خبراء عسكريون ومحللون:ضرب قلب تل أبيب تفوق نوعي لسلاح الردع اليمني وفشل مدوٍ لأقوى منظومة دفاعية في العالم
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
الثورة / متابعات
كشفت الضربة اليمنية التي دكت قلب العدو الصهيوني -وسط مطار بن غوريون وأخرجت المطار عن الخدمة في أول سابقة من نوعها -ليس منذ بداية حرب الإبادة في غزة، بل منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، كشفت بوضوح، هشاشة منظومة الردع العسكرية لدى الاحتلال، ودفعت الإعلام العبري إلى الحديث عن “ثغرات قاتلة” في نظام اقوى الدفاعات في العالم، متعدد الطبقات.
وجاء الإحراج الأكبر من اعتراف المصادر الأمنية الإسرائيلية بأن الصاروخ اليمني تجاوز أربع طبقات من منظومات الدفاع الجوي، بما في ذلك نظام “حيتس 3” المتطور، ونظام “ثاد” الأمريكي المنتشر لحماية الأجواء من الصواريخ البالستية بعيدة المدى.
وهذا الفشل يعيد فتح ملفات التساؤلات حول فعالية هذه المنظومات، ومدى قدرة الاحتلال على حماية منشآته الحيوية في حال اندلاع مواجهة متعددة الجبهات، لا سيما مع اتساع رقعة العمليات منذ أكتوبر 2023م.
وقالت القناة الـ 12 العبرية إن الصاروخ اليمني “اخترق السماء الإسرائيلية ووصل إلى قلب المطار، في ضربة تُظهر ذكاء نوعياً من مطلقيه، وعجزاً استخباراتياً وعسكرياً في رصد مساره واعتراضه”.
ووفق المراقبين والمحللين، فإن ما يثير القلق الحقيقي في «إسرائيل» ليس فقط وقع الهجوم، بل التهديد الاستراتيجي المتزايد الذي تمثله الجبهة اليمنية في إطار محور المقاومة.
واعتبروا أن الهجوم الجديد يأتي ليكرّس تحولًا مهمًا في ديناميكية الصراع، إذ أن قدرة اليمن، المحاصر منذ سنوات، على الوصول إلى العمق الإسرائيلي واستهداف مطار دولي من هذا النوع، يكشف أن “عقيدة الردع الإسرائيلية” لم تعد قادرة على حماية عمقها الاستراتيجي.
فشل مدوٍ
الضربة التي وصفتها وسائل إعلام دولية بأنها “اختراق غير مسبوق للمنطقة الآمنة”، تسببت في حالة من الذعر في الداخل الإسرائيلي، خاصة مع دوي صافرات الإنذار في تل أبيب والقدس الكبرى ومستوطنات الضفة الغربية.
ورغم محاولات التهدئة التي بثها الجيش الإسرائيلي، فإن الواقع الميداني أثبت أن المنظومات الدفاعية التي طالما تفاخر بها الاحتلال، لم تعد سوى “جدران وهمية” أمام تطور تكتيكات المقاومة.
وتمثل هذه الضربة – وفق المراقبين – رسالة مزدوجة: الأولى إلى تل ابيب بأن حرب غزة لن تبقى محصورة في الجنوب، والثانية إلى حلفائها الغربيين بأن دعمهم غير المشروط للاحتلال يقابله استعداد كامل من محور المقاومة وتحديدا من اليمن لتوسيع رقعة النار.
كما أن نجاح اليمنيين في تنفيذ هذه العملية النوعية يأتي في وقت تشن الولايات المتحدة عدوانا يوميا على اليمن، كما يخضع لحصار جوي وبحري من تحالف العدوان، وهو ما يزيد من وزن هذه العملية ويحولها إلى سابقة استراتيجية.
وبينما حاول الإعلام العبري التقليل من خطورة الضربة، فإن الواقع يقول إن دولة الاحتلال تلقت واحدة من أقوى الصفعات منذ عقود، في عمق منشأة تُعد عصب الحركة الجوية والدبلوماسية والتجارية.
الصدمة تجاوزت المطار
ضرب مطار بن غوريون، ليس مجرد حدث عسكري معزول، بل ضربة سياسية وأمنية مدوية، تكشف مدى هشاشة البنية الدفاعية للاحتلال، وتفتح الباب أمام سلسلة من الضربات القادمة التي قد تطال مؤسسات أكثر حساسية، في ظل انهيار حالة الردع.
ووفق المحللين والخبراء العسكريين، فإن الاحتلال الذي كان يفاخر بقدرته على خوض الحروب دون أن تمس عمقه، أصبح اليوم في موقف دفاعي حرج، تحاصره صواريخ غزة، وضربات اليمن.
وقال الخبراء العسكريون والمحللون السياسيون إن وصول الصاروخ اليمني على مطار بن غوريون مثل حدثا غير مسبوق من حيث النوعية والتوقيت والنتائج، وجاء في ذروة سياسية حساسة بالنسبة لحكومة الكيان، التي بدأت تفتخر بالهيمنة العسكرية من دمشق وحتى صنعاء وأن تل أبيب أصبحت آمنة وبعيدة عن نيران الخصوم.
ومن وجهة النظر العسكرية، فإن فشل جميع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية (كالقبة الحديدية، ومقلاع داود، ومنظومتي ثاد وحيتس 3، بالإضافة إلى منظومة باتريوت الأمريكية) في كشف الصاروخ واعتراضه، يمثل فشلا كبيرا على عدة مستويات، كما يدلل على غياب الإنذار المبكر بشأن الهجوم الذي جعل وقع المفاجأة كبيرا على الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية، خاصة مع استخدام «اليمنيين» تكتيكات جديدة أو أنواعاً متقدمة من الصواريخ الفرط صوتية التي تجاوزت الطبقات الدفاعية الجوية الإسرائيلية بسرعة فائقة تفوق القدرات المعتادة لهذه المنظومات.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن يفرض معادلة الردع والعرب يحتفلون بالمهزوم ترامب
يمانيون/ تقارير أثبت اليمنُ أن معادلته القتالية لم تكن فعلًا عبثيًّا ولا مغامرة غير محسوبة، بل جاءت كتجسيدٍ عملي لوعي عسكري واستراتيجي متقد، مرتبط بسلوك العدوّ الصهيوني وداعمه الأمريكي؛ “وشمائلٌ شَهِدَ العدوُّ بفَضْلِها.. والفضلُ ما شَهِدَتْ به الأعداءُ”.
جديد ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، مؤكدةً في تقريرها أن اليمن بات الرقم الأصعب في استراتيجية المواجهة ومعادلة الصراع، لا سيَّما في أعالي البحار، بعد أن تحول إلى كابوسٍ يؤرق حاملات الطائرات الأمريكية.
تقرير الصحيفة كشف تفاصيل صادمة عن الفشل العسكري الأمريكي في اليمن، حيثُ لم تستطع واشنطن رغم تفوقها التكنولوجي والجوي، أن تفرض سيطرتها أو حتى تحقّق تقدمًا ملموسًا، رغم شنّها حملة عسكرية واسعة بأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.
وفيما كان ترامب يبحث عن نصرٍ سريعٍ، واستعراض عسكري يعزز مكانته السياسية، تؤكد الصحيفة على لسان مسؤولين أمريكيين، أنه تلقى صدمات متتالية: “إسقاط سبع طائرات بدون طيار طراز MQ-9 في شهرٍ واحد، وتعرّضت طائرات F/A-18 وF-16 وحتى F-35 لتهديدات جدية من الدفاعات اليمنية، وإصابة سفن حربية بينها حاملة طائرات، مع استنزاف الذخائر الأمريكية المتطورة”.
كُلّ ذلك دفع ترامب إلى السأم من استمرار العمليات، ليأمر بوقفها، كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، وكأن اليمن قد تحوّل إلى “فيتنام مصغّرة” لا تقبل الانكسار.
لم تكن الحملة الأمريكية مجرد ضغوط سياسية لثني اليمن عن إسناد غزة، بل انخراط عسكري واسع اعتمد على حاملتي الطائرات “كارل فينسون” و”هاري ترومان”، ومناورات بحرية ضخمة.
إلا أن النتيجة كانت خيبة استراتيجية مدوية، حتى أن خطة القيادة المركزية الأمريكية بتمديد العمليات لثمانية أشهر وتصفية قادة يمنيين، باءت بالفشل الذريع، فالصواريخ لم تتوقف، والمسيّرات واصلت التحليق، وأجهزة الاستخبارات لم تستطع سوى الإشارة إلى “بعض التراجع” المؤقت في قدرات من أسمتهم “الحوثيين”، الذين سرعان ما أعادوا بناء أنفسهم، بل وطوروا من قدراتهم -بحسب نيويورك تايمز.
ومع تصاعد الفشل، لجأت إدارة ترامب إلى وساطةٍ عمانية سريعة أخرجتها من الورطة، مقابل موافقة يمنية بعدم استهداف السفن الأمريكية، لتتجلى هزيمة ترامب في أوضح صورها: “انسحابٌ شبه معلن، وتراجع تحت الضغط، وتفاوض من موقع ضعف”.
وفي خطوةٍ لامتصاص الهزيمة، لجأت وزارة الدفاع الأمريكية إلى تبديل قاذفاتها الاستراتيجية من طراز “بي-2” إلى “بي-52” في قاعدة “دييغو غارسيا” في المحيط الهندي، في محاولةٍ لإعادة التوازن، بعد استنزاف الذخائر والقلق المتزايد من الدخول في مواجهةٍ موازية مع الصين.
تقرير “نيويورك تايمز” لم يكن مجرد تسريب أمني، بل فضيحة سياسية تُعرّي حقيقة المشهد، فاليوم ترامب لم يأتِ إلى السعودية وبعض الدول العربية حبًا، بل -ووفقًا لرؤية ترامب- فهم البقرة الحلوب التي تمنح بلا شروط.
لذلك، فإن زيارته للخليج، لم تكن إلا محاولة لجني الأرباح ولابتزاز ثلاثة تريليونات دولار لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي المترنح، فبالأمس صرح بالقول: إن “ما تقدمه السعودية والإمارات وقطر للولايات المتحدة هو بادرة تقدير لدور الولايات المتحدة في حمايتها”، مضيفًا “نحن نُبقي هذه الدول آمنة ولولا أمريكا لما استمر وجودها على الخريطة”.
وفي لحظة تكشّف الحقائق، بدا ترامب موظفًا صغيرًا لدى الصهيونية العالمية، يلتف على العرب ليحصل منهم على العقود والصفقات، بينما يُفكّر في كيفية التعامل مع التهديد اليمني الذي عجز عن احتوائه، رغم الدعم غير المسبوق من حلفائه.
اليوم، لم يعد البحر الأحمر ممرًا آمنًا للأساطيل، ولم تعد سماء الجزيرة العربية مفتوحة بدون ثمن؛ فاليمن كتب معادلة جديدة مفادها: لن تُبحر سفينة إلا بإذن، ولن تحلّق طائرة إلا بمجازفة، والولايات المتحدة، بكل هيبتها، خرجت من المعركة بلا مكاسب، وربما بخسائر استراتيجية آثارها ستمتد، ولا يزال الأعراب يتهيبون من أمريكا.
نقلا عن المسيرة نت