قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إيران تعتمد مقاربة جديدة في إدارتها لهجماتها بالطائرات المسيّرة خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ترتكز على 4 مفاهيم أساسية هي: التزامن، التنوع، التباعد، وعدم الانتظام.

وأوضح الدويري في مداخلة على قناة الجزيرة أن إيران لا تزال تلتزم بمبدأ التزامن عبر المزج بين المسيّرات والصواريخ الباليستية والمجنحة والفرط صوتية، لكنها أضافت إليه مفردات جديدة تعكس مرونة تكتيكية في توجيه الضربات، وهو ما يربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

ومؤخرا، اعتمدت إيران التنوع الذي ظهر في استخدام عدة وسائط قتالية، وكذلك التباعد المتمثل في توسيع رقعة الجغرافيا المستهدفة، من الجولان مرورا ببيسان ووصولا إلى وادي عربة، بما يغطي معظم مساحة فلسطين المحتلة.

وفيما يتعلق بعنصر "عدم الانتظام"، اعتبر الدويري أنه بات الأكثر حضورا في الإستراتيجية الإيرانية، حيث لا تتبع الهجمات نسقا ثابتا، بل تتبدل أنماطها بين استهداف بالصواريخ فقط أو بالمسيّرات فقط أو بالمزج بينهما.

وقد شهدت إسرائيل خلال الساعات الأخيرة اعتراض 5 مسيّرات على الأقل، بحسب ما أعلنته إذاعة الجيش الإسرائيلي، في حين أفادت مصادر أخرى بإطلاق نحو 10 مسيّرات من إيران منذ صباح اليوم، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في النقب وإيلات ووادي عربة.

نمط غير منتظم

ويخلق هذا النمط غير المنتظم إرباكا لدى القيادة الإسرائيلية في إدارة دفاعاتها الجوية، حسب الخبير العسكري، رغم أن فعالية هذه الهجمات تبقى أقل من تأثير الضربات الإسرائيلية العميقة داخل الأراضي الإيرانية بطائرات "إف-35" (F-35) و"إف-15″ (F-15) أو عبر مسيّرات صغيرة يستخدمها عملاء على الأرض.

ورغم محدودية فعالية الطائرات المسيّرة بسبب طول المسافة التي تقطعها من إيران، يرى الدويري أنها ستبقى سلاحا مهما، لكنه مكمل للسلاح الرئيسي وهو الصواريخ، خاصة عندما تُستخدم لإشغال منظومات الدفاع الجوي وتسهيل مرور الصواريخ إلى أهدافها.

إعلان

وبيّن اللواء الدويري أن طول المدى الجغرافي للمسافة التي تقطعها المسيّرات الإيرانية يجعلها عرضة للمراقبة والاستهداف، مما يفقدها بعض ميزاتها، لكنه لا يلغي فعاليتها بالكامل، إذ إن عددا منها ينجح في الوصول إلى أهدافه، كما حدث في بيسان ووادي عربة.

وأظهرت المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية سقوط مسيّرة في بيسان، وأخرى على الطريق رقم 90 في وادي عربة، وسط تزايد حديث المراسلين العسكريين عن حالة استنفار غير مسبوقة لسلاح الجو في ملاحقة الأهداف الجوية.

وتبذل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، جهدا كبيرا لإسقاط هذه المسيّرات، سواء عبر التشويش الإلكتروني أو استخدام الطائرات أو المضادات الأرضية، وهو ما يستهلك طاقة منظوماتها الدفاعية ويتيح فرصا أفضل لمرور صواريخ إيرانية.

إشغال مربك

وأوضح الخبير العسكري أن هذا "الإشغال" يشكل أحد الأهداف غير المباشرة لاستخدام المسيّرات، إذ إن إسقاطها ليس أمرا مجانيا، بل يتطلب تشغيل بطاريات، وتنسيقا مع سلاح الجو، ونشرا للمضادات الأرضية، مما يفرض عبئا إضافيا على القيادة العسكرية الإسرائيلية.

ورأى أن المزج بين الطائرات المسيّرة والصواريخ يحقق نوعا من الإرباك الشامل أو ما وصفه بـ"الإغراق الجزئي"، إذ يصعب على الدفاعات التعامل مع هجمات متزامنة وغير منتظمة ومن مناطق جغرافية متعددة.

وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد أعلنت أن صفارات الإنذار دوّت في مناطق مختلفة من جنوب الجولان وفي منطقة صناعية بالنقب وإيلات، ما يعكس اتساع رقعة التهديد الذي تمثله المسيّرات الإيرانية في هذا التوقيت.

وتلاحق وحدات من سلاح الجو الإسرائيلي حاليا، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، مسيّرة تسللت إلى منطقة وادي عربة جنوب البحر الميت، في حين لا تزال التحقيقات جارية بشأن مصادر ومسارات الطائرات الأخرى.

ويرى الدويري أن إيران، رغم أنها لا تملك التفوق الجوي أو التكنولوجي الكامل، فإنها نجحت في توظيف الإمكانيات المتاحة بمرونة تكتيكية تشكل ضغطا معنويا وعسكريا على إسرائيل، ضمن إطار معركة عضّ الأصابع المستمرة بين الطرفين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدویری أن المسی رات مسی رات

إقرأ أيضاً:

هجمات روسية أوكرانية متبادلة بعشرات المسيّرات

دمرت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية 82 مسيّرة من أصل 108 مسيرات روسية هاجمت الأراضي الأوكرانية، وفقا لما أعلنه سلاح الجو عبر تطبيق تليغرام، في حين أفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، بإسقاط 30 طائرة مسيرة أوكرانية فوق المناطق الروسية الليلة الماضية.

وقال سلاح الجو إن" قوات الدفاع الجوي والصواريخ المضادة للطائرات ووحدات الحرب الإلكترونية تصدت للهجوم الروسي"، ونقلت عنه وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم" أنه "حتى الساعة 8 صباحا اليوم الجمعة أسقطت قوات الدفاع الجوي، أو حيدت 82 هدفا جويا، 3 طائرات مسيرة و79 طائرة مسيرة نوع شاهد، وأنواعا مختلفة من أجهزة محاكاة الطائرات المسيرة في شمال وجنوب وشرق ووسط أوكرانيا".

وأفادت الوكالة بتسجيل إصابة 26 مسيرة لعشرة مواقع، وسقوط حطام للمسيرات في 8 أماكن، مضيفة أن القوات الروسية هاجمت مجمعات سكنية في منطقة كييف بطائرات مسيرة ليلة 8 أغسطس/آب، مما تسبب في حرائق وإصابة فتاة تبلغ من العمر 16 عاما وامرأتين تبلغان من العمر 56 و80 عاما.

وفي موسكو قالت وزارة الدفاع، في بيان لها، إن" منظومات الدفاع الجوي العاملة دمرت واعترضت الليلة الماضية 30 طائرة مسيرة أوكرانية"، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن "9 مسيرات منها أسقطت فوق مقاطعة روستوف، و8 فوق شبه جزيرة القرم، و6 فوق مقاطعة ساراتوف، و5 فوق مقاطعة بريانسك، وواحدة فوق كل من مقاطعتي بيلغورود وفولجوجراد".

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا حربا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.

مقالات مشابهة

  • حصيلة دامية جديدة جرّاء استمرار الحرب على قطاع غزة
  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية
  • أمطار رعدية متفاوتة الشدة على عدة محافظات يمنية خلال 24 ساعة
  • في اتصال هاتفي.. الرئيسان السيسي وأبو مازن يؤكدان على رفض القرارات الإسرائيلية الأخيرة بشأن غزة
  • هجمات روسية أوكرانية متبادلة بعشرات المسيّرات
  • الرئاسة الفلسطينية: نرفض القرارات الإسرائيلية الأخيرة
  • واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران
  • موقف الثنائي رهن الساعات الأخيرة.. السيناريوهات المحتملة
  • الضربات لم تكسر شوكة إيران ومكانتها الإقليمية باقية ولكنها مأزومة.. دراسة جديدة
  • حصيلة الإبادة الجماعية في غزة ترتفع إلى 61 ألفا و 158 شهيدا