في زحمة المشهد السوداني المشتعل، كتب إليّ أحد القراء الكرام قائلًا:
“تحياتي، كل ما كتبته هو لذاتك ولفكرك. هل كل السودانيين مع ما تقوله؟ نعم نحترم ما تقوله، لكن هذا ليس وقته. الآن الوطن يكون أو لا يكون، فقط تطورات العدوان الآن وبالمسيّرات، يا رجل هداك الله.”

ردي على هذا السؤال لم يكن غضبًا، بل إصرارًا على الإضاءة وسط العتمة:
- إن التدمير الذي تمّ فعليًا في السودان لم يكن نتيجة لحرب عشوائية، بل كان تنفيذًا ممنهجًا لمشروع الإسلام السياسي، مدعومًا بتحالفات إقليمية ودولية.

لقد تمّ تدمير أكثر من ٤٠٠ مصنع وجسر، بما في ذلك جسر شمبات وجسر جبل أولياء، وتدمير المنشآت التعليمية والمستشفيات والمتاحف، وتجريف ملايين البيوت وتهجير سكانها.

هذا الدمار طال البنية التحتية الحيوية ليس فقط في العاصمة الخرطوم، بل امتدّ أيضًا إلى بعض الولايات الصغيرة التي وجدت نفسها فجأة في قلب المعارك، دون حماية، ودون إعلام ينقل معاناتها، وكأنّ الخراب في السودان يكتفي بالعاصمة فقط!

لقد تم كل ذلك بتمويل وتسليح خارجي:
- قصف طيران الفلول والطيران المصري.
- استخدام أسلحة إيرانية وتركية متطورة.
- ضخّ أموال من “دولة غلط” لدعم الفوضى والتمكين بدلًا من التنمية.

كل هذا وقع بالفعل، واليوم يُهدّد ما تبقى من السودان، ويكشف حجم المؤامرة التي تستهدف ليس فقط النظام السياسي، بل وحدة الأرض والشعب.

مشروعان يتصارعان في قلب السودان:

1. مشروع الإسلام السياسي:
- دمّر مشروع الجزيرة.
- حوّل الجيش إلى مليشيا حزبية.
- نهب المال العام.
- عمّق الانقسام الإثني والديني.
- استدعى مليشيات أجنبية تحت شعار “الجهاد”.

2. مشروع الحكم المدني العلماني الديمقراطي اللامركزي:
- يقوده تحالف تأسيسي من ٢٥ حزبًا وهيئة.
- يدعو لبناء جيش قومي مهني.
- يضع دستورًا عادلًا.
- يعتمد الحكم اللامركزي.
- يفتح الباب للمصالحة الوطنية.

وقائع لا بد من تذكّرها:

- فتوى قادة الإسلاميين بقتل نصف الشعب.
- مجازر سبتمبر ٢٠١٣.
- بيع ميناء سواكن لتركيا.
- تهجير دارفور والنيل الأزرق.
- القصف الممنهج للمدارس والمستشفيات بأسلحة إيرانية وتركية.
- استخدام أموال دولة “غلط” في تأجيج الحرب.
- تدمير قرى وبلدات في ولايات صغيرة لا تملك مقاومة أو تغطية إعلامية.

الخاتمة:

اليوم، السودان لا يحتاج إلى تأجيل النقاش بين المشاريع الوطنية، بل يحتاج إلى وضوح تام:
هل نقف مع مشروع حياة وعدالة، أم مع مشروع دمار واستنزاف وتقسيم؟
هذه ليست معركة نخبوية، بل معركة كل سوداني يريد أن يرى وطنه واقفًا لا مستنزفًا.
من لا يرى خطورة الموقف اليوم، سيجد نفسه غدًا بين ركام وطن ضائع.

د احمد التيجاني سيد احمد
٨ مايو ٢٠٢٥ روما- نيروبي

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حرس الحدود ينقذ مواطنًا ومقيمين تعطلت واسطتهم البحرية في عرض البحر

مكة المكرمة

أنقذت فرق البحث والإنقاذ بحرس الحدود برابغ في منطقة مكة المكرمة، مواطنًا ومقيمين من الجنسية البنجلاديشية تعطلت واسطتهم البحرية في عرض البحر، وتم تقديم المساعدة لهم.

وأهابت المديرية العامة لحرس الحدود بالالتزام بإرشادات السلامة البحرية، والتأكد من سلامة الوسائط البحرية قبل الإبحار، والاتصال بالرقمين (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والشرقية، و(994) في بقية مناطق المملكة لطلب المساعدة في الحالات الطارئة.

مقالات مشابهة

  • هل أخذ قرض من البنك يجلب الخراب والفقر؟.. انتبه لـ5 حقائق
  • سفارة السودان بالرياض تعلن اكتمال الترتيبات لاقامة امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2024
  • السودان يدين الهجوم على دولة قطر الشقيقة
  • المستشار السياسي لحركة جيش تحرير السودان قيادة – مناوي: الانحياز للشعب موقف وطني راسخ لا حياد فيه ولا تراجع
  • المغرب وفرنسا يعززان التعاون اللامركزي من خلال شراكة بين جمعيتي رؤساء مجالس الأقاليم
  • تاق برس تنشر جدول امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2024
  • حرس الحدود ينقذ مواطنًا ومقيمين تعطلت واسطتهم البحرية في عرض البحر
  • مندوب السودان الدّائم بجنيف يهاجم مندوب دولة الإمارات في الإجتماع الرفيع بشأن النزاعات والقانون الدولي الانساني
  • إيران تعلن إطلاق عشرات المسيّرات الانتحارية نحو إسرائيل
  • تعزيز التواصل السياسي بين الحكومة والأحزاب.. حصاد الشئون النيابية خلال أسبوع