القوى الناعمة في الميدان الرياضي.. الأهلي نموذجاً
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
حين تُهتف أسماء الأندية في المدرجات، وتُرفرف الأعلام في السماء لا يكون ذلك مجرد شغف كروي؛ بل رسالة وطنية تتردد أصداؤها في كل ميدان لم تعد الرياضة مجرد لعبة تُكسب وتُخسر؛ بل أضحت أداة من أدوات التأثير وسفيرًا ناعمًا يعبّر عن الهوية والطموح. في عالم تتنافس فيه الدول على كسب القلوب قبل العقول تظهر القوى الناعمة؛ كقوة مؤثرة يتعدى مداها حدود السياسة والاقتصاد، وتجد في الميدان الرياضي أحد أبرز تجلياتها، وفي هذا الإطار يبرز فوز النادي الأهلي السعودي بكأس نخبة آسيا؛ كأحد النماذج الفريدة التي تجسّد نجاح المملكة في تحويل الرياضة إلى منصة للتألق الإقليمي والرسالة العالمية.
فوز الأهلي السعودي بكأس نخبة آسيا ليس مجرد بطولة تضاف إلى خزائن الإنجازات؛ بل هو ثمرة مباشرة لمشروع تطوير الأندية، الذي يقوده بتوجيهات القيادة الرشيدة؛ حيث أضحى صندوق الاستثمارات العامة، في إطار رؤية المملكة 2030 رافدًا هامًا لتعزيز التميز؛ فقد تمثل دعم الصندوق في إعادة هيكلة الأندية، وتعزيز البنية الإدارية، وجلب الكفاءات الفنية والاستثمار في اللاعبين؛ ما جعل الأهلي يعود للواجهة بكل أناقة وقوة.
– دور وزارة الرياضة من التمكين إلى الإنجاز
في قلب هذه النقلة النوعية تؤدي وزارة الرياضة دورًا إستراتيجيًا محوريًا في صياغة السياسات الرياضية، وتوفير البيئة التشريعية والتنظيمية، التي تمكّن الأندية من التوسع والاحتراف؛ فقد عملت الوزارة على إطلاق إستراتيجية دعم الأندية الرياضية، وتحفيزها على التميز المالي والفني، وتوفير برامج تطويرية للكوادر الوطنية العاملة في المجال الرياضي، وتمكين الشباب والمرأة من المشاركة الفعّالة في الأنشطة الرياضية، ودعم الاستضافة الدولية للبطولات، وإبراز الوجه الثقافي والحضاري للمملكة.
وتعمل الوزارة بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة، والجهات ذات العلاقة على تحقيق مستهدفات الرؤية في قطاع الرياضة؛ لتكون المملكة نموذجًا عالميًا في الاستثمار الرياضي والبنية التحتية المتقدمة.
مشروع دعم الأندية من صندوق الاستثمارات العامة؛ يهدف إلى رفع جودة التنافسية، وتحقيق الاستدامة المالية وجعل القطاع الرياضي أكثر جاذبية للاستثمار؛ بما يحقق أثرًا اقتصاديًا واجتماعيًا طويل المدى، ويُعد الأهلي أحد أوضح الأمثلة على نجاح هذا المسار.
هذا التقدم الرياضي يربط بوضوح بين الرياضة والتنمية الوطنية، من خلال توفير الوظائف، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتحقيق أهداف جودة الحياة؛ ليصبح المجال الرياضي أحد أركان القوى الناعمة للمملكة.
إن فوز الأهلي اليوم هو فوز لمشروع وطني، يتقاطع فيه الحلم مع التخطيط، ويزدهر فيه الشغف الرياضي تحت راية التمكين والإبداع.
ساحل الحرف وعبر الزمان سنمضي معًا؛ فهذه قصة طموح تُروى للأجيال بين التعثّر والتدثر بالمجد.
@majedstopuqu
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ماهر همام لـ «الفجر الرياضي»: كرة القدم المصرية تدار بعشوائية.. الأهلي حقق مكاسب متعددة من المونديال.. انظروا إلى قطاعات الناشئين
تعددت الأحاديث، وكثرت التساؤلات في الفترة الأخيرة، حول الأداء الفني وما قدمه فريق الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية في نسختها الجارية، خاصة بعد توديع المونديال من دور المجموعات.
حوار ماهر همام للفجر الرياضي بشأن مشاركة الأهلي في كأس العالم للأنديةوتمكن «الفجر الرياضي» من إجراء حوارا صحفيًا مع أحد أبرز لاعبي الأهلي السابقين والمنتخب المصري في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وذلك لمعرفة رأيه في مستوى الأهلي خلال كأس العالم، وما يحتاجه الفريق خلال الفترة المقبلة.
بدأ همام حديثه قائلًا: "الأهلي قدم مباراة جيدة أمام فريق ميامي الأمريكي وخاصة في الشوط الأول، لكن الفروقات البدنية والخططية لم تكن في صالح الأهلي أمام بالميراس البرازيلي".
عاجل.. الأهلي يفتح الباب أمام رحيل نجم جديد في الصيف ملامح ميركاتو الأهلي الصيفي.. صفقات منتظرة وأسماء في طريقها للرحيلوتابع همام: "الأهلي وبورتو قدموا مباراة هجومية لرغبة الطرفين في تحقيق الفوز، كذلك مساندة الجمهور للأهلي في المباراة الأخيرة كان لها أثر إيجابي على مردود الفريق، ومن الواضح أنه كان هناك تركيز واتفاق بين لاعبي الأهلي لتقديم كل ما لديهم في المباراة".
أردف ماهر همام: "تعددت مكاسب فريق الأهلي من البطولة، لعل أبرزها ظهور العديد من الصفقات الجديدة بشكلٍ جيد، كذلك لا بد أن يستعد الأهلي جيدا للبطولات الكبرى، من حيث ثبات التشكيل وتجانس الفريق".
أكد همام: "لا يجب الحكم على المدرب من خلال خوض ثلاث مباريات، يجب أن نشاهده في مباريات أخرى، على الأقل بعد 5 مباريات قادمة، ومن الممكن القول بأن المدرب واللاعبين قدموا 50 بالمئة من إمكانياتهم خلال المونديال".
وصرح ماهر همام خلال حديثه قائلا: "بطولة كأس العالم كشفت الكرة المصرية، والسبب عدم الإهتمام بقطاعات الناشئين، لا بد أن نبدأ من تأسيس الناشئين بأسلوب علمي، لكي نضاهي الفرق الكبرى".
أوضح همام: "الأهلي يحتاج إلى مدافع صاحب قدرات فنية عالية، ومن أسباب وداعه البطولة هو الخط الدفاعي، اللاعب المغربي أشرف داري متذبذب المستوى بسبب كثرة الإصابات، والأفضل على الساحة المحلية اللاعب عمرو الجزار لما يتمتع به من قدرات فنية".
استطرد حديثه قائلا: "مدافع الأهلي لا بد أن يتمتع بقدرات عالية في هذا المكان، ما زلت متواجدا على الساحة داخل دائرة المنافسة رغم غيابي عن الملاعب لمدة 40 عاما، لكن اسمي يذكر طوال الوقت، نظرا لما قدمته، وبالفعل اكتسبت العديد من الخبرات بسبب مواجهتي مع أمام أحرف مهاجمي الكرة المصرية".
الأهلي يبدأ التحركات بعد كأس العالم للأندية.. محمد شكري أولى صفقات ريبيرو لتدعيم الجبهة اليسرى نجم الأهلي يحسم مستقبله بعد الرحيل رسميًا عقب المونديالبسؤاله عن غضب الجمهور تجاه الشحات ومجدي أفشة تحدث قائلا: "هؤلاء يعدوا من أبناء الأهلي، قدموا الكثير في المواسم الماضية، ونصيحتي إليهم عدم النظر إلى السوشيال ميديا، والتركيز داخل الملعب فقط، من أجل عودة الثقة إليهم مجددا، كذلك أيضا الفريق مقبل على العديد من البطولات، ويحتاج إلى الثنائي بشكل كبير".
وبالحديث عن الثنائي محمد شريف ومصطفى محمد، رد قائلا: "لو همام صاحب القرار، سيكون الأولوية إلى اللاعب مصطفى محمد، نظرا لبعض الأمور، التي من أبرزها اللعب الدولي مع المنتخب، كذلك الاحتراف في الدوري الفرنسي، وصغر سنه".
أبدى همام رأيه في مستوى الفرق العربية قائلا: "يعتبر الأهلي أكثر الفرق تدعيما قبل خوض المونديال، لكن المكاسب المادية للفرق العربية من المشاركة في البطولة، فرصة لإبرام صفقات جيدة، وأتمنى أن يستكمل الهلال مشواره في البطولة".
اختتم حديثه قائلا: "أحد أبرز أسباب تراجع الكرة المصرية، الإهمال في قطاع الناشئين، لا بد من استقطاب مدربين مثقفين وعلى علم في قطاعات الناشئين، نفتقد للعامل البدني والمهاري والخططي بسبب تأسيس الناشئين، كرة القدم المصرية تدار بالعشوائية، ولا يوجد رئيس قطاع ناشئين في مصر لديه استراتيجية تطوير لمدة 5 سنوات قادمة".