انطلقت مساء اليوم الأربعاء الجولة الثالثة من المحادثات الروسية الأوكرانية المباشرة في مدينة إسطنبول التركية، وسط أجواء حذرة وتوقعات روسية بصعوبات شديدة تحول دون تحقيق اختراق دبلوماسي كبير في مسار الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.

وشهد اللقاء حضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى جانب رئيسي الوفدين: فلاديمير ميدينسكي من الجانب الروسي ورستم عمروف من الجانب الأوكراني، في لقاء وُصف بأنه "ثلاثي"، وليس ثنائيًا كما أشيع في البداية.

أخبار متعلقة مقتل 11 عاملًا خلال مكافحتهم حريق غابات في تركياشهرت بزوجته أمام الملايين.. ماكرون يقاضي مؤثرة أمريكية

ودعا فيدان إلى وقف الحرب "بأسرع ما يمكن"، مؤكدًا أن "تركيا مستعدة لتوفير آلية مراقبة لأي وقف لإطلاق النار".
كما أعرب عن امتنانه للرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لعب دورًا في الضغط لعودة الحوار.

عقبة المواقف المتضادة

أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن المقترحات المطروحة من الجانبين متعارضة تمامًا، مؤكدًا أن المفاوضات لن تكون سهلة، خاصة في ظل تمسك موسكو بمطالبها الأمنية والسياسية.

تُطالب روسيا بانسحاب أوكراني من المناطق التي أعلنت ضمها، إلى جانب شبه جزيرة القرم، ورفض الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإنهاء الدعم العسكري الغربي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بدء المحادثات الروسية - الأوكرانية في إسطنبول - الأناضول

في المقابل، تشترط أوكرانيا انسحابًا روسيًا كاملًا من أراضيها، وضمانات أمنية تشمل استمرار تسليحها ونشر قوات دولية، إضافة إلى وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 30 يومًا، وهو ما ترفضه موسكو.

تبادل أسرى ومصير الأطفال الأوكرانيين

رغم الجمود السياسي، تشير التقارير إلى تحقيق تقدم نسبي في ملف تبادل الأسرى، وهو ما أشار إليه فيدان أيضًا خلال كلمته الافتتاحية، وتُبدي أوكرانيا رغبة واضحة في مناقشة إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا قسرًا إلى روسيا.

بالتزامن مع المحادثات، قصفت روسيا مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 220 ألف مشترك، حسبما أعلن الرئيس الأوكراني.

كما رُصدت هجمات مسيرات متبادلة بين الطرفين، إذ أعلنت أوكرانيا إسقاط 71 مسيرة روسية، بينما قالت روسيا إنها حيدت 33 مسيرة أوكرانية أطلقت على أراضيها.

الولايات المتحدة تراقب وتضغط

تأتي هذه الجولة بعد مهلة حددها ترامب بـ50 يومًا للتوصل إلى اتفاق، وإلا سيُفرض عقوبات قاسية على موسكو.
وعلى الرغم من خيبة أمل واشنطن أخيرًا من تعنت بوتين، إلا أن الإدارة الأمريكية أعلنت استئناف إمدادات السلاح لكييف ضمن تنسيق مع الناتو.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات إسطنبول المحادثات الروسية الأوكرانية إسطنبول الحرب الحرب الأوكرانية الروسية الحرب الروسية في أوكرانيا الحرب الروسية على أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

ملامح خطة ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

تطرح خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب -التي كشفت وسائل إعلام أميركية عن أجزاء منها- تصورا لاتفاق شامل لعدم الاعتداء بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا، على نحو يعيد صياغة مسار الحرب ويُنهي ما تصفه المسودة بـ3 عقود من الغموض الجيوسياسي في القارة الأوروبية.

ومارس ترامب ضغوطا كبيرة -أمس الجمعة- لدفع أوكرانيا إلى القبول بخطته لتسوية النزاع الدائر بينها وبين روسيا، وأمهل أوكرانيا حتى الخميس المقبل لقبول خطة السلام الأميركية.

ويعرض التقرير الذي أعده عمر عبد اللطيف الخطوط العريضة لمسودة الخطة، إذ تضم 28 بندا تشكل إطارا لاتفاق سلام يوازن بين النفوذ الروسي والضمانات الغربية، ويقيّد كثيرا من الخيارات العسكرية والسياسية أمام الطرفين.

وتشير البنود الأولى في الخطة إلى اعتراف دولي -يشمل الولايات المتحدة– بسيطرة موسكو بحكم الأمر الواقع على دونباس التي تضم لوغانسك ودونيتسك، بما فيها المناطق التي تواصل كييف بسط نفوذها عليها رغم الحرب الدائرة.

وتتوسع المسودة باقتراح إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في جزء من دونيتسك، بما يمنح خطوط التماس طابعا أكثر ثباتا، ويقلص احتمالات تجدد المواجهات الواسعة في تلك الجبهة الحيوية.

وتنص البنود المتعلقة بخيرسون وزاباروجيا على تجميد خطوط السيطرة الحالية، حيث تحتفظ روسيا بنحو 75% من المنطقتين، مع إمكانية إعادة بعض الأراضي شرط التوصل إلى تفاهمات سياسية ضمن المفاوضات القادمة.

أمر واقع

كما تكرس المسودة اعترافا ثانيا بسيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم، معتبرة الأمر واقعا ثابتا، بالتوازي مع ضمان حرية استخدام أوكرانيا نهر دنيبر في النقل التجاري، وتسهيل مرور الحبوب عبر البحر الأسود دون عوائق.

وتتضمن الخطة كذلك تشغيل محطة زاباروجيا النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تقاسم إنتاجها الكهربائي بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة لخفض التوتر حول أكبر منشأة نووية في أوروبا.

إعلان

ويتضمن جانب آخر من الخطة تحديد سقف للجيش الأوكراني لا يتجاوز 600 ألف جندي، وهو ما يُنظر إليه كمحاولة لضبط موازين القوى العسكرية، وتقليص فرص العودة إلى سباق تسلح جديد في المنطقة.

وتقترح المسودة إدراج بند في الدستور الأوكراني يمنع الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى جانب إدخال تعديل في النظام الأساسي للناتو يمنع ضم كييف مستقبلا، من دون أن ينسحب ذلك على تأهيلها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وبشأن الضمانات، تمنح الولايات المتحدة -وفق المسودة- تعهدا أمنيا لأوكرانيا، غير أنه يسقط تلقائيا إذا بادرت كييف إلى مهاجمة الأراضي الروسية، مما يحصر الالتزام الأميركي في إطار دفاعي بحت.

وفي المقابل، تتعهد واشنطن وحلفاؤها برد عسكري منسق وإعادة فرض العقوبات كاملة على موسكو إذا شنّت هجوما جديدا على أوكرانيا، بما يجعل الخطة قائمة على موازنة دقيقة بين الردع والتحفيز.

ترسيخ قانوني

وتطالب الخطة كذلك بأن تعتمد روسيا قانونا داخليا ينص على عدم الاعتداء على أوروبا وأوكرانيا، بهدف ترسيخ الإطار القانوني للالتزام السياسي الذي تروّج له الإدارة الأميركية عبر المسودة.

أما في كييف، فيؤكد الرئيس الأوكراني أنه يدرس الوثيقة التي أعدتها واشنطن، مشيرا إلى أن أي خطة سلام يجب أن توفر "سلاما حقيقيا يحفظ الكرامة"، وهو ما يعكس موقفا حذرا تجاه البنود التي تمنح موسكو مكاسب ميدانية واسعة.

وفي الجانب الأوروبي، يشدد الاتحاد على أنه سيدعم أي مقترح يحقق سلاما عادلا، وأن نجاح الخطة يتطلب مشاركة أوكرانيا والأوروبيين في صياغة تفاصيلها، وعدم الاكتفاء بمفاوضات ثنائية بين واشنطن وموسكو.

ويأتي الموقف الروسي أكثر تحفظا، إذ يشير الكرملين إلى أنه على علم بوجود تعديلات محتملة في الخطة الأميركية، لكنه لم يتلق أي نسخة رسمية، مما يعكس انتظارا لتبلور المقترح قبل إصدار موقف نهائي منه.

وتشير الخطة إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا تدريجيا ودعوة موسكو للعودة إلى مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، وتجميع الأصول الروسية المجمدة في صندوق استثماري تحصل واشنطن على بعض الأرباح منه.

مقالات مشابهة

  • الدفاع الروسية تعلن تحرير مناطق جديدة في أوكرانيا.. و تكشف تفاصيل العملية العسكرية
  • عاجل. كييف وواشنطن إلى سويسرا بحثًا عن مخرج للحرب.. هل منحت خطة ترامب موسكو كل ما تريده؟
  • ملامح خطة ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • خطة ترامب لإنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية وتداعياتها بين موسكو وكييف
  • موسكو تترقب وكييف تلتزم الصمت.. واشنطن تعرض خطة لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية
  • ركيزة للدفاع الأوكراني.. روسيا تسيطر على مدينة جديدة في أوكرانيا
  • البيت الأبيض: ترامب محبط من رفض روسيا وأوكرانيا خطة السلام
  • روسيا تعلن السيطرة على مدينة كوبيانسك في أوكرانيا
  • ترامب يوافق على خطة من 28 بندا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • فقدان 22 شخصًا بعد الضربة الروسية على تيرنوبيل غرب أوكرانيا