سودانايل:
2025-05-11@13:59:49 GMT

الما عارف يقول لساتك

تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT

بقلم: الريح عبد القادر

مِن أخشى ما أخشاه يوم نقف أمام ربنا سبحانه وتعالى أن يسألنا كيف تركنا أهل الجهالة يمارسون القتل وسفك الدماء وتشريد الأبرياء، ثم يمجدون ذلك الفعل الشائن، ممثلاً في البندقية، أداة القتل والدمار، التي لا يوجهونها نحو صدور الأعداء، بل نحو صدور أبناء شعبهم وبلدهم؟
بماذا سوف تنفعنا، يومئذٍ، صلاتنا وصيامنا وسائر عباداتنا وقد ضيعنا بلدنا وشعبنا؟!
فهل سنترك رجال البنادق والمشانق يُضيّعون علينا وعلى شعبنا دنيانا وآخرتنا؟
كلا.

سنفعل كل ما في وسعنا للوقوف في وجه الجهالة، والجهلاء، وفي وجه حب البندقية، وتمجيد البندقية، لأننا نؤمن إيماناً قاطعاً بأن البندقية لا تبنى الأوطان، بل تحرسها!
ولا آخرةَ لمن أضاع أهله وبلده!
ومن خاف نار الله الموقدة لا يخشى نار البندقية الخاسئة!
ونؤمن كذلك أنّ من أراد صالحَ أهلِه نالَهُ من أذاهم ما لا ينال من أراد ضرَّهم!
ومن أراد صالح أهله لا يُبالي بأذاهم.
سيمضي غير هيّاب ولو نبحته كلابُ الأرضِ جميعاً.
****
كتبتُ بالأمس ألتمس مقاضاة الجنرال البرهان في المحافل القانونية الدولية بسبب تصريحه الذي مجد فيه البندقية وحقّر فيه اللساتك.
فهاجمني رجال فضلاء ونساء فضليات. غافلون وغافلات.
البندقية معروفة. لكن اللساتك في هذا السياق لا تعني أعيان الإطارات التي تحرق في المظاهرات. بل هي ترمز للعمل السلمي المطالب بالحق في الحرية والعدالة والسلام.
اللساتك، أيها الغافلون والغافلات، هي نقيض البندقية عندما توجه البندقية نحو صدور الشباب العُزّل، فتقصّر أيامهم، وتحرق أحلامهم، مثلما تحرق قلوب أمهاتهم!
ما أخف دخان اللساتك المحروقة مقارنةً بدخان البنادق!
إنّ تمجيد البندقية مسؤول عن كل الحروب التي شهدتها بلادنا.
لقد تركنا الحوار والعمل السلمي ورفعنا البندقية.
وأطلقنا الأعيرة على أقدامنا، فقعدت بلادنا.
تمجيد البندقية مسؤول عن فساد نظام الحكم في بلادنا.
فهاهم العسكر يتغوّلون، بسبب تسلطهم على البنادق المخصصة لحماية الوطن والشعب، على الدولة ومواردها ويحتكرون السلطة عنوةً.
فتسبّب هذا التظالم بين فئات أبناء الوطن في أن تحوّل المدنيون "الملكية" إلى ضباط وجنود في الحركات المسلحة والمليسشيات والكتائب.
وظهر جنرالات "الخلا"!
وتحوّل البقارة والأبّالة والغنّامة..إلى دعّامة!
ومن شدة غفلتنا ظننا أن مشكلتنا في البقارة وبقية القائمة.
كلا! أيها الغافلون! إن مشكلتنا الجديّة في تمجيد البندقية!
وإذا كانت البندقية تؤدي إلى السلطة والثورة فما أسهل الحصول عليها!
الحصول على البندقية أسهل من الحصول على الشهادات الجامعية، وبراءات الاختراع.
إنه أسهل من السهر في المكتبات والمعامل ومن العمل في المصانع والحقول!
فأي ذنب جنينا حين قلنا لا للبندقية! ولا للحرب! ولا لحكم العسكر!
سنقول ذلك حتى ينتهي مجد البندقية، وحتى تنتهي آخر الحروب، وحتى يعود العسكر للثكنات والجنجويد ينحل.
****
سنقول لأبناء وبنات شعبنا إنّ الأوطان لا تبنى بالبندقية. بل تُحرس بالبندقية.
لكن البندقية نفسها تحتاج إلى حراسة.
إنها تُحرس بالعمل وبالعلم وبالحرية!
وتُحرس بالقلوب الكبيرة والعقول الكبيرة.
--------------------------------ـ
*الرسم مع التحية للفنان التشكيلي السوداني العالمي حسن موسى***

 

alrayyah@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: ترامب سمح لنتنياهو باستخدام سلاح التجويع بغزة والآن يقول له: كفى

يرى محللون إسرائيليون -كما نقلت قنوات إسرائيلية- أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استنفد الفرص التي منحها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاستمرار في الحرب وفي استخدام سلاح التجويع في قطاع غزة، وأكد بعضهم أنه يقول له الآن: كفى.

وذكرت قناة "كان 11" أن الدول الوسيطة تبذل جهودا في اللحظات الأخيرة للتوصل إلى صفقة قبل وصول الرئيس الأميركي للمنطقة، وقالت مراسلة الشؤون السياسية في القناة غيلي كوهين إن الجهود "الكبيرة" في المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة وقطر ومصر تحدث بسبب زيارة ترامب إلى دول الخليج الأسبوع المقبل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميديا بارت: أصول الشر المسمى إسلاموفوبياlist 2 of 2شوارع أبيدجان تغير أسماءها في قطيعة جديدة مع الاستعمار الفرنسيend of list

كما ربطت كوهين هذه الجهود بإعلان إسرائيل نيتها توسيع العملية العسكرية البرية في غزة بعد زيارة ترامب.

ونقلت القناة الـ13 تصريحا للسفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي جاء فيه "لقد قال الرئيس ترامب بشكل واضح أن أكثر أمر عاجل يجب أن يحدث هو إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وحسب محلل الشؤون السياسية في القناة الـ13 غيل تماري، فإن ترامب سمح لإسرائيل باستخدام سلاح المساعدات الإنسانية لمدة شهرين، وأكد أن استخدام سلاح التجويع كان منسقا بين واشنطن وتل أبيب، وهو ما جاء في مقابلات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند وعسكريين آخرين.

إعلان إسرائيل خسرت

وقال المحلل الإسرائيلي إن ترامب يقول الآن: كفى، مشيرا إلى أن "إسرائيل خسرت عمليا الوسيلة التي توفرت لها عبر المساعدات الإنسانية، وهي لم تعد سلاحا بالنسبة للإدارة الأميركية، ولم تعد مشروطة بوقف إطلاق النار ولا بصفقة مخطوفين".

وأضاف أن إسرائيل ستبدأ بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في أسرع وقت ممكن، وأن كل العالم يتحدث عن قضية التجويع التي تجري في غزة، فهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثت هذا الأسبوع تقريرا شاهد الرئيس الأميركي صورا منه.

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي تمنع إسرائيل دخول كافة المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى غزة، وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن قطاع غزة يشهد موجة موت صامت يحصد أعدادا متزايدة من أرواح كبار السن والأطفال، مشيرا إلى أن تلك الوفيات المتزايدة تحدث بفعل الظروف المعيشية القاتلة التي تفرضها إسرائيل على أهل القطاع.

مقالات مشابهة

  • ‏ترامب يقول إنه يعتزم مواصلة العمل مع موسكو وكييف لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • إعلام إسرائيلي: ترامب سمح لنتنياهو باستخدام سلاح التجويع بغزة والآن يقول له: كفى
  • محمد حامد جمعة نوار: موثوقون
  • فوائد وأضرار كوب الشاي.. ماذا يقول العلم؟
  • خطيب الأوقاف بالشرقية: السائحون في مصر لهم حق الإكرام وحسن الاستقبال
  • الخارجية الباكستانية: الهند تمول الاغتيالات في بلادنا
  • «كيف نواجه الشبهات الفكرية بالقرآن؟».. نص خطبة الجمعة اليوم 9 مايو 2025
  • نائب الرئيس الأميركي يقول إن الأزمة بين الهند وباكستان ليست من شأننا
  • محذراً كيان العدو…اللواء سلامي: سنفتح عليكم أبواب جهنم إذا ارتكبتم أي خطأ ضد بلادنا
  • وزير الاقتصاد ورئيس مؤسسة الاسمنت يطلعان على الأضرار في مصانع الاسمنت جراء العدوان