محافظ جدة يفتتح المؤتمر الدولي للابتكار في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، ونيابة عنه، افتتح صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدة، اليوم، المؤتمر الدولي للابتكار في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، الذي تنظمه جامعة جدة، بحضور رئيس الجامعة المكلف الدكتور عدنان بن سالم الحميدان, وعدد من قيادات الجامعة، والذي يستمر مدة يومين في مركز المؤتمرات بجامعة جدة.
وفور وصول سموه, تجول في المعرض المصاحب للمؤتمر الذي يشتمل على الابتكارات البحثية، حيث تجاوز عدد الأوراق العلمية المقدمة 300 ورقة بحثية، بمشاركة أكثر من 800 باحث وباحثة من 30 دولة مختلفة.
وعقب ذلك شاهد الجميع عرضًا مرئيًا عن أبرز المنجزات التي حققتها المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، ثم ألقى الرئيس العام للمؤتمر وكيل جامعة جدة للشؤون الأكاديمية والتطوير الدكتور مناجي الكناني, كلمةً أوضح فيها أن المؤتمر يهدف إلى استكشاف دور الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في دعم رؤية المملكة 2030، من خلال تعزيز الابتكار وتحفيز التحول الرقمي في مختلف القطاعات، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والطاقة، والنقل، والصناعات الذكية، كما يسعى إلى تسليط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي في الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز التفاعل بين الأكاديميين والممارسين الصناعيين، كما يتضمن المؤتمر عددًا من المحاور التي تختص بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
ويستهدف المؤتمر الباحثين، والأكاديميين، والطلاب، وصناع السياسات والمهنيين في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والأمن السيبراني، والابتكار الرقمي.
الجدير بالذكر أن المؤتمر يأتي ضمن جهود جامعة جدة لتعزيز البحث العلمي والابتكار، وترسيخ مكانتها الأكاديمية في دعم التطور التقني والمعرفي بما يواكب توجهات المملكة في التحول الرقمي المستدام.
رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء د. عبد الله الغامدي:
المؤتمر في جامعة جدة يشهد مشاركة 30 دولة وتقديم أكثر من 300 ورقة علمية، في منصة لتبادل المعرفة والابتكار#برنامج_اليوم pic.twitter.com/nURisQVX8o
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: جامعة جدة الذكاء الاصطناعي أخبار السعودية أهم الأخبار المؤتمر الدولي للابتكار الذکاء الاصطناعی وإنترنت الأشیاء المؤتمر الدولی جامعة جدة
إقرأ أيضاً:
الذكـاء الاصطناعـي «الخـارق» لـم يولـد بعـد!
قد يعتقد البعض بأن ما تم الكشف عنه من أسرار تخص الذكاء الاصطناعي هو «قمة» هذا العلم القديم الجديد، لكن الأبحاث العلمية لا تزال مستمرة، والذكاء الاصطناعي «الخارق» لم يأتِ بعد إلى العالم!
لو رجعنا إلى بدايات الاختراعات القديمة، لوجدنا أن التطور عادة ما يلامس الأشياء على مراحل مختلفة، وليس دفعة واحدة، ولنذهب مثلًا إلى اختراع «الهاتف النقال»، لوجدنا أن مراحل تطوره تدرجت من درجة إلى درجة إلى أن وصل إلينا بشكل يفوق الخيال.
هذا التوقع لتطور الأشياء من حولنا جاء ليسابق الزمن، والحديث عن الذكاء الاصطناعي قد يطول كثيرًا حتى يصل إلى مرحلة لم نكن نحن -الأشخاص العاديين- نفكر في ما وصل إليه هذا العلم.
حتى وقت قصير، لم يكن لدينا تخيل شكلي أو لفظي يمكننا أن يزيح عنا لحظة الانبهار والمفاجأة، ولكن هل لا يزال العلماء في العالم يخبئون أشياء لم تُعرض على الملأ حتى الآن؟
لقد ذكرت مواقع إلكترونية عديدة، وقنوات إخبارية عالمية وإقليمية أشياء يمكن أن تقرب لنا الصورة أكثر مما نحن نعرفها، فمثلًا «سكاي نيوز عربية» أكدت في تقرير نشرته بأن «الذكاء الاصطناعي الخارق» لن يكون مجرد إنجاز تقني، بل محركًا اقتصاديًا مهمًا يولد تريليونات الدولارات، وسلاحًا استراتيجيًا يرجح كفة الدول التي تسيطر عليه، حيث تدرك الحكومات والشركات الكبرى هذه الحقيقة، ولذلك نراها تنفق مبالغ طائلة للوصول إلى هذا النوع من الذكاء الاصطناعي أولًا.
والسؤال المهم: هل سيشكل الذكاء الاصطناعي تهديدًا للبشرية؟
يرى العلماء والخبراء أن هذا الأمر يعتمد بالدرجة الأولى على كيفية استخدام المتحكمين بالذكاء الاصطناعي لهذه التقنية، مؤكدين بأن الخطر يكمن في وقوعه في أيدٍ غير أمينة وتستغل هذه التقنية في الكشف عن المعلومات المهمة والشخصية، ونشر الكثير من المعلومات المضللة، وترسيخ التفاوتات الاجتماعية، وغيرها من الاستخدامات الضارة التي يمكن أن تشكل خطرًا داهمًا على حياة الناس!.
في الوقت الراهن، دخل الذكاء الاصطناعي في الكثير من مجريات الحياة العملية، وأصبح شيئًا ملفتًا ومقلقًا للغاية في بعض الأحيان، ومثلما سمعنا منذ فترة بأن آلة الحرب تُدار بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي في توجيه الصواريخ إلى الأهداف المراد تدميرها، ناهيك عن مجالات أخرى بعيدة عن التسليح العسكري.
بعض الهجمات الإلكترونية كان للذكاء الاصطناعي يد في إحداث أضرار جسيمة في اختراقها، فإذا كنا نعيش مرحلة الانبهار العلمي والتقني الذي وصلنا من إفرازات هذا العلم «القديم الجديد» ـ بمعنى أن الوثائق التاريخية والأحداث القديمة تؤكد بأن «الذكاء الاصطناعي» ظهر واستخدم قديمًا في بعض الأفلام والإنتاج السينمائي، ولكنه لم يكن بصورته الحالية، أو لنقل لم يكن بهذه الحدة في إحداث تغيير جذري للأشياء التي أصبحنا نراها على أنها حقيقية وهي في الغالب لا تمتّ إلى الواقع بصلة!
وبحسب تقرير صحفي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فإنه «من السابق لأوانه الجزم بما إذا كان «الذكاء الاصطناعي الخارق» سيشكل نعمة أم نقمة للبشرية، إلا أن احتمال ظهوره على المدى القصير، يطرح تساؤلات جوهرية على عدة أصعدة، فالحقيقة الصادمة هي أن معظم الأفراد والمؤسسات في العالم لا يزالون غير مستعدين للتعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية».
قد يكون هذا الأمر اقتباسًا لمعلومات منشورة، ولكنها عناصر مهمة لتوضيح الصورة أمام القارئ حتى يكون أكثر وعيًا واستعدادًا للمراحل القادمة في غضون سنوات قليلة مقبلة.
حتى هذه اللحظة، ثمة توجس دولي من الآثار التي سوف يتركها هذا العلم في تشويه الحقائق، وأصبح من الضروري جدًا سنّ قوانين جديدة تكافح ما هو مصطنع على أنه حقيقة واقعية، فمثلًا بعض الجرائم كالتزوير وغيرها تتم عبر التطبيقات التي تم تزويدها بتقنية الذكاء الاصطناعي.
أيضًا عودة الأشخاص إلى الحياة، ظهور متهمين جدد في قفص الاتهام، انتصارات في ساحات معارك وهمية، وغيرها من التزييف والتضليل للحقائق، ربما وصلتنا الكثير من المقاطع المصورة اعتقدنا منذ الوهلة الأولى بأن كل الأحداث والمجريات تمت على أرض الواقع، وانصدمنا عندما علمنا بأنها جزء من تجارب قدمها الذكاء الاصطناعي في شكل محكم ومتقن.
إذن، العالم يقف ما بين ضفتين لا ثالث لهما، وعليه أن يميز ما بين «الحقيقي والزائف»، وأحيانًا سيعجز الناس عن التمييز بين الأشياء، لدرجة أنهم سيدركون بأن ما يصلهم ما هو إلا نوع من «التزييف العميق».
بالمقابل، سيكون هناك تأثير واضح من المعلومات المضللة بشكل خطير سواء على الأفراد أو الدول على حد سواء، وللعلم فقط، قد استُخدم التزييف العميق للترويج للدعاية السياسية حول العالم، وارتكاب عمليات احتيال مالي، ووضع العالم في مواقف محرجة، من بين استخدامات أخرى للذكاء الاصطناعي.
باختصار، حتى اليوم لم يكشف العلماء عن الوجه الحقيقي النافع والضار للذكاء الاصطناعي، لكنه من المتوقع أن يُحسن هذا العلم قطاعات حيوية مهمة في حياة الناس مثل الرعاية الصحية والتصنيع وغيرها، ومع ذلك، سيواجه العالم تحديات مهمة مثل زيادة اللوائح التنظيمية، ومخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، ومخاوف بشأن فقدان الوظائف.
الأمر الآخر هو أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للناس، ويمكن استخدام هذه التقنية لتوفير الرعاية للمسنين والمساعدة في المنزل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعمال التعاون مع الذكاء الاصطناعي في بيئات مختلفة لتعزيز كفاءة وسلامة أماكن العمل.
إذن، ما بين السلب والإيجاب، لا يمكننا التخلي عن حلم قد يغير شكل العالم من حولنا، وتخوف من هيمنة الدول القوية أكثر على موارد الحياة في الدول الضعيفة، وذلك باستخدام أسلوب حياة جديد قائم على تقنية فائقة الذكاء والسرعة.