يناقش قائدا العمليات العسكرية في الهند وباكستان، الاثنين، الخطوات التالية للجارتين المسلحتين نووياً، بعد وقف إطلاق النار الذي أعاد الهدوء إلى الحدود، بعد أعنف قتال بينهما منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الهندية سونيل بارتوال، اليوم الاثنين، بأن ليلة الأحد شهدت هدوءًا نسبيًا على خط التماس بين الهند وباكستان في إقليم جامو وكشمير، دون تسجيل أي حوادث تذكر.

وأوضح بارتوال في بيان صحفي، أنه “لم ترد أي تقارير عن اشتباكات أو تحركات عسكرية خلال الليلة الماضية”، مشيرًا إلى أن هذه تعد أول ليلة هادئة منذ عدة أيام من التصعيد المتبادل بين الطرفين.

وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان لها، يوم السبت، إن قائدي العمليات العسكرية لكلا الجانبين سيتحدثان مع بعضهما البعض الاثنين في الساعة 1200 (0630 بتوقيت جرينتش)، ولم تصدر باكستان أي تعليق على خطط الاتصال.

وكانت الهند قد أعلنت في ليلة 6-7 مايو الجاري عن إطلاق عملية عسكرية ضد باكستان تحت اسم “سِندور”، قائلةً إن العملية تستهدف “مواقع تم التخطيط لها ووجهت منها هجمات إرهابية ضد الهند”، من جانبها، أكدت باكستان أنها تحتفظ بحقها في الرد على العملية الهندية، التي وصفتها بأنها “عمل حربي صارخ” يهدد سيادتها.

وفي 10 مايو، أعلنت باكستان عن إطلاق عملية “البنيان المرصوص” ردًا على الهجمات الهندية.

وفي يوم السبت، تم التوصل إلى اتفاق بين الهند وباكستان لوقف إطلاق النار، حيث تقرر وقف جميع الأعمال العسكرية على الأرض وفي الجو وفي البحر اعتبارًا من الساعة الخامسة مساء بتوقيت الهند (الساعة 2:30 مساء بتوقيت موسكو)، ومع ذلك، بعد ساعات من الاتفاق، تم رصد طائرات بدون طيار في مدن عدة بجامو وكشمير والبنجاب، مما استدعى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي، بينما انقطعت الكهرباء في بعض المناطق.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: التوتر بين الهند وباكستان الهند وباكستان قصف متبادل بين الهند وباكستان مياه السند الهند وباکستان

إقرأ أيضاً:

ما دور حلفاء الهند وباكستان في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار؟

ربط محللون تحدثوا لبرنامج "ما ورا الخبر" الاتفاق بين الهند وباكستان على وقف إطلاق النار برغبة أطراف دولية فاعلة وخاصة الولايات المتحدة الأميركية والصين في تحقيق التهدئة في المنطقة لحماية مصالحهما.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق موافقة الهند وباكستان على وقف إطلاق نار كامل وفوري، بعد محادثات بوساطة أميركية. وبحسب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فإن البلدين اتفقا على بدء مناقشة مجموعة من القضايا الخلافية بموقع محايد.

ويأتي هذا الاتفاق بعد تصعيد عسكري هندي باكستاني شهد واحدة من أضخم وأطول المعارك الجوية بين الجارتين.

وقال الصحفي المتخصص في الشؤون الهندية الدكتور وائل عواد إن الضغوط الأميركية لإبرام الاتفاق بين الهند وباكستان جاءت في ظل الجولة الخليجية المرتقبة للرئيس الأميركي ترامب، وستشمل السعودية وقطر والإمارات. كما ربط الاتفاق باستخدام باكستان لصواريخ باليستية وقصف مواقع هندية انتقاما لتدمير الهند أكثر من 9 مراكز عسكرية حيوية باكستانية.

ومع تأكيده أن الهند تقبل لأول مرة بتدخل طرف ثالث في خلافاتها مع باكستان، أشار عواد إلى تصريحات وكيل وزارة الخارجية الهندية بشأن الحديث الذي دار بين قائدي العمليات العسكرية للبلدين على الحدود، مما يعني أن الهند وباكستان هما من توجها إلى الحل، أي وقف إطلاق النار.

إعلان

ومن جهته، أعتبر الأكاديمي والخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي أن سلوك الهند وباكستان له علاقة بما سماها المؤثرات الدولية، ومن أهمها الولايات المتحدة التي تؤثر على الهند التي كانت تقدم تقريرا بسير العمليات إلى الجيش الأميركي، في حين تحظى الصين بتأثير على باكستان.

ورغم الاتفاق، فإن الشريفي قال إن التوتر ما زال قائما بين نيودلهي وإسلام آباد، وإن الخرق النسبي لوقف إطلاق النار وارد جدا "ربما حتى في مرحلة سير الحوار والتفاوض، ولكن الحرب بينهما لن تصبح حربا مفتوحة".

تفعيل دور الهند

وفي تقدير الشريفي، فإن ما وصفها بالحكمة الصينية والحكمة الأميركية في إدارة الصراع ستشكل عنصر ضبط للميدان الهندي والباكستاني، ولن تسمح هذه الحكمة للصراع أن يتمدد أكثر من عمليات تراشق متبادل، بالإضافة إلى أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تمثل صمام أمان لتحقيق السلم والأمن الدوليين.

وفي ظل سيطرة الصين على عجلة الإنتاج العالمي، ستسعى الولايات المتحدة- برأي الشريفي- إلى تفعيل دور الهند وفتح أبواب الشرق الأوسط أمامها، وسيكون هناك مزيد من التعاون وتنسيق الأدوار بين واشنطن ونيودلهي.

وفي الاتجاه نفسه، ذهب الدكتور عمر صمد، الزميل الأول في مركز جنوب آسيا التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن، إذ قال في تحليله إن التصعيد الذي حدث في اليومين الماضيين وسلسلة الهجمات المتبادلة التي استخدمت فيها أسلحة تقليدية دفعا بالوضع إلى مستوى خطر جدا، أدى إلى دخول واشنطن وبقوة على الخط ومحاولة التوسط من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار بين الهند وباكستان.

وشدد على أن الحرب لا تخدم مصالح واشنطن وبكين على المستويين الاقتصادي والإستراتيجي، مشيرا إلى أن وجود لاعبين أساسيين يحيطون بكلا البلدين ويهتمون بتهدئة الأوضاع في المنطقة، بالإضافة إلى وجود عناصر داخلية في البلدين تهتم بالتهدئة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • هدوء نسبي في كشمير عقب 4 أيام من تبادل هجمات باكستان والهند
  • توتر متصاعد بين الهند وباكستان رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • الهند وباكستان.. ماذا نعلم عن اتفاق وقف إطلاق النار؟
  • اتهامات متبادلة بين الهند وباكستان بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار
  • الخارجية الهندية تتهم باكستان بانتهاك وقف إطلاق النار
  • الهند وباكستان تتوصلان إلى اتفاق فوري وشامل لوقف إطلاق النار
  • ما دور حلفاء الهند وباكستان في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار؟
  • الهند تتهم باكستان بخرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • عاجل ـ الخارجية الهندية: وقف إطلاق النار مع باكستان سيبدأ اليوم في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي