قرارات حكومية بخفض رسوم التعليم تصطدم برفض ملاك المدارس الأهلية
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
بينما يترقب اليمنيون عامًا دراسيًا جديدًا، يواجه آلاف أولياء الأمور صدمة قاسية مع الارتفاع المضاعف لرسوم الدراسة في المدارس والجامعات الأهلية الخاصة، في وقت يفترض أن يشهد انفراجًا نسبيًا بعد تحسن العملة المحلية وتراجع أسعار الصرف. إلا أن تجاهل إدارات تلك المؤسسات التعليمية للتوجيهات الحكومية بخفض الرسوم، يعمّق من أزمة الثقة بين المواطن والقطاع الخاص، ويطرح تساؤلات حول دور الرقابة الرسمية في حماية الأسر من الاستغلال.
ورفعت المدارس والجامعات الأهلية في مختلف المحافظات المحررة رسوم التسجيل للعام الدراسي 2025 – 2026 إلى مستويات مضاعفة، مستغلة حالة الانهيار الاقتصادي العام والإضرابات المتكررة التي تنفذها النقابات في المدارس الحكومية. ورغم تحسن سعر العملة المحلية، تواصل إدارات التعليم الأهلي فرض رسوم باهظة، رافضة حتى تسلّمها بالعملة المحلية وفق توجيهات الحكومة.
وتقول أم أحمد حسين، وهي ولية أمر لطالبة في الصف الخامس بمدينة المكلا، إنها فوجئت هذا العام بارتفاع الرسوم المدرسية إلى 320 ألف ريال (من دون الزي أو الكتب أو المواصلات)، بعدما كانت العام الماضي 230 ألف ريال شاملة للزي والكتب، وتُسدد على أربع دفعات. وتضيف بحسرة: "المدرسة اشترطت علينا دفع الرسوم على قسطين فقط، وإلا يتم فصل الطالب… الأمر بات يرهقنا فوق قدرتنا".
في مواجهة هذه الزيادات، أصدرت إدارة التربية والتعليم في حضرموت الساحل قبل أكثر من أسبوع توجيهات صريحة للمدارس بإعادة النظر في رسوم التسجيل، وخفضها بنسبة 30% تماشيًا مع تحسن أسعار الصرف. قرارات مماثلة اتخذتها السلطات في عدن وعدد من المحافظات الأخرى، لكن الاستجابة على الأرض بدت محدودة، إن لم تكن منعدمة. مصدر تربوي في المكلا قال لـ نيوزيمن إن ملاك المدارس عقدوا اجتماعات لبحث التوجيهات، "لكن لم يظهر أي تحرك جاد للتخفيض أو مراجعة الرسوم".
وفي عدن، لجأت السلطات المحلية إلى إجراءات أكثر صرامة، حيث أغلقت 6 مدارس أهلية في مديرية المنصورة لمخالفتها قرار خفض الرسوم بنسبة 30%. هذه الخطوة غير المسبوقة عكست تصاعد حدة المواجهة بين السلطات وملاك المدارس الخاصة، الذين عبّروا عن رفضهم عبر اتحاد ملاك المدارس الأهلية، معتبرين القرار "تعسفيًا وغير قابل للتنفيذ"، في ظل استمرار ارتفاع تكاليف التشغيل مثل الكهرباء والمياه والإيجارات.
الاتحاد أوضح في بيان له أن المدارس ملتزمة بدفع رواتب المعلمين والعاملين بانتظام، وأن أي تخفيض إضافي سيهدد استمرار العملية التعليمية وجودتها. وأكد أن الرسوم الحالية بالكاد تغطي التكاليف التشغيلية مع تصاعد أسعار المستلزمات والضرائب، ما يجعل خفضها – من وجهة نظرهم – غير واقعي.
على الجانب الآخر، يرى الصحفي فتحي بن لزرق أن الملف بات بحاجة إلى تدخل عاجل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، معتبرًا أن "المبالغة الكبيرة" في الرسوم لم تعد مقبولة، خصوصًا مع التراجع الملحوظ في أسعار الصرف. وأضاف أن أولياء الأمور يدفعون مبالغ طائلة دون مراجعة حقيقية للتسعيرة، مشددًا على ضرورة تحرك رسمي يلزم إدارات المدارس والجامعات الخاصة بمراعاة أوضاع الأسر اليمنية.
وبين شد وجذب، يبقى المواطن العادي هو الحلقة الأضعف، يرزح تحت وطأة الغلاء وغياب الرقابة الفاعلة. ومع دخول العام الدراسي الجديد، يبدو أن أزمة التعليم الأهلي مرشحة للتفاقم، ما لم تتدخل الحكومة بشكل حازم لإيجاد صيغة توازن بين حقوق المستثمرين في التعليم وحق الطلاب في الحصول على تعليم بتكاليف معقولة.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
حظر الرسوم المالية في الحفلات المدرسية وجعلها اختيارية داخل المدارس
أكدت وزارة التعليم أن جميع فعاليات الاحتفاء والتكريم تُقام داخل المدارس دون تحميل الطلاب أو أولياء الأمور أي تكاليف مالية، باعتبار أن المشاركة في هذه الفعاليات اختيارية بالكامل، وبما يضمن بقاء العملية التعليمية في جوهرها بعيدًا عن أي أعباء أو تبعات غير مرغوبة على الأسر، مع الحفاظ على الهدف التربوي الأساسي لهذه الاحتفاءات.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وشددت الوزارة في إطارها التنظيمي للاحتفاء وتكريم الطلاب والطالبات في مدارس التعليم العام لعام 2025، على ضرورة إقامة فعاليات الاحتفاء داخل المدرسة نفسها، تعزيزًا للانتماء للبيئة التعليمية وتحقيقًا للغايات الرئيسة من التكريم، مؤكدة أن أي احتفاءات مركزية تقام على مستوى المناطق أو المحافظات وتستوجب تخصيص منطقة مستقلة للطلاب وأخرى للطالبات، تتطلب الحصول على موافقة خطية مسبقة من مدير عام التعليم، مع الالتزام الكامل بضوابط التصوير المعتمدة وشروط الأمن والسلامة في مواقع الاحتفاء وتجهيزاتها، وضمان عدم تأثير هذه الفعاليات على سير اليوم الدراسي أو تعطيل جدوله.
أخبار متعلقة عاجل: التعليم: تسجيل الغياب من أول يوم بعد الإجازة.. وعقوبات حاسمة في حال التجاوزالتعليم: حظر شعارات المدارس على الشهادات.. وكشف "تضخم الدرجات" إلكترونياً”التقويم“ و”اختبارات التعثر“.. آلية جديدة لتقييم الطلاب المنقطعين عن المدارس-عاجل .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التعليم حظرت الرسوم المالية في الحفلات المدرسية وتجعلها اختيارية داخل المدارس
التقيد بالزي المدرسي
وتضمن الإطار التأكيد على الالتزام بالقيم الداعمة للولاء والانتماء للوطن والقيادة الرشيدة، وترسيخ ثقافة الانضباط والأمانة والتعاون والتسامح بما يتسق مع هوية المجتمع السعودي.
كما ألزم المدارس بالتقيد بالزي المدرسي المعتمد داخل المؤسسات التعليمية، وعدم السماح بارتداء أي ملابس تحمل عبارات أو صورًا غير لائقة، إلى جانب اعتماد برنامج الاحتفاء من لجنة التوجيه الطلابي واللجنة الإدارية، وارتباط جميع الفعاليات بما يخدم رسالتها التربوية ويعزز التحصيل والسلوك الإيجابي.
ويهدف الإطار الجديد إلى توحيد ضوابط وإجراءات الاحتفاء بالطلبة وتكريمهم، وتعزيز الولاء والانتماء للوطن، وتنمية الهوية الوطنية لدى الطلاب والطالبات، إضافة إلى تقدير جهودهم وإنجازاتهم، ورفع مستوى الدافعية والتحصيل لديهم، وتعميق مشاركة الأسرة باعتبارها شريكًا رئيسًا في العملية التربوية. كما يُنفَّذ الإطار طوال العام الدراسي وفق المناسبات والفعاليات المعتمدة، ويشمل جميع طلاب وطالبات التعليم العام.
وتناول الإطار أبرز مجالات الاحتفاء التي تشمل رعاية وتكريم المتفوقين والموهوبين والمتميزين سلوكيًا وخريجي الطلاب، إلى جانب تفعيل الأيام العالمية والمناسبات الوطنية مثل اليوم الوطني ويوم التأسيس، وتفعيل مجالس أولياء الأمور، وإبراز الأنشطة الرياضية والثقافية والفعاليات القرائية والشعرية والإلقائية بما يعزز مهارات الطلبة ويمكّنهم من التعبير عن قدراتهم في بيئة تعليمية محفزة.
كما حدد الإطار خطة تنفيذية دقيقة تشمل إعداد خطة الاحتفاء عبر لجنة التوجيه الطلابي واللجنة الإدارية، ومتابعة تنفيذها ونشرها داخل المدرسة قبل موعد الاحتفاء بأسبوع من خلال القنوات الإعلامية المتاحة، مع توفير المستلزمات اللازمة بحسب إمكانات المدرسة في الفترة ذاتها، ثم توجيه الدعوات الرسمية لأولياء الأمور والطلاب المحتفى بهم، وإقامة الاحتفاء في يومه المحدد وفق الخطة المعتمدة، وتوثيقه ورفعه إلى إدارة التعليم عبر التقارير الرسمية بعد انتهاء الفعالية.
وباعتماد هذا الإطار، تُرسّخ وزارة التعليم منهجًا موحدًا ينظم الاحتفاء بطلابها وطالباتها، ويعزز دور المدرسة في تقدير المتميزين، ويربط الفعاليات بالأهداف التربوية، ويضمن في الوقت ذاته اتساق الممارسات مع الضوابط والقيم التي تقوم عليها العملية التعليمية.