بعد أكثر من عقد على العزلة الاقتصادية والحصار المالي الخانق، استقبل السوريون قرار رفع العقوبات الأميركية بموجة من التفاؤل، تراوحت بين احتفالات شعبية وتطلعات كبيرة إلى مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا في سوريا.

السوريون عبّروا عن فرحتهم بالقرار عبر مظاهر احتفالية وتفاعل واسع (رويترز)

ومن العاصمة دمشق إلى محافظات سوريا كافة، عمّت مشاهد الفرح والارتياح الشعبي، حيث عبّر المواطنون عن أملهم بانفراجة حقيقية تنهي سنوات المعاناة وغلاء الأسعار ونقص الخدمات.

المواطن السوري ينتظر عودة المنتجات العالمية وانخفاض أسعار السلع الأساسية (أسوشيتد برس)

وعلت هتافات الفرح في الشوارع، بينما أطلقت السيارات أبواقها في مواكب عفوية جابت الأحياء، تعبيرا عن الأمل بانتهاء سنوات الحصار الاقتصادي.

السوريون خرجوا إلى الشوارع احتفالا بقرار رفع العقوبات، تعبيرا عن أمل طال انتظاره (رويترز)

ويأمل السوريون انخفاض أسعار السلع المستوردة، وعودة حركة التجارة والاستثمار، وانفتاح الأسواق أمام المنتجات العالمية، فضلا عن تحسّن سريع في قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.

العزلة الدولية التي عاشتها سوريا طوال أكثر من عقد بدأت بالانكسار عقب هذا التحول السياسي (الفرنسية)

لكن اللافت في هذا التطور التاريخي لم يكن القرار فحسب، بل توقيت الإعلان عنه ومكانه، إذ جاء من قلب العاصمة السعودية الرياض، بعد وساطة عربية قادتها المملكة العربية السعودية.

السعودية احتضنت إعلان القرار من الرياض، وهو ما عكس دورها المتنامي في الملف السوري (أسوشيتد برس)

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولين سعوديين- قرار بلاده رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، في إطار تفاهمات إقليمية جديدة تعكس تغيرات في خريطة التحالفات والمصالح في الشرق الأوسط.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن قرار رفع العقوبات عن سوريا من العاصمة السعودية الرياض (غيتي)

وكان للسعودية دور رئيسي في التوصل إلى هذا التحول، وتفعيل العمل العربي المشترك، وإعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.

السعودية لعبت دور الوسيط الإقليمي لإعادة دمج سوريا في محيطها العربي والدولي (وكالة الأنباء الأوربية)

ورغم أجواء التفاؤل، يدرك كثير من السوريين أن رفع العقوبات لا يعني تلقائيا تحسّن الأوضاع، ما لم ترافقه إصلاحات داخلية، وتسهيلات واقعية تعزز مناخ الاستثمار وتعيد الثقة للمجتمع الدولي.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قرار رفع العقوبات

إقرأ أيضاً:

من الكونغرس إلى البيت الأبيض.. تحركات أمريكية لإنهاء عزلة سوريا الاقتصادية

قدّمت النائبتان الأمريكيتان، الديمقراطية إلهان عمر والجمهورية آنا بولينا لونا، مشروع قانون جديداً إلى مجلس النواب يهدف إلى تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة تعكس توجهاً متزايداً داخل الكونغرس لإعادة النظر في سياسة العقوبات الشاملة.

وأوضح بيان مشترك صادر عن مكتبي النائبتين أن “قانون تخفيف العقوبات عن سوريا” يسعى إلى إنهاء التدابير الاقتصادية الواسعة التي، بحسب منظمات إنسانية واقتصادية، تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية وساهمت في انهيار الاقتصاد السوري، ما أعاق جهود إعادة الإعمار.

وأكدت النائبتان في البيان ضرورة منح الشعب السوري فرصة لإعادة بناء بلده، مشيرتين إلى أن العقوبات ألحقت أضراراً جسيمة بالمدنيين، ولم تحقق الأهداف السياسية المرجوة منها.

ويتزامن طرح مشروع القانون مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره برفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال ترامب، خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالرياض، إن “الوقت قد حان لمنح السوريين فرصة للنمو والتعافي بعد سنوات من الحرب والعقوبات القاسية”.

وأكد ترامب عزمه إصدار أمر تنفيذي يُلغي بموجبه حزمة واسعة من العقوبات، بما في ذلك تعليق قانون قيصر لمدة ستة أشهر، والسماح للأمريكيين بالتعامل مع المؤسسات الرسمية السورية مثل البنك المركزي وشركة النفط الوطنية.

وأوضح مسؤولون أميركيون أن القرار يمثل “إلغاءً كاملاً لهندسة العقوبات المفروضة على سوريا”، ويشكل خطوة نحو إعادة ربط الاقتصاد السوري بالنظام المالي العالمي، وفتح الطريق أمام جهود إعادة الإعمار.

قطاع الطيران السوري يعود للتحليق.. مطارات جديدة في الطريق وخطط للتوسع الدولي

كشفت الهيئة العامة للطيران المدني في سوريا عن خطط لتشييد مطارات جديدة في عدة مناطق، ضمن رؤية شاملة لتطوير قطاع النقل الجوي وتعزيز الربط الإقليمي والدولي للبلاد.

وقال رئيس الهيئة أشهد الصليبي، في تصريحات لقناة “الإخبارية السورية”، إن المطار الحالي في حلب تعرض لتخريب كبير خلال سنوات الحرب، ولا يمكن توسعته، مشيرًا إلى مناقشات مع محافظ المدينة بشأن مشروع مطار جديد.

كما أكد وجود دراسات جادة لإنشاء مطار إضافي في دمشق، إلى جانب مطار دولي جديد في المنطقة الوسطى ضمن الرؤية المستقبلية للدولة.

وأوضح الصليبي أن استئناف رحلات “السورية للطيران” إلى مطارات أوروبا يتطلب ترتيبات قد تمتد لأشهر، لافتًا إلى أن توسيع شبكة الوجهات مرتبط بتعزيز أسطول الشركة، الذي لا يزال يقتصر حاليًا على ثلاث طائرات.

وأشار إلى أن “السورية للطيران” استأجرت طائرة كحل سريع، وتعمل على استئجار المزيد من الطائرات لتوسيع قدراتها التشغيلية.

وفيما يخص العقوبات المفروضة، أشار الصليبي إلى أن قرار رفع العقوبات لم يُفعّل بعد بانتظار صدور الأوامر التنفيذية اللازمة للاستفادة منه.

كما أعلن عن اتفاق مع الجانب التركي على تركيب رادارات جديدة لمطارات دمشق وحلب ودير الزور خلال الأشهر المقبلة.

وأكد رئيس الهيئة أن سوريا عادت إلى المنظمة الدولية للطيران المدني بعد تحرير أجزاء واسعة من البلاد، ما أدى إلى استئناف بعض شركات الطيران رحلاتها عبر الأجواء السورية.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه سوريا تحركات على عدة مستويات لإعادة تأهيل بنيتها التحتية الجوية وتوسيع روابطها الدولية بعد سنوات من العزلة والعقوبات.

الرئاسة السورية تنفي إصدار قرار بمنع إقامة المجالس الحسينية في منطقة السيدة زينب خلال محرم

نفت رئاسة الجمهورية السورية، عبر مكتبها الإعلامي، ما تردد عن صدور قرار بمنع إقامة المجالس الحسينية في منطقة السيدة زينب خلال شهر محرم.

وأكد المكتب الإعلامي للرئاسة أن ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار عن إغلاق مقام السيدة زينب أو منع الشعائر الدينية هو شائعات وأخبار مضللة، داعياً إلى الاعتماد على المصادر الرسمية فقط.

وكان المكتب الإعلامي لوزارة الأوقاف السورية قد أكد بدوره عدم صحة هذه الأخبار، مشدداً على أن مقام السيدة زينب مفتوح أمام الزوار بشكل طبيعي، ولم تطرأ أي تغييرات على برنامج الزيارات أو إقامة الشعائر الدينية المرتبطة بشهر محرم.

يُذكر أن إحدى المجموعات على “فيسبوك” المختصة بأخبار المقام، نشرت صوراً لـ”إحياء الليلة الأولى من شهر محرم في مصلى مقام السيدة زينب”، مما يعكس استمرار إقامة الفعاليات الدينية كالمعتاد.

في المقابل، تداولت بعض الصفحات على منصتي “إكس” و”فيسبوك” ادعاءات غير مؤكدة حول فرض إغلاق كامل على مقام السيدة زينب خلال محرم، وزعمت قيام عناصر من الحكومة السورية المؤقتة بمهاجمة الحسينيات ودميرها في الليلة الأولى من الشهر.

تقرير عبري: إسرائيل وسوريا تتجهان نحو توقيع اتفاق سلام شامل قبل نهاية 2025

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن إسرائيل تعتزم البقاء في الأراضي السورية والاحتفاظ بسيادتها على مرتفعات الجولان كشرط أساسي ضمن خطة التطبيع مع سوريا.

وأوضح ساعر في مقابلة مع قناة “آي نيوز 24” أن اعتراف سوريا بسيادة إسرائيل على الجولان يُعتبر شرطًا ضروريًا لاتفاق سلام مستقبلي مع الرئيس السوري أحمد الشرع.

وأضاف ساعر: “إذا أتيحت لإسرائيل فرصة التوصل إلى اتفاق سلام أو تطبيع مع سوريا مع بقاء الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، فهذا في رأيي أمر إيجابي لمستقبل الإسرائيليين”.

في السياق، كشفت قناة i24NEWS الإخبارية العبرية، السبت، عن ما وصفته بـ”تطور تاريخي” في مسار العلاقات بين سوريا وإسرائيل، مشيرة إلى أن البلدين بصدد توقيع اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025، وفقًا لمصدر سوري مطّلع.

وذكر المصدر أن الاتفاق يتضمن انسحابًا تدريجيًا لإسرائيل من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في 8 ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، على أن تتحول مرتفعات الجولان إلى “حديقة سلام” تعزز التعاون الإقليمي.

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب السوري أو الإسرائيلي بشأن ما ورد في التقرير، في وقت تتزايد فيه المؤشرات حول تغيّرات سياسية وأمنية متسارعة في المنطقة.

ويأتي هذا التطور المحتمل بعد عام من التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري، حيث سيطرت القوات الإسرائيلية على أجزاء واسعة من المنطقة العازلة التي أُنشئت بموجب اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، بما في ذلك ريف القنيطرة وجبل الشيخ. ورغم تأكيد تل أبيب في حينه أن التوغل مؤقت لمنع الفوضى على الحدود، إلا أن وجودها العسكري تعزز بشكل كبير، وسط مؤشرات على نوايا لفرض وقائع جديدة على الأرض.

وبحسب التقرير، يشمل الاتفاق المزمع ضمان خلو محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء من أي وجود عسكري سوري أو قوات حليفة لدمشق، وهو مطلب إسرائيلي طرح خلال الأشهر الماضية ضمن مشاورات غير معلنة.

وتأتي هذه الأنباء بالتزامن مع تقارير متداولة عن تفاهم جرى التوصل إليه بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقضي بتوسيع “اتفاقيات إبراهيم”، لتشمل دولاً جديدة على رأسها سوريا والمملكة العربية السعودية، في إطار رؤية أمريكية لإعادة تشكيل خارطة التحالفات الإقليمية والاعتراف العربي والإسلامي بإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • ما تأثير العقوبات الأميركية الجديدة على الاقتصاد السوداني؟
  • من الكونغرس إلى البيت الأبيض.. تحركات أمريكية لإنهاء عزلة سوريا الاقتصادية
  • نائبتان أمريكيتان تقدّمان مشروع قانون تخفيف العقوبات عن سوريا أمام مجلس النواب
  • الأمير تركي الفيصل: في عالم أكثر عدلاً كانت القاذفات الأميركية ستقصف الترسانة النووية الإسرائيلية بدل إيران
  • العقوبات الأميركية على «سلطة بورتسودان» تدخل حيز التنفيذ
  • بالصور.. إطلاق حملة رش مبيدات في العاصمة
  • المبعوث الأميركي إلى سوريا: دمشق تجري محادثات بهدوء مع إسرائيل
  • ترحيب أوروبي برفع العقوبات عن سوريا
  • المجلس الأوروبي يؤكد التزامه باحترام سيادة سوريا واستقلالها
  • توماس باراك: أولويتنا في سوريا تحقيق الازدهار والقضاء على داعش