صدمة في الأوساط الصهيونية.. هل تركت واشنطن الكَيانَ منفردًا في مواجهة اليمن؟
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
يمانيون../
سادت حالةٌ من الصدمةِ في الأوساطِ الصهيونية عقبَ إعلانِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيقافَ العمليات العسكرية المسانِدة لكيان العدوّ الصهيوني ضد اليمن، متجاهِلًا حتى ذكر الكيان في إعلانه، فهل تخلت واشنطن عن الكَيانِ المؤقت وتركته وحيدًا.
وأعلن الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، أن “الولاياتِ المتحدةَ ستوقفُ عدوانَها على اليمن، في مقابل موافقةِ اليمنيين بوقف الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر”، دون التطرق للحظر البحري الذي يفرضه اليمن على سفن العدوّ الصهيوني ولا حتى الضربات الصاروخية التي يتلقاها العدوّ من اليمن، فيما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن “الاتّفاق مع اليمن يتعلق فقط بوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر”.
ووصفت وسائل إعلام العدوّ إعلان ترامب بأنه “قنبلة خلطت الأوراق”، ولا سيما أنه “أتى بعد وقت قصير من تنفيذ الكيان [عدوانًا] على اليمن”، في إشارة إلى ترقب العدوّ الردَّ اليمني على العدوان، لافتةً إلى أن إيقاف الأمريكيين الهجمات في اليمن يضع الكيان في مشكلة ويبقيه وحدَه في مواجهةِ صنعاء.
وذكرت القناةُ الصهيونية الـ “14” أن “المستوى السياسيَّ الإسرائيليَّ تفاجأ بكلامِ ترامب، سواء في ما يتعلق باليمن أم بالإعلان الكبير الذي وعد به”، مضيفة أن حالة من الحيرة تسود الأوساط السياسية الصهيونية، حَيثُ يحاول المسؤولون فهم دلالات الموقف الأمريكي الجديد.
وكشف الإعلام الصهيوني عن حالة من الصدمة من إعلان ترامب وقفَ قصف اليمن، مُشيرًا إلى أن “ترامب لم يقل إنه مُستمرٌّ في حماية الكيان من الضربات اليمنية”.
وقالت “القناة الـ 12” الصهيونية: إن “إعلان ترامب هو رسالة قوية إلى المنطقة بأكملها: ادخلوا “إسرائيل” (اضربوها أَو عليكم بها)، واتركونا وشأننا”.
كما أشَارَت وسائل إعلام صهيونية إلى حالة الخوف السائدة جراء تجاهل ترامب لكيان العدوّ في إعلانه للاتّفاق مع اليمن، لكنها حاولت تطمين الداخل الصهيوني باعثة أمنياتها أن يصدر البيت الأبيض توضيحًا يتطرق إلى حِمايةِ الكيان بعد الاتّفاق.
وذكر إعلام العدو أن وقفَ الولايات المتحدة عدوانَها على اليمن يضعُ ما أسماه بـ “إسرائيل” في مشكلة، ويُبقيها وحدَها في مواجهة اليمنيين”، موضحًا أن “القضية لم تعد تتعلَّقُ بمهاجمة السفن فقط، بل بـ “إطلاق النار المباشر على الكيان.
عُزلة الكيان في مواجهة اليمن:
وقَطعًا للشك باليقين؛ ردًّا على التساؤلات الصهيونية، جاء الردُّ من رئيس الوفد اليمني المفاوض، محمد عبد السلام، مؤكّـدًا أن الموقفَ اليمني المساند لغزة لم ولن يتغيّر أبدًا، بل سيتطوّر بشكل أفضلَ بعد التخلي الأمريكي عن إسناد كيان العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر.
وكشف عبدُ السلام أن “اليمنَ لم يتقدَّمْ بأي طلب للأمريكي لوقف إطلاق النار، على الإطلاق، وإنما على العكس كانت الطلبات والرسائل تأتي إلى صنعاء عبر الأشقاء في سلطنة عمان”، معتبرًا أن هذا الاتّفاقَ نجاح يضافُ إلى رصيد اليمن؛ كونه يبقي الكيانَ الغاصب في موقف منفرد، ليواجهَ الموقفَ الشعبي والعسكري الكبير الذي يقوده اليمن، محذرًا في نفس الوقت من التورُّط في الاعتداء على اليمن، قائلًا: “من تورَّط في اعتدائه على اليمن سيتحمل ذاتَ التبعات والخسائر التي مُني بها الأمريكي في اعتدائه الظالمِ والغاشم على بلدنا”.
وبخصوص موقفِ العدوّ الإسرائيلي من الاتّفاق، أكّـد عبدُ السلام أن العدوَّ الصهيوني أُصيب بخيبةِ أمل كبيرةٍ من الموقف، وأن الأمريكيَّ حاول أن ينجوَ بجلده، وأن يبتعدَ عن الغرق في جبال اليمن.
وما زاد الطين بلةً، وأفقد الصهاينة نشوتَهم بعد قصفِ منشآتٍ مدنية بالعاصمة صنعاء، هو توعَّد الرئيس مهدي المشاط برَدٍّ مزلزلٍ على الكيان، موجِّهًا تحذيرًا شديدَ اللهجة للكيان الصهيوني والمستوطنين، قائلًا: إن “الردَّ اليمني القادم سيكون مزلزلًا، مؤلِمًا، ولن يكونَ بمقدور العدوّ الإسرائيلي والأمريكي تحمُّـــلُه”، مُضيفًا “من الآن وصاعدًا، الزموا الملاجئ، أَو غادروا إلى أوطانَكم فورًا؛ فلن يكونَ بمقدورِ حكومتكم الفاشلة حمايتُكم بعد اليوم”.
محمد الحاضري ــ المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: على الیمن فی مواجهة الات فاق
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر في مؤتمر الافتاء: العالم أيقن أن الكيان الصهيوني أبعد ما يكون عن السلام
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن صناعة المفتي لم تعد قاصرة على التزوّد بعلوم الشريعة فحسب، بل بات من الضروري أن يمتلك المفتي المعاصر وعيًا تقنيًّا ومهارات رقمية تُمكِّنه من مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستثماره بما يخدم الرسالة الإفتائية ويحفظ ثوابت الأمة.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، حيث نقل تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتمنياته أن يخرج المؤتمر بنتائج علمية رصينة تُجسّد مرونة الفكر الإسلامي وقدرته على التفاعل مع تحديات العصر، ومواكبة التطور التقني، تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولفت الضوئي إلى أن هذا المؤتمر يأتي في وقت تعاني فيه فلسطين من محاولة اغتصاب أراضيها ومقدراتها، واستنزاف طاقتها، وتزييف وعيها، في ظل واقعٍ مريرٍ صنعه الإرهاب الصهيوني الغاشم، الذي يقتل ويدمّر ويهدم ويخرّب، وما زال يتمادى في اعتداءاتٍ دمويةٍ ووحشية، لا نبالغ إذا قلنا إن التاريخ لم يعرف لها مثيلًا، إذ هي جرائم ضد الإنسانية قبل أن تكون ضد فلسطين، وقد أثبتوا بهذا الإرهاب الممارس ليل نهار أنهم أبعد الناس عن طلب السلام.
وثمن الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، موكدا ثقة الأزهر الشريف في حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعزمه وإخلاصه في الحفاظ على الوطن والنهوض به، في خضمّ عالمٍ محتدم الصراعات، مضطرب الأهداف والغايات.
وأوضح وكيل الأزهر أن الفتوى صناعة علمية رفيعة، تقوم على عمليات معرفية وتحليلية دقيقة تبدأ من فهم واقع السائل وتصوير المسألة بدقة، مرورًا بتكييفها على القواعد الفقهية وضبطها بالأحكام الشرعية، وصولًا إلى بيان الحكم بعد دراسة النتائج والمآلات، محذرًا من تصدّر غير المؤهلين للإفتاء عبر الشاشات ومنصات التواصل.
وأكد أن بعض هذه المنصات، وكذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، باتت تُعامل وكأنها "شيوخ" لها مريدون، وهو أمر ينطوي على مخاطر فكرية وأخلاقية.
وبيّن الضويني أن الذكاء الاصطناعي أتاح إمكانات هائلة في جمع وتحليل البيانات والوصول السريع إلى المصادر، ما يمكن أن يدعم عمل المفتي ويسهم في ترشيد الفتوى، لكنه في الوقت ذاته لا يمكن أن يكون بديلاً عن المفتي المؤهل المتمكن من أدواته العلمية والشرعية، نظرًا لافتقاده للملكة الفقهية والبصيرة بمقاصد الشريعة وفهم الواقع والمصالح والمفاسد.
وحذر من خطورة الاعتماد الكامل على هذه التطبيقات لما قد ينتج عنها من فتاوى مضللة تهدد القيم والأمن الفكري.
وأشار الدكتور الضويني إلى أن الأزهر يعمل على إعداد وثيقة أزهرية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، من خلال لجنة عليا بإشراف فضيلة الإمام الأكبر، تهدف إلى وضع ميثاق أخلاقي يضبط التعامل مع هذه التقنية، ويضمن ألا تتحول من أداة نافعة إلى وسيلة تمس الخصوصية أو تهدد القيم والمبادئ الأخلاقية التي يقوم عليها تماسك المجتمعات، مع ضرورة استلهام هذا الميثاق من مبادئ الشريعة الإسلامية التي تصون كرامة الإنسان وتحمي حقوقه وقيمه.
وشدد الدكتور الضويني على ضرورة أن يكون المفتي المعاصر واعيًا بالتقنيات الحديثة ومهاراتها الرقمية، حتى يتمكن من التفاعل مع معطيات العصر الذي بات أكثر تعقيدًا وتشابكًا، داعيًا في الوقت نفسه إلى الحذر من أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة تقتل المواهب وتخدر العقول، وتساءل عن مدى استعداد أبناء هذا العصر للاجتهاد والبحث والتحرير، وعن ضرورة أن تكون للأمة بصمة مؤثرة في إدارة هذه التقنية، حتى لا تتحكم العقول الخارجية في مسار تفكيرنا وهويتنا.
وأشار وكيل الأزهر إلى أهمية وضع مصفوفة بالمهارات والكفايات المطلوبة لمن يتصدر للإفتاء في ظل عصر الذكاء الاصطناعي، مع الحرص على ألا تضيع الهوية الإسلامية أو تذوب الشخصية عبر الشاشات، مشددًا على أن المرجعية الشرعية والأصالة العلمية هما الضمانة الحقيقية أمام أي تزييف أو تحيز علمي، وأن صناعة المفتي الرشيد ستظل أمانة كبرى تتطلب تأهيلًا راسخًا يجمع بين العلم الشرعي والوعي الرقمي.
وفي ختام كلمته، تساءل وكيل الأزهر، قائلاً: في ظلِّ هذا التوسُّع المتسارع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، أين هِمَّةُ أبناء العصر في البحث والتحرير والمقارنة والاستنباط؟ وهل يفرض علينا هذا الذكاء أن نكون أكثر تمسُّكًا بأصولنا، لتكون ضمانةً حقيقيةً ضد أي تزييف أو تحيُّز علمي؟ أم أن الواجب يقتضي أن تكون لنا بصمةٌ واضحة في إدارة هذا الذكاء، فننتقل من موقع المفعول به إلى موقع الفاعل المؤثِّر، حتى لا نصير أسرى للشاشات، ولا تُدار عقولنا من وراء البحار والمحيطات؟ أليس من الضروري أن نضع قائمةً بالكفايات والمهارات العلمية والعملية التي يجب أن تتوافر فيمن يتصدَّر للإفتاء واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟ ثم أليس من الواجب أن نكون أكثر حذرًا ووعيًا، حتى لا تضيع هويتنا أو تذوب شخصيتنا في عوالم الشاشات؟.