شهدت الأيام الأخيرة موجة نزوح وصفت بغير المسبوقة من للاجئين السودانيين من دارفور نحو شرق تشاد، وذلك رغم تفاقم الأزمة بين الخرطوم وانجمينا.

وفي الأسابيع الأخيرة، اشتدت حدة المعارك للسيطرة على الفاشر، آخر مدينة كبيرة في دارفور غير خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع التي تسعى إلى تعويض خسارتها للخرطوم الشهر الماضي.



وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إن الأيام الماضية عرفت نزوحا جماعيا بوتيرة مقلقة للاجئين السودانيين نحو مناطق من شرق تشاد.

وقالت المفوضية في بيان، إن هذا التدفق الذي وصفته بالمفاجئ ناجم عن تصاعد العنف في منطقة شمال دارفور، مضيفة أن نحو 20 ألف سودانيين نزحوا إلى تشاد خلال الأيام الماضية "معظمهم من النساء والأطفال المنهكين والمصدومين".

"عنف وانتهاكات"

وقالت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في تشاد ماغات غيس، إن العديد من النازحين السودانيين، تحدثوا عن "تعرضهم لعنف جسيم وانتهاكات لحقوق الإنسان أجبرتهم على الفرار، كما تحدثوا عن إحراق منازل بالكامل، فيما كانت رحلاتهم محفوفة بالمخاطر، حيث واجهوا السرقة والابتزاز عند نقاط التفتيش وتهديدات متكررة على طول الطريق".



وأوضحت ممثلة المفوضية أن معظم اللاجئين وصلوا بلا أي شيء، ومن بينهم أشخاص لديهم احتياجات خاصة، بمن فيهم مصابون، وأطفال غير مصحوبين بذويهم، ونساء حوامل ومرضعات، وكبار السن، وشددت على ضرورة وقف الهجمات على المدنيين في السودان، وتوفير ممر آمن للفارين من أجل البقاء.

وقالت غيس في تصريحات من نجامينا قبل يومين، إنه على الرغم من الجهود الاستثنائية التي تبذلها المجتمعات والسلطات المحلية، فإن القدرة على استيعاب الوافدين الجدد "مُرهقة بشدة"، حيث تستضيف تشاد بالفعل 1.3 مليون لاجئ، من بينهم 794 ألف شخص عبروا الحدود مع السودان منذ بداية الصراع.

وأضافت: "بينما تواصل البلاد إظهار تضامن ملحوظ في استضافة اللاجئين، فإنها لا تستطيع تحمل هذا العبء بمفردها. لا تزال الموارد الإنسانية في جميع أنحاء البلاد محدودة للغاية، بينما تزداد الاحتياجات للمياه والمأوى والصحة والتعليم والحماية".

نزوح رغم الأزمة الدبلوماسية

واستمر تدفق النازحين السودانيين إلى تشاد، رغم تصاعد حدة الأزمة بين الخرطوم وانجمينا، حيث يتهم الجيش السوداني الحكومة التشادية بمنح تسهيلات كبيرة للإمارات من أجل نقل السلاح إلى قوات الدعم السريع.

وكان الجيش السوداني لوح الشهر الماضي بضرب مطار العاصمة التشادية انجمينا، متهما السلطات التشادية بدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، بما في ذلك نقل أسلحة وذخائر مصدرها الإمارات.



فقد قال مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن ياسر العطا، في تصريحات قبل شهر، إن السودان "سيقتص من الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي" وحذّره من أن مطاري انجامينا وأم جرس هما "أهداف مشروعة للقوات المسلحة السودانية".
 في المقابل وصفت تشاد، حينها هذه التصريحات بأنها بمثابة "إعلان حرب" محذرة من تصعيد خطير في المنطقة.

ومن حين لآخر يؤكد الجيش السوداني، أن تشاد باتت ممرا رئيسا للأسلحة التي تزود بها الإمارات قوات الدعم السريع، ويحذر من مخاطر تحول تشاد إلى ممر لدعم المتمردين.

وكانت السودان أعلنت الثلاثاء الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، متهما إياها بشن "عدوان" على البلاد عبر دعمها لـ"قوات الدعم السريع" فيما تنفي الإمارات هذه التهم وتشدد على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للسودان.

تاريخ من الصراع

وخلال السنوات الأخيرة ظلت العلاقة بين الخرطوم وانجمينا مثقلة بالخلافات الناتجة عن الأنظمة السياسية المتعاقبة، فمنذ اندلاع أزمة دارفور سنة 2003 طبع الاتهام المتبادل العلاقة بين السودان وتشاد.

ومرت علاقات البلدين بالعديد من المحطات البارزة، ففي العام 1987 اتهم الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري الخرطوم بإيواء مسلحين معارضين لبلده، وفي العام 1989 لجأ الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي إلى السودان بعد فشله في انقلاب عسكري ضد نظام انجمينا، قبل أن يتمكن من الإطاحة بالرئيس حسين حبري وتولي السلطة في 1990.

وفي عام 2003 لجأ قرابة ربع مليون من سكان دارفور إلى تشاد، وفي 2004 اتهمت تشاد الجيش السوداني بالهجوم على بلدة تينه الحدودية، وفي 2007 دارت مواجهات بين جيشي البلدين داخل الحدود السودانية، وأكدت تشاد حينها أن جيشها كان يطارد متمردين تشاديين.



وفي 2008 وقع البلدان في دكار وبوساطة من السنغال، على اتفاق مصالحة ينص على ضبط حدود البلدين وعدم دعم حركات التمرد في كليهما.

وازدادت الأزمة بين البلدين تعقيدا منذ بدء المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أصبحت حدودهما مسرحا للتوترات الأمنية.

وترتبط السودان وتشاد بحدود تمتد لنحو 1403 كيلومترات، وهي الأطول بعد حدود السودان مع جنوب السودان، فيما يجمع البلدان تداخل اجتماعي معقّد يبرز في وجود 13 قبيلة مشتركة على جانبي الحدود.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع خلفت عشرات آلاف القتلى وشردت 13 مليون شخص على الأقل، في حين تعاني بعض المناطق من المجاعة وسط "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم حسب الأمم المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية السودانيين تشاد الدعم السريع الجيش السوداني السودان تشاد الجيش السوداني الدعم السريع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

قوة هاربة تقع في كمين الجيش السوداني

الفاشر ـ متابعات ـ تاق برس-أفاد الاعلام الحربي التابع الى الفرقة السادسة مشاة فى الجيش السوداني بالفاشر، ان القوات المسلحة السودانية نجحت فى  قطع الطريق على قوة هاربة تابعة  لقوات الدعم السريع الدعم عبر كمين.

واوضحت ،ان العملية جرت اثناء تمشيط يومي  لفرق الجيش السوداني والقوات التى تقاتل معه امس الخميس شرق مدينة الفاشر ـ شمال دارفور  .

وأشار اعلام الفرقة، أن الجيش السوداني  تمكن بعد اشتباكات عنيفة من تدمير وتعطيل كافة المركبات بالإضافة إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر  قوات الدعم السريع.

في سياق متصل، ذكرت الفرقة السادسة بحسب تعميم صحفي راتب ، أن احياء مدينة الفاشر تعرضت لقصف متقطع من قوات الدعم السريع  بإستخدام قذائف مدفعية من عياري 120و82 ملم ، أسفر عن مقتل عدد من المدنيين، وإصابة آخرين تم نقلهم  لتلقي العلاج.

واكدت الفرقة السادسة مشاة للجيش السوداني، استقرار الأوضاع بمدينة الفاشر بصورة نسبية، وانها تحت سيطرة القوات المسلحة، وطبقاً لتعميم الفرقة، فإن الجيش السوداني يحقق تقدماً في مختلف المحاور.

الجيش السودانيالدعم السريعالفاشر

مقالات مشابهة

  • قوة هاربة تقع في كمين الجيش السوداني
  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر في شمال دارفور .. سقوط قتلى وجرحى مدنيين
  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر في شمال دارفور
  • السودان.. الجيش يواجه مسيّرات الدعم السريع ومجلس الأمن يطالب بوقف القتال
  • السودان.. مقتل 8 مدنيين بينهم أطفال بنيران الدعم السريع
  • “العفو الدولية”: الدعم السريع السوداني يستخدم أسلحة وفرتها الإمارات
  • السودان كان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع
  • رئيس تجمع السودانيين بالمنظمات الدولية يكشف لـ”سبوتنيك” عن المساعي الحالية لوقف الحرب وعودة التفاوض
  • قوات الدعم السريع تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان