أوروبا تدعم هدنة لـ 30 يوماً في أوكرانيا
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
عواصم (وكالات)
طالب زعماء القوى الأوروبية الكبرى، أمس، بهدنة في أوكرانيا انطلاقاً من خطة أميركية ترمي إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً دون شروط، وقالوا إنه خلال هذه المدة سيتم التفاوض على شروط اتفاق سلام بين موسكو وكييف.
وحدد زعماء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وأوكرانيا بدء وقف إطلاق النار انطلاقاً من 12 مايو الجاري، وذلك خلال اجتماع في كييف أجروا أثناءه مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في مؤتمر صحفي: «جميعنا هنا إلى جانب الولايات المتحدة ننتقد روسيا بشدة. وإذا كانت جادة بشأن السلام فلديها فرصة لإثبات ذلك». وأضاف: «لا مزيد من الحجج والأعذار.. لا مزيد من الشروط والتسويف».
وبعد وقت قصير من إعلان الزعماء الأوروبيين، أدلى الكرملين بتصريحات بدت متهكمةً من ذلك الإعلان. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله: «نسمع الكثير من التصريحات المتناقضة من أوروبا. إنها بوجه عام تصادمية بطبيعتها، ولا تهدف إلى محاولة إحياء علاقاتنا. هذا كل شيء».
وجرى تشديد العقوبات الغربية على موسكو مراراً منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022، دون أن يفضي ذلك إلى إنهاء الحرب.
لكن تنفيذ التهديد سيكون دلالة على تنامي الوحدة الغربية بعد أشهر من الضبابية بشأن السياسة الأميركية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
وبعد التعامل المباشر مع مسؤولين في روسيا والاشتباك علناً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقطع المساعدات العسكرية الحيوية عن أوكرانيا لفترة وجيزة، أصلحت واشنطن العلاقات مع كييف التي صادق برلمانها، الأسبوع الماضي، على اتفاقية تمنح الولايات المتحدة أفضلية في أي صفقات جديدة بشأن المعادن الأوكرانية. ولم يعلق ترامب بعد على تصريحات الزعماء الأوروبيين، وكان قد عبر عن شعوره بخيبة الأمل إزاء ما تعتبرها واشنطن مماطلة من جانب روسيا بشأن وقف إطلاق النار.
وفي كييف، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «في حال انتهاك وقف إطلاق النار، سيتم الإعداد لعقوبات واسعة النطاق بالتنسيق بين الأوروبيين والولايات المتحدة».
وأضاف: إن الولايات المتحدة ستكون هي المسؤولة الرئيسية عن وقف إطلاق النار في حال سريانه، وإن الدول الأوروبية ستساهم في مراقبته.
وقال زيلينسكي إنه اتفق مع الزعماء الزائرين على أن وقف إطلاق النار غير المشروط يجب أن يبدأ غداً (الاثنين)، وأن يشمل الجو والبحر والبر، وأنه في حالة رفض روسيا فسوف تواجه عقوبات جديدة، بما في ذلك تشديد الإجراءات العقابية التي تستهدف قطاعي الطاقة والبنوك. وأضاف: «لا يساورنا أي شك بأن وقف إطلاق النار سيتم خرقه». وفي تصريحات تلفزيونية بُثت أمس، أشار بيسكوف إلى ضرورة وقف المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، لإتمام وقف إطلاق نار مؤقت قائلاً: «وإلا فسيكون ذلك في صالح أوكرانيا». وسخر دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق والمسؤول الأمني الكبير حالياً، من فكرة منح روسيا خياراً بين فرض عقوبات عليها أو منح القوات الأوكرانية فرصة لإعادة بناء نفسها.
وعشية القمة الأوروبية المصغرة، حذرت السفارة الأميركية في كييف من هجوم جوي «كبير محتمل» في الأيام المقبلة، وطلبت من مواطنيها الاستعداد للبحث عن ملجأ في حال انطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية.
وجاءت الزيارة في اليوم الأخير من وقف للقتال أعلنته روسيا بين الثامن والعاشر من مايو، وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكه. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا موسكو كييف فرنسا بريطانيا بولندا وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
هدنة هشة بين إيران وإسرائيل .. والخليج في دائرة القلق: هل بدأت الحرب الرمادية؟
تشهد المنطقة وضعًا بالغ الحساسية بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل فرغم الإعلان، تسود أجواء من الترقب والتوتر والشك المتبادل، مع تحذيرات إيرانية، وتهديدات إسرائيلية بـ"الرد على أي خرق"، ما يجعل الهدنة هشة وقابلة للانهيار في أي لحظة.
وفي هذه الأجواء المشحونة، تتابع دول الخليج التطورات بقلق بالغ، تخوفًا من اتساع رقعة المواجهة أو تحولها إلى حرب بالوكالة قد تشمل أطرافًا إقليمية أوسع، وسط تحذيرات متصاعدة من محللين وخبراء بشأن تداعيات أي تصعيد جديد.
روسيا: هدنة غير مستقرة وغياب لمسار سياسي حقيقيوقال الدكتور محمود الأفندي، الخبير في الشؤون الروسية، إن موسكو لا تعتبر وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة مستقرة، في ظل غياب مفاوضات مباشرة واعتماد وساطات غير رسمية. وأضاف أن الحرب الحالية تُدار للمرة الأولى "عن بُعد" باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، مما يزيد من كُلفتها وخطورتها.
"إعلان التهدئة لم يكن متزامنًا"... واتهام لواشنطن بفرض إرادتهاوانتقد الأفندي الطريقة التي تم بها الإعلان عن وقف إطلاق النار، واصفًا إياها بـ"الرمزية والمفروضة"، ومشيرًا إلى أن واشنطن سعت لتأكيد أن تدخلها هو من أوقف القتال، وليس اتفاقًا نابعًا من تفاهم سياسي بين الطرفين.
واعتبر الكاتب الصحفي أحمد الشيزاوي ا أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل لا يمكن الوثوق به، متوقعًا مرحلة من الحرب الرمادية تشمل هجمات إلكترونية، واستنزاف سياسي واقتصادي، وضربات بالوكالة، ستُثقل كاهل دول الخليج.
وأكد أن القلق في الخليج حقيقي، خاصة لقربه من المواقع النووية الإيرانية ومناطق التوتر، لافتًا إلى أن إيران لا تثق بالهدنة، فيما أعلنت إسرائيل أنها سترد فورًا على أي اختراق.
وقال الباحث في الشأن الإيراني إبراهيم شير إن إيران لم تكن لتقبل التهدئة لولا إدراكها أن الأضرار لم تكن حاسمة في منشآتها النووية. وأشار إلى أن القيادة الإيرانية اختارت الرد على قاعدة أمريكية في الدوحة بدلًا من التصعيد النووي، مما يعكس حسابات دقيقة ومدروسة.
وأكد شير أن موقف مصر خلال الأزمة كان قويًا ومؤثرًا، وحظي بتقدير واسع من الشارع الإيراني، واعتُبر تجسيدًا لدور القاهرة الإقليمي الراسخ.
وأشار اللواء أحمد عيسى، خبير الأمن القومي، إلى أن الجولة الأخيرة من القصف كانت الأعنف منذ بداية التصعيد، وتسببت في خسائر واسعة في بئر السبع.
وشدد على أن إسرائيل لا تسعى فقط لاحتواء إيران، بل لإسقاط نظامها بالكامل، معتبرًا أن أي تفاوض لن يُكتب له النجاح دون تغيير حقيقي في موقف الولايات المتحدة، التي تبقى اللاعب المؤثر الوحيد في القرار الإسرائيلي.