أبناء قبيلة الحبيل بالحديدة يعلنون الجهوزية لمواجهة العدوان والبراءة من الخونة
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
الثورة نت/..
نظّم أبناء وقبائل مربع الحبيل بمديرية المنصورية في محافظة الحديدة، اليوم، وقفة قبلية مسلّحة حاشدة، إعلانا للنفير العام والنكف القبلي، نصرة للشعب الفلسطيني في غزة، ومواجهة التصعيد الأمريكي الصهيوني ضد اليمن.
ورفع المشاركون شعارات الغضب والاستنكار لما يتعرض له اليمن وفلسطين من عدوان مستمر.
وأكد بيان صادر عن الوقفة أن قبائل الحبيل تبارك العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، وتعتبرها رداً مشروعاً على جرائم الاحتلال وداعميه، وخطوة في الطريق الصحيح لتعزيز الردع الاستراتيجي.
وأعلن البيان البراءة التامة من الخونة والمرتزقة الذين ارتهنوا لمشاريع العدوان الأمريكي الصهيوني، وارتضوا لأنفسهم الوقوف في صف الأعداء ضد وطنهم وأمتهم .. مؤكدا أنهم خارجون عن الصف الوطني، ومعرّون من أي غطاء قبلي أو اجتماعي.
وجدد البيان، التأكيد على وحدة الصف الداخلي والاصطفاف خلف القيادة الوطنية، والاستمرار في معركة التحرر حتى يتحقق النصر وترتفع راية الكرامة في اليمن وفلسطين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أعلام آل البيت في اليمن .. دروس في القيادة والأخلاق في الماضي والمستقبل
لطالما شكّل اليمن فضاءً خصبًا لتفاعل القيم الإسلامية مع الموروث الاجتماعي العريق، وكان في قلب هذا التفاعل حضورٌ مميز لأعلام آل البيت، الذين مثّلوا في وجدان اليمنيين ليس فقط رموزًا دينية، بل نماذج عملية للقيادة الرشيدة، والعدالة، والزهد، والتواضع ، بدأت علاقة اليمنيين بآل البيت منذ صدر الإسلام، حيث دخل أهل اليمن في الإسلام طواعية، وكان لهم دور مبكر في مناصرة الرسالة المحمدية، وتوطيد أركان الدولة الإسلامية، ومع تعاقب القرون، وجد عدد من أعلام آل البيت في اليمن أرضًا حاضنة، لجأوا إليها حين اشتدّ الظلم في الحواضر الإسلامية، أو قصدوا أهلها لهداية الناس وتعليمهم. فاستقبلهم اليمنيون بالولاء والاحترام، واحتضنوا فكرهم، وتأثروا بنهجهم في السياسة والأخلاق والإصلاح.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
علاقة متجذرة ومصدر إلهام دائم
ينطلق هذا التقرير من هذه العلاقة المتجذّرة ليستعرض الدروس التي تعلّمها اليمنيون من أعلام آل البيت عبر التاريخ، خصوصًا في مجال القيادة والأخلاق. ويهدف إلى تقديم قراءة تحليلية متسلسلة، تجمع بين الرواية التاريخية، والتحليل الثقافي، والاستشهاد بالتجارب السياسية والاجتماعية التي خاضها اليمن تحت قيادة أئمة من آل البيت، خاصة في ظل الدولة الزيدية التي امتدت قرونًا طويلة.
يُعد استحضار النماذج القيادية الأخلاقية من التاريخ ضرورة ملحة. إن سيرة أعلام آل البيت تمثل مرآة للقيادة النزيهة، ومصدرًا لإعادة بناء الثقة بين الحاكم والمحكوم، وتذكيرًا بأن السياسة يمكن أن تكون خادمة للأخلاق لا متجاوزة لها.
قدوم آل البيت إلى اليمن .. علاقة تاريخية متجذرةبدأت العلاقة منذ البعثة النبوية، عندما أرسل النبي محمد صلوات الله عليه وآله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى اليمن، وتعمّقت هذه العلاقة لاحقًا مع قدوم الإمام الهادي يحيى بن الحسين إلى صعدة عام 284 هـ، والذي أسس دعائم الإمامة الزيدية في اليمن، جامعًا بين العلم والقيادة، وممهّدًا لعلاقة متجذرة بين اليمنيين وآل البيت.
ووجد أئمة آل البيت في اليمن بيئةً مرحبة تتعطش للعدل والقيادة الراشدة، فقد آمن اليمنيون بمشروعهم القائم على نصرة المستضعفين، ومقاومة الظلم، وتقديم نموذج مغاير للحكم المتسلط في بعض العواصم الإسلامية آنذاك.
القيادة عند أعلام آل البيت – النموذج والممارسةلم تكن القيادة عند آل البيت مجرد حكم سياسي، بل قدوة روحية وأخلاقية، وكان من شروط الإمامة : العلم، العدالة، الجهاد، الزهد، والخروج على الظالم، فكان الأئمة مثل الإمام الهادي والقاسم بن محمد لا يعيشون في قصور، بل يشاركون الناس في معيشتهم، ويقضون بين الناس بأنفسهم.
جعل أئمة آل البيت من العدالة ركيزةً أساسية في الحكم، يُعامل فيها الجميع سواسية، ولم تكن هناك امتيازات للأقارب أو المحيطين، بل كانت السلطة أداة لإقامة الحق، لا وسيلة للهيمنة أو الاستئثار.
تميز الفكر الزيدي بالشورى، فقد كانت المجالس الفقهية والعلمية منابر حقيقية للنقاش حول الشأن العام، وكان الإمام يُحاور العلماء والمصلحين، ويأخذ بالرأي الأرجح، مما عزز ثقافة المشاركة واتساع الرأي.
الأخلاق كقاعدة للحكم والمعاملةارتبطت قيادة آل البيت في الوجدان اليمني بالصدق، لا بالتزييف السياسي ، فلم تكن خطب الأئمة حشدًا شعبيًا، بل دعوات إصلاحية صادقة، تنبع من المسؤولية الشرعية قبل أن تكون طموحًا سلطويًا، وتميزت فترات الحكم الزيدي بمستوى من التسامح مع الطوائف الأخرى، خاصة الشافعية، وكان هذا انعكاسًا للفكرالأخلاقي لأعلام آل البيت، الرافض للتكفير والعنف المذهبي ، كما برزت مواقف إنسانية عظيمة لأئمة آل البيت في اليمن، مثل الإنفاق على المحتاجين من أموالهم الخاصة، والوقوف مع المستضعفين ، ومشاركتهم في أعمال الزراعة أو البناء، في مشاهد ترسّخت في الذاكرة الجمعية.
التأثير الثقافي والتربوي المستمرأسس أعلام آل البيت مدارس ومجالس علمية شكلت مرجعيات للفكر والفقه والتفسير، كـ “المدرسة العلمية في صعدة”، و”الجامع الكبير بصنعاء”. ونُقل عن الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة قوله: “إننا نعدّ العالم أحق بالإمامة من الحاكم الجاهل” ، كما أثّر حضور آل البيت في الشعر اليمني تأثيرًا بالغًا، فامتلأت القصائد بمديح أخلاقهم وعدلهم، ونُسجت فيهم الخطب التي تحفز الناس على الصبر، وطلب العلم، والارتقاء بالأخلاق، ولا يزال المجتمع اليمني، يستحضر سير أعلام آل البيت في المجالس والمناسبات، ويدرّس فكرهم في المدارس الدينية، ما يعكس امتداد هذا الإرث الروحي في الوجدان الشعبي حتى اليوم.
السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي .. امتداد لقيادة الرُشد ونموذج من آل البيتفي سياق الامتداد التاريخي لقيادة أعلام آل البيت، يبرز اليوم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي كأحد الرموز البارزة في تجسيد مبادئ الرشد والقيادة الأخلاقية في واقعٍ يموج بالتحديات السياسية والعدوان الخارجي ، ويُنظر إليه من قِبل اليمنيين، باعتباره امتدادًا حيًّا لنهج آل البيت في القيادة المسؤولة والمقاومة الصادقة.
فمنذ بداية تحركه، حرص السيد القائد على أن يكون المشروع القرآني الذي يقوده مشروعًا قيميًا، يقوم على أساس التحرر من التبعية، ورفض الهيمنة الخارجية، والدفاع عن كرامة الإنسان اليمني، وهو ما يتسق مع نهج أئمة آل البيت الذين جعلوا من التحرر من الظلم والفساد شرطًا أساسيًا للقيادة ، وتميزت خطاباته حفظه الله بأنها خطابات قيمية ومبدئية، بعيدة عن الخطاب الشعبوي أو الدعائي، إذ يدعو في مجمل كلماته إلى الصبر، والتقوى، والصلاح، والعمل الجاد، واحترام الإنسان، والتمسك بالهوية الإيمانية، ما يعكس حرصًا على إعادة بناء الإنسان قبل أي حسابات سياسية ، كما اتّسمت قيادة السيد القائد بروح المسؤولية والارتباط بالشعب، في وقت يتراجع فيه كثير من القادة إلى مناطق الحماية والترف، يظهر السيد القائد في كل خطاباته قريبًا من معاناة الناس، مشيرًا إلى ضرورة التكاتف، والتكافل، وتحمل المسؤولية الجماعية، مقتفيًا أثر أئمة آل البيت في تبني هموم الناس ومصالحهم العامة ، وفي الجانب السيادي، يقود السيد القائد حفظه الله ، مشروعًا مقاومًا ضد العدوان والحصار، مدافعًا عن استقلال القرار اليمني، وكرامة الأرض والشعب. وهو ما يجعل من حركته امتدادًا عمليًا لتلك الحركات التي قادها أئمة آل البيت قديمًا، حين واجهوا قوى الجور والانحراف، ورفعوا راية المقاومة ، ومن أبرز مرتكزات فكر السيد القائد تركيزه على “الهوية الإيمانية”، كجامع وطني وثقافي يعيد توحيد اليمنيين على أساس الدين والقيم، لا المناطق والمذاهب. وهذا التوجه يُعيدنا إلى مرحلة التأسيس الأولى للإمامة الزيدية في اليمن، التي قامت على أساس القرآن كمصدر مرجعي جامع، والعقل كأداة لفهم الدين والتفاعل مع الحياة.
الخاتمة .. قدوة الماضي والمستقبللقد قدم أعلام آل البيت لليمن أنموذجًا راشدًا في القيادة، كان محوره الأخلاق، وعماده العلم، وهدفه إقامة الحق. واليوم، يجد كثير من اليمنيين في السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي امتدادًا لهذه المدرسة، ليس فقط في نسبه الشريف، بل في نهجه الرافض للظلم، وحرصه على بناء الإنسان والمجتمع وفق قيم الإسلام الأصيل.
وفي زمن التحولات، حيث تُصنع القيادات غالبًا في أروقة المصالح والمساومات، تظلّ قيادة الرشد التي يمثلها أعلام آل البيت، والسيد القائد في مقدمتهم اليوم، بمثابة نبراس يهتدي به الساعون نحو التغيير الحقيقي والنهضة المستقلة.