كشفت نتائج دراسة سريرية رائدة أجراها مركز ميموريال سلون كترنغ لعلاج الأورام أن علاجات المناعة وحدها قد تغني عن الحاجة إلى الجراحة لدى مرضى الأورام مع ميزة الطفرة الجينية المحددة (MMRd)، بما يتيح لهم الحفاظ على أعضاء الجسم وتحسين جودة الحياة.

قاد الدراسة الطبيبان المتخصصان في أورام الجهاز الهضمي، د. أندريا سرسك ود.

لويس دياز ا، وتم الإعلان عن النتائج خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان لعام 2025 (AACR)، وكما نُشرت بالتزامن في مجلة The New England Journal of Medicine .

وأظهرت النتائج أن 80٪ من المرضى لم يحتاجوا إلى الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي بعد 6 أشهر فقط من علاجات المناعة.

وقالت الدكتورة سرسك، أخصائية أورام الجهاز الهضمي ومساعدة المدير لمركز سرطان القولون بمستشفى ميموريال سلون كترنغ لعلاج الأورام : “تُظهر هذه الدراسة أن علاجات المناعة قد يُغني عن الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي لدى مرضى اورام MMRd ، مما يسمح بالحفاظ على أعضاء الجسم وتجنب الآثار الجانبية القاسية للعلاجات الكيمائية والإشعاعية.”
وأضافت: “تحقيق نتائج فعالة مع الحفاظ على جودة حياة المريض هو الهدف الأسمى، حيث يمكن للمرضى من استئناف حياتهم اليومية والحفاظ على استقلاليتهم.”

تُعد هذه المرحلة الثانية امتدادًا لدراسة سابقة رائدة أظهرت استجابة كاملة لجميع مرضى سرطان المستقيم للعلاج المناعي باستخدام عقار(dostarlimab) . وقد حصل العقار في ديسمبر 2024 على تصنيف ” Breakthrough Therapy Designation ” من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. (FDA)

وقد شملت الدراسة 103 مريضًا في مراحل مختلفة من الأورام (من المرحلة 1 إلى 3)، منهم 49 مصابا بالمستقيم و54 مريضًا بأنواع أخرى مثل سرطان المريء، والكبد، والقولون، والجهاز البولي التناسلي، وأورام النساء.
وقد تلقى جميع المرضى العلاج بعقار Jemperli (dostarlimab) من إنتاج شركة GSK، وهو يعمل عن طريق مُساعدة الجهاز المناعي في التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.

وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن 80٪ من المرضى الذين يعانون من عدة أنواع من السرطان عولجوا بنجاح بالعلاج المناعي فقط. وفى السابق كان معيار الرعاية للعديد من الأورام التي تحتوي على هذه الطفرة الجينية المحددة MMRd هو الجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي. ومع ذلك، فإن المرضى الذين استجابوا بشكل إيجابي لم يحتاجوا إلى عملية جراحية لإزالة أحد الأعضاء ولم يخضعوا للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، مما أدى إلى تحسين نوعية حياتهم.
هذه التجربة هي المرة الأولى التي يثبت فيها أن العلاج المناعي يحل محل الجراحة لمجموعة متنوعة من الأورام الصلبة.

وقال الدكتور دياز أخصائي أورام الجهاز الهضمي ورئيس قسم أورام الأورام الصلبة في مركز ميموريال سلون كترنغ لعلاج الأورام: “رأينا أن الأورام قد اختفت تمامًا لدى غالبية المرضى. هذه النتائج قد تُغير طريقة علاج بعض أنواع السرطان، حيث إن العلاجات التقليدية مثل الجراحة والإشعاع قد تؤثر سلبًا على جودة الحياة، فعلى سبيل المثال فأن العلاجات

التقليدية لسرطان المستقيم قد تسبب مضاعفات مثل العقم واضطرابات في وظائف الأمعاء والمثانة والقدرات الجنسية بالإضافة الى العديد من التحديات اليومية.”

ويأمل الطبيبان سرسك ودياز في توسيع نطاق استخدام هذا النهج لتشمل أنواعًا أخرى من السرطان في المستقبل القريب.

وفي وقت سابق من هذا العام عزز مركز ميموريال سلون كترنغ لعلاج الأورام التزامه بخدمة المرضى من منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط من خلال تقديم خدمات محسنة مصممة لجعل الوصول إلى رعاية عالمية المستوى أكثر سلاسة وكفاءة للمرضى من خارج الولايات المتحدة.. وتشمل هذه التحسينات تبسيط عملية مراجعة السجلات الطبية لتقليل فترات المعالجة، وإزالة العقبات غير الضرورية في جدولة المواعيد لضمان سرعة الوصول إلى المتخصصين، إضافة إلى دمج الخبرات المتخصصة في نوعية المرض لتسريع عملية تصنيف الحالات. وتهدف هذه الجهود إلى تسهيل عملية حجز المواعيد، والتخطيط للعلاج، وتنظيم السفر إلى نيويورك، لضمان حصول المرضى من الشرق الأوسط على أعلى معايير الرعاية الصحية بأقل قدر من التعقيدات. كما أن حجز المواعيد لا يتطلب إحالة طبية، مما يُسهل على المرضى من المنطقة تلقي الرعاية المتقدمة في مقر المركز في نيويورك في وقت أسرع.

وقد تم تمويل الدراسة من قبل Swim Across America و Stand Up To Cancer والمعاهد الوطنية للصحة والمعهد الوطني للسرطان. كما نقدر دعم شركة GSK للدراسة من خلال توفير dostarlimab ، و Haystack Oncology، و هى شركة Quest Diagnostics ، لاستخدام اختبار ctDNA الخاص بها ، و Haystack MRD والتي مكنتنا من عرض الاستجابة العلاجية بشكل موثوق في الوقت الفعلي.

وتصرح الدكتورة سرسك عن عملها كمستشارة لشركة Amgen و Agenus و AbbVie و Daiichi Sankyo و Janssen و Merck و GSK و Pfizer و T Biosciences3 و Summit و UroGen و Regeneron. و تلقت تمويلا بحثيا من GSK و Pfizer؛ ولديها براءة اختراع معلقة تتعلق بهذه الدراسة.

ويصرح الدكتور دياز عن عمله في الخدمات الاستشارية المقدمة إلى Absci و Blackstone و GSK و Innovatus Capital Partners و Neophore وملكية الأسهم في Amgen و Delfi Diagnostics و Neophore ؛ و دوره كضابط ائتماني في Epitope و Quest Diagnostics. والملكية الفكرية المتعلقة بهذا العمل.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

دراسة: المشي اليومي يقلل من خطر الإصابة بـ13 نوعا من السرطان

كشفت دراسة علمية حديثة، أجراها باحثون من المملكة المتحدة، أن ممارسة المشي اليومي تسهم في تقليل خطر الإصابة بـ13 نوعا من السرطان.

وأكدت الدراسة، التي استهدفت أزيد من 85 ألف شخص وارتدى المشاركون فيها أجهزة تتبع لقياس عدد الخطوات اليومية وحدة النشاط البدني، على أهمية النشاط البدني في الوقاية من الأمراض الخطيرة.

وأبرزت نتائج الدراسة، التي تابعت الحالة الصحية للمستهدفين على مدى ست سنوات، العلاقة المباشرة بين زيادة عدد الخطوات اليومية وانخفاض احتمالات الإصابة بالسرطان.

ووفقا للدراسة، تبدأ الفوائد الصحية بالظهور عند مستوى 5 آلاف خطوة يوميا، فيما انخفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 11 بالمئة عند 7 آلاف خطوة، وبلغ الانخفاض 16 بالمئة عند 9 آلاف خطوة.

وأوضحت النتائج أن الفوائد استقرت بعد هذا الحد، مع اختلافات طفيفة بين الرجال والنساء، مشيرة إلى أن سرعة المشي رغم ارتباطها بانخفاض طفيف في مخاطر الإصابة، لم يكن لها تأثير إحصائي كبير عند احتساب إجمالي النشاط البدني، ما يدل على أن مدة المشي اليومية أهم من وتيرته.

وشملت الدراسة 13 نوعا من السرطان، أبرزها سرطانات القولون، والرئة، والثدي، والمعدة، والمريء، والمثانة، والكلى، والرأس والرقبة، وسرطان الدم النخاعي.

وأظهرت البيانات أن نسبة نحو 3 بالمئة من المشاركين أصيبوا بأحد هذه الأنواع خلال فترة الدراسة، وكان سرطان القولون والرئة الأكثر شيوعا بين الرجال، بينما تصدر سرطان الثدي والقولون القائمة بين النساء.

وأكد الباحثون أن المستويات المرتفعة من النشاط البدني كانت مرتبطة بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بستة أنواع رئيسية من السرطان، هي المعدة، والمثانة، والكبد، والرئة، والرأس والرقبة.

وتعزز نتائج هذه الدراسة التوصيات الصحية القائمة بشأن أهمية الوصول إلى 10 آلاف خطوة يوميا، ليس فقط من أجل تحسين اللياقة البدنية والصحة العامة، بل أيضا كوسيلة فعالة للوقاية من الأمراض السرطانية.

مقالات مشابهة

  • لحمايتك من السرطان.. ممارسة هذه الرياضة تخفض خطر الإصابة بالمرض
  • دراسة علمية توصي بخفض التوتر وتحسين جودة النوم للحد من انتكاسة متعافي المخدرات
  • انتبه في الحر .. ضربة الشمس تهدد الحياة وهذه الخطوات تنقذ المصابين
  • افتتاح مركز للعلاج بالبروتون في النرويج: خطوة متقدمة لعلاج مرضى السرطان
  • عقار جديد قد يُحدث تحولًا نوعيا في علاج أخطر أنواع سرطان الثدي
  • دراسة: المشي اليومي يقلل من خطر الإصابة بـ13 نوعا من السرطان
  • زايد التخصصي: علاج 2000 مريض سرطان بوحدة الأورام خلال 6 شهور
  • بتمويل قطري.. الذكاء الاصطناعي في علاج مرضى السرطان بالقدس
  • من التنمّر إلى البطولة: قصة الطفل «تشيباو» الملقب بـ «ميكي ماوس» صور
  • محافظ أسوان يستعرض أمام «محلية النواب» خطط إنهاء المشروعات وتحسين جودة الحياة