#وراء_الحدث
د. #هاشم_غرايبه
في زيارة ضبع البيت الأبيض لدول خليجية، مفاجآت عديدة، أذهلت الجميع، وأولهم هو ذلك الضبع نفسه، الذي كان ينفخ ريشه كالطاووس وهو يبدي ذهول لضخامة ما حصده وفاق كل توقعاته، فقد امتلأ الدلو الذي جاء به لحلب الأبقار المطيعة بل وفاض، وأذهله ثانيا حجم الهدايا الشخصية التي هيئت لتقديمها له عربونا على الولاء والإخلاص، وأذهله ثالثا حفاوة الاستقبال والترحاب الذي قوبل به، ولم يكن يحلم به أن يجده في منطقة اسلامية تعاني من مذابحه بحق إخوة لهم، فلو كانت زيارته لبلد لا يعرف الإسلام لكنه يعلم ولوغه في دماء أطفال أبرياء في القطاع، لكانوا رموه بالبيض وبالأحذية.
لا شك أن كل أبناء الأمة المخلصين لها آلمهم كل ذلك، بدءا من اختيار السجاد البنفسجي لفرش الأرض تحت قدمي هذا السفاح، والذي لا شك كان تلبية لرغبته، بدليل أنه كان يرتدي ربطة عنق بنفسجية أيضا.
إعلام الأنظمة التبريري قدم تفسيرا هزيلا مضحكا، وهو أن اختيار اللون كان من المستضيفين كونه يعبر عن ألوان الزهور الوطنية، لكن الحقيقة أن اختيار اللون البنفسجي مرتبط بطموحات “ترامب” لتولي منصب بابا الفاتيكان (التي أعلنها)، حيث أن هذا اللون هو المفضل عند الكنيسة المسيحية، منذ اعتمده البابا “ايوسنشيوس الثالث” في القرن الثالث عشر، ليكون لونا رئيسيا للباس الكنسي، ويرتدونه في موسم الصوم قبل عيد الفصح، وتقول التنظيرات المسيحية أنه رمز لمحبة المسيح.
بالنسبة لنا فلم تعد تستوقفنا هذه الأمور، فقد تعودنا من الأنظمة العربية الخنوع للغرب، والطاعة لاملاءات رؤسائهم، لكن المؤلم هو الاندلاق المبالغ فيه من هذه الأنظمة لإرضائهم وبصورة أكبر مما هم يتوقعون، وهذا الأمر لا نجده عند أنظمة أخرى في أية دولة أخرى غير عربية مهما كانت ضعيفة أو متخلفة.
لعل تفسير ذلك هو أن كل دول العالم تحكمها حكومات مصدرها وانتماؤها لشعب تلك الدولة، المنطقة الوحيدة في العالم التي فرضت عليها حكومات موالية للغرب، ليس شرطا أنها عميلة مأجورة له، بل يكفي أنها تؤمن بأن بقاءها أو زوالها مرهون بإرادته وليس بإرادة شعبها، لذلك فهي لا تسعى لنيل رضا شعبها، بل تفرضه بلعبة العصا والجزرة، لكن رضا السيد الغربي هو غاية مرادها، فهو ولي أمرها الذي بيده بقاؤها وزوالها.
من هنا ادخر الضبع المختال بصلفه هذه الزيارة للوقت الذي يكون فيه بحاجة للتباهي أمام حيتان المال الذين دعموه للوصول الى البيت الأبيض، ومعددا المكاسب الضخمة التي جناها لهم من مزرعته التي لا يتكلف على رعايتها وتغذيتها شيئا، بل يكفيه ابتزاها بالتخويف بكشف مفاسدها ورفع اليد عن حمايتها.
لذلك وجدنا على رأس المكاسب الضخمة، الجزية التي حصلها وبقيمة 600 مليار، وينوي إيصالها التريليون من الإمارات وقطر، ومنها أكبر صفقة في التاريخ لشراء تجهيزات عسكرية بقيمة 142 مليار دولار، تم توزيع مغانمها على أكبر شركات التصنيع العسكري الأمريكية.
قد يقول قائل: لماذا لا ننظر الى الجانب الإيجابي من هذه الصفقة والتي تتمثل بتوفير قدرات دفاعية أفضل لدول الخليج.
الإجابة مؤلمة كونها متعلقة بسؤال كاشف: الدفاع ضد من؟، ومَن مِن مجاوريها ذلك الذي يهدد بغزو هذه الدول، هل من أحد يفكر بذلك غير الكيان اللقيط، الذي هو الوحيد من بين كل دول العالم لا يعلن حدوده، بل يقول إنها حيث تصل دباباته، وثبت ذلك عمليا فهي تحتل أراضي لكل الدول المجاورة ولا تقبل الانسحاب منها، كما أن “ترامب” ذاته هو من يعلن تأييده لتوسيع حدوده إذ يقول بأنه يرى هذا الكيان صغيرا وينبغي زيادة مساحته، لذا ومنطقيا فكل الدول المحيطة مرشحة أراضيها للإحتلال.
فهل من كانت هذه نواياه يمكن أن يقدم أسلحة قادرة على التصدي للأسلحة التي يمنحها لذلك الكيان المدجج بأحدث الأسلحة وأقواها؟.
مهما بلغت بنا السذاجة والانسياق وراء الأوهام فلن نصدق أن هذه الأسلحة فاعلة أو قريبة من التكافؤ مع العدو الوحيد الذي يعلن عن نواياه العدوانية بلا وجل، ويريد المتخاذلون أن يقنعونا بأنه صديق بل حليف.
هذه الأسلحة لا شك أنها منزوعة الدسم التقني، أو تقادم عليها الزمن، لذا فهي لا تصلح الا لحروب بينية مع الأقطار الشقيقة. مقالات ذات صلة هل سيُسقط ترامب نتياهو بالتدريج ضمن الشرق الاوسط الجديد..؟. 2025/05/13
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: وراء الحدث هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
مجدداً من السعودية.. ترامب يقول أن “الحوثيين” مقاتلين اشداء
الجديد برس|
في اعتراف جديد بمام لاقته البحرية الامريكية اقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشراسة وصلابة المقاتلين الحوثيين في اليمن .
وقال ترامب في تصريحات خلال زيارته الى السعودية ، الثلاثاء ، ان ” الحوثيون مقاتلون أشداء ولكنهم وافقوا على وقف استهداف السفن الأمريكية ” .
وأضاف ” لم نكن نود ضرب الحوثيين ولكنهم كانوا يستهدفون السفن ويغرقونها وكانوا سابقا يستهدفون السعودية .
وتابع ” لا نريدهم أن يطلقوا النار على السعودية “.