مسيّرات الدعم السريع تهاجم مدينة كوستي وغوتيريش قلق من قصف بورتسودان
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
أدت هجمات بطائرات مسيرة نفذتها قوات الدعم السريع على مدينة كوستي في ولاية الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان جنوبي السودان صباح اليوم الخميس إلى اشتعال النيران بمستودعات وقود، في حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه العميق" إزاء الضربات الجوية التي استهدفت مدينة بورتسودان خلال الأيام الأخيرة.
وأفاد مصدر عسكري اليوم -اشترط عدم الكشف عن هويته- بأن قوات الدعم السريع هاجمت بـ3 مسيّرات مستودعات الوقود التي تزود الولاية، واشتعلت فيها النيران، وأن الدفاع المدني يحاول السيطرة عليها.
وأمس الأربعاء، أفادت مصادر عسكرية بأن ضربات جديدة نفذتها قوات الدعم السريع استهدفت قاعدة فلامنغو البحرية بشمال بورتسودان، وهي أكبر قاعدة بحرية في السودان.
كذلك، قال مصدر عسكري للجزيرة إن المضادات الأرضية تصدت لمسيّرات هاجمت الكلية الجوية القريبة من القاعدة، في ثاني هجوم من نوعه خلال 24 ساعة.
وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات متتالية لأكثر من نصف ساعة في شمال المدينة.
وكانت ضربات سابقة قد استهدفت مواقع إستراتيجية، من بينها مطار بورتسودان آخر مطارات السودان قيد الخدمة للنقل المدني، إلى جانب محطة كهرباء ومستودعات وقود.
إعلانكما أفاد مصدر أمني بأن 3 طائرات مسيّرة استهدفت أمس الأربعاء منشآت في مطار مدينة كسلا الواقعة جنوب بورتسودان.
تحذير أمميوفي غضون ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأربعاء عن "قلقه العميق" إزاء الضربات الجوية التي استهدفت مدينة بورتسودان خلال الأيام الأخيرة.
وحذر غوتيريش من أن هذه الهجمات بطائرات مسيرة تمثل "تصعيدا كبيرا" في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان إن هذه الضربات "قد تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين على نطاق واسع وتدمير أكبر للبنية التحتية الحيوية" في المدينة الساحلية التي تشكل بوابة رئيسية لدخول المساعدات الإنسانية إلى السودان.
كما أعرب عن قلق الأمين العام من تمدد النزاع إلى منطقة نزح إليها عدد كبير من السودانيين من الخرطوم ومناطق أخرى، معتبرا أن "غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات" هو ما يفاقم الأزمة.
وتحذر الأمم المتحدة من أن استهداف المدينة قد يؤدي إلى "تفاقم الاحتياجات وتعقيد عمليات الإغاثة" في بلد يعاني فيه نحو 25 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي.
ووصف منسق الشؤون الإنسانية وتنسيق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة توم فليتشر الضربات بأنها تهدد "محور عملياتنا الإنسانية وبوابة دخول أساسية للمساعدات".
وفي السياق ذاته، لفت السيناتور الأميركي كريس فان هولين على منصة "إكس" إلى أن الحرب الأهلية في السودان تسببت في مقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد أكثر من 14 مليونا.
وأوضح هولين أن الحرب تركت أكثر من نصف السكان يواجهون خطر المجاعة، وسط تقليص كبير للمساعدات الدولية، بما فيها الأميركية، مما أدى إلى إغلاق 80% من مطابخ الطوارئ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدعم السریع أکثر من
إقرأ أيضاً:
أكاذيب «سلطة بورتسودان».. محاولات يائسة لتغطية الإخفاقات الداخلية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاستنكر خبراء ومحللون المزاعم الباطلة التي تروجها سلطة «بورتسودان» ضد دولة الإمارات، واعتبروها محاولات يائسة للهروب من استحقاقات السلام، وغطاء لفشل داخلي في إدارة الأزمة المتفاقمة في البلاد، عبر افتعال خصومات خارجية لا سند لها.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن التزام الإمارات بتحقيق السلام والاستقرار في جميع المناطق السودانية، يعكس نهجاً ثابتاً وسياسة راسخة لا تحيد عنها، مشيدين بمواقف الدولة الداعمة لوحدة السودان وسيادته، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، مع التركيز على الحلول السياسية الشاملة التي تعبّر عن إرادة الشعب السوداني.
وأكدوا أن موقف الإمارات السياسي والدبلوماسي تجاه الأزمة السودانية، ينسجم مع مسار طويل من المبادرات الإنسانية التي تبنتها الدولة منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، مما يؤكد حرصها على أن يكون السودان وطناً آمناً مستقراً، بعيداً عن منطق الحرب والاستقطاب.
وفي هذا السياق، يوضح الباحث في العلاقات الدولية، محمد خلفان الصوافي، أن سلطة بورتسودان تواصل سياسة التخبط وترويج الأكاذيب ضد الإمارات، منذ بداية الأزمة وحتى الآن، مؤكداً أن رفض الدعوى التي رفعتها ضد الدولة أمام محكمة العدل الدولية يعكس هشاشة موقفها القانوني.
وذكر الصوافي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تكرار الاتهامات والمزاعم غير المستندة إلى أدلة حقيقية، يعكس استمرار تخبط سلطة بورتسودان، ويؤكد غياب الهدف والاتجاه في تعاطيها مع الأزمة منذ لحظاتها الأولى.
وأشار إلى أن استهداف الإمارات، المعروفة بدورها الإنساني والدبلوماسي في دعم الشعب السوداني، يفضح ضيق أفق سلطة بورتسودان، ويكشف سعيها لتأزيم العلاقات الخارجية، بهدف التغطية على إخفاقاتها الداخلية، منوهاً بأن هذا النهج يضعف موقفها التفاوضي، ويقوّض فرصها في بناء تحالفات موثوقة، في وقت يحتاج فيه السودان إلى قيادة مسؤولة تتسم بالثبات والوضوح.
من جهتها، اعتبرت الخبيرة في الشؤون الأفريقية، لنا مهدي، أن الاتهامات والمزاعم المغرضة التي تروجها سلطة بورتسودان ضد الإمارات تُعد محاولة مفضوحة للهروب من ضغوط الحل السلمي، عبر توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة لدولة فاعلة، سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي أو الإنساني، مشددة على أهمية المواقف الإماراتية الداعمة لجهود التسوية السلمية للأزمة السودانية.
وأشارت مهدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن مزاعم سلطة بورتسودان المغرضة لا تنفصل عن نهج مستمر من اختلاق الخصومات الخارجية، بهدف تبرير الفشل في الداخل، لا سيما بعد السقوط القانوني والإعلامي المدوي للدعوى التي رفعتها ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، وغياب أي دليل ضد الدولة في تقرير لجنة الخبراء الدولية.
ونوهت مهدي بأن ما يصدر عن سلطة بورتسودان من أكاذيب وافتراءات، تمثل مناورات هزيلة تهدف إلى خلط الأوراق وعرقلة مسار السلام المدعوم إقليمياً ودولياً، مؤكدة أنها باتت على دراية بتآكل رصيدها السياسي، وهشاشة موقعها في المعادلة الانتقالية، ولذلك تلجأ إلى افتعال أزمات خارجية وترويج سرديات مضللة عن تدخلات إقليمية، بينما هي في الواقع تعرقل أي مبادرة للتسوية السلمية، وتغلق الأبواب أمام الجهود الوطنية والأفريقية والدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار، وتأسيس سلطة مدنية شاملة.
من جهته، أكد الباحث في الدراسات الاستراتيجية، الدكتور عماد الدين حسين بحر الدين، أنه من المؤسف الزج باسم الإمارات في صراعات داخلية تُدار وفق حسابات ضيقة، موضحاً أن الدولة رفضت تحميلها مسؤولية أزمات داخلية ليست طرفاً فيها، في وقت اختارت فيه تبني نهج متزن يدعم وحدة السودان وسيادته، ويسعى لإيقاف الحرب عبر قنوات سياسية ودبلوماسية.
وقال بحر الدين، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الإمارات أكدت على موقفها الثابت في دعم الشعب السوداني بكل أطيافه، ودعم الدعوة إلى حوار وطني جامع يُنهي النزاع، ويُمهّد الطريق لتشكيل حكومة مدنية مستقرة، تعكس تطلعات السودانيين في الأمن والتنمية.
وشدد على أن الاتهامات العشوائية لا تعبّر سوى عن أزمة داخلية مركبة، تحاول فيها بعض الأطراف صناعة «عدو خارجي» للتغطية على إخفاقاتها، منوهاً بأن مثل هذه الممارسات تؤدي إلى المزيد من الانقسام والضياع.
ويقول الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، إن البيان الصادر عن الإمارات جاء ليرد بحسم ووضوح على الادعاءات الباطلة التي وردت في بيان سلطة بورتسودان، والتي زعمت زوراً تورط الدولة في النزاع السوداني، عبر دعم مزعوم لأطراف أو عناصر مسلحة.
وأضاف عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الرد الإماراتي حمل دلالات سياسية وأخلاقية بالغة الأهمية، أبرزها رفض الزج باسم الدولة في صراعات تُدار وفق حسابات فئوية لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية، ومحاولة تصدير الأزمات الداخلية للخارج بدلاً من تحمل المسؤولية أمام الشعب السوداني.