المدينة المفقودة تحت الأهرامات.. خرافة تتجدد ورفض علمي يتصاعد
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
من جديد، تعود أسطورة "المدينة المفقودة تحت أهرامات الجيزة" إلى الواجهة، لكنها هذه المرة، ليست فقط محل رفض علمي واسع، بل تصحبها أيضا موجة من الشكوك حول النوايا التي تقف وراء إعادة بثها.
وزعم فريق من الباحثين الإيطاليين في مارس (آذار) الماضي، العثور على دلائل باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد على وجود بنية معمارية ضخمة تحت الهرم الأكبر خوفو، وعادوا مجددا ليعلنوا قبل أيام عبر قنوات إعلامية عن وجود أنفاق وهياكل وأعمدة تُشير إلى مدينة مفقودة تقع على عمق يصل إلى 600 متر تحت سطح هرم منكاورع " هرم منقرع".
وبينما شكك علماء آثار وجيوفيزيائيون تحدثوا لـ "الجزيرة نت" في صحة البيانات والتقنيات المستخدمة، ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، ليعتبروا أن هذه المزاعم ليست مجرد أخطاء علمية، بل محاولة ممنهجة لتقويض التاريخ المصري القديم، ونسب إنجازاته إلى حضارات "غامضة" أو "غير مصرية".
من الهرم الأكبر إلى منقرعبدأ الفريق الإيطالي بقيادة الباحث كورادو مالانجا من جامعة بيزا الإيطالية في إثارة الجدل العلمي في مارس / آذار الماضي، عندما أعلن عبر تقارير صحفية وفيديوهات ترويجية أنه توصل إلى اكتشاف "بنًى ضخمة" مدفونة تحت الهرم الأكبر (خوفو)، باستخدام تقنيتين جيوفيزيائيتين: الرادار الأرضي المخترق للتربة (GPR) ورادارات الفضاء (SAR) ، وادعى الفريق حينها أن البيانات التي تم جمعها تظهر وجود "ممرات وقاعات تشبه غرفا منظمة"، ما فسروه على أنه بقايا مدينة أثرية دفنتها الرمال والنسيان لآلاف السنين.
إعلانلكن، وبالرغم من النقد الذي وجه لمزاعمهم في حينه، عاد الفريق مؤخرا بمزاعم أكثر جرأة، وهذه المرة تحت هرم منقرع (الهرم الثالث في الجيزة). حيث نشر الباحثون تصريحات جديدة يفيدون فيها بأنهم رصدوا "شبكة أنفاق معمارية متشابكة وهياكل منتظمة" أسفل الهرم تمتد على أعماق تصل إلى 600 متر. ووفقا لهم، فإن هذه البنية تظهر تخطيطا يوحي بوجود "مدينة مفقودة" ذات طابع معماري منظم ومعقد.
المثير في الأمر، أنهم لم يكتفوا بهذه الادعاءات، بل ربطوها بزمن ما قبل التاريخ، مشيرين إلى أن هذه الهياكل قد تعود إلى نحو 38 ألف سنة مضت، وهي فترة تسبق أي وجود معروف لحضارة بشرية متطورة في شمال إفريقيا أو في أي مكان بالعالم تقريبا، وهذه القفزة في التأريخ، وتجاوزها لكل ما هو موثق في تاريخ الحضارات، زادت من استغراب المتخصصين، وأشعلت موجة نقد علمي واسعة.
البداية كانت مع الدكتور جمال العشيبي، باحث ما بعد الدكتوراه في الأركيولوجيا بجامعة إكس-مرسيليا الفرنسية، الذي وصف المزاعم الجديدة للفريق الإيطالي بأنها تفتقر لأي أساس علمي.
وقال لـ "الجزيرة نت" إن " الفريق الإيطالي لم ينشر نتائجه في أي مجلة علمية محكمة، كما أنه لم يقدم أي دعم ميداني أو حفريات أثرية رسمية".
وأضاف أن الادعاء بالوصول إلى عمق 600 متر بتقنيات الرادار الأرضي المخترق للتربة (GPR) ورادارات الفضاء (SAR) ، غير منطقي علميا، خاصة في بيئة جيولوجية معقدة مثل هضبة الجيزة، حيث تتداخل الصخور الجيرية الكثيفة مع طبقات من الرمل والطين، مما يضعف قدرة موجات الرادار على اختراق الأرض.
وذهب العشيبي إلى أبعد من ذلك، مشيرا إلى أن ما تم وصفه بأنه "أعمدة وأنفاق منظمة" هو في الحقيقة تأويل تعسفي لم يُدعم بصور أصلية أو تحليل جيولوجي محترف، بل إن تحديد تاريخ هذه البنية المزعومة بـ38 ألف سنة مضت يتنافى تمامًا مع كل ما هو معروف عن التسلسل الحضاري في مصر القديمة، التي لم تُظهر أي مؤشرات على وجود حضارة متقدمة بهذا القِدم في شمال إفريقيا.
إعلانوحذر العشيبي من أن بعض وسائل الإعلام تروج لمثل هذه الادعاءات دون تدقيق علمي، وكأن هناك نية مبيتة لنزع الحضارة من أصحابها الحقيقيين ونسبها إلى "كائنات" أو شعوب غامضة. وأشار إلى أن هذه السرديات تستهدف "جمهور العامة" وليس الأوساط العلمية، وتقدم بأسلوب مثير يفتقر إلى الحد الأدنى من الموضوعية.
ومن جهته، وجد المؤرخ والكاتب في نطاق علم المصريات بسام الشماع في مشروع كساء هرم منكاورع بالجرانيت، والذي لم يكتمل، سببا كبيرا ليصف ادعاءات الفريق الإيطالي بالخرافة.
وأوضح الشماع في تصريحات لـ "الجزيرة نت"، أنه خلال هذا المشروع الذي تم الإعلان عنه في فبراير / شباط من عام 2024، تم الحفر حتى عمق 6 أمتار أمام الهرم، وظهرت الصخرة الأم التي بُني فوقها ، ما ينفي تماما وجود أي بنية تحتية أو مدينة مدفونة.
كما شدد الشماع على عدم وجود أي نص مصري قديم يدعم هذه المزاعم، ناهيك عن استحالة وصول التقنيات الحالية إلى عمق 600 متر تحت الأرض كما ادعى الباحثون الإيطاليون.
شكوك حول النواياأما الدكتور كارم عبد المحسن، الباحث في الجيوفيزياء بجامعتي مشيغان وأريزونا، فقد أوضح أن أقصى ما تستطيع تقنيات الرادار الأرضي " GPR " الوصول إليه هو 30 إلى 40 مترا في بيئات مثالية، أما في بيئة أهرامات الجيزة، فالاختراق محدود جدا.
وقال عبد المحسن لـ "الجزيرة نت"، إن " الوصول إلى أعماق أكبر يتطلب استخدام تقنيات المغناطيسية أو الجاذبية التي تستخدمها شركات النفط، مع التأكيد على أن مثل هذا العمل لا يمكن أن يتم دون تنسيق مع الجانب المصري ووزارة الآثار، وهو ما لم يحدث في هذه الحالة، مما يثير الشكوك حول نوايا الفريق البحثي".
ويرى أن حديث الفريق الإيطالي افتقد إلى المنهجية العلمية، فلم يتم نشر تفاصيله في دوريات علمية، ولم يصاحبه إجراء أي أعمال حفرية ميدانية موثقة، وهذا يجعله أقرب إلى روايات الخيال العلمي منه إلى الاكتشافات العلمي.
إعلانوأضاف أن التركيز على مثل هذه السرديات الخارقة ليس سوى محاولة جديدة لإحياء "أسطورة المدينة الخفية" تحت الأهرامات، ولكن بنكهة إعلامية مثيرة وحقائق غائبة.
وتساءل: " لماذا يتم تجاهل التاريخ الحقيقي لحضارة وثقت بآلاف النقوش والقطع الأثرية، لصالح قصص مثيرة لا تجد لنفسها موضع قدم في الأوساط الأكاديمية".
ويختم: "ربما تتعدى الإجابة حدود الإثارة والتضليل، إلى أجندات أبعد مما نتصور".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الفریق الإیطالی الهرم الأکبر الجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
بعد انطلاقها اليوم.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 PDF علمي وأدبي
جدول امتحانات الثانوية العامة 2025.. بعد عقد أولى المواد، يبحث الطلاب عن طريقة تحميل جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 بصيغة الـ «PDF» للتعرف على المواد التالية للشعبتين.
جدول امتحانات الثانوية العامة 2025أتاحت وزارة التربية والتعليم، جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 للشعبتين الأدبية والعلمية للنظامين الجديد والقديم، للتعرف على ترتيب المواد المقررة عليهم ومواعيد عقدها.
ويمكن للطلاب تحميل جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 للقسم الأدبي والعلمي الدراسين بالنظام الجديد أو القديم، لتحميل المستند اضغط هنا.
ووفقًا للمواعيد المعلنة في جدول امتحانات الثانوية العامة 2025، تستمر الامتحانات لطلاب النظام الجديد بالشعبة الأدبية 7 أيام، بينما للشعبة العلمية 8 أيام فقط، وتستمر امتحانات الثانوية العامة 2025 لطلاب النظام القديم لمدة 11 يوم وذلك للقسم العلمي، بينما تستمر لمدة 9 أيام للقسم لأدبي، وتستمر للطلاب المكفوفين نظام قديم لمدة 14 يوم، بينما تستمر للنظام الجديد لمدة 12 يوم، وتستمر امتحانات الثانوية العامة 2025 لمدة 11 يوم لطلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا.ال
انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2025وبدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عقد امتحانات الثانوية العامة 2025 لطلاب الشعبتين الأدبية والعلمية بالنظامين الجديد والقديم، صباح اليوم الأحد الموافق 15 يونيو الجاري، في المواد المقررة على الطلاب اليوم.
- يجب على الطالب تجنب تظليل أكثر من دائرة في اختيار الإجابة على نفس السؤال.
- يجب على الطالب تجنب وضع أي علامات أو كتابة عبارات في ورقة الإجابة تدل على شخصية الطالب أو ما شبه ذلك.
- يجب على الطالب عدم حيازة التليفون المحمول داخل لجان امتحانات الثانوية العامة 2025.
- في حالة حيازة الهاتف المحمول، يتم تحرير محضر غش وتوقيع عقوبة الحرمان من الامتحان.
- يجب على الطالب كتابة بياناته كاملة ورقم النموذج على ورقة التعريف بامتحانات الثانوية العامة 2025.
- يحظر على الطالب ترك بياناته فارغه بورقة الإجابة.
- يجب على الطالب تجنب ترك ورقة إجابة امتحانات الثانوية العامة 2025 فارغة دون إجابات.
- يجب على الطالب عدم القيام بأي أعمال شغب من شأنها الإخلال بأعمال امتحانات الثانوية العامة 2025.
- يحظر على الطالب التأخر عن موعد بدء الامتحان بحد أقصى 20 دقيقة من بدء الامتحان إذا كان هناك عذر مقبول.
اقرأ أيضاًامتحانات الثانوية العامة 2025.. أول رد رسمي بشأن تسريب امتحان التربية الدينية
انطلاق أولى امتحانات الثانوية العامة 2025 في مادة التربية الدينية للشعبتين الأدبية والعلمية
وزير التعليم يتابع انطلاق امتحانات الثانوية العامة 2025 من غرفة العمليات