يمانيون../
لم يشهد العالم من قبل اهتمامًا عالميًا بهذا المستوى من قبل وسائل الإعلام الدولية تجاه أي حدث أو خبر، كما هو الحال مع العملية العسكرية التي نفذها القوات المسلحة اليمنية، واستهدفت مطار اللد المسمى إسرائيليا بمطار “بن غوريون”.

وقد أجمع الإعلام الدولي على مدى أهمية هذه العملية العسكرية اليمنية واتساع تأثيرها، حيث تركت آثارًا عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية واسعة في صفوف العدو الإسرائيلي، ولا تزال تداعيات هذه العملية تتردد بقوة في وسائل الإعلام العالمية حتى الآن.


https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%20%D9%8A%D8%AF%D9%83%20%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AF%20%D9%81%D9%8A%20%D9%8A%D8%A7%D9%81%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A9%20%D9%88%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%AF%20%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9.mp4
وتُعدّ العملية بمثابة تتويج لمرحلة طويلة من الدعم اليمني المستمر لغزة، والتي تستهدف الكيان المجرم، وقد نال هذا الموقف اهتمامًا عالميًا يليق بأهمية تلك المرحلة السابقة.

قلة قليلة من الأحداث تحظى باهتمام العالم بشكل مفاجئ وسريع، ونادرًا ما تفرض أحداث نفسها على الساحة الدولية بشكل قوي، مما يجبر الجميع -أصدقاءً وأعداءً، قريبين وبُعدًا- على التعامل معها بتركيز وأولوية، لتصبح الحدث الأبرز في اللحظة.

هذا النجاح والتأثير والصدى القوي يعكس تكريم الله تعالى لجهود الشعب اليمني وقواته المسلحة، رغم كل الأعداء والحاقدين والكارهين. حيث كان هذا النجاح مصحوبًا بتوثيق عدة لحظات من قبل من تواجدوا في المطار من زوايا مختلفة، وسط حالة من الذعر والفوضى التي سيطرت على المكان.

تلك المشاهد التي انتشرت فور وصول الصاروخ اليمني أحدثت تأثيرًا قويًا يشبه انتشار النار في الهشيم، حيث استحوذت على الإعلام العالمي بطريقة مباشرة وغير مسبوقة، ربما لم يشهد مثلها العالم منذ أحداث السابع من أكتوبر.

كل هذا ليس من قبيل الصدفة، بل هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، للشعب اليمني المؤمن المجاهد الشجاع، وقيادته العظيمة الربانية التاريخية التي لم يعرف تاريخ الأمة لها مثيلا على هذا الموقف المشرف الإنساني والديني تجاه أبناء غزة، وعلى كسر الهيمنة الامريكية والإسرائيلية.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8.mp4
هذا الترابط المتين والولاء المتبادل والثقة المبنية على الصدق والارتباط بالله تعالى، أنتج هذه المعادلة التي أثمرت الإنجازات والانتصارات التي يحققها أبطال القوات المسلحة اليمنية، الذين يمثلون ثمرة هذا الشعب ويده القوية وإرادته الصلبة التي لا تنكسر.

فمن خلال العملية العسكرية الأخيرة، أصبح العالم لا يركز سوى على مدى وخطورة وقوة العمليات اليمنية التي تتلقاها تلك القوى الظالمة والمجرمة من اليمن ومن أبطال القوات المسلحة الشجعان، بدلًا من الحديث عن إخفاق العدوان الأمريكي الإسرائيلي في مواجهة اليمن.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%A9%20%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%89%20%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AF.mp4
وتُعتبر العملية التي استهدفت مطار اللد، الأولى من نوعها تاريخياً، ففي كافة الصراعات العربية الإسرائيلية السابقة لم يتعرض هذا المطار لهجوم مباشر منذ تأسيسه، وذلك لكونه يُشكّل واحداً من أهم العناصر، إن لم يكن الأهم، في البنية التحتية الاستراتيجية لكيان العدو المحتل. فهو يمثل شريان الحياة الذي يعتمد عليه العدو، وهو بوابته إلى الخارج.، ويُعد هذا المطار من بين المواقع القليلة التي تتمتع بأكثر وأقوى أنظمة الحماية والتأمين على مستوى الكيان بأكمله.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D9%85%D9%86%20%D9%85%D8%AD%D9%8A%D8%B7%20%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%20%D8%A8%D9%86%20%D8%BA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86.mp4
الشعب اليمني اليوم أمام تحولات تاريخية غير مسبوقة وغير معهودة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، حيث جاءت العملية العسكرية الأخيرة وسط حالة من الغطرسة الإسرائيلية المفرطة لدى المجرم نتنياهو، إلى جانب الاستعراضات الصهيونية التي تزعم تحقيق نصر، خصوصًا في ظل الأحداث التي شهدها لبنان وسوريا، واستمرار جريمة الإبادة في قطاع غزة.

قبل أيام، ظهر المجرم نتنياهو يتباهى بما يعتبره انتصارات وإنجازات حققتها ما تسمى إسرائيل وجيشها منذ تأسيسها وحتى الاشتباكات الأخيرة، متحدثًا عن مشروعه لإعادة تشكيل ما أسماه “الشرق الأوسط الجديد”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B1%D9%85%20%D9%86%D8%AA%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%87%D9%88.mp4
هذا هو المجرم نتنياهو يتفاخر بتكبّر قبل أيام قليلة، ودائمًا حين يصل كيان العدو الإسرائيلي إلى هذا المستوى من الغطرسة والغرور واستعراض الجرائم في غزة وسوريا ولبنان واعتبارها انتصارات، تأتي عملية نوعية مباركة من اليمن تعيد هذا الكيان الإجرامي إلى نقطة البداية، فتهدم كل ما بناه من غرور وإجرام وغطرسة واستكبار، حيث شاهد العالم أن العدو قد أُذِلّ وتكبد هزيمة مدوية، وأظهر فشلًا مدوٍّ، قُوبل بضربة غير مسبوقة أعادت محور المقاومة إلى ذروة تأثيره وقوته، وأرجعت كيان العدو خطوات إلى الوراء.

كان الانفجار مدوّيًا وعملاقًا، وفق ما وصفه أحد الخبراء الذين تابعوا الحدث لحظة بلحظة، حيث أحدث الصاروخ حالة من الذعر والخوف في أوساط المغتصبين، واهتزت كافة أرجاء مطار بن غوريون وكذلك القرى والمستوطنات المحيطة به.

العملية اليمنية جاءت، في وقت يعيش فيه العدو الإسرائيلي ذروة جرائمه وغطرسته واعتقاده بأنه قضى على ما تبقى من عوامل القوة والمقاومة في جسد الأمة العربية والإسلامية، فكلما تصاعدت أعمدة التكبر والوهم لدى هذا العدو الماكر، كلما تدخل الله بأحفاد حيدر الكرار من يمن الإيمان والحكمة ليقولوا له: “انتبه، خفّف من كبريائك”، وفعلاً، يتم تصفير عداد المجرم نتنياهو ليعود إلى حالة الاضطراب والهذيان والإحباط بسبب فشل جيشه ودفاعاته، وكذلك فشل الدفاعات الأمريكية في التصدي لصواريخ اليمن الشجاع وطائراته المسيّرة القتالية.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%AD%D8%AF%D8%AB%20%D8%BA%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A.mp4
كانت العملية استثنائية، لا بسبب الخسائر والأضرار المباشرة التي تسببت بها، رغم أنها ليست قليلة، فهناك جرحى باعتراف العدو الذي أكد وجود ما بين ثمانية وعشرة جرحى، وهذا الاعتراف غالبًا ما يكون ناقصًا.

يحاول العدو الإسرائيلي تجاهل وتقليل شأن الآثار الناجمة عن العملية العسكرية التي يتلقاها، سواء من اليمن أو من أية جبهة من جبهات الاسناد، ومن الدلائل على حجم الانفجار أن الصاروخ ترك حفرة بقطر يصل إلى 25 مترًا، حيث أصاب جنود العدو بالذعر، لأن حجم الحفرة يعكس مدى الدمار الذي كان يمكن أن يلحقه الصاروخ إذا أصاب صالات المطار.

ولهذا فإن الموقع الذي استهدفه الصاروخ يحمل رسالة قوية ومحددة للعدو الإسرائيلي، كما أنه حقق غايته بأفضل شكل ممكن وأوصل الرسالة المطلوبة بدقة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%B5%D8%AF%D9%85%D8%A9%20%D9%88%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A3%D8%A9%20%D9%88%D9%81%D8%B4%D9%84%20%D9%84%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9.mp4
كانت خسائر العدو شاملة على كافة الصعد، ومكشوفة أمام الإعلام الدولي والعالمي، لم يتمكن العدو من جمع شتات فضيحته أو كبح تداعيات العملية اليمنية التي تنطبق عليها الآية الكريمة: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى).

العملية الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة، هدمت صورة الردع الإسرائيلي التي حاول نتنياهو التفاخر بها واستعادتها، فقد أسقطت التفوق العسكري والاستخباري الأمريكي والإسرائيلي عبر مسافات واسعة، وأعجزتا الطرفين الأمريكي والصهيوني في مواجهته واعتراضه.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%20%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81%20%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%82%20%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84.mp4
نحن أمام حدث تاريخي بارز للغاية، حدث استثنائي على الصعيدين التقني والعسكري، لم يسبق له مثيل بأي معيار أو مقياس. فالسؤال هنا: من يمتلك التفوق العسكري والعلمي والتقني والاستخباراتي الذي يفوق ما تملكه الولايات المتحدة؟ ربما لا يوجد أي طرف في العالم يتفوق على العدوين الأمريكي والإسرائيلي في هذا المجال، ولكن اليمن، بفضل الله تعالى وبعون منه، استطاع أن يتجاوز ما يملكه أولئك الأعداء القتلة والمجرمون.

بالنسبة للخبراء والمراقبين والمراكز البحثية، فإن العملية اليمنية تبدو غير طبيعية.. إنها ظاهرة استثنائية خارجة عن المألوف، ولا تجد لها تفسيرًا واضحًا حتى الآن في العديد من الأوساط البحثية والعلمية، ولكن -بفضل الله تعالى- وجهود المجاهدين الأبطال المؤمنين، الذين يعقدون الآمال على الله ويتوكلون عليه، ويتحملون مع شعبهم المسؤولية الدينية والتاريخية تجاه إخوانهم المظلومين والمقاومين، تحقق هذا الإنجاز العظيم.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%20%D8%A8%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%20%D8%A8%D9%86%20%D8%BA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87.mp4
مطار اللد، المعروف أيضًا باسم بن غوريون، يشكل البوابة الجوية الأساسية لكيان العدو الإسرائيلي مع العالم الخارجي، وفي زمن السرعة وحركة السفر المتزايدة، تُعتبر المطارات الرئة الحية لأية دولة، فما بالك “بإسرائيل”، هذا الكيان الغريب عن محيطه والأمة.

ولولا اعتماده الكبير على العالم الغربي لانتهى كيان العدو واختنق في عزلته، واليوم، عندما تصل قدرة اليمن وتهديده إلى استهداف هذا المرفق الحيوي والحساس، الذي يُعد من بين الأكثر أمنًا في الكيان الصهيوني، فإننا أمام تحول هائل يعكس حجم الإنجازات التي يحققها أبطال اليمن بعون الله تعالى، فهم يقومون، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بتحطيم قواعد الهيمنة الصهيونية الأمريكية على الأمة العربية والإسلامية وعلى العالم بأسره.

هذا الإنجاز، الذي هو بفضل من الله وتكريم منه، يجعل اليمن يحتل مكانة عظيمة في قلوب الأحرار حول العالم.. لقد اجتاحت مشاعر الفرح والابتهاج أرجاء العالم، وبثت هذه العملية الأمل في نفوس المظلومين، وكذلك بالاعتزاز بدور اليمن وشعبه العظيم، وقائده السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- في تحقيق نصرة المظلومين وتحجيم الغطرسة والجرائم الأمريكية والصهيونية، بعد أن أظهر ضعف وغدر دول العالم، وترهّل موقف أمة الإسلام والمسلمين في وجه الاستعمار والعدوان.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%AD%D9%84%D9%84%20%D9%8A%D8%A7%20%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%B1%D9%8A.mp4
على كل حال، فإن طبقات الدفاع الجوي العديدة سواء الإسرائيلية أو الأمريكية فشلت وأثبتت عدم فعاليتها، كما ظهر جليًا في محاولات اعتراض الصواريخ والطائرات اليمنية خلال الأسابيع والأشهر الماضية.

وبالنظر إلى الإخفاق الإسرائيلي، قررت الولايات المتحدة إرسال منظومتها الأحدث والأكثر تقدمًا، وهي منظومة “ثاد”، باعتبارها الحل الشامل لسد النقاط الضعيفة لدى العدو الإسرائيلي، ولكن هذه المنظومة الأمريكية سرعان ما انضمت إلى قائمة الأسلحة القديمة وغير المجدية أمام التطور العلمي والعسكري الذي حققه أبطال القوات المسلحة اليمنية.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D9%81%D8%B4%D9%84%20%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%20%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%20%D9%88%D8%AE%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%B1%20%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A9.mp4
بهذا المشهد كان وضع الإعلام الدولي والعالمي، حيث تناول موضوع الإخفاق الأمريكي والإسرائيلي أمام اليمن وقواته المسلحة. أما فيما يتعلق برأس الصاروخ، كما تابعنا ونقلاً عن اليهود أنفسهم، الذين أكدوا أن الرأس الحربي كان ضخمًا، وأدى إلى انفجار هائل.

وما يزيد من إحباط العدو الإسرائيلي هو فشل أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات لديهم، التي أطلقت عشرات الصواريخ لاعتراض الصاروخ، لكنها لم تنجح في إحباطه، ولم يقتصر الأمر على عدم القدرة على صد الصاروخ اليمني فحسب، بل تحوّلت الصواريخ الاعتراضية إلى متفجرات سقطت على رؤوس المحتلين والمغتصبين في المستوطنات والبلدات المستهدفة.

عباس القاعدي | المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: www masirahtv net static uploads files العملیة العسکریة العدو الإسرائیلی القوات المسلحة المجرم نتنیاهو غیر مسبوقة الله تعالى کیان العدو

إقرأ أيضاً:

من فوق ركام الهزيمة .. العدو الصهيوني ممسكاً بالذراع الأمريكية لخوض مغامرة استخبارية في اليمن

يمانيون / تحليل / خاص

في تطور لافت على مسرح المواجهة بين إيران وكيان العدو الصهيوني وتأثيراته على المستوى الإقليمي والعالمي ، مارست الولايات المتحدة ضغوطًا متزايدة على كيان العدو لوقف إطلاق النار مع إيران، بعد التصعيد الصاروخي الواسع والموجع الذي شنّته الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردًا على العدوان الصهيوني الأمريكي . ويأتي هذا التحرك الأمريكي في ظل معادلة عسكرية جديدة فرضتها إيران على “كيان العدو الصهيوني”، ما استدعى من واشنطن إعادة وضع خطة انسحاب تكتيكي للخروج بهذا المستوى من الهزيمة والحد من الخسائر، وخشية من تحوّل الموقف إلى حرب شاملة قد تطيح بما تبقى من نفوذها وهيبتها في الإقليم.

السبب الحقيقي: حماية الكيان من الانهيار الاستراتيجي

رغم ادعاءات “كيان العدو الصهيوني” وواشنطن أنها دمرت البرنامج النووي الإيراني،  إلا أن تقارير استخبارية وإعلامية متقاطعة تشير إلى أن حجم الدمار الذي تسببت به الضربات الإيرانية الدقيقة، لا سيما على مستوى البنى التحتية العسكرية والمطارات،  فرض على واشنطن التعاطي ببراغماتية واضحة، إذ لا يحتمل “كيان العدو” حرب استنزاف طويلة، ولا تمتلك الجبهة الداخلية الصهيونية المناعة اللازمة في ظل حالة الانقسام السياسي والانهيار المعنوي الذي يعيشه الكيان منذ 7 أكتوبر.

وبحسب معطيات هذه المعركة ، فإن إيران استطاعت إفشال الهجوم الصهيوأمريكي المشترك عبرهجوم مضاد حققت من خلاله انتصارات استراتيجية على كل المستويات الاستخبارية والعسكرية،  هذا الفشل العسكري والاستخباري الفاضح دفع واشنطن إلى التحرك العاجل لكبح التصعيد، ومحاولة إنقاذ “إسرائيل” من مزيد الضربات الإيرانية المدمرة.

17 طائرة أمريكية وغربية… دعم عاجل أم رسالة تهدئة؟

في سياق متصل، أكدت تقارير استخبارية موثوقة وصول 17 طائرة أمريكية وأوروبية محملة بالسلاح والذخيرة إلى “إسرائيل”، في محاولة لتعويض الخسائر الكبيرة في الترسانة، خصوصًا في مجال الدفاعات الجوية واعتراض الصواريخ. هذه الإمدادات وإن بدت دعمًا استراتيجيا، إلا أنها تعكس حالة الهشاشة العسكرية لكيان الاحتلال بعد تلقيه ضربات غير مسبوقة.

اليمن في قلب الاستهداف.. وحرب استخبارية تلوح في الأفق

في مقابل هذا الإرباك الميداني جراء الهزيمة ، بدأ “العدو الصهيوني” بتحريك خطط بديلة، وأهمها التوجه نحو اختراق الساحة اليمنية استخباريًا. فاليمن، الذي تحوّل إلى جبهة فعالة تضغط على المصالح الغربية في البحر الأحمر، بات هدفًا أمنيًا ملحًا للكيان، يسعى عبره لزرع خلايا تجسس، وإيجاد موطئ قدم يمكنه من التأثير في خطوط الملاحة وقطع خطوط الدعم للمقاومة.

لكن اللافت أن هذا التوجه الصهيوني تجاه اليمن لا يتم بعيدًا عن التنسيق الأمريكي، بل يُعد جزءًا من خطة أوسع لاعتماد العمل الاستخباري غير المباشر في الساحات التي لا يمكن الوصول إليها عسكريًا، في ظل الردع المتبادل مع إيران وبقية دول محور المقاومة ، ووقوفاً على الطريقة والأسلوب الذي تعتمده القيادة اليمنية في الصراع مع العدو الصهيوأمريكي فإن هذا المخطط مغامرة أخرى سيدفع ثمنها غالياً .

إعادة تموضع أمريكي 

ما يجري الآن يمكن وصفه بانسحاب أمريكي تكتيكي، لإعادة تموضع استراتيجية، عنوانها: تقليل الخسائر، واحتواء التصعيد، والعمل في الظل، إلى حين امتصاص صدمة الهزيمة والصلابة التي أبدتها إيران في المواجهة مع العدوان الصهيوأمريكي ، وهو ما يؤكد أن واشنطن أدركت أن هذه الحرب ستكلفها الكثير في هذه المرحلة، خصوصاً وأن برنامجها لإنقاذ الإقتصاد الأمريكي لم ينتهي بعد وهو ما قد يؤدي بها الى انهيار إقتصادي تنتظره ’’الصين’’ بفارغ الصبر لتوجه ضربتها القاضية .

خاتمة 

ما يظهر للعلن كضغوط أمريكية للعدو الصهيوني لوقف إطلاق النار، يخفي في طياته تراجعًا استراتيجيًا فرضته الوقائع الميدانية والانتصارات الإيرانية،  ومن خلال محاولة اختراق اليمن أمنيًا، يسعى “كيان العدو” وواشنطن إلى فتح جبهات ناعمة لإضعاف خصومهم بعيدًا عن المواجهة المباشرة التي لم تعد تصب في صالحهم.

مقالات مشابهة

  • من فوق ركام الهزيمة .. العدو الصهيوني ممسكاً بالذراع الأمريكية لخوض مغامرة استخبارية في اليمن
  • دماء الشهداء وتضحيات الجرحى في إيران تثمر نصرا استراتيجيا على كيان العدو
  • “الأغذية العالمي”: المساعدات التي ادخلت أقل من حاجة غزة وتكفي ليوم واحد
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة انطلقت من اليمن
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض طائرة مسيرة انطلقت من اليمن
  • مفاجأة مدوية.. كارلسن يسقط أمام مراهق روسي في بطولة شطرنج دولية
  • محمود بدر: جماعة الإخوان لم تتغيّر وما زالت تنفذ مخططا يهدف لزرع كيان وظيفي يخدم المشروع الإسرائيلي
  • كيان العدو يسجل 39 الف طلب تعويض من اضرار الصواريخ الايرانية
  • لأول مرة في تاريخها .. معلومات تكشف كيف قلبت إيران الطاولة على كيان العدو الصهيوني إقليميًا ودوليًا
  • اليمن يدعو إلى إلغاء وجود القواعد الأمريكية في المنطقة