تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تداعيات نشر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقطعا مصورا للأسرى الإسرائيليين، وسط انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتزامن مع إصابة 9 جنود إسرائيليين في عملية شمال قطاع غزة.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس نشرت أول أمس السبت مقطعا مسجلا للأسير الإسرائيلي رقم "21" أكد فيه أن زميله رقم "22" يعيش وضعا صحيا ونفسيا صعبا.

وقال الأسير إنهم يدركون منذ شهور طويلة أن مواصلة الحرب تمثل خطرا كبيرا عليهم، وإن زميله لا يتوقف عن إلحاق الأذى بنفسه، وإنه قام بالأمر نفسه قبل أيام لولا أنه أدركه بمساعدة أحد مقاتلي القسام.

وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 أور هيلر إن الجيش يفحص المقطع المصور للأسرى الذي نشرته حماس.

وأضاف المراسل أن حماس تدرك جيدا أن العملية العسكرية للجيش في القطاع ستتوسع بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، لذلك فإنها ترفع ضغطها على الرأي العام الإسرائيلي.

وتابع أن الجيش يواجه معضلة واضحة في ظل عدم التقدم بالصفقة، ولأن عمليات الجيش حتى الآن ليست كافية فإنه قد يضطر إلى توسيعها في القطاع بالطبع.

الإرهاب النفسي

وفي سياق ردود الفعل على فيديو الأسرى، قال المحلل في الشؤون العربية والفلسطينية ألون بن دافيد إن البعض يستخدم مصطلح "الإرهاب النفسي" وغيره، مشيرا إلى أنه يجب شطب ذلك من القاموس.

إعلان

وأوضح أن حماس تلعب لعبتها، وهذا لا ينبغي أن يشغل إسرائيل، مؤكدا أن ما يهم هو استعادة هؤلاء الأشخاص، وأن الأسرى هم الهدف، وأن حماس ليست هي القضية الرئيسية.

من جهته، قال الصحفي في القناة الـ12 مناحيم هوروفيتش إنه لو كان مديرا لهيئة الأخبار لقام ببث هذا المقطع المصور 24 ساعة يوميا حتى يدرك الجميع أنهم يتحدثون عن بشر كل خطئهم إما أنهم من سكان غلاف غزة أو أنهم كانوا يؤدون الخدمة العسكرية في غلاف غزة أو جاؤوا للترفيه في غلاف غزة.

وأفادت تقارير إسرائيلية بأنه خلال ساعات ليل أمس الأحد أصيب 9 جنود احتياط في لواء يروشليم 16 بجروح طفيفة خلال معركة شمال قطاع غزة عندما صعدت القوة على عبوة متفجرة خلال عمليات تمشيط في مبانٍ بمنطقة الشجاعية.

وأصيب في هذه الحادثة بجروح طفيفة أيضا نائب قائد الفرقة 252 وقائد الكتيبة 6310 من قوات الاحتياط.

ضمير نتنياهو

وفي انتقاد لاذع لنتنياهو، قال مقدم البرامج السياسية في القناة الـ13 إيال بركوفيتش إن إسرائيل خسرت 1865 قتيلا وآلاف الجرحى و59 أسيرا وعشرات آلاف النازحين، والجنود في الخدمة العسكرية منذ مئات الأيام يخوضون حربا لا يعلمون إن كانوا سيعودون منها إلى عائلاتهم، والدولة في حالة انقسام مجنون.

وأضاف موجها كلامه إلى رئيس الوزراء "أقول لك سيد نتنياهو، استمع إلي واستمع جيدا، أنت بحاجة لطبيب نفسي، إن كان ضميرك نقيا فاذهب لتلقي العلاج إلى أفضل طبيب نفسي، عليك العار".

من جانبه، وجّه زعيم حزب معسكر الدولة المعارض بيني غانتس انتقادات إلى نتنياهو بشأن إدارة ملف الأسرى، محذرا من أنه عندما تتم صياغة مقترح والموافقة عليه وإرسال فريق للتفاوض ثم في النهاية عندما يخرجون من غرفة المفاوضات يتم إرسال المزيد من المطالب لهم فإن هذا المقترح لا يمكن أن يطبق كما تم التوافق عليه في غرفة المفاوضات.

إعلان

وعندما سأله الإعلامي خلال المقابلة عما إذا كان يدعم استعادة الأسرى إذا كان ذلك يعني إنهاء الحرب، رد غانتس بوضوح: إجابتي أنني مع استعادة الأسرى وتعليق الحرب.

من ناحية أخرى، دعا منسق الأسرى في مكتب رئيس الحكومة سابقا ليئور لوتان إلى نهج مختلف، قائلا إن معظم الجنود عبروا عن عجزهم عن إيجاد علاقة بين الهدف وبين الوسيلة التي يريد المسؤولون ممارستها.

وأكد لوتان على ضرورة الاستفادة بمحاولة تقديم مقترح إلى حماس، على أن يكون مقترحا جديا جدا يشمل تبادل الجميع مقابل الجميع، بمن في ذلك مقاتلو النخبة.

وفيما يتعلق بالدور المصري والوساطة الدولية، أوضح رئيس قسم الشؤون العربية في قناة "كان 11" روعي كايس أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي هاجم إسرائيل بشدة نهاية الأسبوع الماضي خلال مقابلة مع الإعلام الروسي، متهما إياها بعرقلة الصفقة لدوافع حزبية.

ولفت كايس إلى أن الوزير أشار إلى أن المصريين يعلقون الأمل على الضغط الأميركي على إسرائيل كي تكون هناك إمكانية للتوصل إلى صفقة.

وأضاف أن أقوال وزير الخارجية المصري تعكس إحباط ومشكلة الوسطاء في عدم القدرة على إقناع حماس أو إسرائيل بتغيير موقفيهما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

نتنياهو لا يريد صفقة.. وهذه أبرز الدلائل على نوايا استمرار الحرب في غزة

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تقريرا، للصحفيين، ورونين بيرجمان، يوفال روبوفيتش، جاء فيه أنّ: السنوار قد عرض منذ البداية، الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن من الأسرى الإسرائيليين، فيما عطل الاحتلال الإسرائيلي الاتّفاق، ما يبرز أن الحرب لن تنتهي بتسليم كافة الأسرى، لأن هذا ليس هو هدفهم.

وأوضح الصحفيين، في التقرير الذي ترجمته "عربي21": "في تحقيقنا نكشف أنه في الممارسة العملية، لم تتم مناقشة استعداد السنوار لإطلاق سراح العشرات من النساء وكبار السن والأطفال في تشرين الأول/ أكتوبر، إذ أخّر رئيس وزراء الاحتلال، الصفقة، لمدة ستة أشهر تقريبا".

"حتى الآن، استعداداً لمناورة متجددة، فإن عودة جميع الأسرى تعتمد على التمنّي، وليس على خطة حرب" تابع التقرير، مبرزا: "تزعم الحكومة أن عودة الأسرى هي الهدف الأساسي للحرب، لكن في الواقع ضاعت فرصة تحرير العشرات منهم".

واسترسل: "يتذكر أحد المصادر الذي سنطلق عليه هنا اسم "آدم"، أنّ: المزاج الإسرائيلي قد تغيّر للأسوأ، في اليوم التالي من استشهاد قائد لواء الشمال في حركة حماس، أحمد الغندور، في قصف جوي إسرائيلي". 

ومضى بالقول: "وفقا لمعلومات استخباراتية، فهمنا أنّ حماس تعتقد أن الاتصال انقطع مع وحدة الأسرى التابعة لها، ومع مرور الساعات، أدركنا أن الأسرى الإسرائيليين قُتلوا أيضًا في هذا القصف، ثم أدركنا لاحقا أنهم ثلاثة جنود. كانت لحظة مروعة لن أنساها أبدا".

ونقلا عن آدم، وهو ضابط استخبارات إسرائيلي، يتابع عن قرب مناقشات المسؤولين الأمنيين، بيّن للصحيفة أنّه: "وفقا لخطاب نتنياهو خلال مناسبات مختلفة، فإن الأسرى ليسوا على رأس قائمة الأولويات، وفي بعض الأحيان، دفعوا ثمن ذلك، بحياتهم".


وأضافت الصحيفة: "بحسب مصدرين، طالب مسؤول كبير مشارك في التحقيق، وهو ليس جزءا من قيادة الأسرى، بتأخير نشر التحقيق في ظروف وفاة الأسرى الثلاثة، والتي تفيد بأنهم ماتوا بسبب انبعاثات الغاز الناجمة عن قصف القوات الإسرائيلية". 

إلى ذلك، أكّد التقرير: "بعد ثلاثة أيام، سيدخل وقف إطلاق النار الأول حيز التنفيذ، كجزء من اتفاق لإطلاق سراح الأسرى مقابل الأسرى الفلسطينيين، لكن كبار المسؤولين أوضحوا أنّ لا أحد في إسرائيل لديه أي نيّة لإنهاء الحرب".

"رغم المحاولات اليائسة التي بذلها أعضاء فريق التفاوض لمواصلة الحوار وإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى، قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، خلاف ذلك. وهكذا، عند أول فرصة، عادت إلى العدوان على كامل قطاع غزة المحاصر" وفقا للتقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".

وأردف: "كانت هناك عروض إسرائيلية أو مصرية، لم يقترب أي منها، من أي شيء وافقت حماس على قبوله. والآن، عندما لا يُسفر ذلك عن شيء، يتّهم نتنياهو قطر، التي دافع عنها قبل بضعة أسابيع، بأنها: دولة معقدة، ويدّعي أنها لم تبذل جهدا كافيًا".

وأورد: "اكتشفنا هذا الأسبوع، أنه لو تصرفت إسرائيل بشكل مختلف، لكان من الممكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح العشرات من الأسرى وربما المزيد، في مقابل نفس العدد من الأسرى الفلسطينيين، بعد أقل من أسبوعين من السابع أكتوبر، وكان من شأن هذا أن ينقذ حياة الأسرى الذين لم ينجوا". 

"لكن إسرائيل تسارعت في قصف غزة ولم يفكر أحد في الأسرى"، كما يقول مصدر أمني للصحيفة العبرية، موضّحا: "في ذلك الوقت: لم يكن هناك أي اهتمام في الحكومة، أو في مجلس الوزراء أو لدى نتنياهو، على الإطلاق، لسماع إمكانية مناقشة قضية الأسرى".


واستدرك: "في بداية الحرب، حدّدت الحكومة أربعة أهداف لها: حماية مواطنيها، وإسقاط حماس وتدمير قدراتها العسكرية؛ فيما لم يتم ذكر الأسرى هناك"، مضيفا: "حتى بعد انضمام غاتس وتشكيل حكومة الطوارئ، لم ير نتنياهو الأسرى كجزء من أهدافه".

واسترسل: "في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أفادت الأنباء أن مجلس الوزراء اتخذ قرارا يقضي "ببذل أقصى الجهود لحل قضية الأسرى"، لكن لم يتم الإعلان عن القرار رسميا، ولم يتم نشره على الموقع الإلكتروني لمكتب رئيس الوزراء"، ما يشير إلى عدم جدّيته.

"كان اتفاق 25 كانون الثاني/ يناير مطروحا على الطاولة منذ 24 آيار/ مايو على الأقل. لكن لم يُوقّع، لكون نتنياهو أضاف شروطا وخرّب الاتفاق، حتى عام 2025، وتحت ضغط أمريكي، أزال نتنياهو ما كان يجعل الاتفاق مستحيلا" تابع التقرير ذاته الذي ترجمته "عربي21".

واستطرد: "تدريجيا، أصبح واضحا أن العملية البرية أدّت إلى قتل الأسرى الإسرائيليين، برصاص إسرائيلي، وليس إطلاق سراحهم". 

وعاد التقرير نفسه، لطرح السؤال: "ما هو الهدف الحقيقي من العملية في غزة؟" مشيرا في الوقت نفسه،  إلى أنّه: "عندما توجه رئيس الأركان، زامير، إلى رئيس الأركان السابق، حالوتس، قال إنّ: العملية لها هدف واحد: دفع حماس إلى التوصل إلى اتفاق". 


وبحسب الصحيفة فإنّ: "ألون وزامير يعتبران أنّ استمرار الحرب في غزة بمثابة خطر على الأسرى. في المقابل يسعى الجيش لمواصلة الحرب على غزة. ما يكشف عن التوتّر الإسرائيلي الكامن على المستوى السياسي".

واختتم التقرير بالقول: "يأمل الجيش أنه بعد التوصل لاتفاق آخر، سيكون له السيطرة على معظم القطاع، وفي هذه الحالة ستعود إسرائيل للسؤال الأساسي: هل تتوصل إلى اتفاق مع حماس أم ستتجه إلى مواجهة شاملة، والتي من المرجح أن يتم فيها قتل معظم أو كل الأسرى الأحياء، واختفاء جثث القتلى منهم".

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى غاضبة وتطالب نتنياهو باتفاق مع حماس خلال 24 ساعة
  • انتقادات إسرائيلية حادة تطال نتنياهو بعد إعلان حماس عن إطلاق سراح الأسير ألكساندر
  • انتقادات إسرائيلية لنتنياهو بعد إعلان حماس الإفراج عن جندي أميركي
  • نتنياهو لا يريد صفقة.. وهذه أبرز الدلائل على نوايا استمرار الحرب في غزة
  • غزة تحت الحصار.. مفاوضات حاسمة بشأن الأسرى وسط مجاعة خانقة وزيارة مرتقبة لترامب
  • إعلام إسرائيلي: ترامب سمح لنتنياهو باستخدام سلاح التجويع بغزة والآن يقول له: كفى
  • تحقيق إسرائيلي يكشف عن غارة جوية أدت لمقتل أسرى إسرائيليين.. وصفقة “مهمة” رفضها نتنياهو 
  • ‏وسائل إعلام فلسطينية: سقوط قتيل وعدد من المصابين في قصف إسرائيلي على خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يطالب بتصعيد الهجمات ضد الحوثيين ويوجه انتقادات حادة لنتنياهو