غادر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب العاصمة القطرية الدوحة بعد زيارة استمرت يومين، التقى خلالها الأمير تميم بن حمد آل ثاني وعددًا من المسؤولين القطريين، في محطة وُصفت بأنها "محورية" ضمن جولته الخليجية التي تشمل السعودية والإمارات. وجاءت مغادرة ترامب بعد لقاء مغلق مع الأمير تميم تناول ملفات أمنية وسياسية واقتصادية، أبرزها التهدئة الإقليمية، ومستقبل الاتفاق النووي الإيراني، ودور قطر في الوساطة الدولية.

وتقول مصادر مطلعة إن اللقاء تميز بأجواء ودية ونقاش صريح، وأن ترامب أعرب عن تقديره لما وصفه بـ "دور قطر الحكيم في تفادي الانزلاق نحو صدام مفتوح مع إيران". مغادرة ترامب من الدوحة تأتي بعد تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، حيث هاجم إدارة الرئيس بايدن واتهمها بأنها "كادت أن تتسبب في خسارة الولايات المتحدة للشرق الأوسط"، في إشارة إلى ما يراه تخليًا أميركيًا عن الملفات الاستراتيجية في المنطقة.

وفي مؤتمر صحفي من قاعدة العديد الجوية قبيل مغادرته، قال ترامب:

"كدنا نخسر الشرق الأوسط نتيجة لسياسات إدارة بايدن، لكننا الآن نعيد ترميم العلاقات وسنحمي الشرق الأوسط."

كما لمّح إلى تقارب محتمل مع إيران:

"أعتقد أننا نقترب جدًا من إبرام اتفاق مع إيران."

وأثار ترامب مفاجأة حين تطرّق إلى الشأن السوري، مشيرًا إلى لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض:

"الرئيس السوري شخص قوي.. لم أكن أعلم أن سوريا كانت خاضعة للعقوبات لهذه الفترة الطويلة."

بعد قطر، يتجه ترامب إلى أبوظبي للقاء الشيخ محمد بن زايد، حيث سيبحث ملفات التكنولوجيا والاستثمار، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في ما يُتوقع أن يكون تتويجًا اقتصاديًا لجولته الإقليمية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ترامب الامير تميم قطر قاعدة العديد بايدن الشرق الأوسط الاتفاق النووي ايران سوريا أحمد الشرع الدوحة الرياض الإمارات محمد بن زايد الذكاء الاصطناعي السياسة الأميركية الخارجية جولة ترامب الخليجية التوتر الإقليمي الوساطة القطرية التصريحات النارية

إقرأ أيضاً:

“التايمز” تكشف عن ملفات يعتزم الشرع طرحها خلال لقاء محتمل مع ترامب في السعودية

سوريا – أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يلتقي بالرئيس السوري أحمد الشرع، في للسعودية هذا الأسبوع، رغم وجود انقسام داخل فريق مستشاريه حول جدوى هذا اللقاء.

وحسب “التايمز” البريطانية، يضغط الشرع على الولايات المتحدة لرفع العقوبات من خلال تقديم تنازلات، مثل السماح للشركات الأمريكية باستغلال الموارد الطبيعية في صفقة معادن على غرار ما حدث في أوكرانيا، حتى أنه طرح إمكانية بناء برج ترامب في دمشق، العاصمة السورية، كجزء من عرضه على الرئيس الأمريكي، الذي من المتوقع أن يلتقي به ضمن مجموعة تضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس اللبناني ميشال عون.

وفي حديثه في البيت الأبيض قبيل مغادرته إلى السعودية، قال ترامب إنه يدرس رفع العقوبات الأمريكية، التي تعود إلى نظام الأسد وتمنع سوريا من التجارة والخدمات المصرفية، لمنح البلاد “بداية جديدة”.

وتشمل أول زيارة خارجية مهمة لترامب يومين في الرياض قبل زيارة قطر والإمارات العربية المتحدة، مع إمكانية إضافية لزيارة تركيا يوم الخميس للانضمام إلى محادثات محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي.

وقال ترامب بشأن سوريا: “سيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات، والتي قد نرفعها قريبا”، على الرغم من أنه لم يؤكد الاجتماع (مع الشرع)، ورفض البيت الأبيض التعليق.

وصرح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض بأنه “سيقوم بعمل” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن سوريا، مضيفا: “أردوغان طلب رفع العقوبات عن سوريا وسننظر في ذلك من أجل منحها بداية جديدة”.

والتقى الشرع الأسبوع الماضي بالرئيس الفرنسي ماكرون، الذي حصل على إعفاء من حظر السفر الذي فرضته الأمم المتحدة لإجراء محادثات في باريس، واقترح رفعا تدريجيا لعقوبات الاتحاد الأوروبي شريطة التزام النظام الجديد بتعهداته بالشمولية والإصلاح.

وقد يعرض الشرع بدء محادثات بشأن الانضمام إلى “اتفاقيات إبراهيم” (اتفاقيات السلام مع إسرائيل)، وهي مجموعة من الاتفاقيات لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، والتي وقّعتها بالفعل الإمارات والبحرين، وفقا لما ذكرته مصادر أمنية لصحيفة “التايمز”.

وقد يكون مستعدا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح أو السماح لإسرائيل بالاحتفاظ بوجود أمني في جنوب غرب سوريا، حيث أنشأت القوات الإسرائيلية منطقة عازلة بجوار مرتفعات الجولان، وهي منطقة احتلتها عام 1967. وقد اعترفت الولايات المتحدة في عهد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان عام 2019.

ومن المفروض أن الشرع تحدث مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بشأن اجتماع مع ترامب، أوردت “التايمز”.

ومع ذلك، يبدو أن هناك انقساما حول هذا الأمر بين كبار مستشاري ترامب. فتولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية في إدارة ترامب، من بين أولئك الذين يُعتقد أنهم ما زالوا حذرين – إن لم يكونوا عدائيين – بشأن هذا اللقاء، وقد يحاولون منعه.

يذكر أن غابارد قامت بزيارة أحادية الجانب إلى سوريا عام 2016 عندما كانت عضوا في الكونغرس للقاء بشار الأسد، وعادت حاثة على حوار أوسع لإخراج نظامه من عزلته. ويُقال إن سيباستيان غوركا، مستشار ترامب لمكافحة الإرهاب، من بين المشككين الآخرين.

يُعتقد أن مايك والتز، مساعد آخر مؤيد لإسرائيل، مستشار الأمن القومي السابق والمرشح الآن لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، هو من منع ترامب من الاطلاع على التنازلات التي ترغب سوريا في تقديمها قبل إقالته الشهر الماضي، وفق تقرير الصحيفة البريطانية.

وأُعيد تعيين والتز بعد أن علمت الإدارة أنه التقى بشكل خاص في واشنطن مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في فبراير، وكان يحث ترامب على الموافقة على الخطط الإسرائيلية لقصف إيران.

ويُعتقد أن آخرين، بمن فيهم ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط، أكثر تأييدا لعودة العلاقات مع سوريا، لعلمهم بسهولة تجاوز ترامب للبروتوكول والتقاليد في إبرام الصفقات، وأن الرئيس الأمريكي يُفضل كسب المال على شن الحرب. وويتكوف يعد من بين أكثر أعضاء الدائرة المقربة ثقة.

وسيكشف ترامب عن صفقات تجارية بمليارات الدولارات خلال رحلته، حيث صرح مصدر آخر لصحيفة “التايمز” أن هذه الصفقات قد تشمل عقد اتصالات لسوريا مع شركة الاتصالات الأمريكية AT&T، على الرغم من عدم تأكيد ذلك.

هذا وتشعر إدارة ترامب بالقلق من أن تتجه سوريا إلى الصين لتنفيذ مشاريع البنية التحتية، إذ قال المصدر: “يتطلع الشرع شرقا نحو الصين، لكننا نريده أن يتطلع غربا”.

وأكد مصدر أمني أمريكي آخر، وثيق الصلة بالشرق الأوسط، للصحيفة، أن إمكانية انضمام سوريا إلى “اتفاقيات إبراهيم” قد طُرحت على حكومة الشرع، بوساطة الإمارات العربية المتحدة.

وفقا لـ”التايمز”، يسعى البعض في إدارة ترامب، بدعم من دول الخليج، إلى استغلال فرصة إبعاد سوريا عن نفوذ إيران، الداعم السابق لنظام الأسد.

ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله: “إذا نظرنا إلى كيفية هيكلة صفقة المعادن الأوكرانية، فقد تكون نموذجًا يُحتذى به لسوريا.. إذا انضمت سوريا إلى اتفاقيات إبراهيم، واستخدمت الولايات المتحدة ذلك كوسيلة ضغط لجذبها أكثر نحو الغرب، فهذا احتمال وارد، وقد نوقش”.

 

المصدر: “التايمز”

مقالات مشابهة

  • ترامب: الرئيس السوري قوي وسنتابع رفع العقوبات.. واقتربنا من اتفاق مع إيران
  • إيران ترد على تصريحات ترامب بخصوص ملفها النووي وتتجه صوب أوروبا
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح على متن الطائرة التي تقله إلى دولة قطر: رفع العقوبات عن سوريا أمر مهم لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والرئيس السوري رائع ولديه الكثير من الفرص
  • البيت الأبيض: ترامب يوافق على لقاء الرئيس السوري المؤقت
  • عاجل. أكسيوس: لقاء مرتقب بين ترامب وأحمد الشرع أثناء زيارة الرئيس السوري الانتقالي إلى الرياض
  • هل يلتقي ترامب الرئيس السوري الشرع؟
  • الخارجية الأمريكية تكشف حقيقة لقاء ترامب مع الرئيس السوري في الرياض
  • “التايمز” تكشف عن ملفات يعتزم الشرع طرحها خلال لقاء محتمل مع ترامب في السعودية
  • بعد تسليم آخر رهينة أمريكية.. سمير فرج يكشف ملامح المرحلة القادمة ومصير المفاوضات في غزة