محافظة القدس: المخطط الاستعماري E1 إعلان حرب شاملة على الأرض والهوية
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
حذرت محافظة القدس ، من قرار حكومة الاحتلال إعادة تفعيل مخطط E1 الاستعماري، الذي جُمّد منذ أربع سنوات، وإطلاق العنان لمشاريع تهويدية توسعية تستهدف خنق مدينة القدس وابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في محيطها، عبر إقامة 3412 وحدة استعمارية جديدة بين القدس ومستعمرة "معاليه أدوميم".
واعتبرت المحافظة في بيان صادر عنها، اليوم الخميس، القرار خطوة عدوانية تهدف إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وعزل القدس عن عمقها العربي، وقطع شرايين الحياة عن الدولة الفلسطينية قبل ولادتها،
وأكدت ان الاعلان عن هذه المخططات في هذا الوقت بمثابة إعلان حرب شاملة على الأرض والهوية الفلسطينية.
وأضافت، أن ما تقوم به حكومة الاحتلال ليس سوى جريمة حرب مكتملة الأركان، تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات الممنهجة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2334 الذي يجرّم الاستيطان.
وبينت أن هذا المخطط الاستعماري ي فتح الباب واسعاً أمام التهجير القسري لسكان الخان الأحمر والتجمعات البدوية المحيطة، ويعتمد سياسة الأرض المحروقة عبر الهدم والمصادرة والتجريف، تمهيداً لفرض أمر واقع استيطاني لا يمكن التراجع عنه.
ولفتت المحافظة إلى أن الإعلان عن مشروع ما يُسمّى بـ"طريق نسيج الحياة" هو جزء من المنظومة الاستعمارية، لفصل حركة الفلسطينيين وعزلهم عن منطقة E1، بالتوازي مع مخطط إقامة حديقة استعمارية على جبل المشارف (التلة الفرنسية) لربط مستعمرات القدس بالمخطط الاستعماري، في محاولة لخنق أحياء الطور والعيسوية وحرمانها من التوسع الطبيعي.
وبينت، أن المخططات التي صادقت عليها سلطات الاحتلال في مستعمرة "معاليه أدوميم" والتي تعكس حجم التوسع العدوان، جاءت على النحو التالي:
• المخطط 420/1/7/59/1: 1120 وحدة استعمارية، ومؤسسات عامة وتجارية، على مساحة 1330.5 دونم.
• المخطط 420/1/7/59/2: 944 وحدة استعمارية ، ومؤسسات عامة وتجارية، على مساحة 680.241 دونم.
• المخطط 420/1/7/59/3: 1108 وحدات استعمارية، ومؤسسات عامة وتجارية وصناعية، على مساحة 476.652 دونم.
ونوهت، أن قوات الاحتلال شرعت بتوزيع عشرات أوامر الهدم في العيزرية والتجمعات البدوية في الأيام الماضية، كخطوة تمهيدية لابتلاع آلاف الدونمات، وتنفيذ مخطط "القدس الكبرى" الذي يوسّع حدود ما يسمى بـ"بلدية الاحتلال" لتصل حتى أريحا شرقاً و بيت لحم جنوباً، في أكبر عملية ضم وابتلاع للأرض منذ احتلال عام 1967".
وحذرت المحافظة من أن الصمت الدولي على هذه الجريمة سيجعل المجتمع الدولي شريكاً في الجريمة، وقالت: "ندعو إلى تحرك فوري وحاسم من الأمم المتحدة، ومحكمة الجنايات الدولية، وجميع المؤسسات الحقوقية، لوقف هذا الزحف الاستيطاني الاستعماري، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال، ودعم صمود المقدسيين في وجه هذا المخطط الذي يستهدف وجودهم ومستقبلهم وحقهم التاريخي في أرضهم وعاصمتهم الأبدية القدس.
وأكدت، أن هذه المخططات تستهدف تغيير الهوية الوطنية للقدس وطمس معالمها العربية والإسلامية والمسيحية، ونسف أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة الأراضي بالكامل، وفرض السيادة الإسرائيلية بالقوة على القدس وضواحيها، وتمثل مشروع تطهير عرقي بحق الفلسطينيين في القدس ومحيطها.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين إصابة شاب برصاص الاحتلال عند حاجز قلنديا بالقدس مستوطنون يقتحمون الأقصى ثمانية شهداء إثر قصف الاحتلال منزلا في حي الزيتون الأكثر قراءة نتنياهو وعلم الإحصاء! لبنان: شهيد ومصابان في غارة إسرائيلية على بلدة دير سريان مستوطنون يواصلون اقتحامهم اليومي للمسجد الأقصى تشريح جثمان الشهيد المعتقل أحمد طرازعة ظهر اليوم عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
مفتاح العودة والدبكة والكوفية.. رموز النضال والهوية الفلسطينية
لندن – تحمل كل بقعة من أرض فلسطين رموزا للنضال تجسد ارتباط شعبها الأصيل بأرضه وإصراره على حماية هويته الثقافية وتراثه الشعبي جيلا بعد جيل، صونًا له من الطمس والضياع، وحفاظا على العادات والتقاليد من الاندثار. وعلى مدى عقود، سعى الاحتلال إلى إسكات الصوت الفلسطيني بمختلف الوسائل، في محاولة لإنكار حق الشعب في أرضه وتاريخه.
ورغم ذلك، ظل الفلسطينيون متمسكين برموز تعبر عن كفاحهم من أجل الهوية الوطنية، تمامًا كما تبقى أزهار الزعتر البري وأشجار الزيتون شاهدة على صمودهم وجذورهم الضاربة في عمق الأرض.
مفتاح العودة.. رمز المقاومة وروح الانتصاريُعد المفتاح الفلسطيني، أو ما يُعرف بمفتاح العودة، رمزا قويا يخلّد تمسك الفلسطينيين بحقهم في العودة إلى أراضيهم التي هُجّروا منها قسرا عقب نكبة عام 1948، حين ارتكب الاحتلال عمليات قتل وتهجير جماعي طالت أكثر من 750 ألف فلسطيني أُجبروا على مغادرة بيوتهم.
وتنبع رمزية هذا المفتاح من احتفاظ اللاجئين بمفاتيح منازلهم القديمة والمقتنيات التي اصطحبوها معهم منذ لحظة التهجير إيمانا منهم بأن غيابهم سيكون قصيرا، وأنهم سيعودون قريبًا إلى أرضهم وبيوتهم.
ولم تقتصر دلالة المفتاح على اللاجئين وحدهم، بل امتدت لتشمل جميع الفلسطينيين، إذ بات رمزا للحق والكرامة والانتماء العميق إلى الأرض الفلسطينية.
لذا أصبح عرفا وتقليدا أن تتوارث العائلات الفلسطينية مفاتيح العودة، وما زال الكثير من سكان مخيمات الضفة وغيرها يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي أحضروها معهم عام النكبة، في حين سلّم من وافاهم الأجل مفتاحه إلى أبنائه وأحفاده. وغالبًا ما توجد نسخ مكبرة من مفتاح العودة حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
كما أصبح يستخدم مفتاح فلسطين في المظاهرات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي حول العالم تعبيرا عن الأمل، وبات ينافس الكوفية في الدلالة على الهوية الفلسطينية، فالمفتاح بالنسبة لهم يحمل حب الوطن والتعلق بالسكن وحلم العودة إليه.
ويوجد أكبر مجسم لمفتاح العودة داخل الحي الثقافي (كتارا) بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي يبلغ طوله 7.8 أمتار ووزنه 2.7 طن وعرضه 2.8 متر، وصُمم تحت إشراف قطري. وبعد أن استوفى جميع الشروط الخاصة، تم تسجيل هذا الرقم القياسي ضمن موسوعة غينيس العالمية كأكبر مفتاح في العالم.
الكوفية الفلسطينية بطاقة هوية وتعريف بالقضيةلم تعد وشاحا تقليديا بلونها الأبيض ونقوشها السوداء رمزا للفلسطينيين فحسب، بل باتت رمزا عالميا عابرا للحدود، ورمزًا لرفض الاستعمار ومقاومة الاحتلال الغاشم.
إعلانالكوفية التي كان يرتديها الفلاحون قديمًا لحمايتهم من الظروف المناخية القاسية، مثل أشعة الشمس الحارقة والعواصف الرملية، تحولت مع مرور الوقت إلى رمز نضالي، إذ أصبح المتظاهرون يلفونها حول أعناقهم أو يستخدمونها لتغطية وجوههم في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين حول العالم.
وقد ارتبطت الكوفية ارتباطًا وثيقا بالرمز الوطني الفلسطيني بفضل الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي ارتداها في إطلالاته السياسية، ولا سيما خلال خطابه الشهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 لتصبح منذ ذلك الحين أيقونة للمناضلين الفلسطينيين. ومنذ النكبة عام 1948، ارتداها المتظاهرون في كل انتفاضة شعبية بمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتُعرف الكوفية لدى الفلسطينيين بعدة أسماء منها "الحَطّة" و"الوشاح". وبينما ارتبط ارتداؤها قديما بالفلاحين، كانت الطبقات الوسطى والعليا تفضّل "الطربوش". لكن هذا الأمر تغير بعد الانتفاضة الفلسطينية عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني، حين اتخذت الجماعات الفلسطينية المسلحة -التي كان معظم أفرادها من الفقراء- الكوفية زيا رسميا. الأمر الذي سهّل على القوات البريطانية تمييزهم، مما دفع قادة المقاومة إلى دعوة جميع الرجال الفلسطينيين للتخلي عن الطربوش وارتداء الكوفية تضامنا ووحدة للصفوف.
الدبكة الفلسطينية.. نضال من نوع آخرتعدّ الدبكة الشعبية موروثا يلازم الفلسطينيين في أعراسهم وأفراحهم، ويحرصون على توريثه من جيل إلى آخر خوفا عليه من الضياع، وحفاظا على هويتهم من الاندثار. وتعدّ الدبكة إحدى أهم صور هذا التراث الذي يستند إلى إرث فني وثقافي يمتد زمنا طويلا عبر التاريخ.
تعود الدبكة الفلسطينية إلى طقوس الزراعة القديمة، حيث كانت الأيادي تتشابك للعمل وكان الفلاحون يرقصون في الحقول وقت حصاد الأرض تعبيرا عن فرحهم بما أنجزوه في ظل تعب جماعي.
وجاء في موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الدبكة الشعبية قبل الاحتلال أخذت طابعا احتفاليا ثم أصبحت رمزا من رموز النضال الوطني بعد نكبة 48، لتأخذ شكلا منظما منذ بداية الثمانينيات من القرن العشرين.
وأصبح العمل على هذا النوع من التراث يتم بشكل مُنسق بهدف نقل ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه للمحافل العربية والعالمية. يذكر أن الدبكة الفلسطينية من أقدم الدبكات في المنطقة، وقد أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضمن لائحتها للتراث غير المادي للبشرية عام 2023.
وترتبط الدبكة الفلسطينية بأناشيد وطنية كالحنين إلى الدار وما حل بالشعب الفلسطيني من تهجير وقتل ونكبة وترحيل قسري. والمتأمل في حركات الدبكة يشعر برمزيتها النضالية الرائعة، فتشابك الأيادي دليل الوحدة والتضامن، وضرب الأرجل بالأرض دلالة على العنفوان والإصرار، ترافقها أغان تعبر عن عمق الانتماء للأرض الفلسطينية التي يعشقها هؤلاء.
إعلانوتعتمد رقصات الدبكة على الإيقاع الجماعي، والتزامن الدقيق والتناغم المنضبط بين خطوات الراقصين، ويرتدي المؤدون خلالها ثيابا شعبية فلسطينية مستوحاة من ألبسة الريف التقليدي، وفيها تتشابك أيدي الراقصين وتهتز أكتافهم، ثم تروح أقدامهم وتجيء يُمنة ويسرة تضرب وجه الأرض، مما يشعل حماس الجمهور ويجعلهم عادة ينضمون إليهم في الأداء والرقص.
للدبكة قائد يتمركز عادة في أقصى يسار الصف، يمسك في يده اليمنى مسبحة أو عصا صغيرة، وقد ينفصل أحيانًا عن الصف ليتقدم أمامه مؤديًا حركات فردية، ليقوم الراقصون من خلفه بتكرارها.
حاول الاحتلال الإسرائيلي طمس الهوية الفلسطينية ومحو تعبيراتها الثقافية عبر السطو على الدبكة الشعبية ونسبها إلى "إسرائيل" من خلال ترجمة كلمات بعض أغانيها إلى العبرية وسرقة ألحانها، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.
ورغم ذلك، ظلت الدبكة الفلسطينية حاضرة بقوة، محافظة على مكانتها في جميع المناسبات الوطنية والاحتفالات والمهرجانات داخل فلسطين وخارجها، لتبقى إحدى أيقونات التراث الفلسطيني الحي.