صحيفة الاتحاد:
2025-08-12@00:31:50 GMT

أوروبا تدعم هدنة لـ 30 يوماً في أوكرانيا

تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT

عواصم (وكالات)
طالب زعماء القوى الأوروبية الكبرى، أمس، بهدنة في أوكرانيا انطلاقاً من خطة أميركية ترمي إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً دون شروط، وقالوا إنه خلال هذه المدة سيتم التفاوض على شروط اتفاق سلام بين موسكو وكييف.
وحدد زعماء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وأوكرانيا بدء وقف إطلاق النار انطلاقاً من 12 مايو الجاري، وذلك خلال اجتماع في كييف أجروا أثناءه مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.


وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في مؤتمر صحفي: «جميعنا هنا إلى جانب الولايات المتحدة ننتقد روسيا بشدة. وإذا كانت جادة بشأن السلام فلديها فرصة لإثبات ذلك». وأضاف: «لا مزيد من الحجج والأعذار.. لا مزيد من الشروط والتسويف».
وبعد وقت قصير من إعلان الزعماء الأوروبيين، أدلى الكرملين بتصريحات بدت متهكمةً من ذلك الإعلان. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله: «نسمع الكثير من التصريحات المتناقضة من أوروبا. إنها بوجه عام تصادمية بطبيعتها، ولا تهدف إلى محاولة إحياء علاقاتنا. هذا كل شيء».
وجرى تشديد العقوبات الغربية على موسكو مراراً منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022، دون أن يفضي ذلك إلى إنهاء الحرب.
لكن تنفيذ التهديد سيكون دلالة على تنامي الوحدة الغربية بعد أشهر من الضبابية بشأن السياسة الأميركية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
وبعد التعامل المباشر مع مسؤولين في روسيا والاشتباك علناً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقطع المساعدات العسكرية الحيوية عن أوكرانيا لفترة وجيزة، أصلحت واشنطن العلاقات مع كييف التي صادق برلمانها، الأسبوع الماضي، على اتفاقية تمنح الولايات المتحدة أفضلية في أي صفقات جديدة بشأن المعادن الأوكرانية. ولم يعلق ترامب بعد على تصريحات الزعماء الأوروبيين، وكان قد عبر عن شعوره بخيبة الأمل إزاء ما تعتبرها واشنطن مماطلة من جانب روسيا بشأن وقف إطلاق النار.
وفي كييف، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «في حال انتهاك وقف إطلاق النار، سيتم الإعداد لعقوبات واسعة النطاق بالتنسيق بين الأوروبيين والولايات المتحدة».
وأضاف: إن الولايات المتحدة ستكون هي المسؤولة الرئيسية عن وقف إطلاق النار في حال سريانه، وإن الدول الأوروبية ستساهم في مراقبته.
وقال زيلينسكي إنه اتفق مع الزعماء الزائرين على أن وقف إطلاق النار غير المشروط يجب أن يبدأ غداً (الاثنين)، وأن يشمل الجو والبحر والبر، وأنه في حالة رفض روسيا فسوف تواجه عقوبات جديدة، بما في ذلك تشديد الإجراءات العقابية التي تستهدف قطاعي الطاقة والبنوك. وأضاف: «لا يساورنا أي شك بأن وقف إطلاق النار سيتم خرقه». وفي تصريحات تلفزيونية بُثت أمس، أشار بيسكوف إلى ضرورة وقف المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، لإتمام وقف إطلاق نار مؤقت قائلاً: «وإلا فسيكون ذلك في صالح أوكرانيا». وسخر دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق والمسؤول الأمني الكبير حالياً، من فكرة منح روسيا خياراً بين فرض عقوبات عليها أو منح القوات الأوكرانية فرصة لإعادة بناء نفسها.
وعشية القمة الأوروبية المصغرة، حذرت السفارة الأميركية في كييف من هجوم جوي «كبير محتمل» في الأيام المقبلة، وطلبت من مواطنيها الاستعداد للبحث عن ملجأ في حال انطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية.
 وجاءت الزيارة في اليوم الأخير من وقف للقتال أعلنته روسيا بين الثامن والعاشر من مايو، وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكه.

أخبار ذات صلة موسكو: قوات أوكرانيا حاولت اقتحام الحدود 4 مرات بوتين: التسوية ممكنة على أساس «حل الدولتين»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا موسكو كييف فرنسا بريطانيا بولندا وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

لقاء الكبار ومصير أوكرانيا.. رقعة الشطرنج في الشرق الأوروبي

منذ أن انكسرت أعمدة الإمبراطورية السوفيتية، وأوروبا الشرقية تعيش في فراغٍ جيوسياسي يشبه الصمت الذي يسبق العاصفة. أوكرانيا، التي وصفها مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" في كتابه الشهير "رقعة الشطرنج بـ"روسيا الصغرى"، تحولت إلى ساحة مواجهة كبرى بين إرث التاريخ وطموحات الحاضر. إنها ليست مجرد دولة على الخريطة، بل جسر جغرافي وثقافي يربط بين شطري أوروبا، ومفتاح التوازن في البحر الأسود، حيث تتدفق التجارة، وتتحرك الأساطيل، وتتقاطع خطوط الغاز والطموحات.

القرم: الشريان الجيوستراتيجي

جزيرة القرم ليست قطعة أرض عابرة، بل شريان حيوي لروسيا داخل الأراضي الأوكرانية، ونقطة ارتكاز بحرية تتحكم في حركة الملاحة والتجارة في البحر الأسود.سيطرتها تعني بالنسبة لموسكو السيطرة على الجنوب الأوكراني وخنق أي طموح لكييف في الانفتاح البحري الحر. بالنسبة للغرب، هي ورقة ضغط ومعيار لمدى قدرة أوروبا على كبح التمدد الروسي.

ترامب والحرب: صفقة أم هدنة؟

عودة دونالد ترامب إلى المشهد الأمريكي أثارت تساؤلات عميقة: هل يسعى لإنهاء الحرب بصفقة كبرى مع موسكو، أم أن الأمر مجرد إعادة تموضع لصالح واشنطن؟ ترامب يفكر بعقلية التاجر أكثر من القائد العسكري، ربما يطرح حلاً يرضي الأطراف الكبرى، لكنه بالضرورة لن يلبي أحلام القوميين الأوكران أو يعيد رسم حدود ما قبل 2014.

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية
أوروبا بين الوحدة والانقسام

جغرافياً، القارة الأوروبية تبدو كتلة متجانسة، لكن سياسياً هي كيان منقسم بين شرق يتوجس من الدب الروسي، وغرب يضع أولوياته الاقتصادية فوق كل اعتبار. توريط أوروبا في الحرب الأوكرانية لم يكن مجرد قرار عسكري، بل كان نتاجاً لسلسلة من الحسابات الخاطئة والانجرار وراء صراع تتحدد فيه أجندات واشنطن وموسكو أكثر مما تتحدد في بروكسل.

الأقليات والقوميات والدين: جغرافيا الصراع الخفية

أوكرانيا ليست كتلة سكانية متجانسة، فهناك الروس العرقيون في الشرق والجنوب، والأوكران القوميون في الغرب، والأقليات التتارية في القرم، إلى جانب انقسامات دينية بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت. هذه الفسيفساء القومية والدينية تشكل أرضية خصبة للصراع الداخلي، وتجعل أي تسوية هشة ما لم تعالج جذور الانقسام.

رقعة الشطرنج العالمية

اليوم، شرق أوروبا هو رقعة شطرنج تتقابل فيها قطع اللعبة الكبرى: روسيا بثقلها التاريخي والجغرافي، أمريكا بسطوتها الاقتصادية والعسكرية، وأوروبا العالقة بين حلف الناتو وحاجتها لسلام مستدام. السؤال الذي يفرض نفسه: هل سنشهد ترتيبات أمنية جديدة ترسم خرائط شرق أوروبا، أم أن المنطقة ستظل برميل بارود ينتظر شرارة أخرى؟

الفلسفة الجيوسياسية للتاريخ

التاريخ يعلمنا أن الحدود في شرق أوروبا لم تكن يوماً خطوطاً ثابتة، بل كانت دائماً نتاج صراعات وتحالفات، وانكسارات ونهوضات. ربما يكون الصراع على أوكرانيا حلقة جديدة في سلسلة إعادة تشكيل العالم بعد الحرب الباردة، لكن النتيجة النهائية ستعتمد على وعي الشعوب أكثر من اتفاقيات القادة.

في النهاية، يظل السؤال معلقاً: هل ينجح ترامب في وقف الحرب ويعيد رسم التوازن، أم أن أوكرانيا ستظل منطقة توتر مفتوحة، تذكرنا بأن الجغرافيا قد تغيّر الملوك، لكن لا تغيّر طبيعة الصراع؟

اقرأ أيضاًجنرال أمريكي سابق: رسوم ترامب على صادرات الهند تهدد تمويل روسيا لحرب أوكرانيا

مساعد الرئيس الروسي: موقف موسكو من أوكرانيا لم يتغير وسط حديث عن لقاء بوتين وترامب

مجلس الأمن يعقد جلسات عن السودان وأوكرانيا والساحل الإفريقي الأسبوع الجاري

مقالات مشابهة

  • لقاء بوتين وترامب.. مشاركة أوكرانيا "مطلب أوروبي"
  • بشأن أوكرانيا.. ماذا تريد أوروبا من الاتفاق المنتظر بين أمريكا وروسيا؟
  • مع اقتراب قمة ألاسكا.. وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعقدون اجتماعًا طارئًا بشأن أوكرانيا
  • هذا هو هدفنا الأساسي - حماس تتحدث بشأن آخر مستجدات وقف إطلاق النار في غزة
  • إعلام: أوروبا وكييف تطالبان أمريكا بمنح أوكرانيا فرصة للانضمام إلى الناتو
  • إعلام إسرائيلي: استقالة بشارة بحبح من وفد التفاوض الأمريكي بشأن غزة
  • رامافوزا يجري اتصالات لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
  • نهاية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. هل تكون بـ"تبادل الأراضي"؟
  • بقنبلة جوية .. الجيش الروسي يدمر نقطة انتشار لقوات أوكرانيا
  • لقاء الكبار ومصير أوكرانيا.. رقعة الشطرنج في الشرق الأوروبي