سلطنة عمان تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للتمريض
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
تُشارك سلطنة عُمان غداً الاحتفال باليوم العالمي للتمريض، الذي يأتي هذا العام تحت شعار "الاهتمام بالممرضين يعزز الاقتصاد".
ويتم من خلاله تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الكفاءات التمريضية في تعزيز النظام الصحي ودعم الاقتصاد الوطني، وتؤكد في هذه المناسبة التزامها المستمر بتحسين أوضاع التمريض ورفع كفاءاته المهنية، تأكيدًا على أن الاستثمار في التمريض هو استثمار في صحة المجتمع واقتصاده.
وتُعد مهنة التمريض من الركائز الأساسية في تقديم الرعاية الصحية، وأكثر المهن فاعلية في تحسين جودة الحياة وتعزيز الرفاهية المجتمعية؛ إذ يُسهم الممرضون والممرضات في تقديم خدمات صحية شاملة تشمل الوقاية والعلاج والتأهيل، ويؤدون دورًا محوريًا في دعم المرضى نفسيًا واجتماعيًا، لا سيما في الحالات المزمنة، ويمثلون خط الدفاع الأول في العديد من برامج الصحة العامة، مثل مكافحة الأمراض المعدية، وخدمات التحصين، والتوعية الصحية في المجتمع.
وتشهد سلطنة عُمان تطورًا في قطاع التمريض؛ حيث بلغ عدد الممرضين والممرضات العاملين في المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة 15,425 في نهاية عام 2023، وفقًا للتقرير السنوي الصادر عن الوزارة. ويعكس هذا الرقم الجهود الوطنية في التوظيف والتوسع في التدريب والتأهيل لسد الفجوات وتحسين جودة الخدمات الصحية.
وتُشير التقارير الرسمية إلى أن وزارة الصحة تبنّت في السنوات الأخيرة خططا إستراتيجية تهدف إلى رفع نسبة الممرضين إلى عدد السكان، وتحقيق التوزيع العادل للكفاءات التمريضية في مختلف محافظات سلطنة عمان، ودمج التمريض في جهود التخطيط الوطني للرعاية الصحية الأولية، وتعزيز دوره في خدمات الصحة المدرسية، والرعاية المنزلية، والتقييم الصحي المجتمعي.
وتُدرك سلطنة عُمان أهمية الاستثمار في قطاع التمريض كونه عاملا رئيسا في تعزيز الاقتصاد الوطني، وإن زيادة عدد الممرضين والممرضات وتطوير مهاراتهم يُسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية، وتقليل مدة الإقامة في المستشفيات، مما يؤدي إلى خفض التكاليف الصحية العامة، وتخفيف العبء على المؤسسات الصحية الثانوية و الثالثية. ويُسهم تعزيز التمريض في إيجاد فرص عمل جديدة للمواطنين، ودعم التعمين في القطاع الصحي، مما يُعزز من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، خاصةً مع ازدياد الطلب على خدمات التمريض عالميًا نتيجة التغيرات الديموغرافية وزيادة معدلات الأمراض المزمنة.
في هذا السياق، تؤدي المديرية العامة للخدمات الصحية والبرامج بوزارة الصحة دورًا محوريًا في رسم السياسات الوطنية لتطوير مهنة التمريض والارتقاء بها، من خلال التخطيط الإستراتيجي للقوى العاملة، وضمان مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات النظام الصحي.
وتشير بيانات التقرير السنوي لعام 2023 إلى أن كلية عمان للعلوم الصحية خرّجت 441 ممرضًا وممرضة في برنامج بكالوريوس التمريض، موزعين على مختلف فروع الكلية في محافظات سلطنة عمان.
والتحق 173 طالبًا في برامج دبلوم التخصصات التمريضية بالمعهد العالي للتخصصات الصحية، لتلبية الاحتياجات الصحية المتنوعة، حيث عُززت ودُعمت برامج دبلوم التمريض التخصصي في مجالات مثل: القبالة، والعناية المركزة للبالغين، والتمريض النفسي، والتمريض المجتمعي، وتمريض الطوارئ، وتمريض مكافحة العدوى، وتمريض الكلى، وتمريض العناية الحرجة للخُدّج والأطفال.
ويُسهم هذا التنوع في التخصصات في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة، وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمجتمع، ويُعزز من جاهزية النظام الصحي للاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث؛ مما يعكس الجهود الحثيثة لتعزيز الكفاءات السريرية المتخصصة. وتأتي هذه المبادرات ضمن إستراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى بناء قاعدة قوية من المجموعات التمريضية المؤهلة، تسهم في تعزيز كفاءة النظام الصحي وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.
وتُولي سلطنة عُمان أهمية كبيرة لتعمين القطاع الصحي، حيث بلغت نسبة التعمين في مهنة التمريض 62% في عام 2023. ويُظهر هذا التقدم التزام الحكومة بتطوير الكفاءات الوطنية في القطاع الصحي، مما يُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاستقرار الوظيفي، ويُعد دافعًا قويًا لجذب المزيد من العمانيين نحو مهنة التمريض باعتبارها مسارًا مهنيًا مستقرًا وذا قيمة مجتمعية عالية.
يُعَدُّ اليوم العالمي للتمريض مناسبة لتكريم الجهود الكبيرة التي يبذلها الممرضون والممرضات في خدمة المجتمع، ولتسليط الضوء على أهمية الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ليس فقط من أجل تحسين الخدمات الصحية، بل أيضًا من أجل تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة. وتؤكد سلطنة عُمان بسياساتها ومبادراتها التمريضية المتقدمة، أنها تنظر إلى التمريض باعتباره عنصرًا أساسيًا في إستراتيجيات الصحة والتنمية، وأن رعاية الممرضين وتمكينهم هو السبيل لبناء نظام صحي قوي واقتصاد مزدهر.
وأكدت ميمونة الوهيبية، ممرضة عام أول بالمستشفى السلطاني، على أن يوم التمريض يوم في غاية الأهمية، وذلك لأنه يُسلط الضوء على الجهود الحيوية التي يبذلها التمريض عبر مختلف مستويات النظام الصحي، وهو يوم لا يقتصر على مجرد احتفال رمزي، فهو أيضًا فرصة لإبراز إسهامات التمريض في مجالات مثل الرعاية التلطيفية، وإدارة الأزمات الصحية، والتعليم الصحي، وتمكين المجتمعات.
من جهته، قال حارث بن محمد الحارثي، ممرض أول بالمستشفى السلطاني: يوم التمريض العالمي، الذي يُحتفل به في 12 مايو من كل عام، هو مناسبة بالغة الأهمية لنا كممرضين حول العالم عامة، لأنه يحمل عدة معانٍ عميقة تمس جوهر مهنتنا ودورنا في المجتمع، مشيرًا إلى أنه يمثل اعترافًا عالميًا بدور التمريض في الرعاية الصحية، ويعكس التقدير لجهودنا اليومية، التي كثيرًا ما تتم في صمت وتفانٍ خلف الكواليس، وهو فرصة لإبراز التحديات التي نواجهها في مهنة التمريض من ضغط العمل، وقلة الموارد، إلى الحاجة للتطوير المهني والدعم النفسي، إلى جانب تعزيز الهوية المهنية، والشعور بالفخر لانتمائنا لهذه المهنة الإنسانية النبيلة، ويعيد تذكيرنا بأننا جزء لا يتجزأ من نظام الرعاية الصحية، بل غالبًا ما نكون العمود الفقري له، وعادةً لا تستقيم مهنة بدون عمودها الفقري، والذي يشكل التمريض حيوية كبيرة في القطاع الصحي. كما يمثل منصة للمطالبة بتحسين بيئة العمل، ورفع مستوى التعليم التمريضي، وتمكين الممرضين من اتخاذ أدوار قيادية في السياسات الصحية عالميًا لما تشكله مهنة التمريض من فارق في العطاء، وإلهام الأجيال القادمة من الطلبة والممرضين الجدد للاستمرار، ويُعزز من روح الانتماء والالتزام بمبادئ الرحمة، والرعاية، والاحتراف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة النظام الصحی القطاع الصحی مهنة التمریض تحسین جودة التمریض فی
إقرأ أيضاً:
الرعاية الصحية: لدينا 13.245 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي
ثمّنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، الجهود الوطنية المشرفة التي تبذلها الكوادر التمريضية العاملة بمنشآت الهيئة في محافظات التأمين الصحي الشامل، مؤكدة أن التمريض يشكل أحد أعمدة المنظومة الصحية وأبرز روافدها نحو التميز والاستدامة.
يأتي ذلك تزامنًا مع اليوم العالمي للتمريض، الذي يُحتفى به في الثاني عشر من مايو من كل عام، وشعار اليوم العالمي للتمريض لعام 2025: «ممرضونا.. مستقبلنا.. دعم التمريض يُسهم في تعزيز الاقتصادات».. "Our Nurses.. Our Future.. Caring for Nurses strengthens economies، ويتسق هذا الشعار مع ما تؤمن به الهيئة، من خلال خطوات عملية تستهدف تمكين التمريض ودعم قدراته باعتباره قوة دافعة للتنمية الصحية والاقتصادية معًا.
وأكد السبكي، أن مهنة التمريض تحتل مكانة استراتيجية داخل منظومة التأمين الصحي الشامل، لافتًا إلى أن الكوادر التمريضية تشكل أكثر من ثلث القوى البشرية العاملة بالهيئة، بنسبة 34.7%، وبإجمالي يتجاوز 13، 245 ممرضًا وممرضة في محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل الست (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، السويس، وأسوان)، وهو ما يعكس أهمية التمريض كركيزة أساسية في استدامة الخدمات الصحية.
وأشار رئيس الهيئة، إلى أن الهيئة تولي اهتمامًا بالغًا بالاستثمار في العنصر البشري التمريضي، من خلال توفير بيئة عمل داعمة ومحفزة، وإتاحة فرص تدريبية وتعليمية متميزة بالتعاون مع كبرى الكيانات العلمية محليًا ودوليًا، مشيرًا إلى أن عام 2025 سيشهد تخريج نحو 900 كادر تمريضي مؤهل على أعلى مستوى، بما يلبي احتياجات سوق العمل.
ولفت رئيس الهيئة، إلى أن الهيئة تعمل بالتوازي على تطوير منظومة الأجور والحوافز وربطها بتقييم الأداء، إلى جانب تعزيز الهوية المهنية وتحسين المظهر العام للتمريض، بما يتماشى مع المعايير الدولية، ويسهم في دعم الاستقرار الوظيفي والارتقاء بمستوى الممارسة التمريضية داخل بيئة العمل الصحية.
ونوّه السبكي، إلى التوسع الكبير في إنشاء معاهد التمريض الفنية التابعة للهيئة تحت اسم " معاهد رعاية" الفنية، والتي بلغت 13 معهدًا في محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، وتضم أكثر من 4300 طالب وطالبة في مراحل دراسية متعددة.
ومن جانبها، أعربت الدكتورة كوثر محمود، نقيب عام التمريض وعضو مجلس الشيوخ وعضو مجلس إدارة الهيئة عن فخرها بتحقيق نسب نجاح متميزة تجاوزت 97%، ما يعد مؤشرًا قويًا على جودة التعليم الفني التمريضي بالهيئة.
مثمنة دعم الدولة المصرية والقيادة السياسية لمهنة التمريض، مؤكدة أن النهوض بالأطقم التمريضية يأتي ضمن أولويات تطوير القطاع الصحي ككل، وخاصة في ظل المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل.
ونوهت نقيب التمريض إلى أن المنظومة الجديدة تنتهج سياسات شاملة لتأهيل الكوادر التمريضية، تشمل التدريب الأساسي والتخصصي والإلزامي، إلى جانب التوسع في برامج إعداد الكوادر وفقًا لأحدث المناهج والممارسات العالمية، بما يسهم في تعزيز جودة الخدمة الصحية وتحقيق رضا المنتفعين.
اقرأ أيضاًهيئة الرعاية الصحية تعلن رفع درجة الاستعداد بمنشآتها للتعامل مع التقلبات الجوية
وزير قطاع الأعمال يبحث مع رئيس هيئة الرعاية الصحية تعزيز التعاون