الولايات المتحدة تكشف تفاصيل عن آلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة ورفض أممي
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
القدس (CNN)-- عرض السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، خطة أمريكية-إسرائيلية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من غزة، والتي أقر بأنها ستوفر في البداية طعاما لحوالي 60% فقط من السكان.
وأوضح هاكابي أن آلية المساعدات، التي ستديرها مؤسسة خاصة تم إنشاؤها حديثا من قبل الولايات المتحدة، تهدف إلى توزيع الغذاء بطريقة "تمنع حماس من الحصول عليه".
واتهمت إسرائيل حماس مرارا وتكرارا بسرقة شحنات المساعدات إلى غزة والتربح منها، لكن منظمات الإغاثة الإنسانية تقول إن الغالبية العظمى من المساعدات الغذائية تصل إلى المدنيين المحتاجين.
وبموجب الخطة الأمريكية-الإسرائيلية، ستقوم "مؤسسة غزة الإنسانية"، كما تسمى، بإنشاء مواقع توزيع يتم تأمينها من قبل متعاقدين عسكريين أمريكيين من القطاع الخاص ويديرها عمال إغاثة. وقال هاكابي الذي كان يتحدث في السفارة الأمريكية في القدس إن الجيش الإسرائيلي "سيشارك في توفير الأمن العسكري اللازم" خارج المنطقة المجاورة لمواقع التوزيع.
وستقوم المؤسسة في البداية بإقامة 4 مواقع توزيع تهدف إلى توفير "حصص غذائية مُعبأة سلفا، ومستلزمات النظافة، واللوازم الطبية" لما مجموعه 1.2 مليون فلسطيني، أي حوالي 60% من سكان غزة، بحسب وثيقة للمؤسسة حصلت عليها CNN.
وعندما سألته شبكة CNN عما يُتوقع أن يفعله الـ40% الآخرين من سكان غزة، قال هاكابي إن الآلية "سيتم توسيع نطاقها" مع مرور الوقت.
وقال هاكابي: "عليك أن تبدأ من مكان ما، وهذا المكان يطعم عددا هائلا من سكان غزة"، قبل أن يلقي باللوم مرارا على حماس في تفاقم الجوع في غزة. وقد أرجعت منظمات الإغاثة الجوع في غزة مرارا إلى الحصار الإسرائيلي الشامل على دخول المساعدات الإنسانية.
وقال مصدر مُطلع إن التخطيط يجري منذ أشهر، لكنه بدأ يتسارع في الأسابيع القليلة الماضية، محذرا من أنه لا يزال هناك "قدر كبير من التخطيط وتوفير الموارد التي يتعين القيام بها".
وأضاف المصدر: "النية الحقيقية هي تطوير آلية آمنة لإيصال المساعدات، لا تتيح بحماس أو (الجهاد الإسلامي الفلسطينية) من الوصول للمساعدات قبل وصولها إلى نقطة الاحتياج. في أيدي العائلات الفلسطينية في غزة"، مُشيرا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تثقان بالنظام الذي تديره الأمم المتحدة الذي تم استخدامه من قبل.
ويبدو أنه كانت هناك بعض المحاولات للتأثير على الأطراف المترددة في الانضمام إلى الآلية. وعقد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف "جلسة إحاطة غير رسمية" مع أعضاء مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، حيث جرت مناقشة موضوع غزة، وفقا لمصدر مطلع.
الأمم المتحدة ترفض الخطة
ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة رئيسية أخرى في غزة الخطة الأمريكية -الإسرائيلية، التي يقولون إنها ستسهل التهجير القسري للفلسطينيين وستفشل في تلبية احتياجات السكان.
وكتب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" هذا الأسبوع في وثيقة حصلت عليها شبكة CNN: "يبدو أن هذه الآلية غير مجدية عمليا، ولا تتوافق مع المبادئ الإنسانية، وستخلق مخاطر جسيمة لانعدام الأمن، في الوقت الذي تفشل فيه في الوفاء بالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي".
كما انتقدت الأمم المتحدة الخطة بسبب عدد مواقع التوزيع المنخفض للغاية، بدلا من حوالي 400 موقع كانت تعمل في غزة قبل الحصار الإسرائيلي الشامل. ومع وجود عدد قليل فقط من المواقع بموجب الخطة التي تدفع بها إدارة ترامب، قد يضطر النازحون الفلسطينيون إلى السير لمسافات طويلة حاملين عبوات ثقيلة من حصص الغذاء لعائلات كبيرة.
وبدلا من ذلك، دعت وكالات الأمم المتحدة إسرائيل إلى رفع حصارها المستمر منذ قرابة 10 أسابيع على غزة والسماح بتدفق المساعدات بحرية، وهو ما رفضته إسرائيل.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الجمعة، إن "الإمدادات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود والمساعدات الطبية ولقاحات الأطفال، تنفذ سريعا، كما نفدت طرود الدقيق والمواد الغذائية التي تقدمها الأونروا، ونفد بالفعل أكثر من ثلث الإمدادات الطبية الأساسية". وأضافت الأونروا: "هذا يسبب تأثيرا مدمرا على السكان، وخاصة على الفئات الضعيفة، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن".
وقال أمجد الشوا، مدير المنظمة التي تمثل هيئات الإغاثة الفلسطينية العاملة في غزة، لشبكة CNN، إنها لم تتلقَّ أي معلومات حول المقترح، وقال إن المنظمات المشاركة في الخطة الأمريكية "لن تراعي المبدأ الإنساني الأساسي لشعبنا".
الجوع هو "الخطر الأعظم"
وأقرّ هاكابي بتدهور الوضع في غزة، وقال: "الخطر الأعظم، الخطر الأكبر، هو أن الناس يموتونا جوعا".
وأضاف هاكابي لشبكة CNN: "لو لم تكن هناك أزمة إنسانية، لما كان هناك جهد لمحاولة حلها. لذا فإن الإجابة هي: من الواضح نعم، هناك أزمة إنسانية".
وقال هاكابي إن "عدة شركاء" وافقوا على المشاركة في الآلية الجديدة، لكنه رفض تسميتهم "لأنه توجد بعض التفاصيل حول مشاركتهم يجري العمل عليها". وكرر القول إن الخطة لم يتم الانتهاء منها بعد، وقال إن التنفيذ في البداية "لن يكون مثاليا، خاصة في الأيام الأولى".
ويواصل المسؤولون الإسرائيليون إنكار حجم الأزمة الناجمة عن الحصار العسكري الذي بدأ في 2 مارس/آذار الماضي.
وقالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، شارين هيسكل لمذيعة شبكة CNN، كريستيان أمانبور، الأربعاء الماضي، إن "الوضع في غزة بعيد كل البعد عما تقوله التقارير في الواقع"، ووصفت التقارير عن المجاعة بأنها "أكاذيب تامة"، حسب قولها.
وقال مصدر مطلع على الخطة إن الأمر سيستغرق على الأرجح أسبوعين آخرين على الأقل قبل أن تبدأ الآلية الجديدة إدخال المساعدات إلى غزة. وسيستغرق الأمر عدة أسابيع أخرى قبل إمكانية توسيع نطاق البرنامج ليخدم شريحة أكبر من سكان غزة.
لكن إطلاق الآلية بحد ذاته لا يزال موضع تساؤل وسط معارضة من الجهات الفاعلة الرئيسية في مجال المساعدات الإنسانية.
وقال هاكابي: "أتوقع من كل من كان يتحدث عن وجود أزمة أن يبادر وينضم الآن إلى الجهود المبذولة لحلها".
وبحسب وثيقة مؤسسة غزة الإنسانية التي حصلت عليها CNN، انضمت بعض الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة الإنسانية. ومن المتوقع أن يشغل الرئيس التنفيذي السابق لمنظمة الاستجابة للكوارث، تيم روبيكون، منصب المدير التنفيذي، ويتوقع أن يشغل الرئيس التنفيذي السابق لـ"وورلد سنترال كيتشن"، نيت موك، منصب عضو مجلس الإدارة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الأونروا الإدارة الأمريكية الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية حركة حماس دونالد ترامب غزة الأمم المتحدة من سکان غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الإمارات ترفض التعاون مع آلية المساعدات الجديدة لغزة
قال موقع واللا الإسرائيلي ، مساء الجمعة 9 مايو 2025 ، إن منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق غسان عليان ، زار دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الخميس ، لبحث تمويل آلية إدخال المساعدات الجديدة إلى غزة .
ونقل الموقع عن مصدر مطلع قوله إن وزيرة التعاون الدولي ريم الهاشمي، المسؤولة عن المساعدات الإنسانية الإماراتية لقطاع غزة ، أوضحت أن آلية المساعدات بصورتها الحالية لا تلبي متطلبات الإمارات.
أوضحت الإمارات العربية المتحدة لإسرائيل أنها لن تستطيع في هذه المرحلة التعاون مع آلية المساعدات الإنسانية الجديدة في قطاع غزة ولن تمولها.
وبين واللا أنه ومذ بداية الحرب على قطاع غزة ، أصبحت الإمارات العربية المتحدة الدولة الأكثر مركزية وأهمية بعد الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الإنسانية في غزة.
وتدير الإمارات مستشفيات ميدانية في قطاع غزة، وتبرعت بمئات الملايين من الدولارات لشراء الغذاء والدواء، واستقبلت آلاف الجرحى والمرضى الفلسطينيين منذ بداية الحرب.بحسب الموقع
وأعربت إسرائيل والولايات المتحدة عن أملهما في أن تقوم الإمارات بتمويل صندوق غزة الإنساني، وهو ما من شأنه تفعيل آلية المساعدات في العام الجديد، وبالتالي تشجيع دول أخرى على الانضمام إلى المبادرة.
وقال موقع واللا إن غسان عليان ومستشار الوزير للشؤون الاستراتيجية موران ستاف،زارا ، أبو ظبي أمس الخميس ، والتقى الوفد مع وزيرة التعاون الدولي ريم الهاشمي، المسؤولة عن المساعدات الإنسانية الإماراتية لقطاع غزة، بحسب ثلاثة مصادر مطلعة على التفاصيل.
وأشارت المصادر إلى أن عليان وستاف ناقشا مع الوزيرة الإماراتية كافة عمليات المساعدات الإنسانية الإماراتية في غزة، كما قدما عرضا لصندوق غزة الإنساني وكيفية عمل آلية المساعدات الجديدة.
وأوضحت الوزيرة الإماراتية لعليان أن "آلية المساعدات الجديدة في وضعها الحالي لا تلبي متطلبات الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي لن نتمكن من التعاون معها".
وبحسب وثيقة وزعها صندوق غزة الإنساني على الدول والجهات الخاصة في محاولة لإقناعها بالتبرع للصندوق، فإن آلية المساعدات الجديدة ستنشئ في البداية أربعة مواقع توزيع آمنة في قطاع غزة، وسيتم بناء كل منها لخدمة 300 ألف شخص بشكل مستمر.
وبحسب الوثيقة، فإن الهدف في المرحلة الأولى هو توصيل المساعدات إلى 1.2 مليون من سكان غزة، مع القدرة على التوسع إلى ما يزيد عن مليوني نسمة من سكان غزة.
وبحسب الوثيقة، فإن المؤسسة ستعمل مع شركات أمنية ولوجستية ستستخدم مركبات مدرعة لنقل الإمدادات من وإلى المراكز الإنسانية في مختلف أنحاء قطاع غزة.
وسيتولى توفير الأمن في الموقع نفسه وفي المنطقة المحيطة به متخصصون ذوو خبرة، بمن فيهم أولئك الذين تولوا سابقًا تأمين ممر نتساريم خلال وقف إطلاق النار الأخير في غزة. وتتمثل مهمتهم في ردع تدخل الفصائل الفلسطينية التي قد تحاول الاستيلاء على المساعدات الإنسانية، وفقًا للوثيقة.
وبحسب الوثيقة فإن الجيش الإسرائيلي "لن يتمركز في المراكز الإنسانية أو بالقرب منها من أجل الحفاظ على الطبيعة المحايدة والمدنية للعمليات".
ولم يعلن صندوق المساعدات الإنساني لغزة رسميا حتى الآن عن بدء عملياته.
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هكابي اليوم (الجمعة) إن العملية بدأت، لكنه لم يقدم الكثير من التفاصيل.
ويعتقد الرئيس ترامب أن أحد أكثر الأمور إلحاحًا هو إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
"يجب توزيع الغذاء بأمان داخل غزة. لا ينبغي أن تتمكن حماس من سرقة الغذاء"، كما قال هاكابي.
وأشار إلى أن صندوق المساعدات الإنسانية وآلية المساعدة ستعمل بالتعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية من مختلف أنحاء العالم.
وقال "لقد وافق عدد من الشركاء على المشاركة في هذا الجهد، ونحن لسنا مستعدين لتسميتهم لأن التفاصيل لا تزال في مرحلة الانتهاء".
ورغم أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والدول قالت إنها لن تتعاون مع الآلية الجديدة، إلا أن السفير الأمريكي زعم أن الاستجابة الأولية من الدول والمنظمات كانت جيدة.
وأضاف أن "هذه الاستجابة سوف تتعزز عندما نتمكن من البدء في الحصول على الموارد ونقل الإمدادات إلى غزة".
وزعم السفير الأميركي أن هذه ليست خطة إسرائيلية، وأن التدخل الإسرائيلي سيقتصر على الأمن في المنطقة التي ستقع فيها مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.
ورغم كلام السفير، فإن التورط الإسرائيلي في الخطة عميق للغاية، بما في ذلك تجنيد الدول والمنظمات للتعاون مع الآلية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تزعم قتل قائد خلية بالجهاد الإسلامي في نابلس يديعوت: دول الخليج تطالب ترامب بإنهاء حرب غزة وسط قلق إسرائيلي وزير الدفاع الأميركي يلغي زيارة كانت مقرّرة إلى إسرائيل الأكثر قراءة غزة - إعدام 6 "مجرمين" وإطلاق النار على أرجل 13 آخرين سوريا - شهداء وجرحى في سلسلة غارات جوية إسرائيلية سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم السبت 03 مايو طقس فلسطين اليوم: أجواء غائمة جزئيا معتدلة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025