جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-05@06:22:12 GMT

ماذا تبقى من إسرائيل حقا؟

تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT

ماذا تبقى من إسرائيل حقا؟

 

معاوية الرواحي
رغم كل الحزن الذي يصول ويجول في الأذهان والأفئدة عمَّا يحد في غزة، ثمّة شيء ما تاريخي يتجلى في كل هذا الخراب، عن الذين يخربون بيوتهم بأيديهم وهكذا يفعلون!

المتطرفون العالميون الصهاينة يدخلون أيامهم الأخيرة، خنجرٌ في اليد ملطخ بدماء الأبرياء، وقلمٌ في اليسار ملطخ بقرارات التجويع، ورأس مليء بالهراء الديمقراطي، وقدمان تسيران للهاوية، وجسد من وهم يتحول كل يوم إلى ظلٍّ لشبح راحل.


لم ينجح مستعمر يوما ما في المكوث في أرض احتلَّها بدون إبادة شعبها الأصلي تماما. إبادته، ودمجه، وتمييع ثقافته، وحصار إعادة ولادته.
وبالنسبة لإسرائيل، التوراتية التي تأتي من كل التاريخ المزوّر والمحرفّ، هذه البدائية، والبربرية، والهمجية، جعلت السابع من أكتوبر شيئا لا يُذكر في المعايير العالمية المزدوجة والمنافقة. حتى تلك الأفضلية الأخلاقية من المنظور الغربي تناثر مهشمةً أمام هذه الحقيقة الإسرائيلية الواضحة. هذه ليست دولة ديمقراطية، وليست دولة تريد البقاء، هذه قاعدة عسكرية للمتطرفين، وحتى وإن كان بها من بها من قليلٍ يتوهم أن البقاء ممكن، ينتصر المتطرفون، ويأخذون بإسرائيل للهاوية.

جرّب معي أن تتخيل قليلا أنك مهاجر يهودي جديد، تصل لإسرائيل قبل عامين، وكل هذا يحدث؟ ألن تشعر بالذعر؟ ألن تشعر أن مقوّمات بقائها كل يوم تتحول إلى صراع رأسمالية، وصناعة أسلحة، وقيادات سياسية محددة، وحرب ابتكار؟ ونعم إسرائيل الآن منتصرة في كل هذا، ولكن السؤال الكبير: هل تستمر الدول المفتعلة في البقاء والحياة إن زالت عنها أهم مكوّناتها المعنوية؟ السلام؟ الرخاء؟ والصداقة؟ والثقة بين الحلفاء؟

ما فرّط به نتنياهو لم تكن المقاومة لتحلم أن تحققه! ما فعله كان كافيا لكي يكون بقاء إسرائيل مرتهنا بمعادلات الاقتصاد والبحث العلمي، وهذه نعم، تصنع قوّة، وتصنع دولا، ولكن الدول إن كانت جديدة فرحلتها الرئيسية هي البحث عن المعنى العميق الجوهري لأبناء ترابها الجدد، أما بطش المهاجرين بسكان الأرض، والانتماء المزدوج والرماد القومي الذي آل إليه الحال، أعاد إسرائيل إلى منطقةٍ تعبت عقودا لكي تنفي عنها حقائقها، دولة نازية، تذهب إلى أبعد ما يكون، ودرعها الأمريكي مشكوك في أمره، والاستقطاب العالمي نجح في أن يجعل إسرائيل موضع سؤال على الأقل وإن لم يكن موضع إجابة حاسمة ومؤثرة.

رغم كل هذا البؤس الذي يحدث، نعم إسرائيل ستبقى، بقوة النظام القانوني العالمي البائس ستبقى، بقوَّة الجيوش وصناعة الأسلحة ستبقى، بقوَّة البطش والبلطجة والجريمة الدولية ستبقى، بكل هذه المعطيات ستبقى، مؤقتا، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، إلى أن تتغير المعادلات الكبيرة، إلى أن تقوّض أمريكا شيئا ما، ويخطئ أحدهم في شيء آخر، إلى أن تهاجر العقول، وتؤسس ما يمكن نسخه وفعله في الصين أو في دولة أخرى، وهُنا ماذا تبقى لإسرائيل؟ بقي احتلال بلا جوهر وطني، وخرافات المتطرفين البدائيين البرابرة، وسمعة ملطخة بالعار والإبادة. ما فعلته في إسرائيل بنفسه لم تكن المقاومة لتحلم أن تحققه ولو بحرب عشرين سنة. 

ما هُدم في غزَّة يمكن أن يبنى، وما مات يولد، ومن يعيش، بقيت له فكرة تحارب الفناء، روح وطن، وشعب، ورحلة تحرير، لعلها لن تتحقق في هذا الجيل، وربما ليس الذي بعده، الهزيمة هي أن تموت هذه الفكرة، وأن تخمد هذه الروح، فماذا حدث في النهاية؟ فلسطين بلا بحث علمي، بلا ابتكار، بلا اقتصاد، ولها في آجلٍ من الزمان أن يحدث لها ذلك، أما إسرائيل، فلديها ما لديها من مقومات الدولة الحديثة، والسؤال؟ ماذا تبقى من جوهر الدولة المعنوي؟ قواعد عسكرية، ومكاتب رأسمالية، ومختبرات، ومخابرات، كُل شيء اسمه دولة، ولا شيء اسمه وطن!

والله غالب على أمره.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تعتبر استمرار احتلال إسرائيل للجولان السوري غير قانوني

صراحة نيوز-أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري وضمّه غير قانوني مطالبة بانسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من حزيران 1967.

وقد صوتت لصالح القرار 123 دولة، فيما عارضته إسرائيل وست دول، وامتنعت 41 دولة عن التصويت.

ويشير القرار إلى أن فرض إسرائيل لقوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل منذ 14 كانون الأول 1981 “باطل ولاغٍ ولا شرعية له على الإطلاق”. كما يؤكد على مبدأ عدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة، ويشدد على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وبناء المستوطنات يشكلان عائقًا أمام تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.

أشاد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي بالتصويت، واعتبره حدثًا مهمًا يعكس نجاح الدبلوماسية السورية وانخراطها الفاعل مع المجتمع الدولي، حيث دعم القرار أكثر من 26 دولة مقارنة بالعام الماضي.
وأكد أن المحادثات مع إسرائيل لم تتطرق إلى مصير الجولان، مؤكّدًا أن الجولان أرض عربية سورية وأن الموقف السوري ثابت تجاه هذه القضية.

كما أعربت وزارة الخارجية السورية عن امتنانها للدول التي صوتت لصالح القرار، مشيرة إلى ارتفاع عدد الدول المؤيدة من 97 العام الماضي إلى 123 هذا العام، ما يعكس “الدعم الكبير لسوريا الجديدة وموقفها الوطني والمبدئي المتمسك بالجولان السوري المحتل”. وأكدت الوزارة أن انخراط سوريا في المحادثات التقنية حول الأمن لا يعني التنازل عن حقوقها في الجولان، بل يعكس التزامها الدائم بالحشد الدولي لدعم موقفها.

مقالات مشابهة

  • ميك والاس: إسرائيل دولة فصل عنصري تقتل الأطفال يوميًا
  • إسرائيل تعلن هوية آخر رفات تسلمتها.. تبقى واحدة
  • أول محادثات مباشرة بين إسرائيل ولبنان منذ عقود.. ماذا جرى؟
  • الأمم المتحدة تعتبر استمرار احتلال إسرائيل للجولان السوري غير قانوني
  • معادلة الحدود.. كيف تقرأ إسرائيل مصادر التهديد وتنتقي خصومها؟
  • ترامب: من المهم جدا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا
  • دولة على الورق؟.. ماذا تبقى من مساحة فلسطين التاريخية؟
  • سوريا.. أول رد رسمي على قرار الجولان بمجلس الأمن ضد إسرائيل
  • 123 دولة أيّدت القرار | الأمم المتحدة تدعو إسرائيل للانسحاب من «الجولان».. وسوريا تشكر مصر
  • نتنياهو: مصرون على أن تبقى إسرائيل آمنة من أي هجوم بري من المناطق الحدودية