اليوم في موقف دفاعي حرج، تحاصره صواريخ غزة، وضربات اليمن.

وقال الخبراء العسكريون والمحللون السياسيون إن وصول الصاروخ اليمني على مطار بن غوريون مثل حدثا غير مسبوق من حيث النوعية والتوقيت والنتائج، وجاء في ذروة سياسية حساسة بالنسبة لحكومة الكيان، التي بدأت تفتخر بالهيمنة العسكرية من دمشق وحتى صنعاء وأن تل أبيب أصبحت آمنة وبعيدة عن نيران الخصوم.

ومن وجهة النظر العسكرية، فإن فشل جميع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية (كالقبة الحديدية، ومقلاع داود، ومنظومتي ثاد وحيتس 3، بالإضافة إلى منظومة باتريوت الأمريكية) في كشف الصاروخ واعتراضه، يمثل فشلا كبيرا على عدة مستويات، كما يدلل على غياب الإنذار المبكر بشأن الهجوم الذي جعل وقع المفاجأة كبيرا على الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية، خاصة مع استخدام «اليمنيين» تكتيكات جديدة أو أنواعاً متقدمة من الصواريخ الفرط صوتية التي تجاوزت الطبقات الدفاعية الجوية الإسرائيلية بسرعة فائقة تفوق القدرات المعتادة لهذه المنظومات.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية

رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الخميس تقرير منظمة العفو الدولية الذي اتهمتها فيه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، معتبرة أنه يحوي مغالطات وتناقضات ويعتمد الرواية الإسرائيلية.

وقالت الحركة في بيان إن "ترديد التقرير لأكاذيب ومزاعم حكومة الاحتلال حول الاغتصاب والعنف الجنسي وسوء معاملة الأسرى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هدفه هو التحريض وتشويه المقاومة عبر الكذب وتبني رواية الاحتلال الفاشي، وهي اتهامات نفتها العديد من التحقيقات والتقارير الدولية ذات العلاقة".

وشدد البيان على أن "دوافع إصدار هذا التقرير مغرضة ومشبوهة لاحتوائه مغالطات وتناقضات مع وقائع وثّقتها منظمات حقوقية، من ضمنها منظمات إسرائيلية"، وطالب منظمة العفو "بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط وغير المهني، وعدم التورّط في قلب الحقائق أو التواطؤ مع محاولات الاحتلال شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية، أو محاولة التغطية على جرائم الاحتلال التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تحت عنوان الإبادة الجماعية".

وذكرت حماس أن من الوقائع التي وثقتها تلك المنظمات، الادعاء بتدمير مئات المنازل والمنشآت، التي ثبت قيام الاحتلال نفسه بتدميرها بالدبابات والطائرات، وكذلك الادعاء بقتل المدنيين الذين أكدت تقارير عدة تعرضهم للقتل على يد قوات الاحتلال، في إطار استخدامه لبروتوكول هانيبال.

وأكد البيان أن الحكومة الإسرائيلية، ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب على غزة، منعت دخول المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما منعت فرق التحقيق المستقلة من الوصول إلى الميدان لمعاينة الحقائق وتوثيق الانتهاكات.

واعتبرت حماس أن "هذا الحصار المفروض على الشهود والأدلة يجعل أي تقارير تبنى بعيدا عن مسرح الأحداث غير مكتملة ومنقوصة، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني وشفاف يكشف المسؤوليات الحقيقية عمّا يجري على الأرض".

تقرير العفو الدولية

وزعمت العفو الدولية في تقرير لها نشر اليوم أن حماس وفصائل المقاومة ارتكبوا انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال هجماتها في غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″.

إعلان

وبعدما خلصت المنظمة العفو في ديسمبر/كانون الأول 2024 إلى أن إسرائيل كانت ترتكب إبادة جماعية خلال حربها ضد حماس في غزة، حذرت أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت من أن إسرائيل "ما زالت ترتكب إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في القطاع، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه مطلع أكتوبر/تشرين الأول برعاية أميركية.

ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه التهم رفضا قاطعا ووصفتها بأنها "مزيفة تماما" و"ملفّقة" و"مبنية على أكاذيب".

وبموجب شروط وقف إطلاق النار، التزمت حماس وحلفاؤها الإفراج عن 47 محتجزا أحياء وأمواتا جرى أسرهم خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وحتى الآن تم الإفراج عن جميع الأسرى باستثناء جثمان ضابط شرطة إسرائيلي.

وأسفرت الحملة العسكرية الاسرائيلية على غزة عن استشهاد ما لا يقل عن 70 ألفا و369 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

مقالات مشابهة

  • دول الاحتلال  تغلق آخر منفذ جوي
  • الولايات المتحدة تعلن عن نشر منظومة دفاعية لحماية البنية التحتية في إقليم كردستان
  • تصعيد شامل.. تل أبيب تشرعن 19 بؤرة استيطانية وتعلن اكتمال العودة لشمال الضفة
  • حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • تفوق كاسح يطمئن المنتخب السعودي قبل مواجهة فلسطين في كأس العرب
  • إعلام عبري: تل أبيب تهدد باتخاذ إجراءات حال عدم التزام لبنان بالموعد النهائي لنزع سلاح حزب الله
  • مجلس النواب اليمني: المملكة حريصة على وحدة اليمن وأمنه واستقراره