تونس تعيد فتح قنصليتها في بنغازي بعد سنوات من الإغلاق
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
أعلنت وزارة الخارجية التونسية، الأحد، عن إعادة فتح القنصلية العامة لتونس في مدينة بنغازي الليبية، واستئناف تقديم خدماتها القنصلية في المنطقة الشرقية من البلاد، بعد سنوات من الإغلاق بسبب الأوضاع الأمنية.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن هذه الخطوة تأتي في إطار "تعزيز التعاون القنصلي بين البلدين وتيسير تقديم الخدمات للمواطنين التونسيين المقيمين في المنطقة الشرقية من ليبيا"، في إشارة إلى عشرات الآلاف من التونسيين الذين يعيشون ويعملون هناك.
ويُنظر إلى هذا القرار كإشارة سياسية ذات أبعاد دبلوماسية، خاصة في ظل الانقسام السياسي في ليبيا بين شرقها وغربها، حيث تمثّل بنغازي معقلًا للسلطة الموازية بقيادة المشير خليفة حفتر.
ويرى مراقبون أن استئناف العمل القنصلي في بنغازي يعكس مساعي تونس لتوازن علاقاتها مع مختلف أطراف المشهد الليبي، دون الانحياز لأي جهة، مع الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والأمنية، وخصوصًا على صعيد ضبط الحدود وتدفق اليد العاملة.
وكانت القنصلية التونسية في بنغازي قد أغلقت أبوابها في السنوات الأولى من الأزمة الليبية، في ظل تدهور الوضع الأمني، وتعرض البعثات الدبلوماسية في ليبيا لاعتداءات متكررة، من بينها حادثة خطف عدد من موظفي القنصلية التونسية في طرابلس عام 2015.
عودة القنصلية إلى العمل في بنغازي تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات التونسية-الليبية ديناميكية جديدة، تشمل ملفات اقتصادية وتجارية ومعابر حدودية، وسط آمال بأن تسهم هذه الخطوة في إعادة نسق التعاون الثنائي إلى مستواه الطبيعي.
ورحّبت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، ومقرها طرابلس، بإعادة افتتاح القنصلية التونسية في بنغازي، ووصفت الخطوة بأنها تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتسهم في تسهيل الخدمات القنصلية للتونسيين في المنطقة الشرقية.
وجاء هذا الترحيب الرسمي رغم توقيت الإعلان الذي تزامن مع تصاعد المظاهرات والاحتجاجات في العاصمة طرابلس، حيث يطالب المتظاهرون بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، ويدعون إلى توحيد المؤسسات الليبية تحت سلطة سياسية واحدة، ما يضفي على الخطوة التونسية بُعدًا حساسًا في سياق الانقسام السياسي المستمر في البلاد.
وتمثل عودة القنصلية التونسية إلى بنغازي مقاربة براغماتية من تونس، التي تحاول تحييد الملف الليبي عن التجاذبات الإقليمية والدولية، من خلال نسج علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الليبية، سواء في الشرق أو الغرب.
وتعي تونس جيدًا أن استقرار ليبيا يعني استقرارها الداخلي، بحكم الروابط الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية، ولهذا فإنها تعتمد سياسة "الحياد النشط" لضمان مصالحها القنصلية والأمنية، خاصة في ظل هشاشة الوضع الليبي وغياب توافق وطني شامل على مسار سياسي موحد حتى الآن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التونسية القنصلية ليبيا العلاقات ليبيا تونس علاقات قنصلية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القنصلیة التونسیة فی بنغازی
إقرأ أيضاً:
رعى اتفاقية مع “لوسيد”.. أمير الشرقية يؤكد على الاستثمار وأنسنة المدن
البلاد (الدمام)
شدد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، على أهمية دعم الشراكات النوعية التي تحقق أثرًا تنمويًا مستدامًا، وتسهم في أنسنة المدن، ورفع مستوى جاذبية المنطقة للاستثمارات، واستثمار مزاياها النسبية والاقتصادية.
جاء ذلك خلال رعايته بمكتبه أمس، توقيع مذكرة تفاهم بين أمانة المنطقة وشركة (لوسِد) المرتبطة بصندوق الاستثمارات العامة ، مؤكدا سموه أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة نوعية تسهم في دعم التحول نحو الطاقة المستدامة، وتعزيز استخدام التقنيات الحديثة في النقل الذكي، والحفاظ على البيئة من خلال توسيع البنية التحتية لاستخدام السيارات الكهربائية في مدن ومحافظات المنطقة.
وقع مذكرة التفاهم كل من أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، والرئيس والمدير الإداري للشرق الأوسط لشركة لوسِد فيصل سلطان.
من جانبه ثمن المهندس الجبير، لسمو أمير المنطقة الشرقية رعايته ودعمه المتواصل للتنمية وتشجيع الاستثمارات، مبينًا أن هذه الاتفاقية تسهم في دعم المحتوى المحلي وتنويع الاقتصاد ، وتتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تحسين جودة الحياة، وبناء قطاعات مستقبلية واعدة، وإيجاد فرص وظيفية نوعية للمواطنين,