إسرائيل – كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، الأحد، عن تجنيد الجيش الإسرائيلي في قوات الاحتياط مصابين بأمراض نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة لتعويض النقص الكبير في تعداد الجنود، مع ارتفاع عدد من أقدموا على الانتحار إلى 35 جندياً منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة.

وقالت “هآرتس”، في تقرير، إنه منذ بداية الحرب انتحر ما لا يقل عن 35 جنديا إسرائيليا “في الخدمة الفعلية”، من بينهم 28 حالة حتى نهاية عام 2024.

ورفض الجيش الإسرائيلي الاستجابة لطلب الصحيفة بنقل بيانات رسمية محدثة تشمل أعداد الجنود الذين أقدموا على الانتحار خلال العام الجاري (2025) “ما يثير تساؤلات حول الشفافية في التعامل مع هذه القضية الحساسة والمتفاقمة”.

وسلطت الصحيفة الضوء على الجنود الإسرائيليين الذين يتلقون العلاج جراء إصابتهم باضطرابات ما بعد الصدمة أو الأمراض النفسية المختلفة الناجمة عن الحرب.

ووفقا لمعطيات وزارة الدفاع الإسرائيلية، يتلقى العلاج في قسم إعادة التأهيل 78 ألفا من جميع حروب إسرائيل، بعضهم تجاوز سن الثمانين.

ومن بين هؤلاء، هناك 26 ألف مصابين نفسيا، منهم حوالي 11 ألفا مُعترف بهم كمصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وفيما يتعلق بالحرب الحالية، يُعالج القسم أكثر من 17 ألف مصاب، من بينهم نحو 9 آلاف مصاب نفسي “ما يعكس الأبعاد النفسية العميقة والمتزايدة للصراع الجاري”، وفق “هآرتس”.

وكشفت الصحيفة عن لجوء الجيش الإسرائيلي إلى تجنيد المرضى النفسيين في صفوف الاحتياط لتعويض النقص الحاصل مع استمرار الحرب 19 شهرا.

وأقر قائد كتيبة مدرعات في الاحتياط لم يذكر اسمه بأنّه، “إلى جانب قادة كتائب آخرين، على دراية بالظاهرة، أي تجنيد جنود يعانون من إصابات نفسية، لكنهم يغضّون الطرف عنها”.

وأضاف: “ليتني كنت أستطيع أن أُجنّد فقط طواقمنا الأصلية، لكن الناس ببساطة لا يأتون. إنهم مرهقون ولديهم مشاكل في البيت والعمل. لذلك، نحن نستدعي آخرين، حتى من ليسوا بكامل جاهزيتهم النفسية أو الجسدية”.

وتابع: “لا خيار أمامنا، أمن الدولة فوق كل شيء، ونحن نعمل بما هو متاح”.

– جنود معاقون نفسيا

ومن خلال عشرات الشهادات التي وصلت إلى “هآرتس”، يتضح أن الجيش الإسرائيلي قام مؤخرا بتجنيد أفراد لأدوار قتالية في وحدات الاحتياط، ليس فقط من بين المصابين نفسيا الذين ما زالوا في طور الاعتراف بهم في وزارة الدفاع، بل أيضا من بين معاقي الجيش المُعترف بهم كمصابين باضطراب ما بعد الصدمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن “بعض هؤلاء تم الاعتراف بإعاقتهم قبل سنوات، بعضهم أُعفي من الخدمة سابقا، وهناك من بينهم من يحمل نسبة عجز عالية تتجاوز 50 بالمئة”.

وبحسب إفادات معاقي الجيش الذين تحدثوا مع الصحيفة العبرية، لم يُقابل أيٌّ منهم أخصائيًا في الصحة النفسية من قبل الجيش قبل استدعائه للخدمة في الاحتياط.

وقالت “هآرتس”: “في الواقع، الغالبية العظمى منهم قالوا إنهم جُنّدوا من خلال إعلانات توظيف نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، من قبل ضباط يعانون من نقص شديد في القوى البشرية”.

وتحدثت الصحيفة مع 3 جنود مصنفين كمعاقين جُنّدوا مؤخرا لأدوار قتالية في قطاع غزة، وقال أحدهم: “لم يسألني أحد عن حالتي النفسية، وأنا لم أرغب في الحديث عنها لأنني خفت أن يؤدي ذلك إلى استبعادي.”

ومطلع شهر مايو/ أيار الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي بإرسال عشرات الآلاف أوامر التجنيد لجنود الاحتياط استعدادا لتوسيع نطاق القتال في غزة، وفق ما أفادت به وقتها وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی ما بعد الصدمة من بین

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يدين اقتحام العدو الإسرائيلي مجمع “أونروا” في القدس المحتلة

الثورة نت /..

أدان الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، اقتحام الشرطة “الإسرائيلية”، اليوم الاثنين، لمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابع للأمم المتحدة في القدس الشرقية.

واستنكر غوتيريش، في بيان، “الدخول غير المصرح به إلى مجمع الأمم المتحدة في الشيخ جراح التابع للأونروا والواقع في القدس الشرقية المحتلة”.

وأكد أن “هذا المجمع يظل من الممتلكات التابعة للأمم المتحدة ولا يجوز انتهاكه وهو محصن من أي شكل آخر من أشكال التدخل”.

وذكّر، بقرار محكمة العدل الدولية مؤخرًا الذي أكد أن “أي إجراء تنفيذي أوإداري أو قضائي أو تشريعي ضد ممتلكات وأصول الأمم المتحدة محظور بموجب اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة”.

ودعا أمين عام الأمم المتحدة، “إسرائيل” الى اتخاذ جميع الخطوات الفورية اللازمة لاستعادة والحفاظ على حرمة ممتلكات الأونروا، ومنع أي إجراءات لاحقة تتعلق بممتلكاتها التي قامت بمصادرتها.

مقالات مشابهة

  • تهديدات داخل بيت هرتسوغ: رجل أعمال يلوّح بكشف “أسرار خطيرة” إذا مُنح نتنياهو عفوا
  • واشنطن تعاقب شبكة تجند مقاتلين كولومبيين للقتال مع الدعم السريع في السودان
  • إسرائيل تعيد فتح معبر “اللنبي” لدخول المساعدات إلى غزة
  • هآرتس: ترامب يرفض “الخط الأصفر” ويضغط لانسحاب إسرائيلي أقرب للحدود في غزة
  • عقوبات أمريكية على شبكة تجند عسكريين كولومبيين سابقين للقتال بصفوف الدعم السريع
  • نشرة المرأة والمنوعات | كيف ينعكس الطقس على المزاج والصحة النفسية .. مخاطر شرب مرضى القلب للماء المثلج
  • الجيش التركي يكمل استعداداته للانضمام إلى “قوة الاستقرار” في غزة
  • “الإعلامي الحكومي” بغزة : العدو الصهيوني يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار
  • غوتيريش يدين اقتحام العدو الإسرائيلي مجمع “أونروا” في القدس المحتلة
  • غوتيريش يدين اقتحام إسرائيل لمقر “أونروا” بالقدس الشرقية