توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا إلى أن المحاصيل النباتية المحسنة وراثيا التي تتميز بجذور مكبرة تمثل حلا مثاليا لتحقيق الامتصاص المطلوب من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

وحسب دراسة جديدة، يمكن لما تسمى "المحاصيل المُعززة بالكربون" -خلال 13 عاما من اعتمادها لأول مرة- إزالة ما بين 0.9 غيغا طن و1.2 غيغا طن سنويا، وهي كمية أكبر بنحو 7 أضعاف من إجمالي تعويضات ثاني أكسيد الكربون المُقدمة حاليا للسوق العالمية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تغير المناخ يضاعف موجات الحر في البحار ويهدد التوازن البيئيlist 2 of 4الجانب المظلم للبيتكوين وتأثيراتها الخطيرة على المناخlist 3 of 4الكربون يسجل أعلى زيادة بالتاريخ وسط ضعف امتصاص الأرضlist 4 of 4تقرير: 16% من الشركات العالمية أوفت بالتزامها بعدم إزالة الغاباتend of list

وركز الباحثون من معهد سكريبس لعلوم المحيطات وكلية السياسات والإستراتيجية العالمية بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو على فئة من المحاصيل المعدلة ذات القدرة العالية على التوسع السريع، التي يمكنها امتصاص وترسيب كربون أكثر ديمومة في أنظمتها الجذرية وتخزينه في التربة المحيطة، والتي أطلقوا عليها اسم "المحاصيل المُعزّزة بالكربون".

وتُقارن الدراسة الجديدة بين هذا الحل الزراعي بأساليب أخرى مقترحة لإزالة ثاني أكسيد الكربون، وذلك كوسيلة لتوضيح ما يجب فعله لمعالجة أزمة المناخ على نطاق عالمي. وقد استخدم فريق البحث تاريخ التعديل الوراثي لتكوين فكرة عن المدة التي قد تستغرقها "المحاصيل المحسّنة" بالكربون للانتشار على نطاق واسع.

إعلان

وحسب الدراسة، يمكن للمحاصيل المحسنة أن تتكاثر بسهولة أكبر داخل صناعة زراعية ناضجة ذات سجل حافل من الابتكار والقدرة على توسيع نطاق الممارسات والتقنيات الجديدة، على الرغم من التركيز عادة على العائد بدلا من كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

ولفهم كيفية توسيع نطاق استخدام المحاصيل المعززة بالكربون، نظر الباحثون إلى ابتكارات أخرى من الماضي أدت إلى تحسين المحاصيل، مثل إنشاء الهجائن، واستخدام المبيدات الحشرية، وتحسين الأسمدة، وتناوب المحاصيل.

النباتات المحسنة وراثيا التي تتميز بجذور مكبرة تمتص الكربون بشكل أكبر (معهد سالك للدراسات البيولوجية) حلول قيد الدرس

وقال المؤلفون إن الإستراتيجيات الأخرى تستغرق وقتا حتى تنضج، لأنها تعتمد على إنشاء صناعات جديدة من الصفر، كما أنها تتطلب سنوات من الاختبار لضمان نجاحها على النحو المتوقع دون المخاطرة بعواقب غير مقصودة. ووجدوا أن الابتكار الجديد قد حقق تقدما أسرع بكثير من الابتكارات الأخرى بفضل بنية تحتية راسخة للمعرفة والتسويق داخل قطاع الزراعة.

وقد قدر العلماء الذين ساهموا في الدراسة إذا كان للمجتمع أن يحظى بفرصة مواجهة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، فإنه يتعين عليه أن يجد طريقة لإزالة ما بين 5 إلى 16 مليار طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري كل عام.

ووجد العلماء الذين أجروا الدراسة أنه في الدول التي تسمح بالمحاصيل المُعدلة وراثيا، استغرق الأمر 11 عاما في المتوسط للانتقال من التبني المبكر إلى الاستخدام الواسع النطاق.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة فاجياني دياس، وهي خبيرة المناخ في معهد سكريبس لعلوم المحيطات، إن "هناك إجماعا في المجتمع العلمي على أنه سيتعين علينا توسيع نطاق إزالة ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير للوصول إلى صافي الصفر، بالإضافة إلى الحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري".

وتقدم الدراسة تحليلا لتحديات توسيع نطاق إزالة ثاني أكسيد الكربون، وتقترح إطار عمل لتقدير مدى سرعة ومدى إمكانية توسيع نطاق التقنيات الناشئة، التي تتسم بقدر كبير من عدم اليقين، مشيرة إلى أن عدم القيام بذلك في الوقت المناسب يُعرّض الكوكب لخطر تغيرات مناخية كارثية، وفشل المحاصيل، وانتشار الأمراض.

ولا تسمح جميع الدول بزراعة المحاصيل المعدلة وراثيا، وخاصة المحاصيل الغذائية، ولم ينتشر هذا التعديل إلا في حوالي 13% من إجمالي الأراضي الزراعية في العالم. وقد يواجه استخدام المحاصيل المُعززة بالكربون سقفا مماثلا ما لم تُقدَّم حوافز، مثل أرصدة الكربون، للدول التي تتبنى هذه الممارسة.

إعلان

وتشير الدراسة إلى أن فوائد المحاصيل المُحسنة بالكربون كبيرة، لكنها لن تكون كافية بمفردها، وترى دياس أن جميع هذه الجهود يجب أن تكون جزءا فقط من جهد عالمي لإزالة الكربون.

ووصلت كمية الانبعاثات العالمية من ثاني أكسيد الكربون إلى مستوى قياسي بلغ 36.8 مليار طن متري عام 2023، وتشير دراسات جديدة إلى أن الغابات المطيرة والنظم البيئية الأرضية الأخرى تعاني من ضغوط شديدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، مما أثر على قدرتها على امتصاص الكربون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بيئي ثانی أکسید الکربون المحاصیل الم إلى أن

إقرأ أيضاً:

نصائح ذهبية لحماية المحاصيل الزراعية من موجات الحر.. فيديو

أكد الدكتور خالد جاد وكيل معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، أن الموجات الحارة خلال الفترة الأخيرة تتكرر أكثر من مرة، خلال المواسم الأخيرة، وأن وزارة الزراعة توصلت لأكثر من أصناف المحاصيل التي تتحمل درجات الحرارة العالية.

وزير الزراعة: تحسين السلالات المحلية يرفع إنتاج الألبان واللحوموزير الزراعة: حماية الثروة الحيوانية أولوية .. ونسير على الطريق الصحيحوزير الزراعة: إنتاج لقاح محلي لمواجهة السلالة الجديدة من الحمى القلاعيةالزراعة: نستهدف سدّ احتياجات السوق لتقليل فاتورة الاستيراد

وأضاف وكيل معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج صباح الخير يا مصر، المذاع عبر القناة الأولى، أن المحاصيل الموجودة حاليا قادرة على تحمل درجات الحرارة، وهناك نصائح توجه لـ المزارعين لعدم تأثر المحاصيل.

ولفت إلى أن أهم النصائح هي ري الأراضي في الصباح الباكر، أو في المساء، وأن يتم الري بشكل منتظم، حتي لا تحدث صدمة حرارية للزرع، وأن وضع بعض السماد يكون في أوقات معينة.

وأشار إلى أن هناك بعض المحاصيل تتأثر بسبب الحرارة منها الذرة الشامي، ولذلك المواطنين تقوم بزراعة هذا المحصول في شهر 3 أو 7و8،حتى لا تكون الزراعة في فترة الموجة شديدة الحرارة.

طباعة شارك وزارة الزراعة الزراعة الموجات الحارة درجات الحرارة

مقالات مشابهة

  • دراسة: زيادة انبعاثات غازات الدفيئة والاحتباس الحراري بوتيرة متسارعة
  • العراق يطلق خطة في 2026 لخفض معدلات الفقر
  • كيميائيو الطبيعة: أشجار التين الكينية تحوّل ثاني أكسيد الكربون إلى حجارة
  • قد تساعد في تحسين علاجات العقم.. علماء يلتقطون أول لقطات لعملية زرع جنين بشري في الرحم
  • بعد قمة الاسكا.. قادة الاتحاد الأوروبى يقترحون عقد قمة ثلاثية
  • بعد قمة الاسكا.. قادة الاتحاد الأوروبي يقترحون عقد قمة ثلاثية
  • علماء يحددون السبب الجوهري لمشكلة الأرق الشائعة
  • مركز بحوث الصحراء ينجح في زراعة محاصيل علفية تتحمل الملوحة بجنوب سيناء
  • مصر والسودان تبحثان استخدام التقنيات الحديثة لاستنباط محاصيل تقاوم التغيرات المناخية
  • نصائح ذهبية لحماية المحاصيل الزراعية من موجات الحر.. فيديو