بالماء الساخن أم البارد؟ ما درجة الحرارة المثلى للاستحمام؟
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
قد يبدو الاستحمام نشاطًا يوميًا بسيطًا، لكنه في الحقيقة يحمل تأثيرات صحية دقيقة تعتمد بشكل كبير على درجة حرارة الماء. فبين من يجد راحته تحت الماء الساخن، ومن ينعش حواسه بالبارد، يختلف أثر هذه العادة اليومية باختلاف أهداف الاستحمام والحالة الجسدية.
سواء كان هدفك من الاستحمام هو التعافي من الإجهاد أو الحمى، أم العناية بصحة شعرك وبشرتك، فإن تحديد درجة حرارة الماء المناسبة يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الفائدة وتجنب الضرر.
فهل الأفضل اختيار الدفء المريح أم الانتعاش البارد؟ وكيف يمكن ضبط حرارة الماء لتحقيق أفضل تأثير دون الإضرار بالجسم؟
عند الإصابة بالحمى أو المرض
وفقا لما ذكره موقع فري ويل هيلث، ينصح الأطباء باستخدام ماء دافئ بدرجة لا تزيد عن 40.5 درجة مئوية في حالة الإصابة بالحمى. ذلك لأن الماء الفاتر يساعد على تهدئة الجسم وتحفيز النوم، مما يعزز مناعة الجسم في مقاومة الفيروسات.
أما الاستحمام بماء بارد (أقل من 30 درجة مئوية)، أو الجلوس في حمام ثلجي في محاولة لخفض الحرارة، فقد يأتي بنتائج عكسية. فالجسم يبدأ في الارتجاف لإنتاج حرارة، مما يُجهد الجهاز المناعي بدلًا من مساعدته.
لشعر صحي ولامعاستخدام ماء فاتر تتراوح حرارته بين 30 و35 درجة مئوية عند غسل الشعر يساعد في الحفاظ على الحاجز الطبيعي للرطوبة ويمنع فقدان الزيوت الأساسية. ووفقًا لدراسة نُشرت في "مجلة الأمراض الجلدية التجميلية"، فإن غسل الشعر بماء ساخن تتجاوز حرارته 40 درجة مئوية يؤدي إلى إزالة هذه الزيوت، مما يُسبب جفاف الشعر وفقدان اللمعان، ويُسرّع من تلاشي لون الصبغة، خاصة لدى من يستخدمون صبغات الشعر بشكل منتظم.
أما الماء البارد (أقل من 30 مئوية)، فيُساعد على شد الطبقة الخارجية للشعر وإضفاء مظهر لامع، لكنه لا ينبغي أن يُستخدم بشكل مفرط حتى لا يُجفف فروة الرأس.
في حالات الالتهاب أو حروق الشمس، يُوصي الخبراء، باستخدام ماء بارد معتدل يتراوح بين 20 و25 درجة مئوية أو كمادات باردة. فذلك يُقلل من الالتهاب والاحمرار الناتج عن التعرض لأشعة الشمس.
إعلانفي المقابل، يؤدي الماء الساخن إلى توسّع الأوعية الدموية، مما يزيد من حدة الالتهاب ويبطئ الشفاء. تجنب استخدام أي ماء تتجاوز حرارته 37 درجة مئوية عند التعامل مع البشرة المتضررة.
لتخفيف آلام العضلاتيلجأ العديد من الرياضيين إلى الحمامات الباردة كوسيلة فعّالة للتعافي بعد التمارين. ووفقًا لمراجعة منهجية نُشرت في مجلة "إنترناشيونال جورنال أوف سبورتس ميديسن) شملت 20 دراسة، فإن الانغماس في ماء بارد بدرجة حرارة تتراوح بين 10 و15 مئوية بعد النشاط البدني يساعد على خفض مستويات إنزيم كرياتين كيناز وحمض اللاكتيك، وهما من العلامات الدالة على تلف العضلات.
وتُعرف هذه الطريقة باسم "الانغماس في الماء البارد" (Cold Water Immersion)، وتُستخدم للحد من الالتهابات وتعزيز التعافي وتحسين الأداء الرياضي
قد يُساعد الاستحمام بماء دافئ (حوالي 37 إلى 40 درجة مئوية) في تخفيف الصداع الناتج عن التوتر العضلي، بحسب ما أورده موقع فيري ويل هيلث. فالحرارة تُرخي العضلات وتُحسن تدفق الدم، مما يُقلل الضغط العصبي المرتبط بالصداع.
كيف تعرف أن حرارة الماء غير مناسبة؟إن كان الماء ساخنا جدا (أعلى من 41 درجة مئوية).
احمرار الجلد أو تغير لونه. حكة ناتجة عن إفراز الهيستامين (مركب يفرزه الجسم كجزء من استجابته التحسسية). بثور أو تقشر. الشرى الجلدي خاصة لدى أصحاب البشرة الحساسة. ازدياد وضوح الكلف عند المصابين بتصبغات. دوخة أو انخفاض ضغط الدم، وهو ما قد يكون خطرًا على مرضى القلب. إن كان الماء باردا جدا (أقل من درجة 20 مئوية) ارتجاف شديد – مؤشر على انخفاض حرارة الجسم. صعوبة في التنفس أو لهاث مفاجئ. تحوّل لون الشفاه وأطراف الأصابع إلى الأزرق. خدر في اليدين والقدمين. ارتفاع ضغط الدم أو دقات القلب. تشوش ذهني أو إرهاق عام، خاصة عند البقاء لفترة طويلة في الماء البارد. ما درجة الحرارة المثالية للاستحمام؟يرى الأطباء أن الماء الفاتر هو الأفضل في أغلب الحالات. ويوضح دكتور ديفيد أنوليك لمجلة فوغ أن درجة حرارة الماء المثالية تتراوح بين 36.5 إلى 40.5 درجة مئوية، وهي قريبة من حرارة الجسم الطبيعية.
الفاتر مع لمسة من البرودةرغم أن الحمام الساخن مغرٍ خاصة في الأيام الباردة، إلا أن أطباء الجلدية مثل دكتور كارل ثورنفلدت يؤكدون أن الإفراط في استخدام الماء الساخن يضر بالبشرة ويُجردها من زيوتها الطبيعية.
بدلا من ذلك، يُوصي ببدء الحمام بماء دافئ، ثم خفض درجة الحرارة تدريجيا إلى 25–28 درجة مئوية في الثواني الأخيرة. هذه "الرشّة الباردة" تعزز الدورة الدموية، وتُحسّن مظهر الجلد، وتُنشّط الجسم دون المخاطر المرتبطة بالماء البارد أو الساخن المفرط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الماء الساخن الماء البارد حرارة الماء درجة مئویة درجة حرارة
إقرأ أيضاً:
ما هي أفضل درجة حرارة لتشغيل المكيف خلال صيف ليبيا؟
مع اشتداد حرارة الصيف في مختلف المدن الليبية، تتزايد الحاجة إلى استخدام أجهزة التكييف بشكل مستمر، سواء في المنازل أو أماكن العمل.
لكن السؤال الأهم الذي يتردد كثيرًا: ما هي الدرجة المثلى لتشغيل المكيف بحيث تحقق الراحة وتُحافظ على كفاءة استهلاك الطاقة في آنٍ واحد؟.
ما هي الدرجة المثالية؟
وفقًا لتوصيات منظمات دولية وخبراء طاقة معتمدين، تُعد درجة الحرارة بين 24 و26 درجة مئوية هي الأنسب للاستخدام اليومي خلال الصيف، وهي تضمن توازنًا مثاليًا بين الراحة الجسدية وتوفير استهلاك الكهرباء.
لماذا هذه الدرجة بالتحديد؟
تمنح إحساسًا بالبرودة دون التسبب في صدمة حرارية عند الانتقال من الخارج إلى الداخل. تقلل من الضغط على المكيف، مما يُطيل عمره الافتراضي. • تساهم في خفض فاتورة الكهرباء بنسبة قد تصل إلى 10–15% مقارنة بضبط المكيف على درجات منخفضة جدًا. كما يُوصى بألّا يزيد فرق درجة الحرارة بين الداخل والخارج عن 10 درجات مئوية، وذلك لتجنّب الإرهاق الحراري أو الإصابة بنزلات البرد أو اضطرابات الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.ليبيا ودرجات الحرارة المرتفعة:
ليبيا تُعد من أكثر الدول حرارة على مستوى العالم، بل إن منطقة العزيزية غرب طرابلس سجّلت إحدى أعلى درجات الحرارة المُوثقة عالميًا، حيث بلغت 136.4 فهرنهايت (ما يعادل 58 درجة مئوية)، وذلك في 13 سبتمبر 1922، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قبل أن تُعاد مراجعتها لاحقًا لكنها لا تزال تُشير إلى مناخ ليبيا القاسي.
تنوع أجهزة التكييف في السوق الليبي:
يمتاز السوق الليبي بتوافر أنواع متعددة وأحجام متنوعة من أجهزة التكييف، ومن علامات تجارية محلية وعالمية معروفة. ويُعزى هذا التنوع إلى انفتاح السوق وغياب الرسوم الجمركية والضرائب على هذه السلع، مما جعل الأسعار منخفضة نسبيًا مقارنة بالأسواق المجاورة. وقد أسهم ذلك في انتعاش حركة المبيعات داخليًا بل وامتدادها أحيانًا إلى خارج الحدود الليبية، عبر التصدير غير الرسمي أو إعادة البيع في دول مجاورة.
توصيات خاصة لظروف البلاد:
في المدن الساحلية مثل طرابلس، بنغازي، ومصراتة، حيث ترتفع نسبة الرطوبة، يُنصح باستخدام خاصية “الوضع الجاف” (Dry Mode) إن توفرت، فهي تساعد على تقليل الرطوبة داخل الغرفة وتخفيف الشعور بالحرارة دون الحاجة إلى خفض درجة الحرارة بشكل كبير. خلال فترات الغياب عن المنزل، يُفضّل رفع درجة الحرارة إلى 28 أو 29 درجة مئوية، مما يقلل من استهلاك الطاقة ويحافظ على التوازن الحراري داخل المنزل. أثناء النوم، يُنصح بضبط المكيف على 26 أو 27 درجة مئوية أو تفعيل وضع النوم (Sleep Mode) لتوفير طاقة إضافية وضمان راحة مستمرة.نصائح إضافية:
التأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام أثناء تشغيل المكيف. • استخدام المراوح الداخلية لتوزيع الهواء البارد بفعالية. تنظيف فلاتر المكيف بشكل دوري لتحسين جودة الهواء وكفاءة الأداء. تجنّب ضبط المكيف على درجات أقل من 22 مئوية لفترات طويلة، لتقليل الاستهلاك غير الضروري للطاقة