عُمان وكوريا تحتفلان بزراعة شجرة اللبان وزهور رمزية بحديقة سول
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
العُمانية: نظّمت سفارة سلطنة عُمان في جمهورية كوريا، اليوم فعالية مميزة لزراعة شجرة اللبان العُمانية، بالإضافة إلى زهرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب اللّٰه ثراه-، وزهرة السلطان هيثم بن طارق - حفظه اللّٰه ورعاه - وزهرة السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية في حديقة سول للنباتات، في إطار جهود السفارة المستمرة لتعزيز التبادل الثقافي والبيئي بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا، وتسليط الضوء على الروابط التاريخية العميقة التي تجمع سلطنة عُمان وجمهورية كوريا.
وشهدت المناسبة حضور العديد من الشخصيات العامة والمسؤولين الذين شاركوا في زراعة الأشجار وفي مقدمتهم سعادة كيم هيونج دونج عضو الجمعية الوطنية ونائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الكورية-العُمانية، وسعادة تشونج كوانج يونج المدير العام لمكتب شؤون إفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الشؤون الخارجية الكورية، وسعادة كيم تشانج مو، رئيس الجمعية الكورية-العربية، ومديرة حديقة سول للنباتات، وعدد من السفراء المعتمدين في جمهورية كوريا.
وأعرب سعادة الشيخ زكريا بن حمد بن هلال السعدي سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية كوريا عن شكره للضيوف لحضورهم هذه المناسبة.
وأشار إلى أن هذه الفعالية كانت مقررة العام الماضي احتفالًا بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا، ولكن إجراءات الحجر الصحي المتعلقة بالنباتات حالت دون تنفيذ الحدث في وقته.
وأعرب عن تقديره لوكالة الحجر الصحي والنباتي في جمهورية كوريا، وحديقة سيئول النباتية وشؤون البلاط السلطاني (الحدائق والمزارع السلطانية) في سلطنة عُمان على تعاونهم وتفانيهم في تحقيق هذا الحدث.
وأكد سعادة السفير على أهمية هذه المناسبة، واصفًا إياها بأنها تجسّد قيم التعاون والحوار الحضاري، وقال: إن زراعة هذه الأشجار والزهور ليست مجرد فعل رمزي، بل تعكس التزامنا بالحفاظ على التراث الطبيعي والتاريخي لسلطنة عُمان.
وأشاد سعادته بالروابط التاريخية بين البلدين، مؤكدًا على امتدادها منذ عهد مملكة شيلا الكورية، مشيرًا إلى وجود لبقايا من اللبان العُماني في معبد في مدينة كيونغجو في كوريا والتي تعود إلى أكثر من ألف عام وهذا خير دليل على عمق التبادل التاريخي والتجاري بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا.
بدورها، أعربت مديرة حديقة سيئول النباتية عن امتنانها لجهود سفارة سلطنة عُمان في سيئول، مشيدة بالمبادرة التي تقدم رموزًا متجذرة في التراث العُماني، مؤكدة على أهمية الاستمرار في العناية بهذه النباتات لضمان نموّها الصحي في الحدائق الكورية.
ويؤكد هذا الحدث التزام سلطنة عُمان بتعزيز الحوار الحضاري والتعاون البيئي من خلال مبادرات خلاقة تسلّط الضوء على كنوزها الطبيعية القيّمة، وتشير إلى عمق التواصل الحضاري والتاريخي بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا منذ ألف عام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جمهوریة کوریا
إقرأ أيضاً:
شجرة المتحف القومي ولصوصية الكيزان..!
شجرة المتحف القومي ولصوصية الكيزان..!
د. مرتضى الغالي
“كفاح الكيزان” من أجل العودة للسلطة (على أسنة الرماح) أعاد للذاكرة غرائب اللصوصية التي جرت في عهدهم السابق..! هل تذكرون “شجرة الصندل” التي كانت في فناء المتحف القومي بالخرطوم..؟!
اختفت فجأة من حديقة المتحف.. وسبّب ذلك حيرة للجميع..! وعُدّت هذه الواقعة من (غرائب السرقات) في عالم اللصوصية.. فمن كان يظن أن أحداً من الناس يمكن أن يقتلع شجرة من جذورها ويحملها إلى بيته..!
لذلك ذاع خبرها وتم نشر عدة تقارير حولها في وكالات ومواقع وصحف عالمية منها “صحيفة الشرق الأوسط”..!
عمر هذه الشجرة في ذلك الوقت كان 56 عاماً.. ويقدّر العائد من أخشابها بقيمة (700 ألف دولار).. فمن يعرف مثل هذه الحسابات غير الكيزان..؟!!
هم يعلمون أن مُخرجاتها تُستخدم في صناعة العطور من “خُمرة وبخور ودلكة”..! ولكن يأخذك العجب من هذه (الفكرة الشيطانية): سرقة شجرة باسقة تتأود مع الريح من حوش المتحف القومي..!
لم يترك اللصوص من جذعها المتشبّث بالأرض غير 25.2 سنتيمتر (وهي أقدم شجرة صندل في السودان تم جلبها من الهند، وزُرعت في خمسينيات القرن الماضي على يد خبير تصنيف الأشجار “أمين ميخائيل” مما أضفى عليها “قيمة تاريخية وآثارية”.. ولكن مال الكيزان وذلك..؟! المهم هو (قيمتها الدفترية)..!
قالت التقارير إن مثل هذه السرقة لا تتم إلا بمعرفة وإشراف (كبار كوادر الشريعة المدغمسة) الذين يسمحون بـ(الحركة الليلية) ويُشرفون على (الترتيبات الأمنية) وعلى تجهيز الناقلات و(مراعاة الصالح العام)..!
ولكن الأقوال تضاربت حول الآليات التي تم استخدامها في خلخلة جذع الشجرة وقطع ساقها وإخراجها عبر (البوابة الرئيسية) مع وجود الخفراء والحرّاس..!
ولم يُعرف كذلك المكان الذي تم فيه تشذيب أطرافها ولملمة فروعها والتخلّص من أوراقها.. وتشريحها إلى أحجام أصغر قابلة (للنقل والتسويق)..!
وبعد انتشار خبر السرقة وبداية التحرّيات حولها تكفّل قضاء الكيزان ونيابته العامة و”ديوان الحِسبة والمظالم” بقتل القضية وإغلاق ملفاتها.. لأن (حاميها هو حراميها)..!
لقد كانت حكاية مشوّقة لمأساويتها وطرافتها الموجعة ولـ(صغارة نفس) هؤلاء القوم..! وقد كانت تستحق المتابعة رغم أنها تدور في ذات السياق المعروف عن شره وطمع الكيزان وتتبّعهم لكل شاردة وواردة تدًر المال..! لا يرون (فلساً طائراً) إلا وركبوا له السلطة وأتوا به من قرونه..!
هذا ليس غريباً فقد قام الكيزان الكبار بخصخصة واحتكار (الدرداقات) التي كان الصبيان الصغار يدحرجونها لنقل خضار المتسوّقين من أجل توفير مصروف إفطار المدرسة وشراء بعض أرغفة الخبز لأهاليهم..!
فعلاً كانت قصة هذه الشجرة المسكينة تستحق أن تكون رواية على غرار موسم الهجرة إلى الشمال أو رواية مارغريت ميتشل (ذهب مع الريح)..!
إنها مثل (حكاية الزرافة الشهيرة) التي خرجت من السودان في رحلة عجيبة إلى ميناء مرسيليا في فرنسا عبر الإسكندرية.. عندما قرر “محمد علي باشا” إهداء زرافة سودانية إلى “شارل العاشر” ملك فرنسا..!
وجرى استقبال هذه الزرافة (استقبالاً دبلوماسياً) وأُعجب بها الفرنسيون إعجاباً بلغ إقامة الكرنفالات وفرش الأبسطة تحت إقدامها..! وقامت بيوت الأزياء الشهيرة بمحاكاة لونها وخطوط جلدها في موضات ربطات العنق والأحذية والمعاطف وأغطية الرأس.. وتم تأليف السيمفونيات والمقطوعات الموسيقية التي تحمل اسمها.. إلخ
لقد عُرف ذلك لاحقاً بـ”هوس الزرافة”.. حتى بعد وفاتها (عام 1845) حيث جرى تحنيطها وعرضها في متحف التاريخ الطبيعي بمدينة “لاروشيل” كواحدة من أغرب الهدايا السيادية في التاريخ..!
أنت (كوز)..؟! إذن انهب واسرق ما شئت..! ولو كانت شجرة في فناء متحف السودان القومي.. الله لا كسّبكم..!
الوسومالاسكندرية السودان الكيزان المتحف القومي الهند د. مرتضى الغالي شارل العاشر شجرة الصندل فرنسا مارسيليا مارغريت ميتشل محمد علي باشا