البلاد – الخرطوم
واصل الجيش السوداني تصعيده العسكري ضد قوات الدعم السريع، حيث أعلن، أمس (السبت)، اعتراض طائرات مسيّرة في مدينة بورتسودان، ونفذ غارات جوية بالطائرات المسيّرة على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان.
وأفاد شهود عيان من مدينة بورتسودان، شرقي البلاد، بأن الدفاعات الجوية السودانية تمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيّرة خلال الساعات الماضية، ما تسبب في سماع دوي انفجارات قوية هزت أنحاء المدينة، وأثار حالة من القلق بين السكان.


وفي تطور ميداني آخر، نفذ سلاح الجو السوداني، مساء الجمعة وصباح السبت، سلسلة من الغارات الجوية باستخدام طائرات مسيّرة استهدفت مواقع وتجمعات عسكرية لقوات الدعم السريع في مدينة الدبيبات، الواقعة بولاية جنوب كردفان.
ووفقًا لمصدر عسكري سوداني، فإن الغارات أسفرت عن تدمير عدد كبير من الآليات والمركبات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف تلك القوات، دون تقديم حصيلة دقيقة للضحايا أو حجم الخسائر المادية.
ويأتي هذا التصعيد في إطار المعارك المتواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي تشهدها عدة ولايات سودانية منذ اندلاع النزاع بين الطرفين في أبريل 2023، بما في ذلك ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان، وسط أوضاع إنسانية متفاقمة وتدهور أمني متصاعد.
ويخشى مراقبون من أن تؤدي العمليات الجوية والاشتباكات البرية المتكررة إلى مزيد من التصعيد، في ظل غياب أي مؤشرات جدية على قرب التوصل إلى تسوية سياسية تنهي النزاع المستمر منذ أكثر من عام.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

كيف أنقذ الإيمان ضابطًا سودانيًا من معتقلات الدعم السريع؟

وبدأت القصة عندما طوقت قوات الدعم السريع منزل عائلة يوسف في منطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري، وجاؤوا بسيارات كثيرة وقوة مسلحة، وبدؤوا بإطلاق النار بكثافة، وكانوا يبحثون عن والده، الضابط العسكري الكبير، وعندما لم يجدوه، اعتقلوا يوسف وحراس العائلة، حسبما روى يوسف لحلقة 2025/5/15 من برنامج "بودكاست حكايات أفريقية".

"قلت لأبي أن يهرب عبر النهر، وعندما سألني ماذا سأفعل أنا، أجبته: أنا سأتصرف معهم، وأردت أن ينجو هو"، يروي يوسف، الذي تم تقييده وتعصيب عينيه فورًا ونقله إلى معسكر عسكري تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

وفي مركز الاستجواب، الذي كان في مصفاة الجيلي للبترول، شاهد يوسف كيف قام ضابط من الدعم السريع يدعى عباس بإعدام معتقل مدني أمامه، وذلك بعد أن أصر على أنه "مدني" ولا علاقة له بالجيش.

وكانت جلسات التعذيب روتينية، وشملت:

إجبارهم على حفر قبورهم الخاصة ودفنهم حتى الرقبة. إجبارهم على الوقوف لساعات على حجارة ساخنة. سحبهم وهم مربوطون بالسيارات. حقنهم بمواد مجهولة قالوا لهم إنها سم أو مخدرات لإجبارهم على الاعتراف.

ظروف قاسية

وكانت ظروف الاعتقال قاسية للغاية، حيث كان الطعام يتكون بشكل أساسي من الإسباغيتي بدون أي إضافات، يُقدم في أماكن مليئة بالذباب، وكان الماء الصالح للشرب شبه معدوم، يقول يوسف.

إعلان

بعد محاولة فاشلة للفرار من قبل بعض المعتقلين، ساءت الظروف وتم حبس جميع المعتقلين في زنزانتين، ولم تكن هناك مساحة كافية للنوم، مما أجبر المعتقلين على النوم قعودًا.

واستخدمت قوات الدعم السريع الابتزاز والمساومة حيث كانوا يرسلون مقاطع فيديو من يوسف وهو يتعرض للتعذيب لوالده، مطالبين بمبالغ ضخمة من المال، بلغت في مجموعها 50 مليارا من الجنيهات السودانية.

كان لهذا الابتزاز والتأثير العاطفي لرؤية ابنه يتعرض للتعذيب عواقب وخيمة على صحة والد يوسف، الذي لم يكن يعاني من مشاكل صحية، لكن بعد تلقي تلك الفيديوهات، أصيب بجلطة ومضاعفات، أدت إلى وفاته، بينما كان يوسف لا يزال في الأسر.

وكان السجناء يُجبرون بانتظام على القيام بأعمال شاقة، بما في ذلك المهمة "المروعة" المتمثلة في دفن الموتى بعد المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

خطة الهروب

وأوضح الضابط أن عساكر الدعم السريع كانوا يخرجونهم ليلًا لدفن موتاهم، وفي بعض الأحيان كان عليهم جمع أجزاء الجثث المتناثرة، حيث يجدون ساقًا هنا، وذراعًا هناك، وحتى الرأس في مكان آخر، وكانوا أحيانًا يدفنون 15 أو 20 قتيلا من الدعم السريع في قبر واحد.

وبعد معرفته بوفاة والده ورؤية الظروف المتردية في المعسكر، قرر يوسف و18 معتقلًا آخر المخاطرة بحياتهم للهروب، وخلال عدة ليالٍ، حفروا نفقًا في جدار المعتقل.

واختاروا ليلة ذات طقس بارد عندما كان الحراس سكارى، وخرجوا تحت جنح الظلام الدامس من الفتحة وركضوا وكان عليهم عبور نهر النيل سباحةً للوصول إلى الضفة الغربية التي يسيطر عليها الجيش.

لم يكن الجميع يعرفون السباحة، لكنهم فضلوا الموت غرقًا على البقاء في الأسر، وبطريقة معجزة، نجا من حاولوا عبور النهر ووصلوا إلى بر الأمان، ما عدا واحدا منهم غرق أثناء السباحة في النهر.

ورغم تمكن يوسف من الاجتماع بعائلته، فإنه ما زال يعاني ندوبا نفسية ناتجة عن التجربة، وأصبح يعاني من كوابيس أثناء النوم تعيده إلى لحظات التعذيب.

إعلان

ويقدم يوسف نصيحة لمن قد يواجهون مواقف مماثلة: "أول شيء هو الصبر والحفاظ على إيمان قوي، حتى في أحلك اللحظات، حافظ على ثقتك بالله".

"وكان أبي يقول لي دائمًا: خليك مع ربنا في الرخاء عشان تلقاه في الشدة، وهذا التعليم أبقاني على قيد الحياة".

الصادق البديري17/5/2025

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوتر بين السودان والإمارات بعد إبعاد دبلوماسيين من دبي
  • بيان سوداني جديد ضد الإمارات.. اتهمها باستهداف الطاقم القنصلي في دبي
  • نائب رئيس مجلس السيادة السوداني: قوات الدعم السريع تستهدف كل مكتسبات الشعب
  • بالفيديو .. دفاعات الجيش السوداني تحبط هجوم على سلاح المهندسين ..تدمير مدفع وسيارات قتالية وسقوط قتلى من الدعم السريع
  • كيف أنقذ الإيمان ضابطًا سودانيًا من معتقلات الدعم السريع؟
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” وجنوده يعبرون البحر صباحاً لإقتحام وضرب اخر مقرات الدعم السريع ومتابعون يشيدون بتضحياته: (كيكل براً وبحراً)
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يدشّن توزيع 1.500 سلة غذائية في مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان في السودان
  • الدعم السريع يقصف مستشفى بالأبيّض والجيش يستعيد بلدة جنوب كردفان
  • شاهد بالصور.. بلقطات مثيرة للجدل.. مودل سودانية توثق معاناتها مع “السخانة” في بورتسودان وتشعل ثورة من الغضب على مواقع التواصل