ترامب في الخليج رغم تصاعد التوترات| زيارة مفصلية وفرصة لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية.. وخبير يعلق
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
في سياق التفاعلات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإقليمي والدولي، وما يصدر من مواقف وتصريحات عن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لا سيما تلك المتعلقة بقضايا تمس مصالح الشرق الأوسط، حرص الرئيس الأمريكي على زيارة مكوكية تشمل عدة دول في الخليج تضم السعودية والإمارات وقطر، لمناقشة العديد من القضايا التي تشغل بال الوطن العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وتعليقا على ذلك، أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على أهمية زيارة الرئيس ترامب إلى منطقة الخليج، والتي بدأت اليوم بوصوله لـ السعودية، وتليها قطر والإمارات، مشيرًا إلى أن "دول الخليج تمتلك أوراق ضغط حقيقية يمكن توظيفها في التعامل مع الإدارة الأميركية، إذا ما أُحسن استغلالها".
وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر لها مكانة في الاستراتيجية الأمريكية، مشددًا على أن مصر ليست فقط حليفًا إقليميًا، بل دولة محورية في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتوازنات الجيوسياسية.
وأوضح أن "الرئيس ترامب لم يكتب حتى الآن استراتيجية متكاملة للسياسة الخارجية، ومع ذلك فهو يملك بصفته رئيسًا أدوات تنفيذية وصلاحيات فيدرالية مهمة، ويعلم تمامًا طبيعة الشراكة القائمة مع مصر، ويُدرك جيدًا مع من يتعامل".
ويرى فهمي أن لهذه الزيارة أهمية بالغة من منظور استراتيجي، إذ إنها تُعد فرصة حقيقية لإعادة صياغة التفاهمات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في ملفات تتراوح بين الأمن الإقليمي والطاقة والاستثمار.
وأكد فهمي أن هذه الزيارة قد تتيح بناء شراكات قائمة على التوازن والمصالح المتبادلة، بما يعزز من استقرار المنطقة ويعيد رسم معادلات النفوذ فيها بطريقة أكثر عقلانية وتشاركية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب الخليج جولة ترامب السعودية
إقرأ أيضاً:
زيارة ترامب للمملكة.. تحوّلات استراتيجية في السياسة والاقتصاد الإقليمي
سليمان السالم*
تتجه الأنظار في الشرق الأوسط نحو الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة، حيث يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المملكة اليوم، في مستهل جولة خليجية تشمل قطر والإمارات، وتعد أول زيارة خارجية له في ولايته الثانية كما حدث في ولايته الأولى حيث كانت المملكة أولى محطاته الخارجية.
وتأتي هذه الزيارة في ظل تحديات إقليمية ودولية متصاعدة، مما يضفي عليها أهمية خاصة على المستويين السياسي والاقتصادي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات متسارعة على المستويين السياسي والاقتصادي.
أخبار قد تهمك ترمب والزيارة التاريخية 13 مايو 2025 - 4:02 صباحًا “رونالدو” حين يتكلم الصمت: من دمعة لاعب.. إلى رسالة لكل صامت.. 6 مايو 2025 - 4:30 صباحًاوستشهد الزيارة قمة لقادة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، بهدف تعزيز التنسيق السياسي والأمني بين الولايات المتحدة ودول الخليج حيث تسعى المملكة إلى تأكيد دورها القيادي في المنطقة، خاصة في ظل التوترات مع إيران والتحديات الأمنية في اليمن وسوريا.
فعلى الصعيد السياسي، تحمل الزيارة دلالات رمزية قوية فهي تعكس استمرار العلاقة الاستراتيجية بين المملكة والدوائر المؤثرة في الولايات المتحدة، كما تشير إلى إدراك سعودي لأهمية بناء علاقات متوازنة مع جميع مكونات القرار الأمريكي، خصوصًا في ظل الانقسام السياسي الداخلي في واشنطن.
إن هذه الزيارة قد تُقرأ كخطوة نحو إعادة ترتيب أوراق التحالفات، وفتح قنوات حوار حول ملفات إقليمية حساسة، مثل الملف الإيراني، الوضع في اليمن، الاستقرار في العراق وسوريا، ومستقبل التطبيع في المنطقة الذي كان من أولويات إدارة ترامب السابقة، إلا أن استمرار الحرب في غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 52,000 شخص وتشريد 1.9 مليون، جعل من هذا الملف أكثر تعقيدًا فالمملكة تصر على وقف العدوان الإسرائيلي وتقديم خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية كشرط لأي تقدم في هذا المسار.
كذلك، فإن الزيارة ستبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة القضايا مع الصين، دون الإضرار بالمصالح الاقتصادية المشتركة مع بكين، خصوصًا في ظل تنافس النفوذ بين الولايات المتحدة والصين وروسيا في الشرق الأوسط.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تحمل الزيارة مؤشرات إيجابية، حيث ستسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون بين دوائر الأعمال الأمريكية والقطاعين العام والخاص في المملكة، لا سيما في ظل المشاريع العملاقة التي أطلقتها السعودية ضمن “رؤية 2030″، مثل مشروع نيوم، والقطاعات المتطورة في التقنية، الطاقة المتجددة، والسياحة.
ترامب المعروف بخلفيته التجارية، قد يسعى لتعزيز الروابط الاقتصادية غير الرسمية، وإعادة تنشيط العلاقات التجارية والاستثمارية عبر القطاع الخاص، بما يخلق فرصًا للمملكة لتسويق مشاريعها الكبرى وجذب رؤوس أموال أمريكية وخليجية في آن واحد.
كما ستسهم الزيارة في إعادة الزخم للتعاون الاقتصادي الخليجي – الأمريكي، وتقديم صورة إيجابية عن الاستقرار والاستثمار الآمن في المنطقة، وهو أمر بالغ الأهمية في وقت يتسم بعدم اليقين الجيوسياسي.
وعلى الصعيد العربي الأوسع، قد تفتح زيارة ترامب الباب أمام إعادة صياغة مواقف بعض الدول تجاه القضايا الكبرى، خاصة إذا ترافق ذلك مع طرح رؤية جديدة للسلام الإقليمي أو تعزيز الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب.
ومع ذلك، قد تكون الزيارة أيضًا مثار جدل في بعض الأوساط العربية التي ترى في سياسات ترامب السابقة انحيازًا مفرطًا لإسرائيل، أو تدخلاً في شؤون المنطقة؛ ومن هنا فإن المكاسب السياسية المحتملة ستعتمد بدرجة كبيرة على كيفية إدارة المملكة لهذا الحدث وتوجيه رسائله.
إن زيارة دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية ليست مجرد حدث بروتوكولي، بل محطة قد تؤثر في التوازنات الإقليمية والدولية في وقت حساس .. إلا أن زيارته قد تُسهم في تمهيد الأرض لتحولات قادمة في علاقة الخليج مع الولايات المتحدة، وتمنح المملكة فرصة لتعزيز حضورها كلاعب رئيسي في صياغة مستقبل المنطقة سياسيًا واقتصاديًا.
و من الأهمية الاشارة الى ان زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة تحمل في طياتها فرصًا وتحديات على حد سواء؛ فمن جهة يمكن أن تسهم في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، ومن جهة أخرى، قد تواجه انتقادات إذا لم تتناول القضايا الإنسانية والسياسية الحساسة في المنطقة؛ وتبقى كيفية إدارة هذه الزيارة وتوجيه رسائلها عاملًا حاسمًا في تحديد مدى نجاحها وتأثيرها على مستقبل العلاقات الإقليمية والدولية.
*إعلامي سعودي