تشهد العلاقات بين الهند وباكستان توتراً غير مسبوق منذ سنوات وتجدد في الأيام الماضية، في ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت أراضي كل منهما خلال الأيام القليلة الماضية.

ويتصدر النزاع حول إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين قائمة الأسباب وراء هذا التصعيد، حيث تتهم الهند إسلام آباد بدعم جماعات مسلّحة انفصالية تنشط في الإقليم.



وكانت جماعة تُطلق على نفسها اسم "جبهة المقاومة" (TRF) قد تبنّت هجوماً وقع الشهر الماضي في منطقة باهالغام الواقعة في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، وأدى إلى مقتل 26 شخصاً.

وتؤكد نيودلهي أن الجماعة ما هي إلا امتداد لتنظيم "لشكر طيبة" المسلح، الذي يتخذ من باكستان مقراً له، وتحمّل إسلام آباد مسؤولية تقديم الدعم لهذه المجموعات، الأمر الذي تنفيه الأخيرة بشدة، مؤكدة إدانتها للهجوم وداعية إلى فتح تحقيق مستقل.

وتاليا نستعرض جماعات مسلحة تتهم الهند باكستان بدعمها:

جبهة المقاومة (TRF)
ظهرت "جبهة المقاومة" في أعقاب قرار الحكومة الهندية عام 2019 بإلغاء المادة 370 من الدستور، التي كانت تمنح كشمير حكماً ذاتياً موسعاً. 

#Pakistan / #India ????????????????: "The Resistance Front" (#TRF) reportedly carried out a grenade attack on Indian Troops in #Pulwama, #Kashmir pic.twitter.com/AU1Nlv1qlV — Uncensored News (@Uncensorednewsw) May 10, 2025
لكن الجماعة لم تكتسب شهرة واسعة إلا بعد هجوم باهالغام، الذي أعلنت مسؤوليتها عنه عبر تطبيق "تلغرام"، مؤكدة معارضتها منح تصاريح الإقامة للوافدين من خارج الإقليم.

وقد أثار إلغاء المادة 370 مخاوف من مساعٍ حكومية لتغيير التركيبة السكانية للإقليم ذي الغالبية المسلمة. ويميز "جبهة المقاومة" عن غيرها من الجماعات المسلحة في كشمير غياب الطابع الديني عن تسميتها.


وترى الحكومة الهندية أن "جبهة المقاومة" تمثل واجهة جديدة لتنظيم "لشكر طيبة"، الذي يعرف باسم "جيش الطاهرين". 

ومنذ عام 2020، بدأت الجبهة تتبنى هجمات محدودة، منها عمليات اغتيال، وتضم عناصر من جماعات متمردة سابقة. وتشير التقارير الرسمية الهندية إلى أن غالبية المسلحين الذين قُتلوا في اشتباكات عام 2022 كانوا ينتمون إلى هذه الجبهة.

لشكر طيبة (LeT)
تأسس تنظيم "لشكر طيبة" مطلع التسعينيات بقيادة حافظ محمد سعيد، الذي نادي بـ"تحرير" كشمير من السيطرة الهندية. وقد وُجهت إليه اتهامات بتنفيذ عدة هجمات كبرى، أبرزها هجمات مومباي عام 2008 التي خلفت 166 قتيلاً. وعلى الرغم من نفي سعيد علاقته بالهجوم، إلا أن منفذ الهجوم الوحيد الذي تم القبض عليه، اعترف بانتمائه للتنظيم.

قيادات الجيش الباكستاني ترسل رسالة قوية للهند حيث يشاركون صلاة الجنازة على الضحايا مع قيادات جماعة "لشكر طيبة" التي اتهمتها الهند بالإرهاب واتخذتها ذريعة للهجوم على باكستان و جموع المصلين على الجنائز يدعون للجهاد ضد الهند التي خسرت 5 طائرات في مواجهات أمس pic.twitter.com/iM1aHWuNfO — A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) May 7, 2025
وتربط الأمم المتحدة التنظيم بهجومين آخرين وقعا في الهند: أحدهما على البرلمان عام 2001، وآخر استهدف قطارات الركاب في مومباي عام 2006، وأسفر عن مقتل 189 شخصاً.

في 7 أيار/مايو الماضي، شنت القوات الهندية ضربات صاروخية استهدفت عدداً من المدن في باكستان وكشمير الخاضعة لإدارتها، بينها مدينة موريدكي في إقليم البنجاب، التي تقول نيودلهي إنها تضم مقر جمعية "جماعة الدعوة"، التي تعتبرها واجهة لتنظيم "لشكر طيبة". 


وزعمت القوات الهندية أنها استهدفت كذلك معسكر "مركز طيبة"، حيث تقول إن منفذ هجوم مومباي تلقى تدريبه هناك.

من جانبها، تؤكد باكستان حظر التنظيم، وأعادت فرض الحظر على "جماعة الدعوة" عقب هجوم بولواما عام 2019. وقد أُلقي القبض على حافظ سعيد في العام نفسه، وهو يقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 31 عاماً بعد إدانته في قضايا تمويل الإرهاب.

جيش محمد (JeM)
تأسس تنظيم "جيش محمد" مطلع الألفية الجديدة على يد مسعود أظهر، الذي أُفرج عنه من سجون الهند عام 1999 مقابل الإفراج عن رهائن طائرة هندية مختطفة. وكان أظهر ينشط سابقاً ضمن جماعة "حركة المجاهدين"، التي تدعو لضم كشمير إلى باكستان.

وتربط الأمم المتحدة "جيش محمد" بتنظيم القاعدة وزعيمه السابق أسامة بن لادن، إلى جانب حركة طالبان. 

وبالرغم من أن باكستان حظرت التنظيم عام 2002 بعد تورطه المفترض مع "لشكر طيبة" في هجوم البرلمان الهندي، إلا أن السلطات الهندية تؤكد أن التنظيم لا يزال ينشط في مدينة بهاولبور بإقليم البنجاب.

في 7 أيار/مايو الماضي أكدت نيودلهي أن هجماتها استهدفت أيضاً مقر التنظيم في بهاولبور. وكان "جيش محمد" قد تبنّى هجوم بولواما الانتحاري في 2019، الذي أسفر عن مقتل 40 عنصراً من القوات شبه العسكرية الهندية. ورغم اعتقاله مرتين، لم تُوجَّه إلى أظهر أي تهمة، وقد توارى عن الأنظار منذ فترة.


حزب المجاهدين (HuM)
تأسس "حزب المجاهدين" عام 1989 على يد القيادي الكشميري محمد إحسان دار، مستلهماً احتجاجات عام 1988 ضد الحكومة الهندية. 

ويعد الحزب أكبر تنظيم مسلح محلي في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، ويدعو إلى انضمام الإقليم إلى باكستان بدلاً من المطالبة بالاستقلال.

وللحزب حضور واسع في مناطق شوبيان وكولغام وبولواما جنوبي كشمير. وقد أثار مقتل قائده الميداني برهان واني عام 2016 احتجاجات حاشدة أعقبتها حملة أمنية مشددة.

وفي عام 2017، صنّفت الولايات المتحدة الحزب كـ"منظمة إرهابية أجنبية". وفي مقابلة مع قناة الجزيرة عام 2018، صرّح القيادي رياز نايكو بأن "الاحتلال الهندي هو ما يدفعنا إلى استخدام المقاومة المسلحة"، مؤكداً أن "الحرية" تعني – من وجهة نظر الجماعة – إنهاء ما وصفه بـ"الاحتلال الهندي" لكشمير. 

وأشار إلى أن باكستان تمثل "حليفاً عقائدياً وأخلاقياً"، لدعمها المستمر للقضية الكشميرية في المحافل الدولية.

وشهدت منطقة كشمير، ذات الأغلبية المسلمة، تحولات دراماتيكية في أعقاب الحرب الهندية الباكستانية الأخيرة التي اندلعت في نيسان/أبريل 2025، وذلك إثر تصعيد عسكري غير مسبوق بين الجارتين النوويتين. وقد انعكست آثار هذا التصعيد بشكل مباشر وعميق على حياة المسلمين في كشمير، حيث تفاقمت الأوضاع الإنسانية، وتزايدت الانتهاكات، وسط صمت دولي مقلق. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الهند كشمير باكستان باكستان الهند كشمير المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جبهة المقاومة فی کشمیر جیش محمد

إقرأ أيضاً:

تصعيد مرتقب في القدس.. جماعات المعبد تحشد لاقتحامات واسعة خلال عيد “الحانوكاه”

#سواليف

تستعد مدينة #القدس_المحتلة و #المسجد_الأقصى المبارك لموجة جديدة من #الاعتداءات و #التصعيد_الإسرائيلي مع بدء موسم ما يُعرف بـ” #عيد_الأنوار ” اليهودي أو ” #الحانوكاه “، وسط تحذيرات من مخططات لفرض #طقوس_دينية غير مسبوقة داخل المسجد، في إطار مساعٍ لتكريس السيادة الإسرائيلية عليه وطمس هويته العربية والإسلامية.

ويؤكد أستاذ دراسات “بيت المقدس”، الدكتور عبد الله معروف، أن جماعات المعبد المتطرفة باتت تستغل كل مناسبة دينية لزيادة حضورها داخل المسجد الأقصى ومحاولة فرض وقائع جديدة.

وقال معروف إن هذه الجماعات “بدأت بالفعل محاولات لإقامة طقوس دينية داخل المسجد خلال أيام العيد، وستسعى هذا العام لجعل المناسبة محطة لفرض طقوس مختلفة عن الأعوام السابقة”.

مقالات ذات صلة “حماس”: في ذكرى الانطلاقة الـ 38…طوفان الأقصى محطة راسخة في مسيرة نضال شعبنا 2025/12/14

وربط معروف هذه التوقعات بمحاولات سابقة قبل أسابيع لإدخال “قرابين” إلى المسجد الأقصى في يوم لا يرتبط بأي موسم ديني يهودي، مرجحًا أن تعيد هذه الجماعات المحاولة خلال “الحانوكاه” لفرض واقع جديد داخل المسجد.

وشدد على أن الأقصى “بات مستباحًا بشكل واضح خلال عيد الحانوكاه، ما يستدعي تكثيف الجهود الشعبية والرسمية لحماية قدسية المكان وهويته التاريخية من محاولات الهيمنة المتصاعدة”.

من جهته، أوضح الباحث في مؤسسة “القدس الدولية”، عمر حمّاد، أن “عيد الحانوكاه” الذي يبدأ في الخامس والعشرين من شهر “كيسليف” العبري، ويوافق اليوم الأحد، ويستمر لثمانية أيام، يتضمن طقوسًا مركزية أبرزها إشعال “الشمعدان” الليلي.

وقال حمّاد إن القدس تشهد سنويًا خلال هذه الفترة تصعيدًا ملحوظًا، حيث يستغل الاحتلال المناسبة لفرض طقوس يهودية داخل الأقصى “ضمن مخطط متكامل يهدف لإظهار المدينة ومسجدها بطابع يهودي خالص”.

وكشف حمّاد أن المخطط الإسرائيلي لاستغلال عيد “الحانوكاه” يستند إلى تحشيد واسع تقوده منظمات المعبد عبر حملات مكثفة على وسائل التواصل لاستقطاب المستوطنين، إلى جانب ممارسة ضغوط على شرطة الاحتلال لتوفير الحماية وتسهيل أداء الطقوس داخل المسجد الأقصى. كما يحظى هذا التحشيد بغطاء سياسي من خلال مشاركة قادة ومسؤولين إسرائيليين في الاقتحامات، بما يمنح هذه الطقوس طابعًا رسميًا ويعزز حضورها داخل المسجد.

وأضاف حمّاد أن هذا المخطط يترافق مع تشديد أمني واسع تفرضه شرطة الاحتلال عبر تقييد دخول المصلين ومرافقة المستوطنين خلال الاقتحامات، فضلًا عن محاولات أداء طقوس دينية داخل الأقصى، مثل إشعال الشمعدان أو استخدام رموز بديلة، والتعامل مع المسجد وكأنه “معبد”. كما تشمل الإجراءات نشر رموز دينية يهودية ضخمة في محيط القدس وشوارعها، في محاولة لفرض هيمنة بصرية وثقافية على المدينة وإظهارها بطابع يهودي خالص.

ويؤكد مراقبون أن مواسم الأعياد الدينية اليهودية والمناسبات “القومية” في كيان الاحتلال تحولت إلى محطات تصعيدية يستغلها الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وفرض حقائق تهويدية جديدة على الأرض.

مقالات مشابهة

  • تصعيد مرتقب في القدس.. جماعات المعبد تحشد لاقتحامات واسعة خلال عيد “الحانوكاه”
  • أبو القنبلة النووية الأمريكية والإسرائيلية.. ماذا تعرف عن روبرت أوبنهايمر؟
  • 20 دقيقة تشعل غضب الجماهير الهندية في فعالية ميسي فما القصة؟
  • بعد إصابته.. المباريات التي سيغيب عنها ميليتاو مع ريال مدريد
  • فوضى في جولة ميسي الهندية بعد إلقاء مشجعين الزجاجات بسبب سوء التنظيم
  • زيارة ميسي التاريخية للهند تتحول لشغب جماهيري.. ماذا حدث؟
  • إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
  • في فترة عصيبة.. ماذا أراد الرئيس الإندونيسي من زيارته إلى باكستان وروسيا؟
  • خلال ما يسمى عيد “الحانوكاه”.. استعدادات لاقتحامات واسعة للأقصى
  • الحوز.. تأهيل 7 جماعات بمجازر نموذجية لمكافحة الذبيحة السرية