دخل آلاف الأطباء الجدد في تونس، الخميس، في إضراب عام يتواصل لمدة خمسة أيام، بالتزامن مع إضراب عام آخر في قطاع النقل وتحديدا بشركة السكك الحديدية، حيث تتوقف اليوم وغدا جميع رحلات القطارات بسبب إضراب العمال.

وتواجه تونس صعوبات كبيرة في قطاع الصحة وخاصة من ناحية هجرة آلاف الكفاءات الطبية وأولهم الأطباء وفقا لمعطيات رسمية، كما تشير أرقام المنظمة النقابية إلى هجرة نحو 3000 طبيب منذ عام 2022، بمعدل يقارب 1000 طبيب سنويًا، بينهم أطباء حديثو التخرج، وآخرون ذوو خبرة يعملون في القطاعين العام والخاص.



عددهم بالآلاف
وبدأ الأطباء الشبان والذين يقدر عددهم بحوالي 12ألفا إضرابهم العام بكافة المستشفيات، احتجاجا منهم على ما يعتبرونه "تواصل الصمت الرسمي وغياب أي تفاعل جدّي مع مطالبهم، في ظل انسداد الأفق وغياب الإرادة الحقيقية لإيجاد حلول فعلية".

وأوضحت منظمة الأطباء الشبان أن مطالب منظوريها تتمثل في ضرورة "خلاص كل المتخلدات (الرواتب) والرفع من قيمتها بما يتناسب مع الجهد المبذول مع مراجعة المقررات المنظمة لها بما يضمن إنصاف الطبيب المقيم والداخلي، مع الترفيع في المنحة الشهرية من خلال إقرار منحة خطر العدوى و التحسين في منحة الإقامة".

وقالت إن الإضراب يشمل كافة الأنشطة الاستشفائية والجامعية بما في ذلك الأنشطة الأكاديمية ومنها دروس التعليم التكميلي المدرجة ضمن البرنامج الأكاديمي، مع استثناء حصص الاستمرار وأقسام الاستعجالي حفاظًا على استمرارية الحد الأدنى من الخدمات في الخط الأول"،مؤكدة "مقاطعة اختيار مراكز التربصات بشكل كامل دون أي استثناء أو تراجع".

ونبهت المنظمة من "عدم الانصياع لأي ضغوط أو تهديدات من أي جهة"، داعية إلى"التحلي بالمسؤولية والانضباط النقابي".

وتتوزع المستشفيات بمختلف أصنافها على جميع المحافظات التونسية، ولكنها تشكو من نقص فادح للأطباء بالمناطق الداخلية، وحسب معطيات نقابة الأطباء للعام 2024، يبلغ عدد الأطباء في تونس نحو 29 ألف طبيب وطبيبة.


لاقطارات ليومين
وتعرف شبكة الخطوط الحديدية بكامل البلاد توقفا تاما لمدة يومين بسبب الإضراب العام للعمال على خلفية جملة من المطالب المهنية، في وقت أكدت فيه وزارة النقل اتخاذها جميع الإجراءات لضمان تنقل المواطنين.

وقالت نقابة العمال الخاصة بالسكك إن نسبة الإضراب "تجاوزت المئة بالمئة وأنه لارجوع للوراء حتى تحقيق مطالبها المشروعة".

ووفق النقابة، فإن مطالب العمال والمقدر عددهم بأكثر من أربعة آلاف تتوزع بين ملفات مهنية واجتماعية تتعلق بترقيات ووضعيات أصحاب الشهائد العليا مع ملفات عدد من المطرودين من العمل إضافة إلى وضعية الشركة ككل.

وفي المقابل، أكدت وزارة النقل في بيان لها أنها وبسبب الإضراب فقد اتخذت جميع الإجراءات لتأمين نقل المواطنين.

ويتنقل آلاف المواطنين يوميا عبر شبكة الخطوط الحديدية وخاصة من المناطق الداخلية للعمل، وتوفر الشبكة عشرات الرحلات بصفة منتظمة وخاصة من مناطق "الأحواز" إلى العاصمة، وهي حكومية متخصصة في نقل المسافرين والبضائع والصيانة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات الأطباء تونس إضراب العمال تونس إضراب الأطباء العمال المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

انتشار البرباشة في شوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد

يزداد عدد "نبّاشي القمامة" أو "البرباشة" باللهجة العامية في تونس، والذين يجوبون الشوارع بلا كلل في القيض والبرد بحثا عن أي قارورة بلاستيكية، مما يشكل انعكاسا للأزمة الاقتصادية وأزمة الهجرة.

يضع حمزة الجباري منشفة على رأسه تقيه أشعة الشمس الحارقة، ويثبت كيسين مليئين بالقوارير البلاستيكية على ميزان في نقطة تجميع في حي البحر الأزرق الشعبي في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس.

كان قد جاب منذ الرابعة صباحا، شوارع عدة قبل أن يقوم عمّال النظافة بتفريغ حاويات القمامة.ويقول الرجل الأربعيني الذي يعيش من جمع البلاستيك منذ خمس سنوات "هذا هو العمل الأكثر توفرا في تونس في غياب فرص العمل".



لكن هذا العمل مرهق جدّا فيما يُباع الكيلوغرام الواحد من القوارير البلاستيكية الموجهة لإعادة التدوير ما بين 500 و700 مليم (16 إلى 23 سنتا).

ولذلك فهو في سباق لا ينتهي مع الزمن والمكان لملء أكبر عدد ممكن من الأكياس للحصول على بضعة دنانير لتوفير قوته اليومي.

انتشرت في تونس خلال السنوات الأخيرة مهنة جمع المواد البلاستيكية وبيعها للتدوير. فبات من المألوف رؤية نساء يبحثن عن القوارير المستعملة على جوانب الطرق، أو رجال يحمّلون أكواما من الأكياس على دراجاتهم النارية يجوبون الشوارع ويقفون عند كل ركن تلقى فيه القمامة للبحث فيها.

"عمل إضافي"

تؤكد منظمات غير حكومية محلية أنه من الصعب تحديد عدد "البرباشة"، إذ إن نشاطهم غير منظم قانونا.

لكن وفق حمزة الشاووش، رئيس الغرفة الوطنية لمجمعي النفايات البلاستيكية، التابعة لمنظمة التجارة والصناعة، فإن هناك 25 ألف "برباش" في تونس ينشط 40% منهم في العاصمة.يقول الجباري إن "الجميع أصبحوا برباشة!".

ويوضح الشاوش الذي يدير أيضا مركز تجميع للمواد البلاستيكية في ضاحية تونس الجنوبية، أن "عددهم ازداد في السنوات الأخيرة بسبب غلاء المعيشة".

ويلفت إلى تحول في القطاع الذي كان "من ينشطون فيه بالأساس أشخاصا بلا دخل" لكن "منذ نحو سنتين، بدأ عمال ومتقاعدون وخادمات في المنازل في ممارسة هذا النشاط كعمل إضافي".

في العام 2024، تجاوزت نسبة الفقر في تونس 16%، بحسب الأرقام الرسمية.وما تزال الأزمة الاقتصادية تلقي بثقلها في تونس مع نسبة بطالة تناهز 16% ونسبة تضخم تقارب 5,4% في العام 2025.

ومنذ العام الفائت، بدأ عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء أيضا بجمع القوارير البلاستيكية وبيعها لتحصيل رزقهم.يعيش معظم هؤلاء المهاجرين في فقر مدقع.




وقد عبروا دولا كثيرة بهدف واحد هو الوصول إلى أوروبا عبر البحر، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين في تونس التي شدّدت الرقابة على السواحل بعد إبرامها اتفاقا بهذا الخصوص مع الاتحاد الأوروبي.

"منافسة"

يقول المهاجر الغيني عبد القدوس إنه صار "برباشا" لكي يتمكن من العودة إلى بلده.ويعمل الشاب البالغ 24 عاما منذ شهرين في محطة لتنظيف السيارات ولكنه يحتاج إلى تكملة لراتبه المتدني.

يساعد جمع النفايات القابلة لإعادة التدوير الشاب الذي حاول مرتين عبور البحر إلى أوروبا بشكل كبير في حياته ويمكنه من دفع الإيجار وشراء أغراض مثل الأدوية.يقول عبد القدوس لفرانس برس متنهدا بعمق "الحياة هنا ليست سهلة".

اضطر الشاب إلى مغادرة مدينة صفاقس الساحلية الكبيرة في الوسط الشرقي إلى العاصمة تونس بعد أن تلقى "الكثير من التهديدات".

وقد شهدت بلدات قريبة من صفاقس تفكيك عدة مخيمات غير منظمة للمهاجرين هذا العام.في العام 2023، تفاقمت أزمة المهاجرين بعدما اعتبر الرئيس قيس سعيّد أن "جحافل المهاجرين من جنوب الصحراء" تهدد "التركيبة الديموغرافية" لتونس.

وانتشرت بعد ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي خطابات حادة وعدائية ضد المهاجرين.ألقت هذه التوترات بظلالها على قطاع جمع القوارير البلاستيكية.

ويقول حمزة الجباري "هناك منافسة قويّة في هذا العمل"، في إشارة إلى المهاجرين.

ويضيف "هؤلاء الناس جعلوا حياتنا أكثر صعوبة... لم أعد أستطيع جمع ما يكفي من البلاستيك بسببهم".




ويذهب الشاوش أبعد من ذلك، فمركز التجميع الذي يشرف عليه "لا يقبل الأفارقة من جنوب الصحراء" ويمنح "الأولوية للتونسيين".

في المقابل، يؤكد عبد الله عمري وهو صاحب مركز تجميع في البحر الأزرق على أنه "يقبل الجميع".ويضيف الرجل البالغ 79 عاما "من يقوم بهذا العمل هم بحاجة" سواء "كانوا تونسيين أو من جنوب الصحراء أو غيرهم".

ويختم بفخر "نحن ننظّف البلاد ونوفر لقمة العيش للعائلات".

مقالات مشابهة

  • المفوض العام للأونروا: أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث الآن بالفعل في غزة
  • انتشار البرباشة بشوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد
  • انتشار البرباشة في شوارع تونس يعكس الأزمة الاقتصادية في البلاد
  • عمال مصر يطالبون العالم الحر بالانضمام لدعوة الرئيس السيسي بشأن غزة
  • «الأونروا»: فتح جميع المعابر هو السبيل الوحيد لتجنّب حدة المجاعة في غزة
  • مئات الحاخامات اليهود يطالبون إسرائيل بوقف التجويع وقتل المدنيين
  • إضراب في مطار لشبونة يؤدي إلى إلغاء وتأخير عشرات الرحلات الجوية
  • متظاهرون في نيويورك يطالبون بوقف الإبادة والتجويع بغزة
  • رمضان السيد: جميع صفقات الأهلي «سوبر».. ومصطفى محمد لا يريد العودة لمصر
  • آلاف الإسرائيليين يطالبون بإعادة الأسرى حتى لو توقفت الحرب