والد الطفلة غيثة يطمئن: حالتها في تحسن والمشتبه به رهن الاعتقال
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
طمأن عبد الله مخشي، والد الطفلة غيثة التي تعرضت لحادثة دهس بشاطئ سيدي رحال، الرأي العام حول الوضع الصحي لابنته، مؤكداً أن حالتها تشهد تحسناً ملحوظاً، وأنها نُقلت إلى المنزل حيث تتلقى العناية اللازمة.
وفي تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك”، أوضح مخشي أن المشتبه به في حادثة الدهس لم يفر من مكان الواقعة، كما تم تداوله، بل يتابع حالياً في حالة اعتقال، مؤكداً أن الملف يسير في مساره القضائي الصحيح.
وعبّر والد غيثة عن شكره العميق للمغاربة على موجة التضامن والتعاطف التي تلقاها، محذراً في الوقت ذاته من حسابات مزيفة تستغل اسم ابنته لطلب مساعدات مالية، نافياً امتلاك العائلة لأي حسابات على “تيك توك” أو طلبها لأي دعم مادي.
يذكر أن قضية غيثة أثارت تعاطفاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات بالشفاء العاجل وإنزال العقوبات على المتسبب في الحادث.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: اعتقال المتهم التضامن المغربي الحالة الصحية الطفلة غيثة تبرعات وهمية تيك توك حادثة دهس سيدي رحال
إقرأ أيضاً:
عشتُ شهرا في طرقة: شهادة من دوامة الاعتقال والتدوير في السجون المصرية
في أول أيام الدراسة في كلية الإعلام، قرأنا أن الخبر العادي لا يصلح للنشر لأنه خبر متداول يوميا ليس فيه إثارة للمتابعة. بمعنى أنه إذا عضَّ كلبٌ رجلا، هذا أمر شائع، أما إذا عضَّ رجلٌ كلبا، فهذا هو الخبر الذي يستحق النشر. لماذا؟ لأنه مليء بالإثارة وعدم التكرار.
أصبحنا اليوم نقرأ أنه تم اعتقال فلان، وفقد الناشط السياسي حياته في محبسه، وتعرض المعارض.. إلى التعذيب الممنهج، وتم حرمان المعتقل من أخذ دوائه.. الخ. أصبحت تلك الأخبار أمرا عاديا ويوميا، حتى تلاشت أيضا من الذكر على المواقع التي تتبنى خطا تحريريا ضد الدكتاتورية، ولكنها للأسف تحكمها كما ذكرنا آنفا الاثارة.
منذ ستة أشهر، وتحديدا في شهر أيار/ مايو 2025، تعرضتُ للاعتقال، وبقيتُ قرابة الشهرين في تلك البقعة الآسنة من الأرض؛ السجن. عشتُ أكثر من شهر في طرقة عرضها متر وبضع سنتيمترات، وطولها حوالي 8 أمتار، ووصل عدد المعتقلين السياسيين فيها إلى 14 سجينا. ليس فيها دورة مياه، كنا نضطر أن نتبول في أكياس، لأن الحارس ليس لديه مزاج لكي يفتح لنا الباب لقضاء الحاجة.
الطرقة كانت تُطل على ثلاث غرف بأبواب سوداء كالحة، غرفة معروفة أنها غرفة الإخوان، كانوا ملتزمين تجاهنا بتقديم وجبتي طعام يوميا دون كلل أو ملل، وأخرى تقدم لنا مشروبات ساخنة، والغرفة الثالثة عبارة عن مقبرة لا تقدم شيئا، وهي معروفة بـ"غرفة التطرف".
المضحك في الأمر أن أحد المعتقلين، وكان قريبا من الفكر الداعشي، كان يسبّ الإخوان سبا، وكنتُ مستغربا ومتعجبا في نفس الوقت، فهم الوحيدون من الغرف الثلاثة الذين كانوا يقدمون لنا الأكل.
كل غرفة فيها 24 معتقلا، أحيانا ينقص العدد بخروج أحدهم، ويزيد بدخول آخر، حتى وصلت لأقصى عدد بـ26 معتقلا.
أزمة "التدوير": وهي أن يتم أخذ قرار إخلاء سبيل المعتقل من القاضي، ولكي يخرج يجب أن يذهب إلى المركز أو القسم الذي تم تلفيق القضية له، مثل: الانضمام لجماعة إرهابية، تمويل جماعة إرهابية، تلقي أموال من الخارج وتوزيع منشورات.. إلخ. ومن ثم يتم تلفيق للمعتقل قضية أخرى في مركز وقسم آخر. قابلتُ الكثير منهم، من قضى في تلك الدوامة ستة أشهر، وعاما، وعامين ونصف؛ مهزلة بكل المقاييس. قابلتُ الأب وابنه في نفس المحبس وفي نفس المهزلة، والأخوين، والخال وابن أخته.
أخيرا، والله لا أستطيع أن أُسكت قلمي، فالمشاهد التي رأيتُها تتداعى إليّ كانسياب المياه. محمد صلاح، الشاب الذي تم سجنه وهو في أوائل العشرينيات وفي الصف الأول الجامعي بكلية الألسن، أتم عشر سنوات عجاف في 2023، والسلطة المصرية تراه خطرا. قال لي بالحرف: "أنا مش هاشوف الأسفلت ثاني".
أنا الآن خارج مصر، أنا وأولادي، الحمد لله. تم إيقافي عن العمل وقطع رزقي. الآن أنا أعيش حرا، أنام دون خوف، أصحو بلا خوف، أتحرك بلا ريبة.
حرام يا مصر، حرام يا سلطة، حرام يا سيادة الرئيس المنقلب على رئيسه!
افتكرُوهم، تكلموا عن مأساة المعتقلين، عن أسرهم، عن حقوقهم، عن كل ما يخصهم؛ لأنهم ببساطة هم ملح الأرض.