استضافت جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد سامي عبد الصادق، البروفيسور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، في محاضرة استثنائية عن تكنولوجيا الفضاء في مصر، بحضور السادة أعضاء مجلس الجامعة، ووفد رفيع من وكالة الفضاء المصرية، ونخبة من القيادات الأكاديمية والعلماء وطلاب الكليات العلمية، في مشهد يعكس التقاء التاريخ بالريادة العلمية.

وافتتح الدكتور محمد سامي عبد الصادق، اللقاء بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن فخره باستضافة أحد أبناء الجامعة الأوفياء وعلمائها البارزين، مؤكداً أن الدكتور شريف صدقي يُعد نموذجاً يحتذى في العطاء الأكاديمي والبحثي، وهو امتداد لمسيرة علمية لعائلته التي تنتمي إلى جامعة القاهرة، حيث كان والده عميداً لكلية التجارة. وأشار إلى أن اللقاء يُجسّد قيمة الانتماء لهذا الصرح العريق، ويعكس روح الوفاء للعلم والجامعة.

ويُعد الدكتور شريف صدقي من أبرز العلماء في مصر والمنطقة العربية في مجالات الفيزياء التطبيقية والهندسة الدقيقة والابتكار البحثي. وُلد في القاهرة عام 1969، وتخرج من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1992 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف في هندسة الاتصالات والإلكترونيات. ثم حصل على دبلومة وماجستير في الفيزياء الهندسية من نفس الجامعة، قبل أن يواصل دراسته في جامعة لوفان الكاثوليكية ببلجيكا، حيث نال الماجستير والدكتوراه في النظم الكهروميكانيكية الدقيقة.

وشغل الدكتور صدقي عدة مناصب أكاديمية مرموقة، أبرزها رئاسة جامعة زويل والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وله سجل بحثي حافل يشمل أكثر من 100 بحث علمي و19 براءة اختراع في مجالات المستشعرات الدقيقة وأنظمة الملاحة، كما أسّس أول غرفة نظيفة لتصنيع الأنظمة الكهروميكانيكية الدقيقة في مصر والمنطقة، ما أسهم في تأسيس قاعدة صناعية وطنية متقدمة.

وفي كلمته خلال اللقاء، عبّر الدكتور شريف صدقي عن بالغ اعتزازه بانتمائه لجامعة القاهرة، قائلاً إن القبة العريقة للجامعة لطالما كانت شاهدة على محطات علمية مؤثرة في مسيرته الأكاديمية، مؤكداً أن عودته إليها تمثل له رمزية كبيرة.

وخلال محاضرته، ركّز الدكتور صدقي على أهمية الاستثمار في الكفاءات الجامعية المصرية وتعزيز التعاون المؤسسي بين جامعة القاهرة ووكالة الفضاء المصرية، خاصة في مجالات الأقمار الصناعية الصغيرة، وتصنيع الحمولة الفضائية، وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء في التنمية المستدامة. كما دعا إلى إنشاء نقطة اتصال أكاديمية دائمة تجمع بين الأندية الطلابية، والبرامج التدريبية، والمشروعات البحثية المشتركة، بما يسهم في دمج البحث العلمي بالتطبيق العملي وتفعيل دور الجامعات في خدمة قضايا التنمية.

وأشاد صدقي بريادة مصر في تكنولوجيا الفضاء على مستوى القارة الأفريقية، مؤكداً أهمية استضافة مصر لمؤتمر نيو سبيس أفريقيا 2025 بمدينة الفضاء المصرية، بمشاركة أكثر من 500 ممثل من 60 دولة، والذي شهد تدشين وكالة الفضاء الأفريقية، حيث اعتبر المؤتمر تتويجاً للدور المصري في دعم التكامل الأفريقي في هذا المجال الحيوي.

بدوره، ثمّن الدكتور محمد سامي عبد الصادق المحاضرة القيّمة التي ألقاها الدكتور صدقي، مشيداً بإسهاماته الاستراتيجية في تطوير قطاع الفضاء، ومؤكداً حرص الجامعة على تعزيز التعاون العلمي والبحثي مع وكالة الفضاء المصرية بما يخدم النهضة الفضائية الوطنية والإقليمية.

وفي ختام اللقاء، وجّه الدكتور صدقي رسالة ملهمة للطلاب، قائلاً: أنتم في موقع من يصنع التاريخ لا من يدرسه فقط.. أمامكم فرصة ذهبية لتكونوا الجيل الذي يطلق مصر نحو مدارات جديدة، لا تكتفوا بالاستماع، بل بادروا واقترحوا وشاركوا.. فالعقول التي خرجت من هنا غيّرت العلم والأدب معًا.

وجاءت هذه الفعالية في إطار توطيد التعاون الاستراتيجي بين وكالة الفضاء المصرية وجامعة القاهرة، وتأكيداً على الدور المحوري للتعليم العالي والبحث العلمي في النهضة الفضائية الوطنية.

وخلال تفاعله مع أسئلة الطلاب، أشار الدكتور صدقي إلى أن مصر والمنطقة العربية وأفريقيا تلعب دوراً ريادياً في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، مشيداً بما حققه مؤتمر نيو سبيس أفريقيا 2025 من إشادة عالمية بالتقدم المصري، ولفت إلى التراكم المعرفي والخبرات التقنية المتوفرة حالياً.

كما أكد على أهمية التعاون الاستراتيجي مع الصين، الذي أسهم في دعم مصر تقنياً، مشيرًا إلى توقيع اتفاقيات لإنشاء محطة أبحاث قمرية دولية، وهو ما يعكس طموح مصر لاستكشاف الفضاء على المستوى العالمي. وأكد كذلك أهمية البيانات الفضائية في دعم خطط التنمية المستدامة، داعياً إلى تطوير البنية التحتية لتقنيات جمع وتحليل تلك البيانات لخدمة الاقتصاد والمجتمع.

وفي كلمته الختامية، شدد صدقي على أن مصر تمتلك طاقات بشرية وعلمية هائلة، وأن النجاح مرهون بالإخلاص والاجتهاد والمثابرة، داعياً طلاب جامعة القاهرة إلى الإيمان بأنهم شركاء حقيقيون في بناء مستقبل مصر العلمي والفضائي.

واختُتم اللقاء بتوقيع بروتوكول تعاون بين وكالة الفضاء المصرية وجامعة القاهرة، يتضمن تعزيز التعاون في مجالات البحث والتدريب والتأهيل وتنفيذ مشروعات علمية مشتركة، في إطار التزام الطرفين بدعم النهضة الفضائية المصرية وتعزيز مكانة مصر إقليمياً ودولياً في علوم وتكنولوجيا الفضاء، ولا سيّما على مستوى القارة الأفريقية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التعليم العالي جامعة القاهرة علوم الفضاء الأقمار الصناعية التنمية المستدامة وكالة الفضاء المصرية تكنولوجيا الفضاء التعاون المصري الصيني محمد سامي عبد الصادق شريف صدقي مؤتمر نيو سبيس أفريقيا وکالة الفضاء المصریة جامعة القاهرة الدکتور صدقی شریف صدقی فی مجالات

إقرأ أيضاً:

إدراج 6 جامعات مصرية ضمن أفضل جامعات العالم بتصنيف شنغهاي

أظهرت نتائج تصنيف شنغهاي الصيني لعام 2025 إدراج 6 جامعات مصرية ضمن قائمة أفضل 1000 جامعة على مستوى العالم، من بين 2500 جامعة شملها تقييم التصنيف لهذا العام. 

وزير التعليم العالي يبحث سبل التعاون مع نائب حاكم الشارقة

أشاد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بنتائج الجامعات المصرية في تصنيف شنغهاي الصيني لعام 2025، والذي يُعَد واحدًا من التصنيفات العالمية المرموقة. 

وأظهرت نتائج تصنيف شنغهاي الصيني العام (ARWU) لعام 2025 أن جامعة القاهرة حافظت على ترتيبها في صدارة قائمة الجامعات المصرية في تصنيف شنغهاي، وجاءت في الفئة (401-500) عالميًا، وضمن قائمة أفضل 500 جامعة على مستوى العالم.

وتلتها جامعة الإسكندرية في الفئة (501-600) عالميًا، ثم جاءت كل من جامعة عين شمس وجامعة المنصورة في الفئة (601-700) عالميًا.

وأُدرجت جامعة الأزهر في الفئة (701-800)، وجاءت جامعة الزقازيق في الفئة (901-1000)، ليصل بذلك عدد الجامعات المصرية المُدرجة ضمن أفضل 1000 جامعة في التصنيف لهذا العام إلى 6 جامعات.

وأكد الدكتور أيمن عاشور تقديره للتحسن المتواصل الذي تشهده الجامعات المصرية في مختلف التصنيفات الدولية، مشددًا على أن الحضور المميز لمؤسسات التعليم العالي المصرية، سواء كانت حكومية أو خاصة أو أهلية أو دولية أو تكنولوجية، يعكس جهودًا ملموسة للنهوض بالمنظومة التعليمية.

وأشار الوزير إلى أن هذا التطور يُعبر عن العمل الدؤوب الذي تبذله الجامعات ومراكز البحث العلمي من أجل رفع كفاءة الأداء الأكاديمي والبحثي، والالتزام بمعايير الجودة العالمية، بما يضع المؤسسات التعليمية المصرية على الطريق الصحيح نحو الانفتاح الدولي وتطبيق معايير المرجعية العالمية في مجالات التعليم والبحث.

وشدد الدكتور عاشور على أن تحقيق الجامعات المصرية لمراكز متقدمة في التصنيفات الدولية لا يُعَد مجرد إنجاز عددي، بل يمثل شهادة واقعية على تطور مستوى التعليم والبحث العلمي والخدمات المجتمعية التي تقدمها تلك الجامعات، وهو ما يبرهن على قدرتها على المنافسة بجدارة في الساحة العالمية، موضحًا أن هذا التقدم يسهم في تعزيز مكانة مصر كمنصة تعليمية إقليمية رائدة في منطقة الشرق الأوسط.

وصرح الدكتور عادل عبدالغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، بأن هناك متابعة مستمرة لملف التصنيفات الدولية، مشيرًا إلى جهود الجامعات المصرية في الاهتمام بالنشر الدولي في الدوريات العلمية المرموقة، والدعم المادي للباحثين، ودعم التعاون مع باحثين من دول العالم المختلفة، والاهتمام بجودة الأبحاث العلمية، وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقتها الوزارة، ومبادئها السبعة، ومن بينها مبدأ المرجعية الدولية، لافتًا إلى أن السياسة التي تبنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدعم ملف التصنيفات الدولية أسهمت بشكل كبير في تحقيق هذا التقدم الملحوظ.

وأشار المتحدث الرسمي إلى دور بنك المعرفة المصري في توفير مصادر علمية هائلة للباحثين والعلماء المصريين، مما ساهم في تعزيز البحث العلمي في مصر وتمكين المؤسسات البحثية لكي تصبح معروفة عالميًا، والارتقاء بتصنيف الجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية دوليًا، إلى جانب المجهود المبذول من فريق لجنة التصنيف بالجامعات المصرية في تتبع المعايير المختلفة للتصنيفات الدولية، وذلك يأتي تماشيًا مع تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، التي تستهدف المرجعية الدولية من أجل خلق جيل من خريجي الجامعات المصرية يكون قادرًا على إحداث طفرة في مختلف المجالات.

نبذة عن تصنيف شنغهاي

وتجدر الإشارة إلى أن التصنيف الصيني الأكاديمي لجامعات العالم "شنغهاي" (ARWU) تم نشره لأول مرة في يونيو 2003 من قِبَل مركز الجامعات ذات المستوى العالمي (CWCU)، وكلية الدراسات العليا للتعليم (معهد التعليم العالي سابقًا) بجامعة شنغهاي بالصين، وتم تحديثه على أساس سنوي منذ عام 2009، ويشمل التصنيف أكثر من 2500 جامعة على مستوى العالم سنويًا؛ ليتم نشر أفضل 1000 جامعة فقط.

ويعتمد التصنيف على 6 مؤشرات رئيسية، تتمثل في: عدد خريجي الجامعة الحاصلين على جائزة نوبل بنسبة (10%)، وعدد أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على جائزة نوبل وميدالية فيلدز في الرياضيات بنسبة (20%)، إضافة إلى عدد العلماء ذوي الاستشهادات العالية المدرجين في قاعدة بيانات Clarivate بنسبة (20%)، وعدد الأبحاث المنشورة في مجلتي Nature وScience بنسبة (20%)، وكذلك عدد الأبحاث المفهرسة في Science Citation Index – Expanded وSocial Sciences Citation Index بنسبة (20%)، وأخيرًا الأداء الأكاديمي للفرد في الجامعة بنسبة (10%).
 

مقالات مشابهة

  • برلماني: إدراج الجامعات المصرية ضمن الأفضل عالميًا يعزز مكانة مصر التعليمية
  • مفاوضات غزة: القاهرة تستضيف اجتماعا للوسطاء والفصائل الفلسطينية
  • إدراج 6 جامعات مصرية ضمن أفضل جامعات العالم بتصنيف شنغهاي
  • جامعة الأزهر ضمن أفضل جامعات العالم في تصنيف شنغهاي 2025
  • حمزة شيماييف بطل العالم للفنون القتال المختلطة.. قدرات لغوية استثنائية داخل وخارج الحلبة
  • موهبة استثنائية.. مهرجان القاهرة السينمائي ينعى تيمور تيمور
  • الشاعر أحمد الشهاوي: الجوائز المصرية تعيد تسليط الضوء على أعمال الفائزين
  • الدكتور محمود أبو شعيرة يكرم أبناء العاملين الناجحين في الثانوية العامة
  • شريف العريان: نسير بخطوات ثابتة نحو قمة العالم استعدادًا لأولمبياد 2028
  • أستاذ علوم سياسية: مصر ترسم الخريطة الدبلوماسية لليبيا وتدعم استقرارها