الدونيون وإفرازات رواسبهم الدونية
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
البعض وليس الكل في العراق، وبخاصة اولئك الذين وقع عليهم الظلم منذ العصر الأموي وحتى عصرنا الدموي، والذين ترسخت في نفوسهم وفي عقولهم وفي قلوبهم رواسب وتراكمات عقدة الدونية. .
لا فرق هنا بين المتعلم وغير المتعلم. وبين الكبير والصغير، وبين ابن الشيخ وابن الفلاح، وبين الغني والفقير.
خذ على سبيل المثال القرى المنسية خلف حافات الأرياف البعيدة، كانوا حتى وقت قريب يجدون متعة كبيرة عندما يهدون منتجاتهم الحقلية إلى بيوت مدراء الناحية، أو بيت القائمقام. من دون ان يطلب منهم السركال او الاقطاعي. ذلك لانهم يشعرون ان تلك الممارسات الموروثة تعد من الطقوس التي لا مناص من مزاولتها. والأغرب من ذلك انهم يرون ان كوكب الارض سوف ينحرف عن مساره، ويخرج من مداره، وتنقلب الدنيا إذا جاءهم مدير او قائمقام منهم، وربما يرون انه يوم مشؤوم عليهم، فما بالك إذا اصبح منهم الوزير والسفير ؟، فهي عندهم بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلاله بالنار. .
والأغرب من ذلك كله ان قادة العراق في العصر الحديث (1932 – 2025) جُبلوا على ممارسة الاستعلاء، فكان من الطبيعي ان يتكبروا ويتبطروا على ابناء القرى والأرياف. .
وردت في مذكرات وزير المعارف العراقي في الحقبة الملكية (ساطع الحصري) عبارة تذهل العقول. يقول فيها: لم انم ليلي عندما طلبوا مني تأسيس معهد المعلمين لابناء الجنوب في مدينة الناصرية، وتأسيس معهد آخر للمعلمين في الموصل. .
يقول (والكلام هنا للحصري): ان ابناء الجنوب وابناء الشمال لا ينبغي ان ينالوا فرصتهم من التعليم العالي. ذلك لأن واجباتهم مقتصرة على توفير محاصيل الصيف ومحاصيل الشتاء للعاصمة بغداد وضواحيها. .
حتى عندما اصبح (محمد شياع السوداني) رئيسا للوزراء ظلوا يطلقون عليه لقب: (الشروگي) ذلك لأنهم يرون ان منصب رئيس الجمهورية، ومنصب رئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، لابد ان يُجيّر حصريا لابناء كوكب المريخ، حتى مقاعد الوزراء والنواب يراها البعض لا تليق إلا لأبناء الطبقات البورجوازية المتنعمة بالخيرات. .
لقد وجدت نفسي مضطرا لكتابة هذه المقالة للرد على تعليقات استفزازية كتبها رجل متعلم ضد وزير اسبق ومتقاعد من مدينته، من الذين عملوا معه، كتبها بعد مضي ثمان سنوات على مغادرة ذلك الوزير، الذي جاء من بعده ثلاثة وزراء من المحافظات البعيدة. ذلك لأن تلك التعليقات كانت معبئة بسموم عقدة الدونية، فهو لا يستطيع انتقاد الوزراء الحاليين الذين جاءوا من خارج بيئته، ولا يمتلك الشجاعة للمساس بهم، لكن نزعته الدونية هي التي دفعته لتسديد الطعنات الموجعة لابن مدينته. . (لا كرامة لنبي في قومه). .
كلمة اخيرة: يعتقد الدونيون أنهم يؤذوننا ويدمرون أعصابنا بمواقفهم. لكنهم لا يعلمون أننا مررنا بالجحيم دون أن نفقد إبتسامتنا يوماً. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
فئات معينة أكثر عُرضة للإصابة بالبهاق .. هل أنت منهم؟
رغم أن مرض البهاق يمكن أن يُصيب أي شخص في أي عمر، إلا أن الدراسات الأجنبية الحديثة كشفت أن هناك فئات معينة تزداد لديها فرص الإصابة بهذا المرض الجلدي المناعي، والذي يتسبّب في فقدان صبغة الجلد وظهور بقع بيضاء واضحة.
من هم الأكثر عُرضة للإصابة بالبهاق؟وهناك بعض الفئات التي تعتبر الأكثر عُرضة للإصابة بالبهاق، وفقًا لما نشر في موقع Healthline و Mayo Clinic و The Conversation، وهم ما يلي:
ـ أصحاب التاريخ العائلي:
إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب من الدرجة الأولى مصابًا بالبهاق، فإن احتمال الإصابة يزيد بنسبة تصل إلى 30%.
ـ المصابون بأمراض مناعية أخرى:
أبرزها: الغدة الدرقية، السكري من النوع الأول، الذئبة، الصدفية، فقر الدم الخبيث، وأمراض الغدة الكظرية.
ـ الأطفال والشباب:
يُعد سن ما قبل 20 عامًا أكثر فترة تظهر فيها العلامات الأولى للمرض، إذ تبدأ نصف الحالات تقريبًا قبل هذا العمر.
ـ الأشخاص ذوو البشرة الحساسة لأشعة الشمس:
خاصة من يعانون من حروق شمس متكررة أو شديدة، إذ تُعد عاملًا محفزًا لظهور البقع البيضاء.
ـ الذين تعرضوا لصدمات أو إصابات جلدية:
مثل الجروح، الحروق أو التهابات شديدة، والتي قد تؤدي إلى ما يُعرف بظاهرة Koebner (ظهور البهاق في مناطق الإصابة).
ـ من تعرضوا لمواد كيميائية ضارة:
مثل الفينولات وبعض مواد التبييض أو مواد تنظيف صناعية قد تحفّز فقدان الميلانين في الجلد.
ـ أشخاص من أعراق معينة:
بحسب الإحصاءات، تنتشر الإصابة بين الآسيويين والسود بنسب أعلى من البيض، لكن الأعراض قد تكون أوضح وأسرع ظهورًا عند أصحاب البشرة الداكنة.
يرجح الخبراء أن البهاق يحدث بسبب خلل في الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجسم خلايا الميلانين المسؤولة عن لون الجلد. ومع وجود عوامل وراثية أو مناعية أو بيئية مساعدة، تزداد فرص تطور المرض.
وإذا كنت من هذه الفئات، ينصح الأطباء بمراقبة أي تغيرات لونية على الجلد، واستشارة طبيب جلدية فور ملاحظة بقع بيضاء جديدة، لأن الاكتشاف المبكر يُسهم في تقليل انتشار المرض وتحسين نتائجه العلاجية.