مهيدات يفتتح المؤتمر العلمي حول آليات تسجيل مستحضرات التقنية الحيوية
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ افتتح المدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء الأستاذ الدكتور نزار مهيدات، مساء أمس الأحد، المؤتمر العلمي حول آليات تسجيل المستحضرات ذات التقنية الحيوية.
وأكد خلال المؤتمر، التزام المؤسسة بدورها في تبسيط الإجراءات أمام الاستثمار في مجال الأدوية البيولوجية المشابهة وأدوية التقانة الحيوية ودعم توطين صناعتها في الأردن.
وأضاف إن توفير مثل هذه المستحضرات التي تشهد استخداما واسعا وإنفاقا كبيرا عليها، لتلبية الحاجات الطبية والعلاجية، ينعكس إيجابا على الفاتورة العلاجية وصحة المرضى على السواء.
وأشاد بوجود صناعة دوائية متقدمة وتوطين الصناعة في الأردن من خلال افتتاح مصنع اروان -الأردن لتصنيع المادة الخام “Erythropoietin alpha”، مثمنا المشاركة العربية الواسعة في المؤتمر ودلالتها على السعي الجاد نحو تحقيق التكامل الدوائي العربي.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة أروان المهندس عبد الرزاق يوسف، إن الشركة المسجلة في أكثر من 17 دولة بدءا من لبنان عملت على تسجيل أول مستحضر من المستحضرات ذات التقنية الحيوية وتأسيس مصنع “اروان الأردن” لنقل تقنيات تصنيع وإنتاج المادة الخام للمستحضر “Erythropoietin alpha” إلى المملكة خلال الفترة المقبلة، وذلك لما تطبقه المؤسسة العامة للغذاء والدواء من أسس الصناعة الدوائية الجيده GMP وتطبيق المعايير العالمية في تسجيل المواد الخام والمستحضرات ذات التقنية الحيوية.
وأشاد يوسف باهتمام مؤسسة الغداء والدواء ورعاية المؤتمر العلمي.
وتضمن المؤتمر محاضرات علمية، منها محاضرة حول متطلبات المؤسسة العامة للغذاء والدواء لتسجيل الأدوية البيولوجية المشابهة قدمتها رئيس قسم تسجيل الأدوية البيولوجية والأمصال والمطاعيم الدكتورة أحلام عبد العزيز، إضافة إلى محاضرة حول متطلبات اعتماد المواقع التصنيعية المسؤولة عن تصنيع البيولوجية والبيولوجية المشابهة قدمها أستاذ الجامعة الأردنية والاستشاري الأستاذ الدكتور بشار الخالدي.
كما تضمن محاضرة حول الدراسات السريرية اللازمة لتسجيل الأدوية البيولوجية المشابهة المحتوية على المادة الفعالة ” Erythropoietin alpha”قدمتها استشارية الأبحاث السريرية والصيدلانية الدكتورة رنا بسطامي، إضافة إلى محاضرة حول الاستخدام العلاجي للبدائل الحيوية التي تحتوي على المادة الفعالة ” Erythropoietin alpha” في علاج مرض الكلى المزمن قدمها الدكتور أنطوان بربري.
واختتمت المحاضرات العلمية بمناقشة علمية حول البدائل الحيوية بمشاركة مدير مديرية الدواء الدكتورة رنا ملكاوي.
وشارك في المؤتمر أكاديميون وأطباء اختصاص الكلى من الأردن وخارج الأردن والصيادلة ورؤساء الجمعيات واعضاء النقابات الطبية
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن عربي ودولي اخبار الاردن الأدویة البیولوجیة التقنیة الحیویة محاضرة حول
إقرأ أيضاً:
الكمبيوترات البيولوجية.. هل تصنع الإنسان المثالي؟
مؤيد الزعبي
لا تزال فكرة أن يوجد إنسان خارق فكرة حاضرةً في أذهاننا كبشرية منذ قديم الأزل، رسمناها على معابدنا إنسانًا بأجنحة تطير، وتصورنا في رسوماتنا إنسانًا يقذف اللهب حتى وصلنا للقرن التاسع عشر وعبرنا عن أمنيتنا تلك بأفلام وقصص مصورة فأوجدنا سوبرمان وسبايدرمان والكثير من الشخصيات الخارقة.
ونظرًا لأن حلمنا البشري يتطور ها، نحاول إيجاده بطريقة فعلية، وذلك من خلال الكمبيوترات البيولوجية أو الذكاء العضوي Organoid intelligence، أو ما يُعرف بالحوسبة باستخدام الحمض النووي DNA computing، ولهذا أدعوك عزيزي القارئ لأن تخرج من إطار أن الكمبيوترات هي مجرد أجهزة معدنية مزودة بالشرائح، فنحن على أبواب الكمبيوترات الحية، شرائحها خلايا وأحماض نووية، قادرة على التفكير والتحليل واتخاذ القرار، ولك أن تتخيل كم سنحقق من أمور عندما ندمج أطراف اصطناعية مدعومة بيولوجيًا بأجسادنا، فحينها يمكن أن نطير ونحلق ونسابق الريح إن أردنا ذلك.
قد تكون الفكرة معقدة ولهذا يجب أولًا أن نعرف الكمبيوتر البيولوجي والذي هو جهاز حوسبة يعتمد على مكونات حيوية بدلًا من أو إلى جانب المكونات الإلكترونية التقليدية التي نعرفها، وقد يكون الحمض النووي ((DNA أو خلايا حية أو حتى بروتينات خاصة هي المكون الرئيسي لهذه الحواسيب، والتي تقوم بعمليات معقدة للغاية داخل بيئات دقيقة، مثل داخل جسم الإنسان، وتستخدم الكمبيوترات البيولوجية تفاعلات كيميائية داخل الحمض النووي أو الخلية لمعالجة المعلومات، وبدلًا من الأوامر "0-1" في الحاسوب التقليدي، تقوم الكمبيوترات البيولوجية بتشفير المعلومات عبر تسلسلات جينية أو إشارات بيوكيميائية.
تخيَّل- على سبيل المثال- بكتيريا مُبرمَجَة جينيًا للتفاعل مع مواد كيميائية محددة، وإذا اكتشفت هذه المواد تبدأ بتنفيذ "برنامجها الداخلي"، والذي قد يتضمن إرسال إشارة، أو إفراز دواء معين أو تدمير الخلية المستهدفة، ويُمكن برمجة هذه الخلايا الحية لتشخيص الأمراض مثل اكتشاف الخلايا السرطانية في مراحلها المبكرة، أو إفراز الأدوية تلقائيًا عند الحاجة، دون تدخل خارجي، فهذه التكنولوجيا قادرة على التشخيص والعلاج في آن واحد من خلال تعديل تسلسل (DNA) وتفعيله داخل الخلية والجسم.
في بعض التجارب، وُجِدَ أن الحواسيب البيولوجية قادرة على حل معادلات رياضية ضخمة باستخدام الحمض النووي بسرعة هائلة وبكفاءة طاقة أعلى بمراحل من الحواسيب التقليدية مما سيفتح الباب على مصرعيه لإيجاد حواسيب أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة، وهذا هو السحر الذي ننتظره لحل مشكلة الطاقة والذكاء الاصطناعي، وحتى عندما يتم دمج الخلايا العصبية الحية مع الدوائر الإلكترونية، فتظهر نماذج هجينة تحاكي طريقة عمل الدماغ البشري وتقترب أكثر من الحوسبة الإدراكية، والتي معها سننتقل بالذكاء الاصطناعي لما هو أبعد من مجرد ذكاء بل إدراك ووعي كما لو كان عقلًا بشريًا لكن بقدرات أكبر بملايين المرات.
هل تخيَّلت يومًا أن تُزوَّد أجسامنا بمعالِجات بيولوجية حاسوبية تعمل، من جانب، على تحسين حياتنا الصحية وتكتشف أمراضنا وتعالجها دون أن نتدخل بها، ونصل للإنسان الأكثر صحة والأطول عمرًا "بيولوجيًا". ومن جانب آخر تُزوِّد أدمغتنا بحواسيب بيولوجية فتجعل مِنَّا أكثر قدرة على التفكير والتحليل والذكاء وحتى تخزين المعلومات واستحضارها، وهنا يمكننا القول بأننا قد وصلنا للطبقة الجديدة من الإنسان؛ الإنسان المثالي وخلقنا فجوة بيولوجية جديدة ستتغير معها حياتنا كبشر إلى الأبد.
رغم أني استفضتُ في تجميل الصورة عن الكمبيوترات البيولوجية، إلّا أننا يجب أن نعرف تمامًا أن الإمكانات هائلة ومفتوحة في هذا الجانب، غير أنه في المستقبل القريب لن تكون الكمبيوترات البيولوجية بديلنا عن الحواسيب التقليدية؛ فما زال أمامنا الكثير من التحديات؛ أهمها: ما هو مرتبط بكيفية التحكم بها والأمان، الذي يشكل تحديًا يصعب السيطرة عليه، وأيضًا مسألة نقل المعلومات البيولوجية المعقدة والتي لم نجد لها الكثير من الحلول حتى يومنا هذا، إضافة إلى الموثوقية والتي تتطلب سنوات من البحث لنحققها ونتأكد من نتائجها. ولهذا يمكننا القول إن مثل هذه التكنولوجيا هي خيارنا المُتقدِّم لا الحالي.
بعد كل ما تقدمت به فيما سبق، ألا تشعر معي- عزيزي القارئ- بأن هذا سيخلق لنا مشكلة، وهي أن من هُم قادرون على الوصول لهذه التكنولوجيا واستخدامها سيكونون هم الطبقة المُحسَّنة من البشر، فمن يملك تقنيات تعزيز البشر سيكونون أكثر تفوقًا، وبهذا أكثر نفوذًا وقدرة، أما من لا يستطيع امتلاك هذه التقنيات سيكونون عرضة للانقراض فما لدى غيرهم هو الأبقى والأصلح للتكاثر.
في النهاية.. تذكَّر- عزيزي القارئ- أن الكمبيوتر لم يعد مجرد آلة؛ بل قد يكون كائنًا بيولوجيًا يتنفس ويستجيب، وفي المستقبل يتعلَّم ويتطوَّر ويُطوِّر، ومع كل خلية تُبرمَج، ومع كل جين يُعاد ترتيبه لأداء مهمة محددة، نقترب أكثر من زمن تتحول فيه أجسادنا إلى شبكات حوسبة داخلية، قادرة على معالجة المعلومات والتفاعل معها..
ويبقى السؤال: هل نحن مستعدون لعصر الحوسبة الحيَّة؟ ولماذا نريد كبشرٍ أن نصبح أقوى وأسرع وأذكى؟ هذا ما سوف أتناوله معك في طرحي المقبل.
رابط مختصر