نتنياهو يفصل لجنة تعيينات كبار المسؤولين للسطيرة على مفاصل الدولة
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر فصل أعضاء لجنة تعيين كبار المسؤولين في الحكومة ومؤسسات الدولة.
وتقول الصحيفة إن ذلك يمثل خطوة قد تمهد لتعيين شخصيات مقربة منه في اللجنة الجديدة لضمان تمرير التعيينات الحكومية دون اعتراض.
مشروع اليمينويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى أن هذه الخطوة تأتي في إطار مساعي الحكومة للسيطرة على مفاصل الدولة واللجان الهامة فيها.
وأشار -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى أن لجنة تعيين كبار الموظفين التي شملها القرار تعد لجنة محورية تهدف إلى المصادقة على تعيينات الحكومة في المواقع الحساسة، بما فيها قيادات الأجهزة الأمنية.
وقال مصطفى إن اللجنة كانت نقدية جدا لتعيين شخصيات لعدم ملاءمتهم أو بسبب مخالفات إدارية أو جنائية ارتكبوها سابقا، مضيفا أن من أبرز الأمثلة على ذلك رفضها تعيين يوآف غالانت رئيسا للأركان بسبب مخالفة تتعلق بتوسيع بيته على حساب أراض عامة.
وأوضح أن القرار يهدف إلى تشكيل لجنة منصاعة للحكومة تصادق على كل تعيين دون أي فحص أو اعتراض، لافتا إلى أن هذه الخطوة تأتي أيضا في سياق تعيين رئيس جهاز الأمن العام الشاباك ديفيد زيني، الذي قد يواجه صعوبات في الحصول على مصادقة اللجنة الحالية.
إعلانورأى مصطفى أن ما يقوم به نتنياهو هو اصطدام عملي مع جميع مكونات الدولة، في محاولة لإعادة تشكيلها.
وأضاف أن هذه الإجراءات تحمل أيضا بعدا انتخابيا، إذ يسعى رئيس الحكومة إلى إقناع جمهوره اليميني بأنه يتحدى ما يسميها "الدولة العميقة"، ويستبدلها بشخصيات موالية ومنظومات تساعد الحكومة على تنفيذ أجنداتها السياسية، معتبرا أن هذه الخطوة جزء من مشروع اليمين الكبير في السيطرة على مؤسسات الدولة بشكل شمولي.
تحول إستراتيجيأما المحلل السياسي إبراهيم المدهون، فاعتبر أن قرار نتنياهو ليس إجراء إداريا روتينيا، بل مؤشرا بالغ الدلالة على تحول إستراتيجي في طبيعة الحكم داخل إسرائيل، ينذر -برأيه- بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة لصالح دولة ظل تدين بالولاء الشخصي له، لا للمؤسسة أو النظام.
وأوضح -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن نتنياهو يتبع منذ سنوات سياسة تقوم على تعزيز السيطرة الشخصية وتطويع الكيان بالكامل، مؤكدا أن الرجل لم يعد يتعامل مع مؤسسات الدولة باعتبارها أركانا للحكم يجب احترام استقلالها، بل كمواقع نفوذ يجب إخضاعها أو تفريغها من محتواها.
وأشار المدهون إلى أن القضاء والشرطة وجهاز الشاباك والنيابة العامة كلها تعرضت لضغوط ممنهجة، وتم تعيين موالين للحكومة في مواقعها الحساسة، مضيفا أن تفكيك لجنة التعيينات يمثل خطوة إضافية نحو إحكام القبضة على البنية الإدارية والسيادية للدولة.
وأكد أن نتنياهو لا يرى نفسه مجرد رئيس وزراء منتخب ضمن دورة ديمقراطية، بل يسعى لترسيخ موقعه كمرجعية عليا فوق المؤسسات، لا تتعرض للرقابة ولا تحتكم للتوازنات السياسية المعهودة.
واعتبر المدهون أن نتنياهو يمارس الحكم بمنطق "إما أن تكون معي وإما تقصى"، حيث يقصي حتى المؤسسات الرسمية إذا لم تضمن الولاء الكامل، ويرى في استقلال القضاء أو الأجهزة الرقابية تهديدا مباشرا يجب التخلص منه.
إعلانواختتم بالتحذير من أن أي تغيير مستقبلي في الحكم سيواجه تحديا بنيويا عميقا نظرا لوجود شبكة واسعة من الولاءات والتعيينات والمحسوبيات التي أعادت تشكيل الكيان لصالح نتنياهو على أسس حزبية وشخصية.
وقال إن ما يقوم به رئيس الوزراء باسم "الاستقرار السياسي" هو في حقيقته مشروع لإعادة صياغة الدولة على مقاسه الشخصي، يضعف النظام من الداخل ويفتح الباب لأزمات قد تعصف بأسس الحكم وبفكرة إسرائيل ذاتها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جدل في تعيين رئيس جديد لـالشاباك.. تعرف على آخر 5 رؤساء (صور)
أثار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جدلا واسعا فيما يتعلق بتعيين رئيس جديد لجهاز "الشاباك"، رغم إعلانه مؤخرا عن تعيين اللواء ديفيد زيني رئيسا للجهاز، خلافا لقرار المستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف- ميارا، التي وصفت الإجراء بـ"المعيب".
وبحال الإبقاء على تعيين اللواء زيني، فإنه سيستلم منصبه خلفا لرئيس "الشاباك" الحالي رونين بار، والذي قرر نتنياهو في آذار/ مارس الماضي إقالته، ما أثار احتجاجات إسرائيلية واسعة، فيما أعلن بار في نيسان/ أبريل الماضي، أنه سيتنحى عن المنصب في 15 حزيران/ يونيو المقبل.
ونستعرض في التقرير الآتي أبرز المعلومات عن آخر خمسة رؤساء لجهاز "الشاباك" وظروف تعيينهم ورحيلهم، علما أن اسم رئيس "الشاباك" كان غير معلن حتى عام 1995، ولاحقا أصبح معروفا، رغم أن الجهاز تأسس منذ احتلال فلسطين، وكان يعرف باسم "جهاز المخابرات" أو "جهاز الأمن" واختصارا "الشين بيت" أو "الشاباك".
رونين بار (2021- 2025)
⬛ ضابط مخابرات إسرائيلي ورئيس جهاز "الشاباك" منذ 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 حتى 15 حزيران/ يونيو 2025.
⬛ شغل سابقا منصب نائب رئيس الشاباك وعيّنه رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على ترشيحه في 11 أكتوبر 2021 محل نداف أرغمان.
⬛ انضم إلى الجيش الإسرائيلي عام 1984 وخدم كجندي وضابط في وحدة النخبة ووحدة استطلاع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية "سييرت متكال".
⬛ بعد إنهاء خدمته العسكرية عام 1988 افتتح مقهى في تل أبيب يُدعى "مقهى بغداد".
⬛ انضم إلى جهاز "الشاباك" كعميل ميداني عام 1993، وفي عام 2011 عُيّن رئيسًا لقسم العمليات في الجهاز، وأصبح رئيسًا لقسم تنمية الموارد عام 2016، وأصبح نائب رئيس "الشاباك" عام 2018.
نداف أرغمان (2016- 2021)
⬛ رئيس جهاز الشاباك في الفترة ما بين 8 أيار/ مايو 2016 وحتى 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
⬛ قام بتعيينه نتنياهو في 11 شباط/ فبراير 2016، قبل أن يتولى منصبه رسميا في مايو.
⬛ تطوّع عام 1978 كقائد لفريق في وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية "سييرت متكال".
⬛ جُنِّد في الشاباك عام 1983، فاشتغل وأدى فيه أدواراً ذات أهمية كبيرة خاصة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
⬛ ترقى داخل "الشاباك" حتى تولى عدة وظائف تنفيذية وميدانية، يُذكر منها رئاسته لقسم العمليات فيه خلال الفترة الممتدة من 2003 إلى 2007.
يورام كوهين (2011- 2016)
⬛ رئيس الشاباك منذ 28 آذار/ مارس 2011 وحتى عام 2016.
⬛ أعلن نتنياهو في 28 مارس 2011 تعيينه خلفا لرئيس الشاباك يوفال ديسكين.
⬛ جرى انتخابه نائبا لرئيس الشاباك الأسبق ديسكين عام 2005.
⬛ بدأ حياته العسكرية عام 1978 في لواء جولاني وعمل مع الشاباك كحارس ميداني في الضفة الغربية.
⬛ يُلقب بالأفغاني لأن والديه قدما من أفغانستان ليكون أول رئيس للشاباك ينحدر من أصول شرقية.
يوفال ديسكين (2005- 2011)
⬛ رئيس الشاباك منذ 15 أيار/ مايو 2005 وحتى 28 آذار/ مارس 2011.
⬛ بدأ يوفال ديسكين خدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي في دورية "شكيد"، وكان نائبا لقائد الوحدة.
⬛ في مايو 1978 بدأ خدمته في جهاز الشاباك في شعبة الشؤون العربية وخلال الحرب الإسرائيلية الأولى على لبنان خدم مسؤولا عن الشاباك في بيروت وصيدا.
⬛ تدرج ديسكين في شعبة الشؤون العربية إلى أن وصل إلى مرتبات عالية.
⬛ شغل ما بين العامين 2000 – 2003 منصب نائب رئيس الشاباك آفي ديختر.
آفي ديختر (2000- 2005)
⬛ شغل منصب رئيس جهاز الشاباك ما بين عامي 2000 و2005.
⬛ رجل أمن إسرائيلي برز أثناء خدمته في لبنان وفي الأرض الفلسطينية المحتلة.
⬛ أشرف بنفسه على إحدى العمليات التي كانت تستهدف قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام إبراهيم حامد بشكلٍ مباشر أواخر عام 2003، وأدّتْ العملية إلى استشهاد ثلاثةٍ من قادة ومقاتلي القسام آنذاك.
⬛ خلال فترة توليه رئاسة جهاز الشاباك فرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين.
⬛ بعد رحيله عن منصب رئيس الشاباك رشح نفسه لعضوية الكنيست الإسرائيلي وأصبح عضوا وتولى مناصب وزارية أيضا.