صوّت النواب الفرنسيون، يوم الأربعاء، بالموافقة في القراءة الأولى على اقتراح قانون أعدّه مجلس الشيوخ، يهدف إلى مكافحة معاداة السامية والعنصرية في التعليم العالي. اعلان

القانون الذي قاده النائبان كونستانس لو غريب وبيير هنرييه، حظي بموافقة 131 نائبًا، مقابل 28 صوتًا معارضًا، في حين كان الرفض محصورًا بمجموعة حزب “فرنسا الأبيّة” والمجموعة الشيوعية.

يُذكر أن مجلس الشيوخ كان قد أقرّ المشروع بالإجماع في 20 شباط/فبراير الماضي.

أحد أبرز بنود القانون، الذي أعادته الجمعية الوطنية بعدما حُذِف في اللجنة، ينصّ على إنشاء "هيئة تأديبية مشتركة" بين مؤسسات التعليم العالي ضمن نفس المنطقة الأكاديمية.

وقد أُضيف تعديل حكومي ينصّ على أن الجهة الوحيدة المخوّلة إحالة القضايا إلى هذه الهيئة هي رئيس أو مدير المؤسسة، وليس رئيس المنطقة الأكاديمية، وذلك لضمان الحفاظ على استقلالية الجامعات.

Relatedفي ذكرى الهولوكوست.. تحذيرات من تصاعد معاداة السامية في ألمانياتقرير: ارتفاع كبير في حوادث معاداة السامية في ألمانيا

يأتي هذا الاقتراح بعد جدل كبير أعقب اتهامات بمعاداة السامية رافقت تنظيم مؤتمر داعم لفلسطين في معهد العلوم السياسية بباريس. وزير التعليم العالي فيليب باتيست شدّد، مع انطلاق النقاشات، قائلاً: "لا يجب أن يتردد أي طالب في الذهاب إلى صفوفه خوفًا من التعرض لمعاداة السامية".

لكن النقاش داخل الجمعية كان محتدمًا منذ اليوم الأول، إذ اتّهمت كتلة "فرنسا الأبيّة" الحكومة بأنها "تستغل معاداة السامية لإسكات الأصوات المنادية بالسلام ووقف الإبادة في فلسطين"، بينما ردّت عليها أحزاب أخرى باتهامات بالمساهمة في تصاعد معاداة السامية وبتوظيف الموضوع انتخابيًا.

النسخة التي أقرّتها الجمعية الوطنية تختلف عن تلك التي أقرّها مجلس الشيوخ، ولذلك ستُحال الآن إلى لجنة مشتركة بين المجلسين لمحاولة الوصول إلى صيغة توافقية نهائية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس باكستان قطاع غزة غزة دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس باكستان قطاع غزة غزة معاداة السامية فرنسا عنصرية دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس باكستان قطاع غزة غزة حروب الهند الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان رجب طيب إردوغان سياسة الهجرة معاداة السامیة

إقرأ أيضاً:

العراق: الإدارة المالية للدولة والعبث!

يفترض أن يكون الدستور والقانون، المرجع الوحيد ذا الطبيعة الإلزامية الذي يحكم عمل الدولة، وينظم السلطات العامة فيها. لكن في العراق لا تبدو هذه الفرضية صحيحة؛ وعلى جميع مستويات إدارة الدولة؛ فقد ألزم الدستور الحكومة بتقديم مشروع قانون الموازنة العامة والحساب الختامي (حساب الإيرادات الفعلية والمصروفات الفعلية لسنة مالية منتهية) إلى مجلس النواب لإقراره. لكن الحكومات المتعاقبة، ومجالس النواب المتعاقبة، تواطأت جميعها على إقرار قوانين الموازنة العامة دون إقرار قوانين الحسابات الختامية، وإلى حد هذه اللحظة لم تقدم الحسابات الختامية للسنوات 2016 إلى 2024 إلى مجلس النواب لإقرارها، وآخر حسابات ختامية قدمت إلى مجلس النواب، كانت موازنة عام 2015 وقد أقرت عام 2023!

ما يعكس عدم اهتمام مجلس النواب باقرار قوانين الحسابات الختامية، هو التنازع بين القوانين التي شرعها والمتعلقة بهذه المسألة؛ فبينما نص قانون مجلس النواب وتشكيلاته رقم 13 لسنة 2018 على أن «يعرض الحساب الختامي على المجلس في مدة لا تزيد على تسعة أشهر من تاريخ انتهاء السنة المالية» (المادة 21/ أولا). نص قانون الإدارة المالية رقم 6 لسنة 2019 على أن «يعلن وزير المالية تاريخ غلق الحسابات الختامية للسنة المالية المنتهية على أن لا يتجاوز (31/1) من السنة اللاحقة»، وأن يصدر ديوان الرقابة المالية تقريره عن هذه الحسابات «في موعد أقصاه نهاية شهر حزيران من السنة اللاحقة» (المادة 28/ أولا وثالثا). وبالتالي يفترض أن تعرض هذه الحسابات وتدقيقها خلال ستة أشهر وليس تسعة أشهر!

وسبق للمحكمة الاتحادية العليا أن أثبتت بقرارها (190/ اتحادية/ 2023) أن الحساب الختامي «يشكل عاملا أساسيا، إن لم يكن العامل الأول، في وقف هدر المال العام والحد من ظواهر الفساد المالي والإداري الذي تعاني منه مؤسسات الدولة». وأنها من خلال التحقيقات التي أجرتها قد ثبت لديها «عدم التزام كل من وزارة المالية ومجلس الوزراء بإنجاز الحسابات الختامية ضمن التوقيت المحدد في الدستور والقانون»، وألزمت رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية بتقديمها وفقا لتلك التوقيتات!
في عام 2023 أُقرت موازنة اتحادية لمدة ثلاثة أعوام، وبالرغم من أن قانون الإدارة المالية قد اشترط أن يقدم مجلس الوزراء مشروع قانون الموازنة إلى مجلس النواب «قبل منتصف شهر تشرين الأول من كل سنة»، واشترط أيضا أنه «لا يجوز أن يزيد العجز في الموازنة التخطيطية عن 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي» (المادة 6/ رابعا) لكن مشروع قانون الموازنة لم يصل إلى مجلس النواب إلا في 16 آذار/ مارس 2023، أي بعد أكثر من خمسة أشهر عن التاريخ المحدد في القانون، فيما زادت نسبة العجز المخطط في الموازنة عن 20٪ تقريبا من الناتج المحلي الاجمالي، أي سبعة أضعاف النسبة المحددة في القانون (وفقا لأرقام البنك الدولي فقد بلغ الناتج المحلي الاجمالي للعراق 250.84 مليار دولار في العام 2023، فيما بلغت نسبة العجز المخطط في الموازنة ما يقارب 49.6 مليار دولار). كما قرر القانون أنه من بين مصادر تمويل هذا العجز الهائل، قروض داخلية وخارجية بما يزيد قليلا عن 10 مليار دولار!
يفترض أن يكون الدستور والقانون، المرجع الوحيد ذا الطبيعة الإلزامية الذي يحكم عمل الدولة، وينظم السلطات العامة فيها قبل أيام قرر مجلس الوزراء العراقي تخويل وزيرة المالية صلاحية «سحب مبالغ الامانات الضريبية التي لم يمض عليها خمس سنوات»، والتي تبلغ ما يقارب 2.3 مليار دولار، لتمويل وتسديد الرواتب الحكومية «على أن تجري التسوية النقدية شهريا عند المطالبة بها»، وسوغت وزريرة المالية هذا القرار بالقول: «الإجراء طبيعي لتعظيم إيرادات الموارد والسيطرة عليها بكافة انواعها»!

والأمانات الضريبية مبالغ تودعها الشركات لحين إكمال التحاسب الضريبي، ولا تعد من الإيرادات العامة للدولة، إلا بعد مرور خمس سنوات على إيداعها دون المطالبة بها كما يقرر القانون. وبالتالي فان قرار مجلس الوزراء يُعد اجراء مخالفا للقانون من أوجه عدة، وليس «إجراء طبيعيا» كما قالت وزيرة المالية.

فضلا على أن استخدام أموال الأمانات الضريبية لتسديد الرواتب االحكومية يمثل دينا داخليا إضافيا ما يزيد حجم هذا الدين الذي وصل إلى أرقام غير مسبوقة في ظل الحكومة الحالية؛ فقد ارتفع الدين الداخلي عام 2023 2023 من 48.624 مليار دولار إلى 55.033 مليار دولار، وارتفع أيضا في نهاية النصف الأول من عام 2024 ليصل إلى 58.995 مليار دولار وفقا لأرقام وزارة المالية. فيما يقدم البنك المركزي العراقي أرقاما مختلفة، فعلى موقعه الرسمي بلغ الدين الداخلي في العام 2024 ما يقارب 63.883 مليار دولار وفقا لسعر الصرف الرسمي، في حين قرر قانون الموازنة أنه يجب أن لا يزيد الدين الخارجي والداخلي عن 10 مليار دولار! كما أن قانون إدارة الدولة اشترط أن الااقتراض لتمويل العجز يجب أن يكون «ضمن الحدود القصوى المقررة في قانون الموازنة العامة الاتحادية» (المادة 39/ اولا)!

كان يمكن للدولة أن تلجأ إلى إجراءات أخرى لتخفيض العجز الكبير في الموزانة العامة، خاصة بعد الانخفاض الكبير في أسعار النفط (بلغ سعر برميل النفط المقدر في قانون الموازنة 70 دولارا وانخفاض سعر النفط عن هذا السعر سيعني زيادة العجز في الموازنة بأكثر من 1.5 مليار دولار عن كل دولار واحد) من بينها خفض الإنفاق الحكومي، أو خفض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، لكنها لم تفعل ذلك لأسباب انتهازية بحتة، تتعلق بقرب موعد الانتخابات، وعدم استعدادها للذهاب إلى اجراءات اقتصادية يمكن أن تفقدها بعض الأصوات؛ لهذا كان الحل هو كالعادة اللجوء إلى انتهاك أحكام القانون في سياق التواطؤ الجماعي على عدم احترام القانون بشكل منهجي، فالقانون بالنسبة للطبقة السياسية العراقية مجرد «سطر تكتبه وسطر تمسحه» متى شاءت، ومتى ما اقتضت مصالحها ذلك!
(القدس العربي)

مقالات مشابهة

  • العراق: الإدارة المالية للدولة والعبث!
  • المديرية العامة للسجون توقع مذكرة تعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين
  • رئيس مجلس النواب يلتقي النائبة الأولى لرئيس الجمعية الوطنية في زامبيا لتعزيز التعاون البرلماني
  • المستشار حنفي جبالي يستقبل النائبة الأولى لرئيس الجمعية الوطنية في زامبيا
  • رئيس مجلس النواب يستقبل النائبة الأولى لرئيس الجمعية الوطنية الزامبية
  • تقرير: ارتفاع كبير في حوادث معاداة السامية في ألمانيا
  • جبالي يستقبل رئيسة مجلس الشيوخ بكوت ديفوار
  • المستشار حنفي جبالي يستقبل رئيسة مجلس الشيوخ في كوت ديفوار
  • هكذا يطوّع الأميركيون القوانين لمكافحة مقاطعة إسرائيل