العُمانية: نيابةً عن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/، ترأس صاحبُ السُّمو السّيد أسعد بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاصّ لجلالة السُّلطان وفد سلطنة عُمان في القمّة (الخليجية الأمريكيّة) بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكيّة التي عُقدت اليوم في العاصمة السّعودية الرياض.

ونقل سُموّه في كلمة سلطنة عُمان في مستهل أعمال القمّة تحيّاتِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ وتمنيّاته الطيبة لهذا التجمع بالتوفيق والسداد.

وفيما يأتي نصُّ كلمة سُموّه: "يشرّفني أن أمثّل حضرةَ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق سُلطان عُمان في هذه القمّة الخليجيّة الأمريكيّة المهمّة، ويطيب لي أن أنقل لكم تحيّات جلالتِه وتمنّياته الطيبة لهذا التجمع بالتوفيق والسداد.

ولا يفوتنا أن نعرب عن جزيل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولأخي صاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السّعودية، على الدعوة الكريمة لهذه القمّة.

كما نودّ أن نُعرب عن شكرنا وتقديرنا للولايات المتحدة الأمريكيّة على شراكتها الجادّة والبنّاءة، وأن نتقدم بخالص الامتنان للمملكة العربية السّعودية، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.

نجتمع اليوم في لحظة تاريخيّة فارقة، نأمل أن تُسهم في تشكيل ملامح مستقبل أفضل لمنطقة الشرق الأوسط وتحديد مسار من الاستقرار والازدهار والخير للجميع. إنّ العلاقات الخليجية الأمريكيّة هي علاقات استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والازدهار.

وإنّ هذه الشراكة التي تربطنا تتجسّد في التزامنا المشترك بتحقيق التكامل والاعتماد المتبادل في المصالح السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والدفاعية، والتعاون على حلّ الأزمات والتحدّيات الإقليميّة والدوليّة.وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نُعبر عن قلقنا البالغ إزاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزّة، والناجمة عن عقود من الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية. إنّ هذا الظلم المستمر، إلى جانب عجز المجتمع الدولي عن تحقيق سلام عادل، هو جوهر العديد من التحدّيات الإقليمية. ومع ذلك، هناك بصيص من الأمل.

فلقد شهدنا خطوات تاريخيّة نحو السّلام والاستقرار حيث نود أن نسجل تقديرنا للدور البنّاء للرئيس دونالد ترامب في إنهاء الصراع مع اليمن وعودة انسياب الملاحة الآمنة في البحر الأحمر، ونأمل أن يؤدي هذا الإنجاز إلى تمهيد الطريق لمزيد من النجاح في الملف اليمني تحقيقًا للسّلام الدائم والازدهار لهذا البلد العربي العريق.

ومن المشجع أيضًا الواقعية والاحترام المتبادل اللذان يتسم بهما الحوار الجاري بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية حول منع انتشار الأسلحة النووية.

فهذه الجهود تُلهمنا بالثقة في إمكانية التوصل إلى اتفاق عملي ومشرف ومستدام بين الطرفين، يحفزنا على التعاون الجماعي في معالجة القضايا الأخرى في المنطقة.

إنّ انتهاج إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة الدبلوماسية الاستراتيجية التي تفضّل الحوار وصنع الصفقات بدلا من التصعيد والمواجهة، يمثل نهجًا نموذجيًّا نرحب به فمن خلال إشراك جميع الأطراف وتحدي النظريات البالية، فتحت الولايات المتحدة مسارًا عمليًّا لحدوث تغيير إيجابي حقيقي.

وعليه دعونا أن نؤكّد مجددًا على استحالة تحقيق السلام الشامل، والأمن الدائم، والازدهار المنشود للجميع، إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، حيث يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون بكرامة، ويمارسون السيادة على حدودهم، ويبنون أممًا مزدهرة وفخورة. ولذلك فإنّنا نتطلع إلى استمرار القيادة العالميّة لإدارة الرئيس دونالد ترامب لتسوية هذا الصراع الطويل الأمد، الذي ألقى بظلاله على منطقتنا لفترة طويلة".

وكان صاحبُ السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود وليُّ العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ألقى كلمة خلال افتتاحه أعمال القمّة أشار فيها إلى أنّ هذه القمّة تأتي امتدادًا للعلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، التي نمت وتطورت خلال العقود الماضية لتُصبح نموذجًا للتعاون المشترك، وتعكس الحرص على العمل الجماعي لتعزيز العلاقات وتوسيع الشراكات الاستراتيجية وتطويرها لتلبي التطلعات.

وقال سُموّه إنّ دول مجلس التعاون الخليجي تُشارك الولايات المتحدة الأمريكية إيمانها بأهمية الشراكة الاقتصادية والتعاون التجاري، وتُعدُّ الولايات المتحدة الأمريكية شريكًا تجاريًّا واستثماريًّا رئيسًا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة في عام 2024 قُرابة 120 مليار دولار.

وأضاف سُموّه: "إنّ المستقبل الذي نتطلع إليه من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب توفير بيئة مستقرة وآمنة، ونحن مدركون حجم التحدّي الذي تواجهه منطقتنا، ونسعى معكم فخامة الرئيس وبالتعاون مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لوقف التصعيد في المنطقة وإنهاء الحرب في غزّة وإيجاد حلّ دائم وشامل للقضية الفلسطينية، وفقًا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة، بما يحقق الأمن والسلامة لشعوب المنطقة".

وأشار فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة في كلمته إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي في مقدمة الدول المستقرة والمزدهرة وكل العالم يراقب الفرص المتاحة فيها، مشيدًا بدورها الفاعل في وقف التصعيد في غزّة، وتعزيز فرص السلام في المنطقة.

وأشاد صاحبُ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة في كلمته بجهود سلطنة عُمان الدبلوماسية التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن، وأن تُسهم هذه الخطوة في ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي.

وقال سُموّه إنّ دول مجلس التعاون الخليجي تؤمن بأنّ استقرار المنطقة مسؤولية مشتركة وأن الشراكة مع الولايات المتحدة تمثل ركيزة في هذا المسار، متطلعين أن تكون هذه القمة خطوة متقدمة نحو بناء نظام إقليمي أكثر استقرارًا وتوازنًا وتكاملًا يستند إلـى القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وأعرب سُموّه عن تطلعه في أنّ تجسّد القمة مدخلًا لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها وضرورة التوصل إلى حلّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتعزيز جهود المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار سوريا وصون سيادتها ووحدة أراضيها وإنهاء معاناة شعبها ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها.

من جانبه أعرب جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة في كلمته عن تطلعه إلى مزيد من التعاون للوصول إلى منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة تشمل جميع دولها، وأنّ تمثل هذه السياسة الحكيمة فرصة فريدة للمضي معًا نحو إحلال سلام عادل ودائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال حلّ الدولتين، ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي ويُسهم في جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وأكّد معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في كلمته على الشراكة الخليجية الأمريكية التي تنطلق من أرضية صلبة تدعمها الأرقام والوقائع وتمهد لمرحلة قادمة من التعاون الوثيق في كل المجالات المشتركة.

وأشار معاليه إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي تواصل ريادتها في أسواق الطاقة التقليدية، وتمضي قدمًا في شراكات رائدة مع الولايات المتحدة في مجالات الطاقة النظيفة معربا عن تطلع المجلس إلى نجاح الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غزة، وتهيئة بيئة تضمن الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني.

وتناولت القمّة تعزيز الشراكة الاستراتيجية والاستثمار الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، لا سميا في المجالات التكنولوجية والذّكاء الاصطناعي، علاوة على التباحث حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة؛ لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکی دول مجلس التعاون الخلیجی بین دول مجلس التعاون والولایات المتحدة دونالد ترامب ة الأمریکی ة ة فی کلمته هذه القم ع مان فی بن طارق من خلال القم ة ة التی رئیس ا

إقرأ أيضاً:

اتفاق أميركي صيني لتسريع شحن المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة

قال مسؤول في البيت الأبيض أمس إن الإدارة الأميركية توصلت إلى اتفاق مع الصين بشأن تسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة، وسط جهود رامية لإنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وحسب المسؤول فإن الإدارة الأميركية والصين "اتفقتا على تفاهم إضافي بشأن إطار عمل لتنفيذ اتفاق جنيف"، مضيفا أن التفاهم "يتعلق بكيفية تنفيذ تسريع شحنات المواد الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة مجددا".

وقال مسؤول آخر في الإدارة الأميركية إن الاتفاق بين واشنطن وبكين أبرم في وقت سابق من الأسبوع.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قوله "سيسلموننا عناصر أرضية نادرة"، وبمجرد أن يفعلوا ذلك "سنلغي إجراءاتنا المضادة".

وقال الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق أمس إن الولايات المتحدة وقعت اتفاقا مع الصين أمس الأول الأربعاء، دون أن يخوض في تفاصيل، مضيفا أنه قد يتم إبرام اتفاق منفصل مع الهند قريبا.

ويظهر الاتفاق تقدما محتملا بعد أشهر اتسمت بالضبابية والاضطرابات التجارية في أعقاب عودة ترامب للبيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، لكنه يؤكد أيضا أن الطريق لا يزال طويلا أمام التوصل إلى اتفاق تجاري نهائي بين البلدين.

وخلال محادثات تجارية أجريت بين الولايات المتحدة والصين في مايو/ أيار في جنيف، التزمت بكين بإزالة التدابير المضادة غير الجمركية المفروضة على الولايات المتحدة منذ الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، لكن لم يتضح كيف سيتم إلغاء بعض هذه التدابير.

وفي إطار رد الصين على الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، علقت بكين صادرات مجموعة واسعة من المعادن المهمة، مما أدى إلى اضطراب سلاسل التوريد الضرورية لشركات صناعة السيارات والطائرات وأشباه الموصلات والمتعاقدين العسكريين في شتى أنحاء العالم.

إعلان

وأفاد مصدر بأن الصين تأخذ القيود التي تفرضها على المعادن الأرضية النادرة ذات الاستخدام المزدوج "على محمل الجد"، وكانت تدقق في المشترين لضمان عدم تحويل هذه المواد إلى الاستخدامات العسكرية الأميركية، وأدى ذلك إلى إبطاء عملية منح التراخيص.

وتعثر اتفاق جنيف بسبب القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة، مما دفع إدارة ترامب إلى الرد بفرض ضوابط تصدير تمنع شحنات برامج تصميم أشباه الموصلات، والطائرات، وسلع أخرى إلى الصين.

وفي أوائل يونيو /حزيران، نقلت رويترز عن مصدرين مطلعين أن الصين منحت تراخيص تصدير مؤقتة لموردي المعادن الأرضية النادرة لأكبر 3 شركات أميركية لصناعة السيارات، إذ بدأت اضطرابات سلسلة التوريد في الظهور بسبب القيود المفروضة على تصدير تلك المواد.

وفي وقت لاحق من الشهر، قال ترامب إن هناك اتفاقا مع الصين تورد بموجبه المغناطيس والمعادن الأرضية النادرة للولايات المتحدة، بينما تسمح واشنطن للطلاب الصينيين بالالتحاق بالجامعات الأميركية.

مقالات مشابهة

  • مجلس التعاون يرحب باتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديموقراطية
  • سلطنة عمان توقع اتفاقية انشاء ممثلية لمنظمة الفاو بمسقط
  • تعزيز شبكة الكابلات البحرية.. الوزير الأول يترأس مجلس مساهمات الدولة
  • الحرب والسلام.. هل تعلمنا الدرس من الأزمة الأخيرة؟
  • التاريخ المعقّد للعلاقات بين الولايات المتحدة وإيران: تسلسل زمني
  • الولايات المتحدة تبلغ مجلس الأمن أن الضربات ضد إيران استهدفت قدراتها النووية
  • الصين تؤكد التوصل إلى تفاصيل الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة
  • الوزير الشيباني يبحث مع سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سوريا تعزيز التعاون الثنائي
  • اتفاق أميركي صيني لتسريع شحن المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة
  • وزير الخارجية والمغتربين، السيد أسعد الشيباني يبحث مع سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سوريا السيد يانغ شو، سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين